همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 وقفات مع غزوة تبوك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

وقفات مع غزوة تبوك Empty
مُساهمةموضوع: وقفات مع غزوة تبوك   وقفات مع غزوة تبوك Emptyالسبت فبراير 27, 2016 10:58 am

وقفات مع غزوة تبوك
نتائج غزوة تبوك
غزوة تبوككانت لغزوة تبوك نتائج عديدة لعل أهمها سيطرة المسلمين سيطرة كاملة على شمال الجزيرة العربية، وكان من نتيجتها أن سقطت هيبة الرومان وأعوانهم، وهذا سَهّل فيما بعد الفتوح الإسلامية في بلاد الشام.

الرجوع إلى المدينة ومحاولة اغتيال النبي
قرر رسول الله أن يرجع إلى المدينة، وكان رجوعه هذا في 26 رمضان سنة 9هـ، ولقد كان هناك محاولة لقتله من قِبَل المنافقين، وذلك عند منطقة العقبة، ولكن كان بصحبته حذيفة بن اليمان، وعمار بن ياسر ، ودافَعَا عن رسول الله ، وهرب المنافقون دون أن يتبين الصحابيان الجليلان ملامحهما؛ وذلك لأنهم كانوا ملثمين، ومع أن الرسول عرفهم عن طريق الوحي، إلا أنه لم يقم عليهم حدًّا، ولم يأمر قبائلهم بالإتيان بهم، وذلك -أولاً- لكي لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه.

وثانيًا: لأنه لا يملك بينة على أنهما هما اللذان حاولا قتله، والبينة المقصودة هنا هي البينة الشرعية، وليس البينة عن طريق الوحي، وذلك مثل دليل مادي أو قرينة أو شهادة شهود. وكل ذلك ليعلمنا ألا نقيم حدًّا أو حكمًا على أحد إلا ببينة، وأنه إن لم تكن معنا بينة فيكفي المدَّعَى عليه أن يحلف أنه لم يفعل ليصدق، ولا شك أن المنافقين سيحلفون على الكذب، ولذلك فالقاعدة الشرعية ستطبق في منتهى العدل، وهي عدم إقامة الحكم بدون بينة.

يقول رسول الله -فيما رواه الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده-: "الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ".

وعند الدارقطني عن أبي هريرة: "وَالْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، والْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ، إِلاَّ فِي الْقَسَامَةِ".

ولا أعتقد أن هناك مستوى من العدل في أي دولة من دول العالم أرقى من هذا المستوى الذي رأيناه في موقف رسول الله ، وهو يتجاوز عن اعتقال أو إيذاء مجموعة يعلم علمًا يقينيًّا أنهم دبروا محاولة لاغتياله؛ لأنه لا يملك أدلة قوية تدينهم، وتثبت الجريمة عليهم.

وقفة مع تبوك
وصل رسول الله إلى المدينة المنورة بسلام، ولا بد لنا من وقفة:

أين القتال الضروس الذي تخيله المسلمون يوم خرجوا؟!

أين الفتنة الرهيبة التي توقعها الخارجون في سبيل الله؟!

أين الامتحان الدقيق الذي سيُخْتبر فيه الصادق والكاذب، والمؤمن والمنافق؟!

ألم نَقُل أن تبوك امتحانٌ عسير للمسلمين؟

الواقع أن الامتحان تم بالفعل، ولكنه تم في المدينة المنورة على بُعد 700 كم من المكان المتوقع للامتحان.

لم يكن الامتحان في تبوك كما توقع الجميع، ولكن كان الامتحان في المدينة قبل الخروج.

لقد كان الامتحان هو القدرة على أخذ قرار الجهاد، فالذي تغلب على نفسه، وعلى ظروفه، وعلى شهواته، وعلى المعوقات التي في حياته، وعلى شياطينه، وعلى أقاويل المرجفين، الذي تغلب على كل ذلك، وأخذ قرار الجهاد، نجح يوم أخذ هذا القرار، حتى وإن لم يحدث بعد ذلك جهاد، والذي فشل في الاختبار هو الذي هُزم داخليًّا، فلم يستطع أن يخرج من أزمته النفسية، ومن جُبنه المقعِد.

قد تكون نجاتك في قرار تأخذه، فإن أخذته كفاك الله ما كنت تتوقع من مصائب، وإيذاء، وألم.. {وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ القِتَالَ} [الأحزاب: 25].

أخذت الغزوة بكاملها ذهابًا وإيابًا شهرًا واحدًا، أو أربعين يومًا على أكثر تقدير، ومرت الفترة العصيبة كما مرت شهور كثيرة قبل ذلك، ونُسيت آلامها وتضحياتها مع مرور الوقت، ولكن بقيت دروسها وفوائدها وعظاتها، وأعظم من كل ذلك بقي أجرها لمن بَذَل وقدّم. ونسأل الله الثبات عند الفتن.

الوصول إلى المدينة واعتذار المخلفين
وعندما وصل الرسول إلى المدينة، وعرف الناس الآثار الحميدة، والنتائج العظيمة لهذه الغزوة المباركة، جاء إليه كل من تخلف عن الجهاد بغير عذر ليعتذر له، وكان المعتذرون فريقين في الأساس:

الفريق الأول: هو فريق المؤمنين الصادقين الذين تخلفوا عن الجهاد بغير عذر، وذلك كهفوة عابرة، وخطأ غير متكرر، وهؤلاء لم يقبل رسول الله اعتذارهم حتى ينزل فيهم وحي من رب العالمين، ونزل الوحي بعد ذلك بمقاطعة هؤلاء عقابًا لهم، وتحذيرًا لكل المسلمين أن يقعوا في خطئهم.

وكان هؤلاء هم الثلاثة الذين تحدث عنهم القرآن، وهم: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع ، وقد كانت هذه المقاطعة لمدة خمسين ليلة كاملة، ثم تاب الله بعد ذلك عليهم، وأوقفت المقاطعة.

الفريق الثاني: هو فريق المنافقين سواء من أهل المدينة، أو من الأعراب حول المدينة، وهؤلاء جاءوا يحلفون أنهم كانوا معذورين، ويعدون بأنهم سيخرجون مع المسلمين في أي قتال قادم، وهؤلاء كان يقبل منهم رسول الله الاعتذار، ويجري الأمور على ظاهرهم، ولم يقم عليهم أي تعذير من أي نوع لأنه كان يرى أنهم لا أمل فيهم؛ لأن قلوبهم فاسدة وأعينهم لا تبصر، وبالتالي فالتعذير لا -ولن- يأتي بنتيجة معهم، فلا داعي له.

وبنهاية قصة تبوك علم العرب جميعًا أنهم لا طاقة لهم بالدولة الإسلامية التي فرت منها جيوش الرومان، وجيوش حلفائهم، وعلم الجميع أن الذي ثبت أقدام هذه الدولة ليس دينًا من صناعة رسول الله بل هو دين سماوي رباني، وعلموا أن هناك قوة فوق البشر هي قوة رب العالمين I تنصر هذا الدين، وتعز شأنه، وترفع رايته، وتقهر عدوه، وتكشف كيد الماكرين به.

عام الوفود
عندما عُلم كل ذلك جاءت الوفود من كل حدب وصوب، من كل أنحاء الجزيرة العربية لتعلن إسلامها بين يدي رسول الله ، ولتعلن انقيادها للدولة الإسلامية، ولتعلن تبعيتها للدين الجديد.

جاءت الوفود بكثرة عجيبة حتى عرف العام التاسع من الهجرة، وهو العام الذي تمت فيه غزوة تبوك بعام الوفود.

جاء وفد بني عبد القيس، ووفد بني حنيفة، ووفد أهل نجران النصارى، ووفد بني عامر، ووفد طيِّئ، ووفد أهل اليمن بشتى قبائلهم، ووفد كِندة، ووفد بَجيلة، ووفد بني أسد، ووفد بني عبس، ووفد بني مُرّة، ووفد بني ثعلبة، ووفد بني كلاب، ووفد باهلة، ووفد كِنانة، وغيرهم، وغيرهم.

وجاء أيضًا في هذه الفترة وفد ثقيف، وأشرنا إليه من قبل عند حديثنا عن غزوة الطائف، وما أعقبها من أحداث.

لقد أعلنت الجزيرة العربية بكاملها إسلامها، وقَرَّت عين رسول الله برؤية هذه الفتوحات الجليلة والآثار النبيلة، وكانت هذه أعظم أمنياته، وأجلّ أحلامه، فإنه عاش فقط لتبليغ رسالة ربه، وإخراج الناس من الكفر إلى الإيمان، وها هو يرى ثمار جهده، وبذله، وتعبه، فما أعظمها من جائزة! وما أسعدها من خاتمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
وقفات مع غزوة تبوك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غزوة تبوك فضح المنافقين
» مقدمات غزوة تبوك
»  غزوة ودان وهي غزوة الأبواء
» غزوة الخندق (غزوة الأحزاب)
» الجيش الإسلامي يتوجه إلى تبوك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: