غزوة تبوك.. فضح المنافقين
غزوة تبوك فضحت المنافقين وأظهرت كيدهم للإسلام, وجاءت لتميز الصف المسلم وتقوم بتمحيصه من أصحاب النفوس المريضة والمنافقين وطلاب الدنيا, وكانت الأجواء المحيطة بغزوة تبوك في غاية الصعوبة فما أسباب ذلك؟ وكيف تم تجهيز الجيش؟ وكيف كانت مسيرة الجيش إلى تبوك؟
المكان: تبوك - الشام
الموضوع: الرسول يقود المسلمين لحرب الروم في آخر الغزوات النبوية.
الأحداث:
إن من أعظم حكم الابتلاء الواقع على أمة الإسلام عبر العصور هو تميز الصف المسلم وتمحيصه من أصحاب النفوس المريضة والمنافقين وطلاب الدنيا ذلك لأن المسلمين إذا كانوا دائمًا ظاهرين قاهرين لعدوهم دخل في صفهم من ليس منهم ولا على طريقتهم وهؤلاء الدخلاء على اختلاف أنواعهم "منافقين -طلاب دنيا- أصحاب أهواء وشهوات"..
إذا دخلوا الصف وبقوا فيه على المدى الطويل يفسدون الصف ويكونون سبب التفرق والتشرذم, فهم تمامًا كالداء الكامن داخل الصف والأوساخ على الثوب الأبيض والأكدار التي تعكر صفو الماء الرائق إذا لم يتم التخلص منهم أولاً بأول فإن العاقبة منهم وخيمة والابتلاء يضمن تطهيرًا ذاتيًّا دائمًا للصف المسلم وصدق الحق عندما قال: {مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيّبِ} [آل عمران: 179], وكلما كان الابتلاء كبيرًا وعريضًا كلما بان الخبيث من الطيب, وأيضًا كلما توحدت الأمة المسلمة وهذا هو الجانب المشرق في هذه القضية, وصفحتنا تلك عن آخر غزوات النبي والتي أسفرت عن تمحيص الصف المسلم وذلك من حكمة الله في آخر حياة النبي ليلقى الله وهو مطمئن على أمته.
كان فتح مكة فرقانًا بين عهد التكوين وعهد التمكين فبعد فتح مكة لم يبق بعدها مجالاً للشك في الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجًا وعظم شأن الإسلام جدًّا وهذا أوغر صدور أعداء الإسلام في شتى بقاع الأرض وعز على الشيطان أن يرى المسلمين يجنون ثمار كفاحهم الطويل والشاق والتي روَوْها بدمائهم ومهجهم فسول لكل عدو ومتربص بالإسلام أن يبادر بالعداوة ويجاهر بالسوء..
وبدون أي مبرر تعرضت للمسلمين أكبر قوة عسكرية ظهرت على وجه الأرض وقتها وهم الرومان, فبعد الصدام الدامي مع المسلمين في موقعة مؤتة سنة 8هـ وما أسفرت عنه من انتصار مدوي للمسلمين, لم يغب عن ذهن هرقل ضرورة رد الهزيمة بعمل عسكري ضخم وقوي يخضد شوكة المسلمين المتنامية قبل أن يستفحل خطرها وتهدده في عقر داره فأعد هرقل جيشًا عرمرمًا ضخمًا من الرومان والعرب الغساسنة..
وترامت الأخبار للرسول والمسلمين في المدينة بحشود الرومان وأنها قد وصلت لأرض البلقاء بالشام وقيل: إن سبب الغزوة غير ذلك وهو نزول الأمر الإلهي:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123], وكان الروم في الشام أقرب الناس إليهم وأولى الناس بالدعوة؛ لأنهم أهل كتاب, فعزم رسول الله على جهادهم, وقيل أيضًا: إن سبب الغزوة هو قول اليهود للنبي : "يا أبا القاسم إن كنت صادقًا أنك نبي فالحق بالشام, فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء", فنوى رسول الله غزو الشام, والأرجح والأشهر من هذه الأسباب الأول كما سيظهر من سياق الأحداث.
تجهيز الجيش:
كانت الأجواء المحيطة بهذه الغزوة في غاية الصعوبة وهذا لأسباب منها:
1- قوة العدو, فالرومان كانوا أكبر قوة عسكرية على وجه الأرض وقتها, هذا بالإضافة لكونهم موتورين على المسلمين راغبين في الثأر لهزيمتهم المدوية في مؤتة.
2- كان الوقت في الصيف والحرارة شديدة خاصة في الصحراء والمسافة بعيدة والطريق وعرة صعبة.
3- كان الناس وقتها في عسرة وجدب من البلاء وقلة من الظهر, هذا بالإضافة أن الوقت كان وقت حصاد الثمار وكان الناس يحبون أن يمكثوا في ثمارهم وظلالهم.
4- توارد الأخبار المتلاحقة بأعداد الجيوش الرومية وتحركها صوب المدينة ونزولها بأرض البلقاء, لذلك ولما سبق قرر الرسول اتخاذ قرار سريع وحاسم بإعداد العدة لغزو الروم قبل أن يهجموا هم على المسلمين في المدينة فيقع المسلمون بين شقي الرحى الروم من ناحية والمنافقون من ناحية أخرى, وكان رسول الله إذا أراد الغزو لم يصرح بجهة الغزو من قبل الخدعة الحربية, أما في هذه المرة ولخطورة الموقف وشدة عسرته صرح الرسول وأعلن أنه يريد لقاء الرومان في أرضهم ليكون الناس على بينة من أمرهم ويتأهبوا تمامًا لخصم قوي وعنيد.
قام رسول الله في الناس خطيبًا ليحثهم على الإنفاق في سبيل الله وتجهيز جيش العسرة وقال: "من جهز جيش العسرة غفر الله له" فانبرى الناس وتسارعوا في الصدقة وكان هذا اليوم يوم عثمان الذي تصدق بمائتي بعير ومائة فرس وألف دينار ذهبي, فقال له الرسول: "ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم", وجاء أبو بكر بماله كله, وجاء عمر بنصف ماله, وتصدق عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقية فضة, وغيرهم كثير جاءوا بحسب طاقتهم وقدرتهم على النفقة, وأثناء ذلك بلغ رسول الله أن ناسًا من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودي يثبطون الناس عن الغزو ويتعللون لهم بالحر وشدة العدو وجني الثمار, فأرسل إليهم الرسول طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه وأمره أن يحرق عليهم بيت اليهودي ففعل طلحة ذلك, فارتدع المنافقون عن كيدهم وغيهم.
ورغم تسارع الناس بالإنفاق لتجهيز جيش العسرة إلا أن النفقة قد قصرت عن هذا الجيش الكبير والذي لم يخرج المسلمون في مثله حيث بلغ تعداده ثلاثين ألفًا, هذا غير الذين تخلفوا عن هذه الغزوة والذين لم يجدوا ما ينفقونه ولم يكن عند رسول الله ما يعطيهم وهم البكاءون الذين ورد ذكرهم في القرآن وهم من بني مزينة, ومن المواقف الرائعة لهؤلاء البكائين أن أحدهم وهو علبة بن زيد خرج للمسجد وصلى الليل طويلاً ثم بكى ورفع يديه مناجيًا ربه: "اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها في مال أو جسد أو عرض", فلما أصبح وصلى مع النبي قال النبي: "أين المتصدق هذه الليلة؟", فلم يقم أحد, ثم قال: "أين المتصدق فليقم", فقام فأخبره فقال الرسول: "أبشر فوالذي نفسي بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة", وهكذا تجهز الجيش واستعمل الرسول على المدينة محمد بن مسلمة, وقيل: سباع بن عرفطة وخلف على أهله علي بن أبي طالب وخرج المسلمون في ثلاثين ألفًا ولم يتخلف عن هذه الغزوة إلا أناس على أربعة أقسام:
- مأمورون مأجورون كمحمد بن مسلمة وعلي بن أبي طالب.
- معذورون وهم الضعفاء والمرضى والمقلون وهم البكاءون.
- عصاة مذنبون تاب الله عليهم وهم الثلاثة الذين خلفوا وأبو لبابة وأصحابه.
- ملومون مذمومون وهم المنافقون.
وخرج النبي يقود هذا الجيش الكبير يوم الخميس غرة شهر رجب سنة 9هـ طالبًا تبوك والتي تقع على بعد اثنا عشر مرحلة من المدينة وكان الثلاثة والأربعة والأكثر من ذلك يتعاقبون البعير الواحد مما جعل هذه المسافة تقطع في أكثر من المعتاد.
مسيرة الجيش إلى تبوك:
كانت مسيرة الجيش شاقة جدًّا فالعدو بعيد والحر شديد, حتى إن العطش كاد أن يقتلهم حتى إن الرجل لينحر بعيره, فيشرب ما في كرشه, فإن لم يجد فيعصر فركه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده, فقال عمر: يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرًا فادع الله لنا, قال الرسول: "أتحب ذلك؟", قال نعم, فرفع الرسول يده فلم يرجعهما حتى نزل المطر عليهم فسقوا وارتووا, ثم أشار عليه عمر فقال: يا رسول الله لو جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها فجاء الناس بأزوادهم, فبارك عليها الرسول حتى ملأ الزاد والطعام كل المعسكر.
ضلت ناقة الرسول ببعض الطريق فخرج بعض أصحابه في طلبها فقال أحد المنافقين وهو زيد بن اللصيت: أليس محمد يزعم أنه نبي يخبركم خبر السماء وهو لا يدري أمر ناقته, فلما علم النبي ذلك عن طريق الوحي قال: "إني والله ما أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها وهي في الوادي قد حبستها الشجرة بزمامها فانطلقوا فجاءوا بها".
أثناء السير مر الجيش الإسلامي على حجر ثمود فنزل الجيش عندها فاستقى الناس من بئرها وطبخوا منه وعجنوا عجينهم, فقال لهم الرسول : "لا تشربوا من مياهها ولا تتوضئوا منه للصلاة, وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئاً", وأمرهم أن يشربوا ويتزودوا من بئر ناقة صالح ورأى بعض أصحابه قد دخلوا ديار ثمود ينظرون ما فيها فقال لهم: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين, فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم" وتقنع بردائه وهو على الرحل.
لما نزل الرسول والصحابة أحد المنازل ليبيتوا قال لهم الرسول: "لا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له", ففعل الناس ذلك إلا رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته وخرج الآخر في طلب بعير له, فأما الأول فجن, وأما الآخر فحملته الريح حتى ألقته بجبل طيء فلما علم الرسول قال: "ألم أنهكم أن يخرج رجل إلا ومعه صاحب له", ثم دعا للذي أصيب فشفي, وأما الآخر فإن طيئًا أهدته إلى رسول الله حين رجل إلى المدينة.
قبل الوصول إلى تبوك أخبرهم الرسول بأنهم يأتون تبوك من يوم غد وأمرهم أن من سبق إليها لا يمس من بئر تبوك شيئًا فلما جاءوها سبق رجلان من المنافقين إليها وأخذا من ماء البئر, فلما علم النبي دعا عليهما وسبهما ثم غسل الرسول فيها وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس كلهم ثم قال الرسول لمعاذ: "يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جفانا" وقد كان.
نزل رسول الله والمسلمون تبوك فمكثوا فيها عشرين ليلة تقريبًا لم يأتهم فيها أحد من الروم الذين ألقى الله في قلوبهم الرعب الشديد فلم يجرؤ أحد منهم على الالتقاء مع المسلمين وتفرقت جيوشهم داخل بلادهم, وعندها أدرك المتحالفون مع الروم أن أسيادهم القدامى قد ولت أيامهم فأقبلوا على مصالحة المسلمين, فجاء "يحنة بن رؤبة" صحاب مدينة إيلة فصالح الرسول وأعطاه الجزية وكذلك أهل حرباء وأدزح وتم أسر ملك دومة الجندل 'أكيدر دومة' ودفع الجزية, وكانت الفترة التي قضاها المسلمون في تبوك لتثبيت أقدامهم في المنطقة وإرساء السمعة العالمية التي اكتسبها المسلمون بإفزاع الروم أقوى جيوش الأرض وقتها وبعدها قرر الرسول الرجوع.
عودة الجيش:
بعد أن تم للرسول ما أراد من تثبيت أركان هيبة الدعوة الإسلامية في تلك البلاد قفل راجعًا إلى المدينة وأثناء رحلة الرجوع حدث أمر عظيم كاد أن يغير مسار الأمة الإسلامية بأسرها لولا فضل الله علينا وعلى الناس أجمعين, حيث حاولت مجموعة من المنافقين مكونة من اثنا عشر رجلاً من أئمة النفاق قتل النبي , وذلك أن مناديًا من قبل الرسول نادى في الناس أثناء السير: "أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع عليكم فإن رسول الله قد أخذ ثنية العقبة", وكان مع النبي حذيفة وعمار يقودان ناقته, فهجمت مجموعة من المنافقين من الخلف وهي تريد طرح الرسول من على ناقته ثم الفتك به, فغضب الرسول وأمر حذيفة أن يردهم فاستدار حذيفة كالأسد الجسور وتصدى وحده للاثنى عشر وضرب وجه رواحل المنافقين ففروا جميعًا هاربين ودخلوا مع عامة الجيش وعرفهم النبي وصرح بأسمائهم لحذيفة الذي عرف بعد ذلك بصاحب السر, ولما علم الصحابة بما جرى قالوا للنبي: "يا رسول الله أولا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ فقال: "لا أكره أن تحدث العرب بينها أن محمدًا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم".
واصل رسول الله رحلة العودة وفي الطريق قال أحد المنافقين لرفقائه في السفر: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أكذبنا ألسنة وأرغبنا بطونا وأجبننا عند اللقاء, فوافقه منافق مثله وقال آخر وكان مؤمنًا: إني أخشى أني نزل فينا قرآنًا, وبالفعل أطلعه رسول الله على الأمر عن طريق الوحي ونزل فيهم القرآن من سورة التوبة, وجاء المنافق يعتذر للنبي وقد تعلق برحل ناقة النبي يرجوه المغفرة والعذر, ورسول الله لا يلتفت إليه, ويقول له: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66], والمنافق يقول له: يا رسول الله, إنما لقطع الطريق وكنا نخوض ونلعب.
قبل أن يدخل النبي المدينة أرسل اثنين من الصحابة وهما مالك بن الدخشم ومعن بن عدي ليحرقا المسجد الذي بناه المنافقون ليكون وكرًا للتآمر والكيد بالإسلام والمسلمين, وهو ما يعرف في السيرة باسم مسجد الضرار, وقصة هذا المسجد أن أبا عامر الفاسق كان راهبًا من أهل المدينة على دين النصرانية وكان يعلم أن هذا الزمان زمان نبي فترهب وتنسك أملاً أن يكون هو النبي, ولما خاب ظنه وظهر دين الإسلام وجاء النبي للمدينة ودعاه للإسلام فلم يقبل اللعين رغم علمه بصدق النبي ثم خرج اللعين ولحق بهرقل بعد غزوة أحد ومكث عنده فترة يراسل المنافقين في المدينة يعدهم ويمنيهم وأمرهم بأن يبنوا مسجدًا على غرار مسجد قباء ليكون مقرًّا للعمليات ضد الإسلام ووكرًا للدسائس والإشاعات المغرضة وإثارة الشبهات على الإسلام والمسلمين..
وقد انتهوا من بنائه قبيل الخروج لتبوك ودعوا رسول الله للصلاة فيه حتى يعطوه الصبغة الشرعية والرسمية فلا يستطيع أحد أن ينكر عليهم بعدها ولكن الله عصم نبيه من الصلاة في هذا المسجد وأوحى لنبيه بحقيقة الأمر فأمر بإحراقه, واختيار مالك بن الدخشم من النبي في منتهى الفطنة؛ ذلك لأن الناس شكوا في مالك بن الدخشم وظنوه من المنافقين وهكذا أحبط الله كيد المنافقين.
بعد أن دخل النبي والمسلمون المدينة جاءه المنافقون ليعتذروا عن تخلفهم عن الغزوة وحلفوا له كذبًا فقبل رسول الله علانيتهم ووكل سريرتهم لله وجاءه الثلاثة الذين خلفوا وكان أمرهم ما كان ورأى النبي أبا لبابة وأصحابه وقد قيدوا أنفسهم في سواري المسجد وقد حلفوا ألا يفكوا أنفسهم حتى يتوب الله عليهم وكان من أمرهم ما هو معلوم أيضًا.
وأنزل الله في هذه الغزوة كلها سورة كاملة في القرآن هي سورة التوبة أو الفاضحة للمنافقين تقص علينا نفسية المنافقين وكيفية التعامل معهم وتفضح أساليبهم وكيدهم وأهدافهم الدنيئة, وكانت هذه الغزوة بحق خاتمة الغزوات النبوية.