همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 الغيرة القاتلة جمعية التنمية الأسرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Empty
مُساهمةموضوع: الغيرة القاتلة جمعية التنمية الأسرية   الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Emptyالثلاثاء فبراير 28, 2017 5:50 pm

• حقيقة الغيرة.
• الغيرة عند النساء.
• الغيرة المحمودة... والغيرة المذمومة.
• أسباب ودوافع الغيرة المذمومة.
• أضرار الغيرة المذمومة.
• آداب الغيرة.

الغيرة القاتلة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد[1]:
فإنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة[2].
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزَّ وجل؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

أيها المسلمون:
إن الغيرة هي: تغيُّر القلب، وهيجان الغضب؛ بسبب الإحساس بمشاركة الغير فيما هو حقُّ الإنسان، فهي حمية تشتعل في النَّفس لمزاحمة الآخرين لها في شيء تحبه، وتحمل صاحبَها على ما لا يليق؛ من الأقوال، والأعمال.
وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين، وما من خُلق إلَّا وله طرفان ووسط، والغيرة المعتدلة من الأخلاق المحمودة في الإسلام، بل من منازل: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] مَنزلةُ الغيرة[3].

والرسول صلى الله عليه وسلَّم هو إمام الغيورين؛ حيث كان لا يغضب إلا إذا انتُهكَت حُرمات الله عز وجل، وكان لا يداهِن ولا يجامل في ذلك أبدًا، فعن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله، أما تغار؟ قال: ((واللهِ إنِّي لأغار، والله أَغْيَرُ منِّي، ومن غيرته نَهى عن الفواحِش))[4]؛ ولهذا غضِب غضبًا شديدًا على حِبِّه وابنِ حبِّه أسامة بن زيد عندما جاء ليشفع في تلك المرأة المخزومية، وقال له: ((أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟! والله، لو سرقَت فاطمةُ بنت محمد، لقطعت يدها))[5]، فالغيرة على مَحارم الله هي سِمة عباد الله الصالحين، وجنده المفلحين.

وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنَّ مِن الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله عز وجل...؛ فأمَّا الغيرة التي يحب الله عز وجل: فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل: فالغيرة في غير ريبة...))[6].

وقال ابن القيم رحمه الله: "وملاك الغيرة وأعلاها ثلاثة أنواع: غيرة العَبد لربِّه أن تُنتهك محارمه وتضيع حدوده، وغيرته على قَلبه أن يَسكن إلى غيره وأن يأنس بسواه، وغيرته على حُرمته أن يتطلَّع إليها غيره، فالغيرة التي يحبُّها الله ورسوله دارت على هذه الأنواع الثلاثة، وما عداها: فإمَّا من خدع الشيطان، وإما بلوى من الله؛ كغيرة المرأة على زوجها أن يتزوَّج عليها"[7].

الغيرة عند النساء:
فطَر الله المرأةَ على الغيرة الشديدة، وخاصَّة من ضرتها[8]، وقد بيَّنَت السنَّة المطهرة ذلك؛ ففي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلَت إحدى أمَّهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربَت التي النَّبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يدَ الخادم فسقطَت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يَجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: ((غارَت أمُّكم))[9].

فقوله: ((غارَت أمُّكم)) قال الحافظ: "الخطاب لمن حضر، والمراد بالأمِّ هي التي كسَرَت الصحفة، وهي من أمَّهات المؤمنين كما تقدَّم بيانه...، وفيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها؛ لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبًا بشدَّة الغضب الذي أثارَته الغيرة، وقد أخرج أبو يعلى بسندٍ لا بأس به[10] عن عائشة مرفوعًا: ((إنَّ الغيراء لا تبصر أسفلَ الوادي من أعلاه))[11].

ومما يدلُّ أيضًا على غيرتهنَّ، ما جاء عن عائشة، قالت: افتقدت النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فظننتُ أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسَّستُ ثم رجعت، فإذا هو راكع أو ساجِد، يقول: ((سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت))، فقلت: بأبي وأمِّي، إنك لفي شأنٍ، وإني لفي آخر[12].
وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشةَ يومًا: ((أغرتِ؟))، فتعجَّبَت، وقالت: ((وما لي أن لا يَغار مثلي على مثلك؟))[13].

وعنها قالت: "ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة؛ من كثرة ذِكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها"، قالت: "وتزوَّجني بعدها بثلاث سنين"[14]، هكذا هي الغيرة في النِّساء، فإذا دخلن الجنَّةَ نُزعَت منهنَّ الغيرة، يقول ابن القيم في تفسيره قوله تعالى: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 255]: "أي: طهرن من الحيض والبول، وكل أذًى يكون في نساء الدنيا، وطهرت بواطنهنَّ من الغيرة، وأذى الأزواج، وإرادة غيرهم"[15].

وقد أرشد النَّبي صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله إلى أهميَّة مراعاة ما طُبعَت عليه المرأة من الغيرة، فكان عليه الصلاة وسلم يتيح لنسائه أن ينفذنَ شيئًا من غيرتهنَّ، بحيث لا يتجاوزنَ الحدَّ المشروع، ويضفي على فعلهنَّ المرح والابتسامة، فعن أبي سلمة قال: قالت عائشة: زارتنا سَودة يومًا، فجلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينها؛ إحدى رجليه في حجري، والأخرى في حجرها، فعملتُ لها حريرة، أو قال: خزيرة، فقلت: كلي، فأبَت، فقلت: لتأكلي أو لألطخن وجهك، فأبت؛ فأخذت من القصعة شيئًا، فلطخَت به وجهها، فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلَه من حجرها تستقيد منِّي، فأخذت من القصعة شيئًا فلطخَت به وجهي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يَضحك، فإذا عمر يقول: يا عبدالله بن عمر، يا عبدالله بن عمر، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قوما فاغسِلا وجوهَكما، فلا أحسب عمر إلَّا داخلًا))[16].

وليست الغيرة خاصَّة في النساء فقط؛ وإنما هي خُلق يَشترك فيه الرجال والنساء، إلا أنَّ غيرة المرأة أشد، فالرجل يَغار على مَحارمه، ويحفظهنَّ من كل ما يَخدش شرفهنَّ، ويمتهن كرامتهنَّ؛ فهذا سعد بن عبادة رضي الله عنه يقول: "لو رأيتُ رجلًا مع امرأتي، لضربتُه بالسيف غير مصفح"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتعجبون من غَيرة سعد! لأنا أَغيَر منه، والله أغير منِّي))[17]؛ متفق عليه.

فأشرفُ النَّاس وأعلاهم همَّة أشدُّهم غَيرة، فالمؤمن الذي يَغار في محلِّ الغيرة، قد وافق ربَّه في صِفة من صفاته، ومَن وافقه في صِفة منها، أخذت تلك الصفة بزمامه، وأدخلته عليه، وقرَّبتْه من رحمته.

فالغيرة في مَوضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقيَّة، وفيها صيانة للأعراض، وحِفظ للحرمات، وتعظيم لشَعائر الله، وحفظ لحدوده، وهي مؤشر على قوَّة الإيمان ورسوخه في القلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا أحد أَغيَر من الله عز وجل؛ لذلك حرَّم الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن))[18]، وفي رواية: ((إنَّ الله يَغار، وإنَّ المؤمن يَغار، وغيرة الله أن يَأتي المؤمن ما حرم عليه))[19].

عباد الله: والغيرة نوعان:
نوع يحبه الله ورسولُه؛ وهي الغيرة المحمودة، التي تكون نتيجة رِيبة أو شك لوجود دواعيها، هذه التي يُحبها الله؛ لكي يحفظ المسلم عِرضَه، ويحوط أهله، ويغار على أهله من مزاحمة الأجنبي؛ ولهذا يُروى عن علي رضي الله عنه أنه قال: "أمَا تغارون أن تخرج نساؤكم؟ فإنه بلَغَني أن نساءكم يخرجن في الأسواق، يزاحمن العلوج"[20].

قال شيخ الإسلام: "فالغيرة المحبوبة هي ما وافقَت غيرةَ الله تعالى، وهذه الغيرة هي أن تُنتهك مَحارم الله، وهي أن تُؤتى الفواحش الباطِنة والظاهرة، لكن غيرة العبد الخاصَّة هي مِن أن يشركه الغيرُ في أهله، فغيرته من فاحِشَة أهله ليست كغيرته من زنا الغير؛ لأنَّ هذا يتعلَّق به، وذاك لا يتعلَّق به إلا من جِهَة بغضه لمبغضة الله؛ ولهذا كانت الغيرة الواجبة عليه هي في غيرته على أهله، وأعظم ذلك امرأته، ثم أقاربه، ومن هو تحت طاعته"[21].

ونوع يَكرهه الله ورسوله، وهي الغيرة المذمومة، وهي التي تَكون غيرة زائدة عن الحدِّ المحمود، وتكون بدون دواعٍ صحيحة، فيكون فيها تلمس العثرات، أو تخوين الأهل، دون وجود قرينة، هذه غيرة يبغضها الله؛ لأنها شديدة على النفوس، وفيها اتِّهام وتخوين، وفيها طَعن في الأعراض؛ ولذلك نَهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يَطرق الرجل أهلَه ليلًا، يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم[22]، قال ابن القيم: "وإنما الممدوح اقتران الغيرة بالعُذر، فيغار في محلِّ الغيرة، ويَعذر في موضع العذر، ومن كان هكذا فهو الممدوح حقًّا"[23]، ولكل من هذين النوعين صور عدة، وأشكال شتى، ومواقف مختلفة.

أيها المسلمون:
وقد ذكر ابن القيم أنواعًا أخرى من الغيرة المذمومة، منها: غيرة يحمل عليها سوء الظنِّ، فيؤذي بها المحبُّ محبوبَه، ويغري عليه قلبه بالغضَب، وهذه الغيرة يَكرهها الله إذا كانت في غير ريبة، ومنها: غَيرة تَحمله على عقوبة المَحبوب بأكثر مما يستحقُّه، كما ذُكر عن جماعة أنهم قتلوا محبوبهم، وكان ديك الجن الشاعر له غلام وجارية في غاية الجمال، وكان يهواهما جميعًا، فدخل المنزل يومًا، فوجد الجاريةَ معانقة للغلام تقبِّله، فشد عليهما فقتلهما، ثمَّ جلس عند رأس الجارية، فبكاها طويلًا، ثم قال:

يا طلعةً طلع الحمام عليها الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
وجنى لها ثمرَ الرَّدى بيديها الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

روَّيت مِن دمها الثرى ولطالما الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
روَّى الهوى شَفتيَّ من شفتيها الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

وقد يغار المحبُّ على محبوبه من نفسه - وهذا من أعجب الغيرة - وله أسباب، منها: خشية أن يكون مفتاحًا لغيره، كما ذُكر أن الحسن بن هانئ وعلي بن عبدالله الجعفري اجتمعا، فتناشدا، فأنشد الحسن:

ولما بدا لي أنَّها لا تودُّني الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
وأنَّ هواها ليَ عنِّي بمنجلي الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

تمنَّيتُ أن تُبلى بغيري لعلَّها الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
تذوق حرارات الهوى فترقُّ لي الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

فأنشده علي:

ربما سرَّني صدودك عنِّي الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
في طلابيك وامتناعك منِّيالغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

حذرًا أن أكون مِفتاحَ غيري الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
فإذا ما خلوت كنت التمنِّي الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

وكان بعضهم يَمتنع من وصف محبوبه، وذِكر محاسنه؛ خشية تَعريضه لحبِّ غيره له، كما قال علي بن عبس الرافقي:

ولست بواصف أبدًا خليلًا الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
أعرِّضه لأهواءِ الرِّجالِ الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

وما بالي أشوِّق قلبَ غيري الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
ودون وصاله ستر الحجالِ الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
وكثير من الجهَّال وصف امرأتَه ومحاسنَها لغيره، فكان ذلك سبب فراقها له، واتصالها به.

ومنها: أن يحمله فَرط الغيرة على أن ينزل نفسه منزلةَ الأجنبي، فيغار على المحبوب من نفسه، ولا ينكر هذا؛ فإنَّ في المحبة عجائب، وقد قال أبو تمام الطائي:

بنفسي من أغار عليه منِّي الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
وأحسد مقلةً نظرتْ إليه الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

ولو أنِّي قدرتُ طمست عنه الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
عيونَ الناس من حَذري عليه الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

حبيب بثَّ في جسمي هواه الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
وأمسك مُهجتي رهنًا لديه الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

فروحي عنده والجسم خالٍ الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space
بلا روح وقلبي في يديه[24] الغيرة القاتلة   جمعية التنمية الأسرية Space

قال ابن القيم: "فإن قيل: فمن أيِّ الأنواع تعدون غيرةَ فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه لما عزم على نِكاح ابنة أبي جهل؟ وغيرة رَسول الله صلى الله عليه وسلم لها؟
قيل: من الغيرة التي يحبُّها الله ورسوله، وقد أشار إليها النَّبي صلى الله عليه وسلم بأنها بضعة منه، وأنه يؤذيه ما آذاها، ويريبه ما أرابها، ولم يكن يحسن ذلك الاجتماع ألبتة؛ فإنَّ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحسن أن تجتمع مع بنت عدوِّه عند رجل، فإن هذا في غاية المنافرَة، مع أن ذكر النَّبي صلى الله عليه وسلم صهره الذي حدَّثه فصدقه، ووعده فوفى له، دليل على أن عليًّا رضي الله عنه كان مشروطًا عليه في العقد - إمَّا لفظًا، وإما عرفًا وحالًا - أن لا يريب فاطمة ولا يؤذيها، بل يمسكها بالمعروف، وليس من المعروف أن يضمَّ إليها بنت عدوِّ الله ورسوله، ويغيظها بها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلِّق ابنتي، ويتزوَّج ابنة أبي جهل))[25]، والشرط العرفي الحالي كالشرط اللَّفظي عند كثير من الفقهاء...، على أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف عليها الفتنةَ في دينها، باجتماعها وبنت عدوِّ الله عنده، فلم تكن غيرته لمجرَّد كراهية الطبع للمشاركة، بل الحامل عليها حرمة الدين، وقد أشار إلى هذا بقوله: ((إني أخاف أن تفتن في دينها))[26]"[27].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
الغيرة القاتلة جمعية التنمية الأسرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الغيرة القاتلة جمعية التنمية الأسرية الخطبة الثانية
» المغالاة في المهور جمعية التنمية الأسرية الخطبة الأولى
»  المغالاة في المهور جمعية التنمية الأسرية الخطبة الثانية
» الهدي النبوي في التنمية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : محاضرات جميع مشايخ الإسلام-
انتقل الى: