الورم الأرومي العصبي
عدُّ الورمُ الأروميّ العصبيّ neuroblastoma
من السرطانات النادرة التي تُصيبُ صغارَ الأطفال عادةً.
وهو يحدث على حساب خلايا عصبيَّة تُسمَّى الأرومات العصبيَّة neuroblasts.
توجد هذه الخلايا في سلسلة تمتدُّ في الجزء الخلفي من الصدر والمعدة (البطن).
يبدأ حدوثُ الورم الأرومي العصبي في الغدَّتين الكظريَّتين adrenal glands (غدَّتان صغيرتان متوضِّعتان فوق الكليتين) في الكثير من الحالات، وقد ينتشر إلى مناطق أخرى كالعظام والكبد والجلد.
يُصابُ حوالي 100 طفل بهذا الورم في المملكة المتحدة سنويَّاً، على سبيل المثال. وهو يُصيب الأطفالَ الذين لم تتجاوز أعمارُهم 5 سنوات عادةً، وقد تبدأ الإصابةُ بهذا الورم قبلَ ولادة الطفل في بعض الحالات.
ما زال سببُ الإصابة بهذا الورم مجهولاً. ومن النادر جداً أن يُصابَ أطفالٌ من نفس العائلة، ذلك أنَّ هذه الحالةَ لا تنتقل بالوراثة.
العلامات والأعراض
تختلف أعراضُ الورم الأرومي العصبي باختلاف مكان الإصابة، وما إذا حدث انتقالٌ لهذه الحالة.
يصعُب تشخيصُ الحالة في مراحلها المبكرة غالباً، ومن الأمثلة على أعراضها الشائعة الشعور بالأوجاع والآلام وفقدان الطاقة وفقدان الشهيَّة.
وتظهر علامةٌ متأخرة نسبيَّاً للإصابة بهذا الورم، وهي تشكُّل كتلة lump أو تورُّم في البطن، حيث يبدأ هذا السرطانُ عادةً. وقد لا تظهر هذه العلامةُ عند صغار الأطفال، حيث إنَّ هذه الكتلةَ قد تتسبَّب بحدوث إمساك وصعوبة في التَّبوُّل، مع الشعور بألمٍ عام وانزعاج.
ويمكن أن تشتملَ العلاماتُ الأخرى على ما يلي:
وجود كتلة في الرقبة.
ألم عظمي مع صعوبة في المشي، وذلك عندَ إصابة العظام.
شعور بالاخدرار أو التنمُّل numbness وحدوث ضَعف أو فقدان الحركة في الجزء السفلي من جسم الطفل، وذلك عندَ إصابة النخاع الشوكي بالورم.
يحدثُ شحوبٌ في الجلد وتكدُّم ونزف وعدوى متكرِّرة، وذلك عند إصابة نقي العظم بالورم الأرومي العصبي.
كتل زرقاء في الجلد، تُشبه في مظهرها "العيونَ السوداء".
التشخيص
يمكن إجراءُ عددٍ من الاختبارات عندَ الاشتباه بإصابة الطفل بالورم الأرومي العصبي.
وقد تشتمل هذه الاختباراتُ على ما يلي:
اختبارات تحليل البول للتحرِّي عن وجود مواد كيميائية معيَّنة في البول، تقوم بإنتاجها خلايا الورم الأرومي العصبي.
تصوير أماكن مختلفة من الجسم للتحرِّي عن المناطق المصابة بالسرطان، مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب CT scans والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI scans.
· إجراء نوع خاص من التصوير ينطوي على حقن مادَّة تُلتَقَط بشكلٍ انتقائي من خلايا الورم الأرومي العصبي في أيِّ مكان من الجسم، ويُسمَّى هذا التصويرُ بميتا يودو بنزيل الغوانيدين mIBG scan.
يسمح فحصُ الخزعة (عيِّنة نسيجية للفحص المجهري) بالكشف عن السرطان، حيث تُستأصل العيِّنة تحت التخدير العام باستعمال إبرةٍ خاصة.
يمكن استئصالُ الكتلة جراحيَّاً إن كان موضعها يسمح باستئصالها بشكلٍ آمن، وليس من الضروري في هذه الحالة إجراء فحصٍ أوَّلي للخزعة.
ويمكن، بعدَ الانتهاء من إجراء هذه الاختبارات عادةً، تأكيد تشخيص الإصابة بالورم الأرومي العصبي، ومعرفة "المرحلة" التي وصل إليها.
مراحل الورم الأرومي العصبي
يُحدَّد الورمُ الأرومي العصبي، مثل معظم أنواع السرطانات، من خلال مراحله التي تُشير إلى مدى انتشار الإصابة. ويمكن تقسيمُ مراحل الإصابة بالورم كما يلي:
المرحلة 1 و 2 (L1). يكون السرطانُ في موضعٍ واحد، وليس هناك انتشار بعد.
المرحلة 3 (L2). يكون فيها السرطان قد انتشرَ إلى الأنسجة القريبة منه، دون الانتقال إلى أجزاء بعيدة في الجسم.
المرحلة 4 (وجود انتشار أو نقائل M). يكون فيها السرطان قد انتشر إلى أجزاء بعيدة في الجسم.
المرحلة 4 س (وجود نقائل خاصَّة Ms). وهذه المرحلةُ خاصَّة بالأورام المُشخَّصة عندَ الرُّضَّع الذين لم تتجاوز أعمارهم 12 شهراً؛ ورغم احتمال انتقال الإصابة إلى أجزاء أخرى من أجسامهم، لكن يكون مآلُ هذه الحالة جيداً نسبيَّاً، لأنها يمكن أن تتحسَّن من تلقاء نفسها.
المعالجة والمآل
يكون مآلُ الورم الأرومي العصبي أفضل عادةً كلَّما كان الطفلُ المُصاب أصغر سنَّاً، واقتصرت الإصابة على موضعٍ واحد.
وقد لا تكون هناك ضرورةٌ لعلاج الأطفال الذين وصلت إصابتُهم بالورم الأرومي العصبي إلى المرحلة 4س دون ظهور أعراض، حيث إنَّ السرطانَ قد يزول من تلقاء نفسه.
يُستَعملُ العلاجُ الكيميائي عادةً وفقاً لمرحلة السرطان، وذلك لتقليص حجم الورم قبل استئصاله جراحيَّاً، ويتبع ذلك في بعض الأحيان استعمال العلاج الشعاعي للقضاء على أيَّة خلايا سرطانية متبقِّية.
تُعدُّ حوالى 50% من حالات الورم الأرومي العصبي من النوع العدواني، فقد يعود السرطانُ رغم استعمال العلاج المكثَّف. ومن الضروري في مثل هذه الحالات استعمال علاجٍ إضافيٍّ غالباً.
**********************