فقرُ الدَّم بعوز فيتامين B12 أو الفولات
يحدث فقرُ الدَّم بعوز فيتامين B12 أو B9 (يُدعى فيتامين B9 الفولات folate عادة) عندما يؤدِّي نقصُ أحدهما في الجسم إلى إنتاج كريَّات دم حمراء كبيرة بشكلٍ غير طبيعي، بحيث لا تقوم بوظيفتها على ما يُرام.تحمل كريَّاتُ الدَّم الحمراء red blood cells الأكسجين في أنحاء الجسم، بالاعتماد على مادَّة تُدعى الهيموغلوبين أو خضاب الدَّم haemoglobin.
فقرُ الدَّم anemia هو مصطلحٌ عام يدلُّ على نقص تعداد كريَّات الدَّم الحمراء عن الحدِّ الطبيعيّ، أو على وجود نقص غير طبيعيّ في كمِّية الهيموغلوبين أو خضاب الدَّم في كلِّ كريَّة حمراء.
هناك عدَّةُ أنواع مختلفة من فقر الدَّم، ولكلِّ نوعٍ سبب خاصّ به؛ فعلى سبيل المثال، يحدث فقرُ الدَّم بعوز الحديد iron deficiency anaemia عندما لا يحتوي الجسمُ على مقدارٍ كافٍ من الحديد.
أعراض فقرُ الدَّم بعوز فيتامين B12 أو الفولات
يقوم فيتامين B12 والفولات بعدَّة وظائف مهمَّة في الجسم، بما في ذلك المحافظة على سلامة الجهاز العصبي.
ويمكن أن يؤدِّي نقصُ أيّ من هذين الفيتامينَين إلى طيفٍ واسع من المشاكل، بما في ذلك:
- التعب المفرِط.
- نقص طاقة الجسم.
- الإحساس بتنميل ووخز (المَذَل أو تشوُّش الحسّ paraesthesia).
- احمرار وتقرُّح اللسان.
- قرحات الفم.
- ضعف العضلات.
- تشوُّش الرؤية.
- مشاكل نفسيَّة قد تشتمل على الاكتئاب والتخليط الذهني.
- مشاكل في الذاكرة والفهم والمحاكمة.
كما يمكن أن تحدثَ بعضُ هذه المشاكل بوجود نقص في الفيتامين B12 أو الفولات، من دون وجود فقر الدَّم.
متى ينبغي مراجعةُ الطبيب؟
لابدَّ من مراجعة الطبيب عندَ الشكِّ بوجود نقص في الفيتامين B12 أو الفولات. وغالباً ما يمكن تشخيصُ مثل هذه الحالات استناداً إلى الأعراض ونتائج اختبار الدَّم.
من المهمِّ تشخيصُ فقر الدَّم بعوز الفيتامين B12 أو الفولات ومعالجتُه بأسرع ما يمكن، لأنَّ بعضَ المشاكل التي تنجم عن هذه الحالة قد تكون دائمةً، مع أنَّ العديدَ من الأعراض تتحسَّن بالمعالجة.
أسبابُ فقر الدَّم بعوز الفيتامين B12 أو الفولات
هناك عددٌ من المشاكل التي قد تؤدِّي إلى عوز الفيتامين B12 أو الفولات، بما في ذلك:
- فقر الدَّم الوَبيل pernicious anemia، حيث يهاجم جهازُ المناعة الخلايا السليمة في المعدة، فيمنع الجسمَ من امتصاص الفيتامين B12 من الطعام المُتناوَل؛ وهذا هو السببُ الأكثر شيوعاً لعوز الفيتامين B12 في بعض البلدان، مثل المملكة المتَّحدة.
- نقص هذين الفيتامينَين في النظام الغذائي؛ ومع أنَّ ذلك غيرُ شائع، لكنَّه قد يحدث عندَ النباتيين أو الذين يتَّبعون الموضات الغذائية أو الذين لديهم نظامٌ غذائي سيِّئ لفترة طويلة.
- بعض الأدوية، مثل مضادَّات الاختلاج anticonvulsants ومثبِّطات مضخَّة البروتون proton pump inhibitors (PPIs)، التي قد تؤثِّر في مقدار امتصاص الجسم لهذين الفيتامينَين.
يعدُّ كلٌّ من عوز الفيتامين B12 وعوز الفولات أكثرَ شيوعاً في المسنِّين، حيث يصيبان نحو 1 من كلِّ عشرة أشخاص بعمر 75 سنة أو أكثر، و 1 من كلِّ عشرين شخصاً بعمر 65-74 سنة.
معالجةُ فقر الدَّم بعوز الفيتامين B12 أو الفولات
يمكن معالجةُ معظم حالاتِ فقر الدَّم بعوز الفيتامين B12 أو الفولات بسهولة بالحُقَن أو الأقراص للتعويض عن الفيتامينات الناقصة.
تُعطى مكمِّلاتُ الفيتامين B12 في العادة عن طريق الحقن أوَّلاً؛ ثمَّ يحتاج المريضُ إلى أقراص الفيتامين B12 بين الوجبات أو إلى حُقَن منتظمة، وذلك اعتماداً على ما إذا كان عوزُ الفيتامين مرتبطاً بالنظام الغذائي. وقد تكون هذه المعالجاتُ لازمةً بقيةَ الحياة.
تُستعمَل أقراصُ حمض الفوليك folic acid لاستعادة مستويات الفولات. ويحتاج الأمرُ إلى إعطائها مدَّةَ أربعة شهور عادةً.
في بعض الحالات، يمكن أن يساعدَ تحسينُ النظام الغذائي على معالجة الحالة، وعلى الوقاية من عودتها. يوجد الفيتامين B12 في اللحم والسمك والبيض ومُنتَجات الألبان وخلاصة الخميرة وبعض الأطعمة المدعَّمة. وتشتمل أفضل مصادر الفولات على الخضروات الخضراء، مثل القنبيط والبروكلي والبازلاَّء.
مضاعفاتُ فقر الدَّم بعوز الفيتامين B12 أو الفولات
مع أنَّ عوزَ الفيتامين B12 أو الفولات غير شائع (بوجود أو بغياب فقر الدَّم)، لكنَّه يمكن أن يؤدِّي إلى مضاعفات، لاسيَّما إذا استمرَّ لبعض الوقت.
وقد تشتمل هذه المضاعفاتُ المحتملة على:
- مشاكل في الجهاز العصبي.
- عقم مؤقَّت.
- مشاكل قلبيَّة.
- مضاعفات للحمل وعيوب خلقيَّة.
كما يكون البالغون المصابين بفقر دم شديد عرضةً لخطر الإصابة بفشل القلب.
تتحسَّن بعضُ المضاعفات بالمعالجة المناسبة، لكنَّ بعضَها الآخر (مثل مشاكل الجهاز العصبي) قد يكون دائماً.
********************