همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 دور الأوقاف الإسلامية في مجال الرعاية الصحية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

دور الأوقاف الإسلامية في مجال الرعاية الصحية Empty
مُساهمةموضوع: دور الأوقاف الإسلامية في مجال الرعاية الصحية   دور الأوقاف الإسلامية في مجال الرعاية الصحية Emptyالثلاثاء مارس 29, 2016 6:28 pm

دور الأوقاف الإسلامية في مجال الرعاية الصحية
أجمع الباحثون والمفكرون المحدثون، الذين تناولوا في أبحاثهم مؤسسة الوقف وأبعادها الحضارية على الإشادة بفضل الوقف في توفير الرعاية الصحية لأبناء المجتمع الإسلامي قبل العصر الحديث.

فضل الأوقاف في مجال الرعاية الصحية
لقد أظهرت جهود أولئك الباحثين، بعد الاطلاع على الوثائق الوقفية وكتب التاريخ والرحلات، أن كثيرا من مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات التي انتشرت في سائر المدن والأمصار الإسلامية كانت تعتمد اعتمادا كبيرا على موارد الأوقاف.

كما تحدثت عن وفرة الأوقاف التي أنشت خصيصا لإنشاء المستشفيات والإنفاق عليها وإمدادها بالأدوية ووسائل العلاج اللازمة، وتحدث بعض الباحثين عن أنواع المراكز الصحية التي رعتها الأوقاف، فذكر، منها ستة أنواع:

1- المستشفيات الكبيرة. 2- المراكز الصحية الصغيرة. 3- المستوصفات المتنقلة.
4- مستشفيات السجون. 5- الصيدليات ومخازن الأدوية. 6- المدارس الطبية التعليمية [1].

المستشفيات الكبيرة
كان أول مستشفى كبير في تاريخ الحضارة الإسلامية هو البيمارستان الذي أمر ببنائه هارون الرشيد (170هـ - 193هـ) في بغداد، ومن المستشفيات التي أقيمت ببغداد مستشفى السيدة أم الخليفة المقتدر بالله، ويسمى مستشفى السيدة، افتتح في اليوم الأول من محرم 203هـ، كما أقام المقتدر مستشفى آخر ببغداد، وسمي المستشفى المقتدري، وتعددت المستشفيات الكبيرة وانتشرت حتى كان ببغداد وحدها في مطلع القرن الرابع خمسة مستشفيات [2].

وبلغ من عناية المسلمين بالرعاية الصحية وتطوير خدماتها أن خصصت أوقاف لبناء أحياء طبية متكاملة، حدث ابن جبير في رحلته أنه وجد في بغداد حيا كاملا من أحيائها يشبه المدينة الصغيرة، كان يسمى بسوق المارستان، يتوسطه قصر فخم جميل وتحيط به الغياض والرياض والمقاصير والبيوت المتعددة، وكلها أوقاف وقفت على المرضى، وكان يؤمه الأطباء والصيادلة وطلبة الطب، إذ كانت النفقات جارية عليهم من الأموال الوقفية المنتشرة ببغداد [3].

وتحدثت كتب التاريخ عن المستشفيات التي أنشئت في مصر بفضل أموال الوقف فذكروا منها مستشفى أنشأه الفتح ابن خاقان وزير المتوكل على الله العباسي، ومستشفى آخر أسسه أمير مصر أحمد بن طولون، سمي باسمه، وحبس له من الأوقاف ما يلزم للإنفاق عليه، وبنى فيه الحمامات للرجال والنساء.

وكان من أشهر المستشفيات في العصر الأيوبي والمملوكي تلك التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي [4]، وتحدث المؤرخون والرحالة عن المستشفى الذي أنشأه الملك قلاوون بمصر، وجعله وقفا لعلاج مرضى المسلمين، قال عنه ابن بطوطة: "يعجز الوصف عن محاسنه، وقد أعد فيه من الأدوية والمرافق الخدمية ما لا يحصى".

وكثرت المستشفيات والمنشآت الصحية بمدن الأندلس، ذكر بعض الباحثين أن مدينة قرطبة كان بها خمسون مستشفى، وقفها وأنفق عليها الخلفاء والأمراء والموسرون [5].

ونهضت الأوقاف بالرعاية الصحية في المغرب الأقصى كذلك، وأقيمت مستشفيات كبيرة في أهم المدن وتحدث عنها المؤرخون بإسهاب، من أهمها مستشفى سيدي فرج بفاس أسسه السلطان يوسف بن يعقوب المريني ووقف عليه عقارات كثيرة برسم النفقة عليه والعناية بالمرضى.

ومن طريف ما ذكره المؤرخون أن جزءا من أوقافه كان مخصصا لعلاج طير اللقلاق، وجزءا للموسيقيين الذين يزورونه مرة كل أسبوع للترفيه عن المرضى، ويذكر المؤرخون مستشفى آخر بمدينة مراكش أنشأه المنصور الموحدي [6].

المراكز الصحية
وهي مراكز طبية تعنى بتقديم الخدمات الصحية لأهل حي واحد، وكانت تقام بجوار المساجد، أو قرب الجامع الكبير.

المستوصفات المتنقلة
وهي نوعان:

الأول: عبارة عن فرق طبية متنقلة ترسل إلى الأماكن النائية في القرى والأرياف لتفقد الأحوال الصحية للسكان وعلاج المرضى، ويكثر هذا النوع في أوقات انتشار الأوبئة.

الثاني: عبارة عن مستشفيات عسكرية، تنتقل مع الجيش الإسلامي وقت الحرب.

مستشفيات السجون
وهي مستوصفات ملحقة بإدارة السجن؛ لتقديم الخدمات الصحية الضرورية للمساجين والعناية بهم.

المستشفيات المتخصصة
وإلى جانب الأنواع المتقدمة، أنشأ المسلمون مستشفيات خاصة ببعض الأمراض، ومنها مستشفى الجذام الذي يجمع فيها المجذومون ويعزلون عن المجتمع؛ كي لا ينتشر داؤهم إلى غيرهم؛ ومنها مستشفيات المجانين، التي أفردت لعلاج هذا الصنف من المرضى سريريا ونفسيا.

ويجب أن نشير إلى أن الخدمات الصحية التي تقدمها هذه المراكز الطبية من العلاج والعمليات والأدوية والطعام كانت مجانا بفضل الأوقاف التي كان المسلمون يرصدونها لهذه الأغراض الإنسانية، إذ كانت الرعاية الصحية في سائر البلاد الإسلامية إلى وقت قريب من أعمال البر والخير، ولم تكن هناك وزارات خاصة للصحة العمومية كما في العصر الحاضر.

الأوقاف وعلوم الطب
وكان للأوقاف أثر حميد على النهوض بعلوم الطب، لأن دور المستشفيات التي ينفق عليها من الأوقاف لم يكن يقتصر على تقديم العلاج، بل يتعدى ذلك إلى تدريس الطب، وكانت تخصص قاعات داخل المستشفيات الكبيرة للدروس والمحاضرات.

[1] ندوة "إدارة وتثمير ممتلكات الوقف بجده"، محاضرة الدكتور عبد الملك أحمد السيد.
- مولا علي: الوقف ودوره في التنمية، ص181.
[2] القفطي: تاريخ الحكماء، ص194، 283.
- ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، 6/ 139.
[3] رحلة ابن جبير، ص201.
[4] رحلة ابن جبير، ص201. المقريزي: الخطط،2/ 402.
[5] رحلة ابن جبير، ص15. رحلة ابن بطوطة، ص33.
[6] عبد الواحد المراكشي: المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص411.
- ندوة "إدارة وتثمير أملاك الوقف"، محاضرة الدكتور عبد الملك أحمد السيد.
- ندوة مؤسسة الوقف في العالم العربي والإسلامي، محاضرة الأستاذ محمد المنوني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
دور الأوقاف الإسلامية في مجال الرعاية الصحية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دور الأوقاف الإسلامية في مجال الرعاية الاجتماعية
» من يحيي الأوقاف الإسلامية
» ديوان الأوقاف في الحضارة الإسلامية
» الحضارة الإسلامية حكمة التشريع في استبدال الأوقاف
» الأوقاف وازدهار الحركة العلمية في الحضارة الإسلامية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : للسياحة والتاريخ :: قسم : الحضارة الإسلامية-
انتقل الى: