همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 الحضارة الإسلامية حكمة التشريع في استبدال الأوقاف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

الحضارة الإسلامية حكمة التشريع في استبدال الأوقاف Empty
مُساهمةموضوع: الحضارة الإسلامية حكمة التشريع في استبدال الأوقاف   الحضارة الإسلامية حكمة التشريع في استبدال الأوقاف Emptyالثلاثاء مارس 08, 2016 10:19 am

حكمة التشريع في استبدال الأوقاف
على المستوى التاريخي، ساهمت عوامل وأحداث في بلورة مذاهب عقدية وفقهية وسياسية بالعالم الإسلامي، والتي انتقل صداها إلى المغرب. فمع الفتح الإسلامي انتشرت بهذا الأخير مذاهب فقهية دعوية، ثم مذاهب فكرية سياسية مناوئة للخلافة بالمشرق، والتي من أبرزها فرقة الخوارج التي أشعلت نار الثورات ضد سلوك ولاة بني أمية، وانتقلت من الطابع الاجتماعي إلى طابعها السياسي بنجاحها في تأسيس إمارة سجلماسة وتامسنا. ثم تمكنت الدعوة الشيعية من إيجاد موقع لها ضمن الخريطة المذهبية للمغرب مع الأدارسة والبجليين والفاطميين، قبل أن يتمكن المرابطون من فرض وتعميم المذهب المالكي السني بالقوة، بعدما كان محصورا في مناطق ورباطات ...

إمارة نكور المالكية بالمغرب:
تعد إمارة نكور أول إمارة إسلامية بالمغرب، والتي تبنت المذهب المالكي وعملت على نشره. فقد جمع أمراء نكور بين الإمامة السياسية والدينية، إذ كانوا يصلون بالناس ويخطبون فيهم، ويدبرون شؤونهم وفق أحكام المذهب السني المالكي، وبقي آل صالح مؤسس هذه الإمارة متمسكون بمذهبهم رغم ثورات الخوارج الذين حاولوا اكتساح المغرب بفكرهم، ثم المد الشيعي الفاطمي. بل ربما قد يكون هؤلاء سببا في تصدير مذهب مالك إلى الأندلس ووضع حد للعمل بمذهب الأوزاعي.

الخوارج ببلاد المغرب:
ارتبطت نشأة الخوارج بحادثة التحكيم بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية بصفين، والذين رفضوه باعتبار أن عليا رضي الله عنه قد تنازل بذلك عن حقه الشرعي في الإمامة، فكفروه بعدما شايعوه، وافترقوا فرقا تميزت بشدة البأس والاندفاع في نصرة مبادئها، لكن ذلك لم يحل دون سحقها والقضاء عليها من قبل الأمويين وولاتهم، مما حذا بهم إلى مراجعة تصورهم وأسلوبهم في المواجهة، وبالتالي رأوا ضرورة الفرار إلى أطراف الخلافة الآمنة نسبيا من القمع والتنكيل، فقصدوا الغرب الإسلامي وخاصة المغرب الأقصى، في إطار هجرة المذاهب المعارضة للخلافة بالمشرق. وهكذا استقر المذهب الإباضي بالمغرب الأوسط، في حين وجد المذهب الخارجي الصفري في المغرب الأقصى تربة خصبة له.

الخوارج الصفرية ببلاد المغرب الإسلامي:
من الصعوبة تحديد تاريخ بداية الدعوة الصفرية ببلاد المغرب الإسلامي، لكنها ارتبطت فيما يبدو بشخصية عكرمة مولى الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه، والذي يقال عنه أنه من أصل مغربي، وقد حاول نشر مذهبه انطلاقا من القيروان، وذلك بعدما رحل إلى المشرق وتفقه على يد كبار الصحابة والتابعين والفقهاء. لكن يظهر "من خلال الإشارات المصدرية أن عكرمة لم يكن داعية كما هو الشأن بالنسبة لإبن واسول الذي يعتقد أنه الداعية الصفري الحقيقي"، والذي ارتحل إلى المدينة المنورة، فأخذ العلوم الشرعية عن التابعين وتتلمذ على عكرمة مولى ابن عباس ... حتى أصبح من "حملة العلم" حسب تعبير ابن خلدون، بل صار "مقدم الصفرية" بين قبائل مكناسة وبطونها، قبل أن ينتقل إلى سجلماسة ونواحيها ليؤسس إمارة تتبنى مذهبه الخارجي.
إن السياسة الجائرة التي اتبعها الأمويون بالمغرب قد أذكت نار الثورات والتمردات ضدهم، وعجلت بتوسع مجال نفوذ المذهب الخارجي. فالإشارات التاريخية تؤكد على أن جماعة السودان تبنوا المذهب الصفري بسجلماسة، وذلك بعدما انتشر بين قبائل الشمال ومدنه بفعل الثورات والإنتفاضات التي بدأت بزعامة ميسرة المطغري، وكان من ثمارها قيام السلطة المدرارية بمنطقة سجلماسة التي بنت قاعدتها هناك بتخوم الصحراء البعيدة عن بطش بني أمية.

مملكة بورغواطة في تامسنا:
من بين إمارات التجزئة السياسية لمغرب ما بعد الفتح الإسلامي نجد مملكة بورغواطة، والتي بسطت سيطرتها على منطقة شاسعة، ألا وهي بلاد تامسنا، ويظهر أنها اتخذت من شالة ثم آنفا قاعدة لها، من خلال المصادر، لم تصلنا مبادئ الاختيار الديني لبرغواطة كاملة، بل تعاليم وطقوس فيها غرابة وفي الوقت نفسه فيها اقتباس واضح من الإسلام، وهذا ما أعطانا آراء وتأويلات متعددة من قبل الدارسين.

وخلاصة القول، إن سلطة بني طريف تبنت مذهبا دينيا تلفيقيا جمع بين الفكر الخارجي الصفري وبعض اعتقادات الشيعة الإمامية وتعاليم المعتزلة ومسالك الزهاد الصوفية .. وبذلك مزج أئمة بورغواطة بين خليط من المذاهب، ليصيغوا مذهبا محليا خاصا بهم، يختلف تمام الإختلاف عما كان سائدا في المشرق والمغرب، زد على ذلك الخصوصية اللسانية المتمثلة في اللهجة الأمازيغية، وهو ما قد يفسر التعميم والتعتيم والتحامل الذي تعرضت له إمارة تامسنا.

المذهب الشيعي الزيدي بالمغرب:
من خلال إشارات الأدبيات التاريخية يظهر أن إدريس الأول حمل معه الدعوة الشيعية والمذهب الزيدي إلى بلاد المغرب، بل إن هناك قرائن ووقائع تثبت وصول التشيع الزيدي إلى الغرب الإسلامي في خلافة أبي جعفر. والمهم أن المذهب الشيعي الزيدي قد أوجد له موطئ قدم بجهات كثيرة من المغرب. وذلك على حساب اتجاهات دينية أخرى، خاصة المذهب الخارجي الصفري. إن اعتدال الحركة الشيعية الزيدية جعلها تكسب إلى جانبها بعض الطوائف الفكرية كطائفة المعتزلة، ورغم أن الأدارسة لم يتبنوا المذهب المالكي أو يعملوا على نشره، فإنهم أكنوا له احتراما خاصا، بل إنهم لم يلزموا الناس بتبني المذهب الشيعي أو غيره.

المذهب البجلي بالمغرب:
الناظر في الخريطة السياسية لمغرب النصف الأول من ق.3هـ يلاحظ أن شطرا لا يستهان به من أجزائه كان تحت سلطة الأدارسة، ولذلك فإن هجرة مؤسس المذهب البجلي علي بن ورصند الرافضي البجلي إلى المغرب كانت بسبب وجود هؤلاء في الحكم، وإمكانية الاحتماء بهم، خصوصا وأنهم يمثلون أهل البيت وأئمتهم الذين يتولاهم، بعدما صعب عليه إظهار دعوته بإفريقية بنفس مستوى نشرها بالمغرب. وقد اختار ابن ورصند أرض السوس باعتبارها منطقة نائية لإشاعة قناعاته الدينية.

المذهب المالكي في بلاد المغرب:
أثناء زحف المرابطين انطلاقا من مواطنهم بالصحراء في اتجاه الشمال، فتحوا سجلماسة التي استدعاهم فقهاؤها لتخليصهم من حكام مغراوة، ثم استولوا على درعة واكتسحوا منطقة السوس، وتمكنوا من الإستيلاء على تارودانت رغم المقاومة التي أبداها البجليون، وقتلوا منهم أعدادا كبيرة ورجع من بقي منهم إلى المذهب السني المالكي.
نتجت عن الظروف والأحداث السياسية التي شهدها المشرق الإسلامي نشأة المذاهب والفرق الدينية وتعددها، والتي هاجر بعضها إلى المغرب لكونه منطقة آمنة في أقصى غرب العالم القديم، خاصة المذهب الخارجي الصفري والمعتزلي والشيعي وغيرها، ونجحت هذه التوجهات في تكوين إمارات سياسية قبلية جهوية.

ما نجح المذهب السني المالكي في التموقع داخل الخريطة المذهبية للمغرب الأقصى، إذ بالإضافة إلى تبنيه من طرف أمراء دولة بني صالح التي يعتقد أنها قد تكون صدرته إلى الأندلس، وجدنا بعض الفقهاء الكبار، والذين من أبرزهم أبو ميمونة دراس بن إسماعيل الذي يعتبر ممن أدخل مذهب الإمام مالك إلى المغرب، ثم أبو عمران الفاسي ووجاج بن زلو وعبد الله بن ياسين .. الذين كانت لهم بصمات واضحة في مسيرة قيام سلطة المرابطين كأول قوة سياسية استطاعت توحيد الغرب الإسلامي وتثبيت مذهب أهل السنة والجماعة عبر الجهاد والسلاح. كما أن فقهاء سجلماسة ربما نشطوا ولو تحت سلطة صفرية بني مدرار، واستطاعوا إقناع الشاكر لدين الله بتبني مذهب المالكية، بل هم من أعطى شرعية لتدخل صنهاجة اللثام في جنوب المغرب.
ساهمت عوامل مختلفة في ترسيخ المذهب المالكي بالمغرب الأقصى، فمنها الإقليمية والاجتماعية والفكرية ... لكن يبقى العامل الحاسم هو دور السلطة السياسية المتمثل في حمل بعض الأمراء والحكام رعاياهم على الإلتزام به في شؤونهم الدنيوية والأخروية. مثلا فقد مهدت تبعية الزناتيين للخلافة الأموية بالأندلس السبيل لتثبيت مذهب صاحب "الموطأ" في البيئة المغربية، ليأتي دور المزيد من تكريسه وتعميمه مع وصول عصبية قبائل صنهاجة إلى الحكم، حيث خلقت الوحدة السياسية وحدة مذهبية، إذ حرص أمراء لمتونة على تطبيق هذا المذهب تحقيقا لحلم ورغبة الفقهاء المالكيين، وكذلك تأثرا بأمويي الأندلس، حيث اقتبسوا منهم العديد من النظم القضائية.

وبالتالي أصبح الفقه السني المالكي هو المهيمن في مجال العبادات والمعاملات الشرعية، حتى لقد "نفقت في ذلك الزمان كتب المذهب (المالكي) وعمل بمقتضاها ونبذ ما سواها..."، وكان مما تم نبذه وتقبيحه الخوض في علم الكلام باعتبار كراهة السلف له، وخاصة الإمام مالك. وربما لهذا السبب وغيره حاربوا كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام أبي حامد الغزالي.

هكذا نستخلص أن المغرب تمذهب بمذاهب مختلفة خارجية وشيعية واعتزالية ... وساعدت جهود بعض الفقهاء والزعماء في توسيع الرقعة المجالية لانتشار المذهب السني المالكي، حتى إذا أقبلت سلطة المرابطين، رأينا هذا المذهب يسري في حياة المغاربة حكاما ومحكومين، ويهيمن على كل مرافق الدولة، وانتهى بذلك عصر الخلافات العقدية والمذهبية نسبيا لصالح عصر التوحيد الديني والسياسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
الحضارة الإسلامية حكمة التشريع في استبدال الأوقاف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : للسياحة والتاريخ :: قسم : الحضارة الإسلامية-
انتقل الى: