قلعة السلطان سليمان القانوني
تقع هذه القلعة بالجهتين الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية لجامع الناصر محمد بن قلاوون بالساحة الجنوبية الغربية لقلعة صلاح الدين الأيوبي، وقد بنيت قلعة صلاح الدين الأيوبي بمدينة القاهرة بحي السيدة عائشة، وبالتحديد على أحد الهضاب العالية على امتداد الجهة الشرقية من القاهرة، ويفصل بينها وبين جبل المقطم حاليًا شارع صلاح سالم.
وتعد القلعة مركز الحكم بداية من العصر الأيوبي وحتى عهد الخديوي إسماعيل، وتنقسم القلعة إلى ساحتين الساحة الشمالية التي تمثل أصل بناء القلعة، وشرع السلطان صلاح الدين الأيوبي في بنائها سنة 569 -572هـ/1173-1176م، والساحة الأخرى الجنوبية التي تمثل المدينة السلطانية، ويرجع بناؤها لعهد السلطان الكامل محمد 596-615هـ/1199-1217م، ويعد السلطان الكامل محمد هو أول من وضع التخطيط العمراني والمعماري للساحة الجنوبية الغربية للقلعة، وشهدت الساحة الجنوبية الغربية للقلعة تطورًا عمرانيًا ومعماريًا كبيرًا في العصر المملوكي البحري والجركسي والعصر العثماني.
شيد السلطان سليمان الأول والمملقب بسليمان القانوني [1] تلك القلعة فيما بين سنة 927-931هـ/1520-1525م
الوصف المعماري لقلعة السلطان سليمان القانوني:
القلعة مستطيلة المسقط، ويتوسط السور الغربي للقلعة باب القلعة المعروف بباب يوسف؛ وذلك لأن على يسار الداخل من هذا الباب بئر يوسف (بئر صلاح الدين الأيوبي)، وباب القلعة عبارة عن فتحة باب معقودة بعقد نصف دائري، ويؤدي هذا الباب إلى ممر مستطيل مقبي بقبو نصف دائري يفضي مباشرًا لداخل القلعة، ويحتوي السور علي ثلاث عشرة فتحة مزغل بندقية، وكل مزغل عبارة عن فتحة مستطيلة متسعة من الداخل وتضيق للخارج، وصدر كل فتحة مستطيلة فتحة مستطيلة أخرى يخرج منها فوهة البندقية.
ويوجد بالجهة الجنوبية للسور الغربي للقلعة برج المسدس، ويتكون هذا البرج من طابقين الطابق الأول مندثر حاليًّا، والطابق الثاني تصميمه الداخلي عبارة عن حجرة مستديرة مغطاة بألواح خشبية حديثة، ويوجد بالحجرة أربعة مزاغل مدفعية ودخلة معقودة بعقد مدبب، وكل مزغل عبارة عن فتحة مستطيلة معقودة بعقد نصف دائري متسعة من الداخل وتضيق للخارج، وبصدر المزغل فتحة مستطيلة يخرج منها فوهة المدفع، وبسقف كل مزغل فتحة مستطيلة تمتد باستقامة في الجدار الداخلي للبرج ثم تنكسر تلك الفتحة في اتجاه الجدار الخارجي للبرج، وبرج العنبر (لوحة5)، بالجهة الشمالية للسور الغربي للقلعة، ويتكون البرج من طابقين الطابق الأول تصميمه الداخلي عبارة عن حجرة تأخذ شكل علامة الاستفهام، والحجرة مغطاة بقبة من الأجر ذات قطاع نصف دائري، وقبو طولي نصف دائري.
ويوجد بالحجرة ثلاثة مزاغل مدفعية تشبه مزاغل المدافع السابق ذكرها، والطابق الثاني تصميمه الداخلي عبارة عن حجرة مغطاة بقبة من الآجر ذات قطاع نصف دائري، ويوجد بالحجرة خمسة مزاغل مدفعية تشبه مزاغل المدافع السابق ذكرها، والسور الجنوبي للقلعة مضاف في عهد محمد علي باشا، ويوجد في نهاية السور الجنوبي للقلعة من الجهة الشرقية برج الخزينة (المقطم)، ويتشابه برج الخزينة مع برج غلطة(4) باسطنبول، وبرج الخزينة برج مستدير، ويتكون البرج من ثلاثة طوابق كل طابق من الطوابق الثلاثة تصميمه الداخلي عبارة عن حجرة مستديرة مركزية مغطاة بقبة من الآجر ذات قطاع نصف دائري فتح بها فتحات مستطيلة معقودة بعقد نصف دائري للإضاءة والتهوية، ويفتح علي الحجرة المستديرة المركزية بالطابق الأول ست حجرات دفاعية سكنية ودخلتان كل دخلة معقودة بعقد مدبب، وبالنسبة للحجرات الدفاعية السكنية الستة، فكل حجرة لها فتحة باب معقودة بعقد مدبب، وكل حجرة مستطيلة المسقط مغطاة بقبو طولي نصف دائري، وبصدر كل حجرة مزغل مدفع، وكل مزغل عبارة عن فتحة مستطيلة معقودة بعقد مدبب متسعة من الداخل وتضيق للخارج، وبصدر المزغل فتحة مستطيلة يخرج منها فوهة المدفع، وبسقف كل مزغل فتحة مستطيلة تمتد باستقامة في الجدار الداخلي للبرج ثم تنكسر تلك الفتحة في اتجاه الجدار الخارجي للبرج، واستخدمت تلك الفتحة لخروج الدخان الناتج عن ضرب المدفع، ويفتح على الحجرة المستديرة المركزية بالطابق الثاني ست حجرات دفاعية سكنية ودخلة مستطيلة معقودة بعقد مدبب، وهذه الحجرات مشابهه للحجرات السابق وصفها، ويفتح علي الحجرة المستديرة المركزية بالطابق الثالث تسع حجرات دفاعية سكنية ودخلتان كل دخلة مستطيلة معقودة بعقد مدبب، والحجرات مشابهة أيضًا للحجرات السابق وصفها، والسور المحيط بسطح برج الخزينة يتوجه صف من الكوابيل الحجرية، ويوجد بالسور المحيط بسطح البرج خمسة وعشرون مزغل مدفع، وكل مزغل عبارة عن فتحة مستطيلة معقودة بعقد عاتق (موتور) متسعة من الداخل وتضيق للخارج، وبصدر كل مزغل فتحة مستطيلة يخرج منها فوهة المدفع، كما يوجد بالسور المحيط بسطح البرج اثنا عشر مزغل بندقية، وكل مزغل عبارة عن فتحة مستطيلة معقودة بعقد نصف دائري متسعة من الداخل وتضيق للخارج، وبصدر كل مزغل فتحة مستطيلة يخرج منها فوهة البندقية، ويوجد أيضًا بالسور المحيط بسطح برج الخزينة اثنتا عشرة دخلة مربعة.
والسور الشرقي للقلعة هو السور الفاصل بين الساحتين الشمالية والجنوبية لقلعة صلاح الدين الأيوبي؛ وذلك السور مهدم حاليًّا، والسور المشيد في موضعه حاليًّا يرجع لعهد محمد علي باشا، وكان يتوسط السور الشرقي للقلعة برجا باب المدافع (باب القلة)، وبالجهة الشمالية من السور الشرقي للقلعة برج المهترخانة (5) (الطبالين) أحد أبراج قلعة السلطان سليمان القانوني، ويتكون البرج من طابقين الأول مندثر والثاني تصميمه الداخلي عبارة عن حجرة مستديرة مركزية مغطاة بقبة من الآجر ذات قطاع نصف دائري فتح بها فتحات مستطيلة معقودة بعقد نصف دائري للإضاءة والتهوية، ويفتح علي هذه الحجرة ثلاث حجرات دفاعية سكنية، كما يوجد بالطابق الثاني حجرة دفاعية سكنية لها باب مستقل من خارج الطابق الثاني للبرج، وتلك الحجرات جميعها تشبه الحجرات الدفاعية السكنية السابق وصفها، كما يفتح علي الحجرة المستديرة المركزية أربع دخلات مستطيلة معقودة بعقد مدبب، والسور الشمالي للقلعة كان ممتدًا فيما بين برج المهترخانة والواجهة الشمالية الغربية لجامع الناصر محمد بن قلاوون، وعُرف بالسور الأبلق(6)، وكان به باب عرف بالباب الحديدي(7).