همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 محمد صلى الله عليه وسلم رسولا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

محمد صلى الله عليه وسلم رسولا Empty
مُساهمةموضوع: محمد صلى الله عليه وسلم رسولا   محمد صلى الله عليه وسلم رسولا Emptyالأحد مارس 06, 2016 8:49 am

محمد صلى الله عليه وسلم رسولا
فهو النبأ العظيم، والحدث الهائل، والخبر العجيب، والشأن الفخم، والأمر الضخم {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونٌَ} [النبأ: 1-3].

فمبعثه حقيقة هو أروع الأنباء، وأعظم الأخبار الذي سارت به الأخبار، وتحدّث به السمّار، ورعاه الركبان، واندهش منه الدهر، وذهب منه الزمن، فقد استدار له التاريخ، ووقفت له الأيام، فقصة إرساله -عليه الصلاة والسلام- لا يلفها الظلام، ولا تغطيها الريح، ولا يحجبها الغمام، فإنما هي قصة عبرت البحار، واجتازت القفار، ونزلت على العالم نزول الغيث، وأشرقت إشراق الشمس، فهو باختصار نور، وهل يخفى النور؟ {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].

وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث"[1].

عدوّك مذمومٌ بكل لسان *** وإن كان أعـداءك القمـران


ولله سرٌّ في علاك وإنـما *** كلام الورى ضرب من الهذيان

فهو -عليه الصلاة والسلام- بُعث ليعبد الله وحده لا شريك له، بعث ليوحِّد الله، بعث ليقال في الأرض: لا إله إلا الله محمد رسول الله، بعث ليحقّ الحق ويبطل الباطل، بعث بالمحجة البيضاء والملة الغرّاء والشريعة السمحة، بعث بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، بعث بالخير والسلام والبرّ والمحبة والسعادة والصلاح، والأمن والإيمان، بعث بالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعث بمعالي الأمور ومكارم الأخلاق ومحاسن الطباع ومجامع الفضيلة، بعث لدحض الشرك وسحق الأصنام وكسر الأوثان وطرد الجهل ومحاربة الظلم وإزهاق الباطل ونفي الرذيلة، فما من خير إلا دلَّ عليه، وما من شرّ إلا حذّر منه.

وأمَّا خلقه -عليه الصلاة والسلام- فإن الله هو الذي أدّبه فأحسن تأديبه، فهو أحسن الناس خلقًا، وأسدّهم قولاً، وأمثلهم طريقة، وأصدقهم خبرًا، وأعدلهم حكمًا، وأطهرهم سريرة، وأنقاهم سيرة، وأفضلهم سجايا، وأجودهم يدًا، وأسمحهم خاطرًا، وأصفاهم صدرًا، وأتقاهم لربه، وأخشاهم لمولاه، وأعلمهم بالأمة، وأوصلهم رحمة، وأزكاهم منبتًا، وأكرمهم محتدًا، وأشجعهم قلبًا، وأثبتهم جنانًا، وأمضاهم حجة، وخيرهم نفسًا ونسبًا وخلقًا ودينًا.

فهو جميل الصفات، مشرق المحيَّا، قريب من القلوب، حبيب إلى الأرواح، سهل الخليقة، ميسّر الطريقة، مبارك الحال، تعلوه مهابة وترافقه جلالة، على وجهه نور الرسالة، وعلى ثغره بسمة المحبة، حيّ القلب، ذكي الخاطر، عظيم الفطنة، سديد الرأي، ريان المشاعر بالخير، يسعد به جليسه، وينعم به رفيقه، ويرتاح له صاحبه، يحبّ الفأل ويكره الطيرة، يعفو ويصفح، ويسخو ويمنح، أجود من الريح المرسلة، وأكرم من الغيث الهاطل، وأبهى من البدر، وسع الناس بأخلاقه، وطوّق الرجال بكرمه، وأسعد البشرية بدعوته، من رآه أحبّه، ومن عرفه هابه، ومن داخله أجلّه، كلامه يأخذ بالقلوب، وسجاياه تأسر الأرواح.

ثبّت الله قلبه فلا يزيغ، وسدّد كلامه فلا يجهل، وحفظ عينه فلا تخون، وحصّن لسانه فلا يزل، ورعى دينه فلا يضل، وتولى أمره فلا يضيع، فهو محفوظ مبارك ميمون {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159]. يقول عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا"[2]. ويقول: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله"[3].

ويروى عنه أنَّه قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"[4]. فسبحان من اجتباه واصطفاه! وتولاه وحماه، ورعاه وكفاه، ومن كل بلاء حسن أبلاه.

وأما دينه، فهو الإسلام، دين الفطرة، دين الوسط، دين الفلاح والنجاة، أحبّ الأديان إلى الله {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]. دين جاء لوضع الآصار والأغلال عن الأمة، سهل ميسّر، عام شامل، كامل تام {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3].

دين جاء ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن شقاء الكفر إلى سعادة الإيمان.

دين صالح لكل زمان ومكان، شرعه من يغفر الزلة، وهو الذي يعلم السرّ وأخفى، العالم بعلانية العبد والنجوى.

وهو الدين الوسط الذي جاء بالعلم النافع والعمل الصالح، خلاف ما كان عليه اليهود؛ لأن عندهم علمًا غير نافع لم يعملوا به، فغضب الله عليهم، وخلاف النصارى؛ لأن عندهم عملاً بلا علم، فضلوا سواء السبيل.

فدين الإسلام صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين؛ فالرسول بعث أميًّا من الأميين يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبله لمن الضالين، فجاء هذا الدين بتحريم الكذب في الأقوال والزور في الشهادة، والظلم في الأحكام، والجور في الولاية، والتصفيف في المكيال والميزان، والبغي على الناس والاعتداء على الغير، والإضرار بالنفس والناس، فحفظ القلب بالإيمان، والجسم بأسباب الصحة، والمال من التلف، والعرض من الانتهاك، والدم من السفك، والعقل من إذهابه وتغييره.

وأما كتابه، فهو القرآن، أفضل الكتب وأجلّ المواثيق، وأحسن القصص وأحسن الحديث، فهو الحق المهيب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، كتاب فصّلت آياته ثم أحكمت، مبارك في تلاوته وتدبره والاستشفاء به، والتحاكم إليه والعمل به، كل حرف منه بعشر حسنات، شافع مشفّع، وشاهد صادق، أنيس ممتع، وسمير مفيد، وصاحب أمين، معجز مؤثر، له حلاوة وعليه طلاوة، يعلو ولا يعلى عليه، ليس بسحر ولا شعر ولا بكهانة ولا بقول بشر، بل هو كلام الله، منه بدأ وإليه يعود، نزل به الروح الأمين على قلب رسول ربّ العالمين، ليكون من المرسلين بلسان عربي مبين.

فهو الكتاب الذي بزّ فصاحة، وفاقها بلاغة، وعلا عليها حجة وبيانًا، وهو هدى ورحمة وموعظة وشفاء لما في الصدور، ونور وبرهان ورشد وسداد ونصيحة وتعليم، محفوظ من التبديل، محروس من الزيادة والنقص، معجزة خالدة، عصمة لمن اتبعه ونجاة لمن عمل به، وسعادة لمن استرشده، وفوز لمن اهتدى بهديه، وفلاح لمن حكمه في حياته. يقول عليه الصلاة والسلام: "اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه"[5]، وقال: "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه"[6]، وقال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين"[7].

وهو الكتاب الذي أفحم الشعراء، وأسكت الخطباء، وغلب البلغاء، وقهر العرب العرباء، وأعجز الفصحاء، وأعجب العلماء، وأذهل الحكماء {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
محمد صلى الله عليه وسلم رسولا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من صفات محمد صلى الله عليه وسلم (2)
» صفات محمد صلى الله عليه وسلم (1)
» قصة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
» عظمة محمد صلى الله عليه وسلم
» عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم العسكرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: