همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 قريش وإثارة الفتنة الطائفية في المدينة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

قريش وإثارة الفتنة الطائفية في المدينة Empty
مُساهمةموضوع: قريش وإثارة الفتنة الطائفية في المدينة   قريش وإثارة الفتنة الطائفية في المدينة Emptyالجمعة فبراير 26, 2016 4:20 pm

قريش وإثارة الفتنة الطائفية في المدينة
قريش ومحاولات لرد الاعتبار

مكة المكرمةتمثّل قبيلة قريش صاحبة التاريخ المجيد كبرى القبائل العربية وأعزها، وليس من المعتاد في الجزيرة العربية أن تقف أيّ قبيلة في مواجهتها، بل على العكس فإن كل القبائل تحرص على إقامة علاقات دبلوماسيّة قوية معها، وكما نعرف فإن قريشًا ترعى البيت الحرام، وتهتمّ بأمور الحجاج في مكّة، ولها المكانة الكبيرة في قلوب العرب.

وإذا وضعت هذه الخلفية في تحليلك، فإنك تعرف أن قريشًا لن تسكت على هذا الطعن الخطير الذي وجّهه الأوس والخزرج لكبريائها، عندما استضافوا رسولَ الله وأصحابه من المؤمنين.

وتحوّلت المسألة لدى قريش -كما سنرى- إلى كبرياء ومعاندة وإظهار للكرامة، ومن المهم أن نتذكر أن أكابر قريشٍ وزعماءها حاولوا بشتى الطرق أن يقتلوا هذه الدعوة في مهدها، لكنهم لم يستطيعوا، وليس من السهل لهؤلاء الأسياد أن يسلِّموا بالهزيمة.

أضف إلى ما سبق أن قريشًا كان لها علاقة قوية بالأوس والخزرج، وكان بينهم التعاون والتحالف والتجارة والإجارة، بل كان بينهم مصاهرة وزواج، وكان أخوال الرسول من بني النجار من الخزرج، ومما لا شك فيه أن هجرة الرسول من مكّة إلى المدينة ستؤثّر على العلاقة بين قريش والأوس والخزرج، وسيكون لهذا آثار اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة كثيرة ووخيمة على أهل مكّة.

ولا شك أن قريشًا كانت تعرف أن الرسول ذهب إلى المدينة المنوّرة حيث يسكن اليهود، ولو أسلم اليهود فإن هذا سيضيف قوة كبيرة جدًّا إلى قوة المسلمين، فقد كانوا يملكون السلاح والحصون والعتاد والأفراد والأموال، وهم قوة كبيرة. وقد توقع القرشيون أن يسلم اليهود؛ لأنهم أهل كتاب يتحدثون عن الإله الواحد وعن الرسل، وعن الكتب السماوية، بل إنهم يتحدثون عن ظهور نبي في هذه الفترة من الزمان، فلا يستبعد في تحليل قريش إسلامهم. وإذا أضفت إلى كل هذه العوامل أن المدينة المنوّرة تقع على طريق التجارة من مكّة المكرمة إلى الشام، وأن وجود المسلمين في هذه المنطقة كقوة وكدولة سيهدد مصالح قريش التجاريّة بقوة، وسيضرب اقتصاديّات مكّة ضربات موجعة؛ علمتَ أنه من المستحيل إذن أن تترك قريش دولة الإسلام تكبر وتنمو هكذا دون مقاومة، لهذا كان من المتوقع ألا تنسى قريش محمدًا بعد أن هاجر إلى المدينة، وأصبح بعيدًا عن مكّة 500 كيلو متر.

وتبقى السُّنَّة الإلهية الواضحة في كتاب رب العالمين I {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217].

وقد سارت قريش في خطوات منظَّمة ومرتبة لتهدم الدولة الإسلاميّة الناشئة، وأول ما فعلته قريش في هذا الإطار هو اتباع الطريق الأسهل، وهو المنهج الدبلوماسيّ من مراسلات ومفاوضات، ولكنها -سبحان الله- كانت كلها مفاوضات تحمل تهديدًا خطيرًا للمدينة المنوَّرة، ولم تكن في صورة عقود ومواثيق، لكنها كانت في صورة تهديدٍ مباشرٍ من القوة الأولى في الجزيرة العربية لقوة الأوس والخزرج.

قريش وإثارة الفتنة الطائفية داخل المدينة المنورة

راسلت قريش زعيم المشركين في المدينة عبد الله بن أُبيّ بن سلول واستغلّت رغبته في الملك والسيادة، واستغلت أيضًا كراهيته لرسول الله ، وطبيعته الجبانة التي لا تقدر على المواجهة، فأرسلت إليه وإلى مشركي المدينة بصفة عامَّة رسالة، وهذه الرسالة في سنن أبي داود، قالت قريش لعبد الله بن أُبيّ بن سلول: "إنكم آويتم صاحبنا، وإنَّا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنّه، أو لنسيرنَّ إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم"[1].

تهديد مباشر لمشركي الأوس والخزرج لإخراج الرسول أو قتله. هكذا صراحة، وجاء التهديد بالطبع يوافق هوًى عند عبد الله بن أُبيّ بن سلول؛ ولذلك فقد أخذ قرارًا في منتهى الخطورة، جمع المشركين من الأوس والخزرج، وقرر أن يقاتل المسلمين من الأوس والخزرج.

سبحان الله! تناسى عبد الله بن أُبيّ بن سلول تمامًا -وهو من الخزرج بل هو سيِّد الخزرج- عداءَه القديم مع الأوس، تناسى العداوات العميقة والدماء التي سالت بين القبيلتين قبل ذلك، ما عاد يذكر غير الحرب العقائديّة الآن.

سيقاتل المسلمين من أبناء الخزرج وسيضع يده في يد المشركين من أبناء الأوس، وهذا ليس غريبًا، فقد تكرر هذا كثيرًا، وهي سنن ثابتة لا تتغير ولا تتبدل؛ فأهل الباطل على اختلاف عقائدهم وتصوراتهم وطرقهم في التفكير دائمًا يجتمعون لحرب المسلمين، وستجدون ذلك متكررًا كثيرًا في قصة الرسول ، وفي الفتوح الإسلاميَّة؛ فتوح فارس والروم، وفي فتح الأندلس، والحروب الصليبيّة، وحروب التتار، وفي احتلال أوربا للعالم الإسلاميِّ في القرن التاسع عشر والعشرين، وإلى الآن في أكثر من بقعة من بقاع العالم، وفي أكثر من نقطة من نقاط الصراع بين المسلمين وغيرهم.

اتفاق اليهود مع النصارى، واتفاقهم مع الهندوس، واتفاق أمريكا مع روسيا، واتفاق إنجلترا مع فرنسا، واتفاق الشيوعيين مع الرأسماليين مع الاختلاف البيِّن بين هذه المدارس، إلا أنهم يتفقون ويتجمعون إذا كان عدوهم الإسلام، والحرب عقائديّة في المقام الأول، انظر إلى قول الله : {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89].

رسول الله يقضي على الفتنة الطائفية

جمع عبد الله بن أُبيّ بن سلول المشركين من الأوس والخزرج لحرب المسلمين من الأوس والخزرج، وتجمع كذلك المسلمون لحرب المشركين، وكانت هذه بوادر حرب أهليّة كبيرة وخطيرة.

فتنة طائفيّة داخليَّة توشك أن تنشب بين المسلمين، وطائفة أخرى على غير دينهم تعيش معهم في داخل البلد الواحد.

ماذا يفعل القائد الحكيم في مثل هذه المواقف؟

جاء رسول الله سريعًا، وحاول قدر استطاعته أن يوقف الصراع قبل أن يبدأ، وقد وصل إليهم بالفعل قبل أن يبدأ القتال بينهم.

وهو في هذه الحال لن يستطيع أن يذكِّر بالجنة والنار والعقيدة والمبادئ الإسلاميّة؛ لأن مِن بينهم مشركين، فهم أخلاط من المسلمين والمشركين، ولكن النبي ضرب على وترَيْنِ مهمَّيْن جدًّا، وكلا الوترين يمثِّل عاملاً مشتركًا بين الفريقين:

الأول: هو وتر التحدي، وإثارة النخوة، والعزة والإباء الموجود عند العرب كلهم، سواء كانوا مسلمين أو مشركين، وقال لهم: "لَقَدْ بَلَغَ وَعِيدُ قُرَيْشٍ مِنْكُمُ الْمَبَالِغَ، مَا كَانَتْ تَكِيدُكُمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا تُرِيدُونَ أَنْ تَكِيدُوا بِهِ أَنْفُسَكُمْ"[2].

سبحان الله! لقد حرَّك النبي فيهم عنصر التحدي لقريش، وأن قريشًا لن تستطيع أن توقعكم في مكيدة أكبر من هذه.

الوتر الثاني: وتر الرحم والقبيلة، قال لهم : "تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا أَبْنَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ؟"[3].

هل تريدون أن يقتل الأوسيُّ أوسيًّا؟ وهل سيقتل الخزرجيُّ خزرجيًّا؟ وهل سيقتل اليثربيّ يثربيًّا آخر من بلده ووطنه، ويعيش نفس ظروفه ويتعرض لنفس المخاطر التي يتعرض لها؟! لقد ذكرهم بالمواطنة ليثرب والمدينة المنوَّرة.

فلما سمع القوم هذا الكلام تفرَّقوا جميعًا مسلمهم ومشركهم.

إنها حكمة بالغة من النبي ، يجب تجنُّب الفتنة الطائفيّة في داخل البلد الواحد تمامًا؛ لأن أشد الناس فرحًا بهذه الفتنة الطائفيّة هم أعداء الأمة، ونتيجة الفتنة أن طرفًا يقضي على الطرف الآخر في داخل البلد الواحد، وتُكسر شوكة الدولة دون عناء من الأعداء، وهذا ما كانت تريده قريش.

لكن القائد الحكيم منع ذلك باقتدار، وعلى كل المخلصين لهذا الدين أن يستوعبوا هذا الدرس تمامًا في البلاد الإسلاميّة، فما أكثر ما تثار الفتن الطائفيَّة في البلاد الإسلاميّة، ولا تجرّ على البلاد إلا الويلات والدمار!!

بل ما أكثر ما تثار الفتن ليس بين المسلمين والطوائف الأخرى، بل بين المسلمين والمسلمين، جماعة تحارب جماعة، أو سلطة تحارب جماعة، والجميع -سبحان الله- في مركب واحد!!

رأينا هذا في فلسطين، وفي العراق، وفي الأردن، وفي مصر، وفي ليبيا، وفي الجزائر، وفي غيرها وغيرها.

الرسول كان يعلِّمنا كيف نتجنب الصراع الداخليّ بكل وسيلة، وبما يناسب الأفراد الواقعين في الفتنة.

ويعلِّمنا أيضًا كيف نعرف الأرضيّة المشتركة بيننا وبين من يعيش معنا في البلاد، ويعلمنا كيف نوحِّد لغة الحوار، ويعلمنا كيف يمكن أن نزرع فكرة المواطنة في نفوس كل من يسكن على أرض الوطن، بصرف النظر عن دينه، وعن عرقه، وعن أصله.

منهج في غاية الحكمة، وهكذا فشل المخطط الأول لقريش.

ولكن قريش لم تيئس، فالحرب ما زالت مستمرة.

[1] رواه أبو داود (3004)، ترقيم محيي الدين.
[2] رواه أبو داود (3004).
[3] السابق نفسه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
قريش وإثارة الفتنة الطائفية في المدينة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: