لماذا حرم النبي الفواحش والشذوذ الجنسي؟
في زمن كان العرب وبقية الشعوب تعتبر الزنا شيئاً مشروعاً ومن أمثلة ذلك زواج المتعة الذي كان سائداً في الجاهلية، وكذلك زنا المحارم، واللواط، والدعارة... ومجالس الغناء والرقص... كل هذه العادات السيئة كانت حقاً طبيعياً يُمنع المساس به أو تحريمه أو التعدي عليه!
النبي الكريم لو كان كما يدعي المشككون أنه صنع ديناً لنفسه! لكان الأجدر به أن يقرّ القوم على ما هم فيه من عادات ليكسب رضاهم - وبفعل ذكائه الشديد - يتمتع بميزات كثيرة سوف يحصل عليها نتيجة إقراره ورضاه عن هذه العادات.
ولكن المفاجأة أن النبي خالف كل هذه العادات وحرَّمها بأشد العبارات! فلم يكسب وقتها إلا عداء سادة القوم له ولم يحصل إلا على الأذى والاتهامات بالجنون والتهديد بالقتل! فما الذي يجعل هذا الرجل يصرّ على تحريم هذه الأشياء السيئة وما هي مصلحته من دفع الأذى عن قومه ولماذا أراد لهم الخير والصحة والفائدة؟ التفسير المنطقي الوحيد هو أن الله تعالى أوحى إليه بذلك، وأكبر دليل على ذلك أن العلم الحديث أثبت بما لا يقبل الشكل أن هذه العادات خطيرة ومضرة بالصحة ومدمرة للإنسان وللمجتمع.
تخبرنا إحصائيات الأمم المتحدة أنه في كل عام هناك الملايين يموتون بسبب أمراض جنسية سببها الفاحشة! وفي تقرير نشره موقع سي إن إن أعلن الباحثون أن عدد الإصابات بالإيدز يزداد يوماً بعد يوم، وعلى الرغم من المليارات التي تنفق إلا أنهم فشلوا في إيجاد علاج ناجع له حتى الآن. ومنذ عام 1981 مات أكثر من 25 مليون إنسان بسبب الإيدز، والآن هناك 33 مليون إنسان يحملون الفيروس وينتظرون الموت في أي لحظة! وتنفق الولايات المتحدة الأمريكية على أبحاث الإيدز في السنة 250 مليون دولار. إن الخسائر الاقتصادية التي سببها هذا المرض في عام 2008 أكثر من 20 بليون دولار!!
هذه الأمراض التي ظهرت اليوم لم تكن معروفة في الماضي (أهمها الإيدز) والتي انتشرت بشكل مرعب وبخاصة في البلاد غير الإسلامية كنتيجة لانتشار الزنا والشذوذ الجنسي بشكل علني. ولكن النبي أشار إلى هذه الحقيقة العلمية بل وتنبأ بها، في زمن لم يكن أحد يمكنه التنبؤ بأن أمراضاً جديدة ستظهر بنتيجة الزنا والشذوذ وهو ما سماه بالفاحشة.
يقول النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه]. وأقول بالله عليكم: هل يمكن أن يصدر هذا الكلام، الذي يعبر عن واقعنا تعبيراً دقيقاً، من إنسان يعيش قبل 14 قرناً لو لم يكن رسولاً من عند الله؟! هل يصدر هذا الكلام من رجل يصفه الملحدون بأنه مزواج وشهواني!!
المنطق العلمي يفرض بأن الرجل الشهواني الذي يحب النساء وكل همه المتعة، أن يبيح لقومه ذلك ليتبعوه، وليشبع رغباته! هل سمعتم بإنسان يمارس الملذات وينهى أصدقاءه عنها مثلاً؟؟! إن حرص النبي على طهارة المؤمنين وإبعادهم عن الفاحشة وتأكيده بأن الزواج هو الطريق المثالي للشباب وحمايتهم من الهلاك.. هو دليل على أ،ه نبي مرسل من الله، وليس كما يدعون.