لماذا حرم النبي الكريم الخمر؟
فقد حرم النبي الخمر تحريماً قطعياً وحتى مجرد النظر إليه فقال: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه) [سنن أبي داود]. لماذا هذا التحذير والتشديد الكبير؟ لأن أضرار الخمر تفوق كل تصور. فقد أثبت العلماء أن أضرار الخمر مدمرة لأجهزة الجسد بالكامل.
وتقول جمعية القلب البريطانية بالحرف الواحد على لسان أحد علمائها:
الخمر لا يجب أن يستخدم كدواء.
وسبحان الله، قبل أكثر من 1400 سنة قال الحبيب الأعظم بالحرف الواحد عن الخمر: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) [رواه مسلم]. فكيف علم النبي في القرن السابع حقيقة علمية لم يثبتها العلماء إلا في القرن الحادي والعشري؟ أظن أن الأمر أكبر من اجتهاد أو عبقرية أو ذكاء خارق، إنه وحيٌ من الخالق تبارك وتعالى.
يقول العلماء إن تأثير الخمر لا يقتصر على الكبد والمعدة والفم والدماغ والجملة العصبية... بل له تأثيرات نفسية حيث يتسبب في حالات الاكتئاب نتيجة الإفراط في تعاطي الخمر، يتسبب بملايين الحوادث المميتة كل عام على مستوى العالم، يتسبب بمشاكل عنف أسري أيضاً بالملايين، والخمر هو عدو الإنسان الأول، وعلى الرغم من ذلك فقد فشلت مؤسسات العلم الحديث عن إيجاد علاج لمنع تعاطي الخمور في المجتمعات غير الإسلامية، ولكن النبي الكريم أعطانا العلاج واستجاب له المسلمون على الرغم من إدمانهم الشديد على الخمر، قال النبي الكريم: (لا يدخل الجنة مُدمن خمر) [ابن ماجه]. ليس هذا فحسب بل قال: (اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ) [النسائي].
وبالفعل أثبت العلم أن الإدمان على المسكرات يؤدي لأضرار كبيرة تتجاوز مدمن الخمر لتمتد لأفراد عائلته وأصدقائه لنجد أن مدمن الخمر يؤذي زوجته وأطفاله. فقد أثبتت الإحصائيات أن 40 بالمئة من حوادث العنف المنزلي تصدر من شارب الخمر، و أكثر من 40 بالمئة من جرائم القتل سببها شارب الخمر، وفي الاتحاد الأوربي يقتل كل عام عشرة آلاف إنسان في حوادث سيارة بسبب شرب الخمر... في بريطانيا هناك مليون طفل يمسهم العنف من قبل شارب خمر، ونصف مليون ضحية بسبب شرب الخمر... ويكفي أن نعلم بأنه في بريطانيا لوحدها يموت كل عام بسبب الإدمان على الخمر أكثر من (200) ألف شخص!
الخمر لا يجب أن يستخدم كدواء.
وتؤكد وزارة الصحة الفرنسية أن كأساً واحدة من الخمر يومياً تزيد فرص احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 168%. ويقول مدير معهد مكافحة السرطان "دومينيك مارانشي" إن شرب جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضراراً لا يمكن تصورها لصحة الإنسان، فلا يمكن لكمية من الخمر, مهما قلَّت, أن تفيد الإنسان في شيء. تقول الدكتور Sarah Lewis من قسم الطب الاجتماعي بجامعة بريستول: "تظهر الدراسة أن استهلاك الخمر ربما يزيد ضغط الدم لحدود كبيرة جداً أكثر مما كنا نعتقد وحتى لو شرب الإنسان الخمر بكميات قليلة".
وسبحان الله، أليس هذا ما أشار إليه النبي الأعظم قبل قرون طويلة حيث قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) [رواه الترمذي]. فكيف علم هذا النبي الأمي أن القليل من الخمر يضر الإنسان كما يصرح العلماء اليوم؟ ألا يريد لنا النبي الخير؟ ألا يرد هذا الحديث على أولئك الذين يدعون أن الإسلام دين الشهوات؟ إن القاعدة الذهبية التي وضعها النبي الأعظم ستبقى إلى يوم القيامة، وهاهم العلماء اليوم يكررونها بحرفيتها، فالنبي قال عن الخمر إنها داء وليست دواء في القرن السابع، واليوم في القرن الحادي والعشرين تقول أهم هيئات القلب في العالم بالحرف الواحد: الخمر لا يجب أن يستخدم كدواء... ألا يستحق هذا النبي منا كل احترام وتقدير؟!