همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى : تَحْلِيَة ُ كِتَاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى : تَحْلِيَة ُ كِتَاب Empty
مُساهمةموضوع: كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى : تَحْلِيَة ُ كِتَاب   كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى : تَحْلِيَة ُ كِتَاب Emptyالأربعاء مايو 10, 2017 4:42 pm

كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى :
 تَحْلِيَة ُ كِتَاب

لا السُّهد يدنيني إليه ، ولا الكرىطَيْفٌ يزورُ بفضله مهما سرى
تَخِذَ الدُّجى ، وسماؤه ، ونجومهسُبُلاً إلى جنيفك ، لم يرضَ الثرى
وأتاك موفور النعيم ، تخالهملكاً تنمُّ به السماءُ، مُطهَّرا
عِلم الظلامُ هبوطه، فمشت لهأهدابه يأخذنه متحدِّراً
وَحَمى النَسائِمَ أَن تَروحَ وَأَن تَجيحَذَراً وَخَوفاً أَن يُراعَ وَيُذعَرا
ورقدْتَ تُزْلِف للخيال مكانَهبين الجفون، وبين هُدبِك، والكرى
فهَنِئْتَهُ مثلَ السعادة ِ شائقاًمتصوراً ما شئتَ أَن يَتصورا
تطوى له الرقباء منصور الهوىوتدوس ألسنة الوشاة ِ مظفَّرا
* * *
لولا امتنانُ العين يا طيفَ الرضاما سامحت أيامها فيما جرى
باتَت مُشَوَّقَةً وَباتَ سَوادُهازونا بِتِمثالِ الجَمالِ مُنَوِّرا
تُعطى المُنى وَتُنيلُهُنَّ خَليقَةًبِكَ أَن تُقَدِّمَ في المِنى وَتُؤَخِّرا
وَتُعانِقُ القَمَرَ السَنِيَّ عَزيزَةًحَتّى إِذا وَدَّعتَ عانَقتَ الثَرى
في ليلة ٍ قدِم الوجودَ هلالُهافدنت كواكبُها تُعلِّمه السُّرى
وتريه آثار البدورِ ليقتفيويرى له الميلادُ أن يتصدّرا
ناجيتُ مَن أَهوى ؛ وناجاني بهابين الرياض ، وبين ماءِ سويسرا
حيث الجبالُ صغارُها وكبارُهامن كل أَبيضَ في الفضاءِ وأَخضرا
تَخِذَ الغمامُ بها بيوتاً، فانجلتمشبوبة َ الأجرام ، شائبة َ الذُّرَى
* * *
والصخرُ عالٍ، قام يشبه قاعداًوأَناف مكشوفَ الجوانبِ مُنذِرا
بين الكواكب والسحابِ، ترى لهأُذُناً من الحجر الأَصمِّ ومِشفَرا
قد جاءَها الفاتحُ في عُصْبة ٍمن الأُسُود الرُّكَّع، السُجَّد
والسفحُ من أَيِّ الجهاتِ أَتيتَهأَلفيته دَرَجاً يَموج مُدوّرا
نثرَ الفضاءُ عليه عِقدَ نجومِهفبدا زَبَرْجَدُه بهنّ مجوهرا
وتنظَّمتْ بِيضُ البيوتِ، كأَنهاأَوكارُ طيرٍ، أَو خَمِيسٌ عسكرا
وما توانى الرومُ يَفْدُونَهاوالسيف في المفْدِيِّ والمفتدِي
فخلتُها من قيصرٍ سعدُهوأُيِّدتْ بالقيصرِ الأسعد
والنجمُ يبعث للمياه ضيائهوالكهرباءُ تضيءُ أثناءَ الثرى
هام الفراشُ بها ، وحام كتائباًيحكي حوالَيْها الغمامَ مسيَّرا
خُلِقَت لِرَحمَتِهِ فَباتَت نارُهُبَرداً وَنارُ العاشِقينَ تَسَعُّرا
* * *
والماءُ من فوق الديار، وتحتَهاوخِلالها يجري، ومن حول القرى
فيا لثأْرٍ بيننا بعدهأقام ، لم يقرب، ولم يبعد
مُتصوِّباً، مُتصعِّداً، مُتمهِّلاًمُتسرِّعاً، مُتسلسِلاً، مُتعثِّرا
والأَرضُ جِسْرٌ حيث دُرْت ومَعْبَرٌيصلان جسراً في المياه ومعبرا
والفُلكُ في ظلّ البيوت موَاخِراًتطري الجداولَ نحوها والأَنهُرا
حتى إذا هَدأَ المَلا في ليلهجاذبتُ لَيلِي ثوبَه متحيِّرا
وخرجت من بين الجسور، لعلَّنيأَستقبِل العَرْفَ الحبيبَ إذا سرَى
آوي إِلى الشَجَراتِ وَهيَ تَهُزُّنيوَقَدِ اِطمَأَنَّ الطَيرُ فيها بِالكَرى
ويهزّ مني الماءُ في لمعانهفأَميلُ أنظر فيه، أطمعُ أَن أرى
* * *
وهنالك ازدَهَت السماءُ، وكان أنآنستُ نوراً ما أتمَّ وأبهرا!!
فسريتُ في لألائِهِ ، وإذا بهبدرٌ تسايره الكواكبُ خُطَّرا
فكلُّ شرٍّ بينهم أَو أَذىأَنت بَراءٌ منه طُهْرُ اليد
حُلُم أعارتني العناية ُ سمعهافيه، فما استتممْتُ حتى فُسِّرا
فرأيتُ صفوي جَهرة ، وأخذتُ أنــسى يقظة ، ومُنايَ لَبَّتْ حُضَّرا
وأَشرت:هل لُقيا؟ فأُوحِيَ:أَنْ غداًبالطّود أبيض من جبال سويسرا
إن أَشرَقَت زهراءَ تسمو للضحىوإذا هوت حمراءَ في تلك الذُّرى
فشروقُها منه أَتمّ معانياًوغروبُها أَجلى وأَكملُ منظرا
تبدو هنالك للوجود وَلِيدة ًتهْنا بها الدنيا، ويغتبط الثرى
وتضيءُ أَثناءَ الفضاءِ بغُرَّة ٍلاحَت برأْسِ الطَّودِ تاجا أزهرا
فسمعت فكانت نصف طار ، ما بداحتى أناف ، فلاح طاراً أكبرا
يعلو العوالم، مستقلاًّ ، نامياًمُستعصياً بمكانه أَن يُنْقَرا
* * *
سالَت بِهِ الآفاقُ لَكِن عَسجَداًوَتَغَطَّتِ الأَشباحُ لَكِن جَوهَرا
واهتزَّ، فالدنيا له مُهتزَّة ٌوأَنار، فانكشف الوجودُ منوّرا
حَتّى إِذا بَلَغَ السُمُوُّ كَمالَهُأَذِنَت لِداعي النَقصِ تَهوى القَهقَرى
فدنت لناظرها ، ودان عنانُهاوتبدّل المستعظم المستصغرا
واصفرَّ أَبيضُ كلِّ شيءٍ حولَهاواحمرَّ برْقُعُها وكان الأصفرا
وسما إليها الطَّودُ يأْخذُها، وقدجعلتْ أعاليَهُ شريطاً أحمرا
مسَّته، فاشتعلت بها جَنَباتهوبدتْ ذُراه الشُّمُّ تحمل مِجْمرا
فَكَأَنَّما مَدَّت بِهِ نيرانَهاشَرَكاً لِتَصطادَ النَهارَ المُدبِرا
حرقته ، واحرقت به ، فتولَّياوأتى طُلولَهما الظلامُ فعسكرا
* * *
فشروقُها الأَملُ الحبيبُ لمن رأَىوغروبُها الأَجلُ البغيضُ لمن درى
خطبانِ قاما بالفناءِ على الصَّفاما كان بينهما الصفاءُ ليعمُرا
تتغير الأشياءُ مهما عادواوالله عزّ وجلّ لن يتغيرا
أنهارنا تحت السليف وفوقهولدى جوانبه ، وما بين الذُّرى
هي من أشِّ سبيلٍ جئتهاغاية ٌ في المجدِ لا تدنو طِلابا
رَجْلاً، ورُكْباناً، وزَحْلَقَة ً علىعِجلٍ هنالك كهربائيِّ السرَى
في مركبٍ مُستأْنسٍ، سالت بهقُضُبُ الحديدِ، تعرُّجاً وتحدُّرا
ينسابُ ما بين الصخور تمهُّلاًويخفُّ بين الهُوَّتين تَخطُّرا
وإذا اعتلى بالكهرباء لذروة ٍعصماءَ؛ همّ معانقاً متسوِّرا
* * *
لما نزلنا عنه في أُمِّ الذُّرىقمنا على فرع السليف لننظرا
أرضٌ تموجُ بها المناظرُ جَمَّة ٌوعوالمٌ نِعْمَ الكتابُ لمن قرا
وقرى ً ضربن على المدائن هالة ًومدائنٌ حَلَّيْنَ أَجيادَ القُرَى
ومزارعٌ للنارظين روائعٌلَبِسَ الفضاءُ بها طرازاً أَخضرا
والماءُ غُدْرٌ ما أَرقَّ وأغْزَرا ‍‍وجداولٌ هنّ اللُّجَيْنُ وقد جرى
فحشون أَفواهَ السهولِ سبائكاًوملأْنَ أقبالَ الرواسخِ جوهرا
قد صغَّر البعدُ الوجودَ لنا، فيالله ما أحلى الوجودَ مصغَّرا
* * *


***************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى : تَحْلِيَة ُ كِتَاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الأدبـــــــــى :: قسم : أمير الشعراء أحمد شوقى,-
انتقل الى: