عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
موضوع: التكيُّف مع تشخيص السرطان السبت مارس 25, 2017 1:46 pm
التكيُّف مع تشخيص السرطان يجري تشخيصُ إصابة جديدة بالسرطان كلَّ دقيقتين من الزَّمن لدى شخصٍ ما في المملكة المتَّحدة، على سبيل المثال. كما يُصاب شخص واحد من كلِّ ثلاثة أشخاص تقريباً بالسرطان بشكلٍ ما خلال مسيرة حياته. ولكن كيف يمكن التعامل مع هذه الحالة؟
تلقِّي خبر تشخيص الإصابة بالسرطان تُشعر كلمةُ "سرطان" معظمَ الناس بالرَّهبة؛ فوفقاً لدراسة استطلاعيَّة حديثة، فإنَّ الغالبيةَ العظمى من الأشخاص الذين جرى استطلاعُ آرائهم قالوا: إنَّ الإصابةَ بالسرطان شكَّلت أكبرَ خوف لديهم. ولذلك، فمن المفهوم أنَّ تلقِّي خبر تشخيص الإصابة بالسرطان يمكن أن يكون محبطاً جداً. وعندما يسمع الناس أنَّ لديهم سرطاناً، فإنَّهم يتوقَّعون النوعَ الأسوأ منه من غير ريب. ويشكِّل ذلك صدمةً أو رعباً لديهم. وبمجرَّد الانتهاء من الصدمة الأوَّلية، يكون هناك أحياناً سيلٌ من المشاعر التي يمكن أن يكون التعامل أو التكيُّف معها صعباً؛ لكنَّ هذا طبيعي، حيث يحتاج الأمر إلى بعض الوقت لاستيعاب المعلومة وتقبُّل الوضع.
المشاعرُ التي تنتاب الشَّخص يؤثِّر تشخيصُ الإصابة بالسرطان في الناس على نحوٍ يختلف من شخصٍ لآخر. لذلك، لا توجد قواعد محدَّدة حولَ المشاعر التي يُمكن أن تنتابَ هذا الشَّخص أو ذاك، أو كيف يجب التعامل معها. ولكن، من الشائع أن يعاني الشَّخص: الحزن. الخوف على المستقبل. الغضب. الشعور بالذَّنب. الإنكار. التشوُّش. الشِّدة النفسيَّة. القلق. الاكتئاب. بعضُ الناس يغضبون جداً، بينما يبكي بعضُهم بشدَّة، ولكنَّ معظمَهم يظهرون قلقاً شديداً ويصبحون مهمومين. إذا اعتقد الشَّخصُ أنَّه ربَّما يكون قد أُصيب بالاكتئاب، عندئذٍ من المهمِّ التحدُّث مع الطبيب. تشمل أعراضُ الاكتئاب: الشعور الدائم بالحزن، وفقدان الرغبة بالأشياء التي كان الشخصُ يستمتع بها، والشعور بالتعب باستمرار، وصعوبة النوم، وفقدان الشهية، والشعور بأنَّ الحياة لا تستحقُّ العيش. عندما يتلقَّى الشَّخصُ خبر إصابته بالسرطان، قد يُعطى عدداً من الخيارات تتعلَّق بالعلاج. وهذا ما قد يعني الحاجةَ إلى اتِّخاذ بعض القرارات المعقَّدة في أوقاتٍ عَصيبة أصلاً؛ فإذا كان يجد أنَّ هذه القرارات صعبة أو مربكة، فعليه التحدُّث مع أحد الاختصاصيين في المستشفى أو مع مركز دعم لمرضى السرطان موجود في مكان إقامته، حيث ينبغي أن يكون هؤلاء قادرين على إرشاده من خلال تقديم جميع المعلومات اللازمة، ومساعدته على اتِّخاذ القرارات المناسبة بشأن العلاج.
شبكات الدعم يجد كثيرٌ من الناس أنَّ وجودَ شبكة من الأصدقاء والأسرة وخدمات الدعم، جميعها تساعدهم على التأقلم مع تأثير تشخيص السرطان في المريض.
العائلةُ والأصدقاء يُمكن أن يكونَ التحدُّثُ إلى الأصدقاء والأسرة أمراً صعباً، لأنَّ الشخصَ قد لا يرغب أن يُزعجَهم، ولكن يجب عليه أن يتذكَّر بأنَّهم جميعاً يريدون أن يدعموه. في بعض الأحيان، لا يعرف الناس المقرَّبون من الشخص كيف يتصرَّفون. لذلك، ربَّما يكون من المفيد أن يقولَ لهم ما إذا كان بحاجة فقط إلى شخص يستمع إليه، أو يتعاطف معه، أو يخفِّف عنه بعضَ الضغوط عن طريق مساعدته على القيام بجولة حول المنـزل. يجد بعضُ الناس أنَّ ما يساعدهم وذويهم هو أن يذهبَ معهم أحدٌ من الأشخاص الذين يودُّونهم إلى عيادات الأطبَّاء أو جلسات العلاج. كما قد تحتاج عائلةُ الشخص إلى بعض الدعم من بعض أفرادها، لذلك ينبغي تذكيرهم بأنَّ هناك خدمات لمساعدتهم أيضاً إذا احتاجوا إليها.
طاقم المستشفى لقد جرى تدريبُ الأطبَّاء والممرِّضات العاملين في قسم الأمراض السرطانية على كيفية التعامل مع جميع الجوانب المتعلِّقة بالسرطان؛ فبالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبِّية للمريض، يمكنهم أن يجيبوا عن أسئلة المريض ويعطوه المشورةَ والدَّعم. وسيكون بمقدورهم إعطاء معلومات عن مراكز الدعم المحلِّية، وكذلك عن جماعات الدعم. كما تقدِّم بعضُ المستشفيات أيضاً علاجات تكميلية لأشخاص يتناولن علاجات تقليدية للسرطان.
مراكزُ الدَّعم سوف يقوم الطبيبُ أو الممرِّضة المتخصِّصة بإطلاع المريض على ما إذا كان سيتوفَّر له مركزٌ من مراكز دعم مرضى السرطان في المنطقة التي يقيم بها. وكثيراً ما تقوم هذه المراكزُ بتعيين أحد الأشخاص ليتحدَّثَ إلى المريض، كما يمكنها أن تقدِّمَ المشورةَ العملية والمالية. يمكن أن توفِّرَ بعضُ مراكز الدعم بيئةً اجتماعية ودِّية تسمح للناس بمساحة للتفكير، والحديث إذا أرادوا، وطرح الأسئلة، وكل ما يلزمهم. ويتوفَّر في جميع المراكز اختصاصيٌّ في علم النفس الحديث للتحدُّث معه عن الجوانب الأكثر صعوبةً في حال الإصابة بالسرطان. وفيها أيضاً مستشارٌ مالي لتقديم المشورة المالية والرعاية الاجتماعية. وقد يتوفَّر للمركز موقعٌ على الإنترنت، حيث يُمكن للمرضى المشاركة بخبراتهم وقراءة ما عند الآخرين. كما يمكنهم أن يسألوا ويحصلوا على المشورة من الخبراء.
أرقام المساعدة ومجموعات الدعم يجد كثيرٌ من الناس أنَّه من الأسهل لهم أن يتحدَّثوا إلى شخصٍ ما عبر الهاتف. وهناك عدد من أرقام المساعدة، تقوم الجمعيات الخيرية بتشغيل معظمها. ربَّما تكون مجموعةُ الدعم هذه مناسبةً للمريض إذا كان يرغب في مناقشة تجربته مع الناس الذين جرى تشخيصُ إصابتهم بالسرطان. وسوف يكون كلٌّ من الطبيب العام أو الطبيب الاختصاصي أو الممرضة المتخصِّصة قادرين على جعل المريض على اتِّصال مع مجموعات محلِّية مناسبة.
الاعتماد على الذات الشعور بمزيد من التحكُّم والسَّيطرة في بداية تشخيص مرض السرطان، يمكن أن يكونَ لدى المريض الكثير من الأسئلة التي قد تكون عاطفية أو انفعالية؛ مثلاً، كيف سيكون الوضع بالنسبة للعائلة؟ وكيف يمكن التكيُّف مع العلاج؟ وكيف يمكن التكيُّف مع فقدان جزء من الجسم؟ وهل ستكون النهاية هي الموت؟ هناك الكثيرُ من الأشياء غير المعروفة، ولذلك من الطبيعي أن يشعرَ المريضُ أنَّه فقدَ بعض السيطرة على حياته. وسوف تساعده قدرتُه على الإجابة عن هذه الأسئلة على التأقلم واستعادة هذا الشعور بالسيطرة؛ فإذا كان هذا قد حدث للمريض، عندئذٍ ينبغي عليه أن يحاولَ تدوين هذه الأسئلة، ثم يطرحها على شخصٍ ما، كالممرِّضة المتخصِّصة، عندما يكون مستعداً لذلك.
العنايةُ الشَّخصية يساعد الاعتناءُ بالنفس على التكيُّف مع الجانب النفسي من هذا المرض. وقد يرغب الشخص فيما يلي: الحصول على بعض الوقت للراحة والاسترخاء. الحصول على بعض التمارين الرياضية الخفيفة. محاولة اتِّباع نظام غذائي صحِّي متوازن. الحصول على نوم جيِّد في الليل. تجنُّب شرب الكحول. ويمكن لبعض هذه الأمور أن تكونَ صعبةً إذا كان المريضُ يشعر بتوعُّك أو يعاني من الآثار الجانبية لعلاجات السرطان.
البقاء في حالة من الإيجابية يمكن أن يكونَ ذلك عسيراً في مثل هذا الوضع الصعب، ولكنَّ محاولةَ أن يكونَ الشَّخصُ إيجابياً يمكنها أن تساعدَ حقاً في مواجهة هذا الوضع، مثل محاولة التركيز على الأمور الإيجابية التي يعرفها، وتجنُّب الأفكار السلبية التي قد لا تكون صحيحةً، والقيام بمناقشة المخاوف مع الطبيب أو الممرِّضة أو مجموعة الدَّعم، حيث يمكن أن يحصل المريضُ على شيء من الطمأنينة من خلال ذلك.