التغذية والداء السكري
يمكن أن يَسألَ مَريضُ السكَّري نفسَه عدَّةَ أسئلة عندَ تشخيص إصابته بمرض السكَّري حول التَّغذية وتناول الطَّعام:
ماذا يمكن أن يأكل؟
وكم مقدار ما يأكل؟
ومتى يأكل؟
إنَّ اختيارَ المريضُ لطَعامِه بشيءٍ من الحكمة سوف يُشعِره بالعافية كلَّ يوم، ويساعده على إنقاص وزنه عندَ الضَّرورة، كما يُقلِّل من خطر مَرَض القلب والسَّكتة الدِّماغية والمشاكل الأخرى التي يُسبِّبها السكَّري.
يساعدُ الأكلُّ الصحِّي على إبقاء سكَّر الدَّم ضمن المَجال المطلوب، كما تفيد التَّمارينُ والأَدوية على تَحقيق ذلك عندَ الحاجَة.
يجب ألاَّ يزيدَ سكَّر الدَّم عندَ مرضى السكَّري قبلَ تناول الطَّعام على 70-130 ملغ/100 مل، وأن يبقى دون 180 ملغ بعد ساعة إلى ساعتين من بدَء الوجبة.
كيف يمكن إبقاءُ مستويات سكَّر الدَّم عند المستوى المرغوب؟
يمكن المحافظةُ على سكَّر الدَّم عندَ المستوى المرغوب من خِلال ما يلي:
الحِكمَة في اختيار الأطعمَة.
المحافظة على الحركة والنَّشاط.
تناول الدَّواء حسب توصِيات الطَّبيب.
تُؤثِّر الأدويةُ وتَتَأثَّر، من حيث مقدارُها وتواتر تناولها، لدى مريض السكَّري بنوع الأطعمة التي يأكلها وبكمِّيتها، ولذلك يجب على المريض التَّعاون مع الطَّبيب في ذلك. كما ينبغي استشارةُ الطَّبيب في نوع ومقدار التَّمارين التي يُمارسها. ولذلك يجب أن ينتبهَ المريضُ إلى علامات نقص سكَّر الدَّم (الشُّعور بالارتعاش والضَّعف والتخليط الذهني والتهيُّج والجوع والتعرُّق وتسرُّع ضربات القلب)، وأن يحملَ في معصمه أو محفظته ما يدلُّ على إصابته بالسكَّري، فضلاً عن حمله لأقراص الغلوكوز أو السكَّر glucose tablets لاستعمالها عندَ الشُّعور بنقص سكَّر الدَّم، أو أيَّة مادَّة تحتوي على السكَّر مثل عصير الفواكه أو الحلويَّات ... إلخ.
الهرمُ الغِذائي لمريض السكَّري
لقد استُحدِث الهرمُ الغِذائي food guide pyramid للمُساعدة على التَّخطيط الغذائي المتوازن. وتعتمد فكرةُ الهرم الغذائي على زيادة عدد الحصص المتناوَلة من مجموعة الخبز والحبوب (في الأسفل) من أربع حصص إلى 6-11 حصَّة يومياً، بالإضافة إلى فصل مجموعة الخضروات والفواكه إلى مجموعتين منفصلتين، بحيث يصل عددُ الحصص التي يُنصَح بتناولها من مجموعة الخضروات إلى 3-5 حصص، بينما يصلُ في الفاكهة إلى 2–4 حصص يومياً، وذلك لتزويد الجسم بالطَّاقة اللازمة له عن طريق النَّشويات المتوفِّرة في المجموعات الثلاث الآنفة الذِّكر، والتَّقليل من تناول الدُّهون والملح والكولستيرول، والتَّركيز على الألياف.
يمكن تَلخيصُ فكرة الهرم الغِذائي بما يلى:
تحتلُّ مجموعةُ الخبز والحبوب قاعدةَ الهرم العريضة، إذ يُوصَى بتناول 6-11حصَّة يومياً من هذه المجموعة.
يليها بعدَ ذلك مجموعةُ الخضروات في الجزء الأيسر من الهرم فوق مجموعة الخبز والحبوب، إذ يُوصَى بتَناوُل ما مقداره 3-5 حصص يومياً.
وفي الجزء الأيمن، بجانب مجموعة الخضروات، تقع مجموعةُ الفواكه والتي يوصى بتناول 2-4 حصص منها يومياً.
وتأتِي مجموعةُ اللُّحوم والدَّواجن والأسماك والبقوليَّات والبيض والمكسَّرات في الجانب الأيمن للهرم فوق مَجموعة الفواكه، ويُوصَى بتناول 2-3 حصص من هذه المجموعة يومياً.
وتقعُ مَجموعةُ الحليب والأجبان والألبان بجانب مجموعة اللُّحوم، ويُوصَى بتناول 2-3 حصص من هذه المجموعة يومياً.
وتأتي مجموعةُ الدُّهون والزيوت والحلويات في قمَّة الهرم، ويُوصَى بالتَّقليل من هذه المجموعة واقتصار تناولها على تزويد الجسم بالطَّاقة، مع عدم التقليل من الحصص الموصى بها من المجموعات الخمس الآنفة الذكر.
ومِمَّا سبق ذكره عن الهرم الغذائي، يستطيع هذه النظامُ توفير التغذية المتوازنة لأفراد المجتمع الأصحَّاء، بالإضافة إلى دوره الوقائي من العديد من الأمراض التى تنشأ عن عدم توفُّر التغذية المتوازنة.
تركِّز فكرةُ الهرم على زيادة استهلاك الحبوب الكاملة والخبز والخضروات والفواكه، والتي تؤدِّي بدورها إلى زيادة استهلاك الألياف والتَّقليل من استهلاك الدُّهون والسكَّر والكولستيرول.
يُمَكِّن هذا الهرمُ مريضَ السكَّري من الاختيار الحَكيم لطَعامِه؛ فالأطعمةُ المشتقَّة أو المعتمدَة على النَّشويَّات والفواكه والخضروات ومشتقَّات الحليب هي الأغنى بالكربوهيدرات، وهي الكثر تأثيراً في مستويات السكَّر في الدَّم. وتوضح الفقراتُ التَّالية كيف يَجري التَّعاملُ معها ولكن، قبل البَدء بكلِّ نوعٍ من أنواع الأطعمة في الهرم الغذائي، نذكر بعضَ النَّصائح الصحِّية العامَّة للنِّظام الغذائي في مرض السكَّري.
النَّصائحُ العامَّة للتغذية عندَ مريض السكَّري
تَشتملُ النَّصائحُ العامَّة للتغذية عندَ مريض السكَّري على ما يلي:
التَّقليل من الأطعمة الغنيَّة بالسكَّر.
التَّقليل من حجم وجبات الطَّعام، وتَوزيعها على مَدار اليوم.
اختيار الأوقات والكمِّيات المناسبة لتناول الكربوهيدرات.
تَناوُل مختلف أشكال الأطعمة ذات الحبوب الكامِلَة والفواكه والخضروات يومياً.
التَّقليل من الدُّهون والملح وتَجنُّب الكُحول.
النَّشويَّات
تَضُمُّ النَّشويَّاتُ الخبز والحبوبَ (الحنطة، الرز، الشَّعير ...)، والمكرونة والخضروات النشويَّة، مثل الذرة والبطاطس؛ وهي تُؤَمِّن الكربوهيدرات والفيتامينات والمعادِن والألياف. وتُعدُّ نَشَويَّاتُ الحُبُوب الكامِلَة أكثر منفعةً للصحَّة، لأنَّها تَحتَوي على كثيرٍ من هذه الفيتامينات والمعادِن والألياف.
يُفضَّل تَناوُلُ بعض النَّشويَّات مع كلِّ وجبة، فهي مفيدَة لكلِّ شخص، بما في ذلك مرضى السكَّري.
ولكن هناك طُرَقٌ صحِّية لتَناوُل النَّشويَّات:
يُفضَّل الحصول على خبز ومُعجَّنات الحبوب الكامِلة.
يُفضَّل التَّقليلُ من النَّشويَّات المقليَّة والغنيَّة بالدُّهون، مثل رقائق البطاطس والبطاطس المقليَّة والبسكويت. ويمكن تناولُ البطاطس المشويَّة أو رقائق البطاطس الخالية من الدُّهون والكعك الفقير بالدُّهون.
ينبغي استعمالُ اللبن القليل الدهون أو البسيط الخالي منها على البطاطس المشويَّة بدلاً من الزبدة أو القشدة.
يجب استعمالُ الخردل بَدَلاً من المايونيز على الشطَّائر.
كما يَنبَغي استِعمالُ الحليب الخالِي من الدُّهون أو القليل الدُّهون مع الحبوب.
الخَضروات
تُؤمِّن الخضرواتُ الفيتاميناتِ والمعادِنَ والألياف، وهي فقيرةٌ بالكربوهيدرات، ويمكن زيادة الحصص اليوميَّة منها.
ولكن هناك طُرَقٌ صحِّية لتَناوُل الخضروات:
يُفضَّلُ تناول الخضروات الطازجة أو المطبوخَة مع القليل من الدُّهون أو الصَّلصات من دونها.
يمكن استعمالُ الصلصات القليلة أو خالية من الدُّهون على الخضروات الطازجة أو السَّلطات.
يمكن تَبخيرُ الخضروات باستعمال الماء أو المَرَق قليل الدُّهن.
يمكن خلطُ الخضروات مع بعض البصل أو الثُّوم المَفروم.
يمكن استعمالُ القَليل من الخلِّ أو بعض اللِّيمون.
يُفضَّل إضافةُ قطعة صغيرة من اللحم أو لحم الدَّجاج بدلاً من الدُّهون إلى الخضروات عندَ الطبخ.
يُفضَّل رشُّ بعض التَّوابل والأعشاب.
عندَ استعمال مقدارٍ صَغير من الدُّهن، بنبغي إضافةُ زيت الزَّيتون أو السَّمن النَّباتِي (السَّائل) أو زيت الكانولاَّ بدلاً من دهن اللحم أو الزبدة أو السَّمن الحيوانِي.
الفَواكِه
تُؤَمِّن الفَواكهُ الكربوهيدراتِ والفيتامينات والمعادِنَ والألياف.
ولكن هناك طُرَقٌ صحِّية لتَناوُل الفَواكه:
يجب تناولُ الفَواكه طازجةً أو مطبوخة، مثل العصير من دون إضافة السكَّر، أو محفوظة في عصيرها الخاصِّ أو مُجفَّفة.
يمكن الحُصولُ على قطع صغيرة من الفواكِه.
يُفضَّل تناول قطع الفواكه الكاملة أكثر من العَصير، لأنَّ الفاكهة الكاملة أكثر غنىً بالمغذِّيات وأكثر أليافاً.
يُفضَّل تَجنُّبُ صلصات الفاكهة العنيَّة بالسكَّر أو الدُّهون.
الحَليب
يُؤمِّنُ الحليبُ الكربوهيدرات والبروتين والكالسيُوم والفيتامينات والمعادِن. ولكن هناك طُرَقٌ صحِّية لتَناوُل الحليب:
يُفضَّلُ شربُ الحليب (المنـزوع القشدة) أو القليل الدُّهن.
يُفضَّلُ تَناوُل لبن قليل أو خالي من الدُّهن ومُحلَّى بمادَّة قليلة السعرات الحراريَّة.
يمكن تناول اللبن العادي قليل الدُّهن كبديل عن الصلصة.
اللُّحومُ وبَدائلُها
تَشتملُ اللُّحومُ وبدائلُها على اللحم الأحمر والدَّجاج والبيض والجبنة والسَّمك. وينبغي تناولُ كمِّيات صَغيرة منها يومياً، وهي تؤمِّن البروتين والفيتامينات والمعادِن. ومن الضَّروريَّ إزالة الدُّهون قبل طبخ أو تناول اللُّحوم وإزالة جلد الدَّجاج. ومن طرق تقليل الدُّهون في اللُّحوم شَويُها أو تبخيرُها. كما يمكن إضافةُ المزيد من النَّكهة لها باستعمال الخلِّ أو عصير اللَّيمون أو التَّوابل والأعشاب.
يُفضَّلُ التَّقليلُ من تناول المكسَّرات وزبدة الفول السُّودانِي والأطعمة المقليَّة لأنَّها غنيَّة بالدُّهون.
الدُّهونُ والحلويَّات
يَنبَغي التَّقليلُ من تناول الدُّهون والحلويَّات، فهي ليست مغذِّية مثل الأطعمة الأخرى. كما أنَّ الدُّهونَ غنيَّة بالسُّعرات الحراريَّة، والحلويَّات غنيَّة بالكربوهيدرات والدُّهون. ويحتوي بعضُها على دهونٍ مُشبَعة وكولستيرول، ممَّا يزيد من خطر أمراض القلب. ويساعِد الحَدُّ من هذه الأطعمة على إنقاص الوَزن وضبط السُّكَّر والشُّحوم في الدَّم ضمن الحُدود الطبيعيَّة.
**************************