داء موندور
مرض أو داء موندور mondor’s disease
هو من مشاكل الثَّدي الحميدة (غير السرطانية) النادرة.
ومع أنَّه أكثرُ انتشاراً بين النساء،
لكن يمكن أن يُصابَ به الرجال.
ما هو داء موندور؟
داءُ موندور هو حالةٌ نادرةٌ تنجم عن التهاب أحد الأوردة الموجودة تحت جلد الثدي أو جدار الصدر. وتُعرَفُ هذه الحالةُ كذلك بالتهاب الوريد الخثاري thrombophlebitis.
يمكن أن يُصيبَ هذا المرضُ أيَّ وريدٍ من أوردة الثدي، إلاَّ أنَّه من الشَّائع أن يُصيبَ الأوردة الموجودة في الجهة الخارجية من الثدي أو تحت الحلمة.
يعدُّ سببُ مرض موندور مجهولاً غالباً، إلاَّ أنَّه قد يكون ناجماً عن ممارسة الرياضة العنيفة أو عن حدوث إصابة في الثدي؛ وفي حالاتٍ نادرة، قد يكون ناجماً عن ارتداء حمَّالة صدر ضيِّقة جداً، كما قد يكون أحدَ الآثار الجانبيَّة لجراحة الثدي، أو يمكن أن يحدثَ بعدَ أخذ خزعة عميقة (الخزعة المخروطيَّة core biopsy).
ورغم أنَّ داءَ موندور لا يتسبَّب بحدوث سرطان الثدي، إلاَّ أنَّه قد يكون في حالاتٍ نادرة جدَّاً علامةً على وجوده.
أعراض داء موندور
يبدو داءُ موندور شَبيهاً بحبلٍ رفيعٍ وطويل تحت الجلد، ويكون بلونٍ أحمر ويُسبِّبُ الألمَ عند لمسه غالباً. ومع مرور الوقت، يصبح هذا الحبلُ الرفيع غيرَ مؤلم، ويشبه شريطاً قاسياً أو متيناً، بينما يصبح الجلدُ فوقه مشدوداً إلى الداخل.
وعندَ رفع الذراع في الجهة المُصابة، يتمطَّط الجلدُ المغطِّي للثدي ليظهر أخدودٌ سطحي يمكن ملاحظتُه فوق الحبل، ممَّا يجعله أكثرَ وضوحاً.
تشخيص داء موندور
قد يستطيعُ الطبيبُ تأكيدَ الإصابة بداء موندور بعدَ إجراء الفحص السريري. لكنَّه قد يلجأ إلى طلب إجراء صورة شعاعية للثدي mammogram في حال عدم تأكُّده من تشخيص الحالة سريرياً ، أو صورة بالأمواج فوق الصوتية لوضع التشخيص.
معالجة داء موندور
ليس من الضروري استعمالُ علاجٍ لتدبير داء موندور، لأنَّه يتحسَّن من تلقاء نفسه.
يستمرُّ الشعورُ بالألم في هذه الحالة أسبوعين عادةً، ولكنَّ الحبلَ يبقى عدَّةَ أشهر قبلَ أن يزول تماماً. وقد يكون من الضروري استعمالُ مسكِّنٍ للألم، كالأدوية المضادَّة للالتهاب (إمَّا على شكل هلامة تُطبَّق على المنطقة المصابة أو على شكل أقراص).
وقد يساعد ارتداءُ حمَّالة ملائمة وإراحة الذراع على تخفيف الانزعاج.
يمكن أن تشعر المرأةُ بالقلق من إصابتها بمرض موندور. وحتى وإن شعرت بالارتياح بعد التأكُّد من أنَّ الحالةَ حميدة، لكنَّ شعورها بالقلق من سرطان الثدي يبقى قائماً.
لا تزيد الإصابةُ بداء موندور من خطر حدوث سرطان الثدي، إلاَّ أنَّه من الضروري مراقبةُ الثدي والعودة إلى الطبيب عندَ ملاحظة حدوث أيّ تغيُّرات في الثديين، بصرف النظر عن سرعة حدوثها بعد تشخيص داء موندور.