مشاكل الأجفان
تعدُّ مشاكلُ الأجفان eyelid problems شائعةً، ولكن يندر أن تكونَ خطيرة،
ومع ذلك لابدَّ من استشارة الطبيب عند الشعور بالقلق أو الشعور بانزعاج في العين بسببها.
تورُّم الجفن أو الكيسة الجفنيَّة
من الشائع جداً حدوثُ تورُّم في الجفن العلويّ او السُّفلي بسبب كيسة ميبوميوس (الكيسة الميبُوميَّة) meibomian cyst (تُدعى البَرَدة chalazion أيضاً). وهي تحدث عندما تُسدُّ الغدد في الجفن.
تتفاوت هذه الكيساتُ في حجمها، من كيسة بالكاد تُرى إلى كيسة بحجم حبَّة العنب، وتستغرق عدَّةَ أسابيع حتى تظهرَ، وهي غيرُ مؤلمة عادةً، لكنَّها قد تحمرّ وتؤلم إذا أُصيبَت بالعدوى.
يمكن أن تحدثَ الكيساتُ وتختفي تلقائياً، مع أنَّها قد تحتاج إلى بضعة شهور لتتحسَّن. ويمكن المساعدة على شفائها من خلال وضع قطعة قماش نظيفة مشرَّبة بماء ساخن (كمادة حارَّة) على العين المغلَقة لمدَّة خمس دقائق، وتكرار ذلك 3-4 مرات في اليوم على مدى أربعة أسابيع.
ولكن، ينبغي أخذُ مشورة الطبيب إذا لم تنصرف الكيسةُ بعدَ شهر، فقد ينصح بشقِّ الكيسة وتفريغها. وهذا إجراءٌ بسيط يكون تحت التخدير الموضعيّ (تُخدَّر منطقةُ العين فقط). ولا يستغرق الأمرُ أكثر من بضع دقائق، ومن النادر أن يتركَ ندبة.
كما يجب استشارةُ الطبيب إذا أُصيبَت الكيسةُ بالعدوى، لأنَّها قد تحتاج إلى مضادٍّ حيوي للوقاية من حدوث عدوى عميقة في الجفن (التهاب النسيج تحت الجلد أو التهاب الهلل cellulitis).
هناك سببٌ شائع آخر لتورُّم الجفن، وهو الشَّعيرة أو الجُدجُد (جُنجُل) stye. والشَّعيرةُ هي عدوى بسيطة في قاعدة أحد الأهداب تشفى تلقائياً في غضون أسبوع أو أسبوعين عادةً. ويمكن أن يساعدَ على سرعة الشفاء وضعُ كمادة ساخنة بشكل منتظَم.
وتشتمل الأسبابُ الأخرى لتورُّم الجفن على التفاعل التحسُّسي والهِربس النطاقي shingles على الوجه والعين (مع طفح عادةً)، لكنَّ ذلك أقلّ شيوعاً.
حكَّة الأجفان أو تقشُّرُها أو التصاقُها
تنجم حكَّةُ الأجفان أو تقشُّرُها أو التصاقُها عن التهاب حواف الجفن (التهاب حواف الجفن blepharitis) أو جفاف العين dry eye. كما أنَّ الأجفانَ قد تلتصق مع بعضها بعضاً أيضاً، ويصعب فتحُها، لاسيَّما عندَ الاستيقاظ.
قد تكون هذه الحالاتُ مهيِّجة، ولكن يندر أن تكونَ خطيرة. ويمكن التقليلُ من هذا التهيُّج بالمحافظة على نظافة الأجفان واستعمال الدموع الصناعيَّة إذا كان العينان جافَّتين.
يعدُّ التهابُ الجلد التَّماسي contact dermatitis سبباً محتملاً آخر لحكَّة الأجفان أو تقشُّرُها. وهو نوعٌ من الإكزيمة eczema ينجم عن تماس الجلد مع شيْء ما مثير للتهيُّج أو التحسُّس، مثل المكياج. وتشفى هذه الحالةُ عادةً بعد التوقُّف عن استعمال المادَّة التي يتحسَّس لها الجلد.
قد ينجم التصاقُ الأجفان مع احمرار العينين وكثرة الدموع فيهما عن التهاب الملتحمة conjunctivitis، حيث يؤدِّي التهيُّجُ (التخريش) أو العدوى أو التحسُّس إلى حدوث التهاب في مقدِّمة العين. وقد يتحسَّن ذلك تلقائياً، مع أنَّ الطبيبَ يمكن أن يكونَ قادراً على وصف دواء لمعالجة السبب الكامِن.
الكتل على الأجفان أو حولَها
يمكن أن تظهرَ الكتلُ على الأجفان أو حولَها، مثلها مثل أيّ مكان في الجلد. وتكون في معظمها بشكل كيساتٍ بسيطة أو شَعيرة.
ولكن، قد تكون الكتلةُ في بعض الأحيان علامة دالَّة على حالة أكثر خطورةً، مثل سرطان الجلد، ويمكن أن تحتاجَ إلى الاستئصال. ولذلك، لابدَّ من أخذ مشورة الطبيب حول أيِّ كتلة تظهر على الأجفان أو ما حولها.
تكون معظمُ سرطانات الجلد من نوع كارسينوما الخلايا القاعديَّة basal cell carcinomas، ومن النادر أن تنتشرَ هذه السرطانةُ إلى أجزاء أخرى من الجسم. وهي غالباً ما تبدو بشكل كتلةٍ حمراء أو قرنفليَّة تحتوي على أوعية دمويَّة صغيرة، مع أنَّها يمكن أن تبدو بيضاء لؤلؤيَّة أو شمعيَّة؛ وقد تنزف أحياناً.
وفي حالاتٍ أقلّ شيوعاً، قد تكون الكتلةُ من نوع السرطانة حرشفيَّة الخلايا squamous cell carcinoma، وهي أكثر خطورةً لأنَّها تحمل خطراً صغيراً لانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. تبدو هذه السرطانةُ بشكل قرحة ذات قاعدة حمراء عادةً، ويمكن يكونَ لها سطحٌ متقشِّر وحرشفي. وقد يفقد المريضُ أهدابَه في مكان نموِّ الكتلة.
قد تكون الكتلةُ في حالاتٍ نادرة علامةً لنوع خطير جداً من سرطان الجلد يُدعى الورم الميلانيني melanoma الذي يمكن أن ينتشرَ إلى أجزاء مختلفة من الجسم، وقد يكون خطيراً جداً. ومن الأرجح أن تكونَ الكتلةُ ورماً ميلانينياً إذا كان شكلُها غيرَ مُنتَظم، ولونُها داكناً أو متغيِّراً، ويزداد حجمُها بمرور الوقت.
انسدالُ الأجفان وتهدُّلها
مع تقدُّم العمر، يكون من الشائع جداً ظهورُ جلدٍ زائد فوقَ الجفنين العلويين يمكن أن يتدلَّى ويحجب الرؤية، وهذا ما يُدعى تَهدُّل الجلد dermatochalasis. وعندما يؤثِّر في الرؤية، يمكن التفكيرُ بالجراحة لإزالة الجلد الزائد (رأب الجَفن blepharoplasty).
عندما تتدلَّى حافةُ الجفن العلوي فوق العين، يُدعى ذلك باسم الانسدال ptosis. وهو امرٌ مرتبط بالعمر عادةً، ويحدث ببطء. وقد يحتاج الأمرُ إلى الجراحة عندما يؤثِّر تدلِّي الجفن كثيراً في الرؤية.
في حالاتٍ نادرة، لا يكون الانسدالُ أو التدلِّي مرتبطاً بالعمر، وقد ينجم عن حالاتٍ خطيرة مثل الوَهن العضلي الوَبيل myasthenia gravis أو ورمٍ دماغيّ. وفي هذه الحالات، من الأرجح أن تكونَ هناك أعراضٌ أخرى أيضاً.
لابدَّ من استشارة الطبيب فوراً إذا حدث الانسدالُ بسرعة، خلال أيَّام أو أسابيع، أو إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل الصُّداع أو فقدان الرؤية أو التغيُّر في حجم الحدقة (الجزء الأسود في وسط العين).
بروز الجفن السفلي للخارج (الشتر الخارجيّ)
مع تقدُّم العمر، يمكن أن يلتفّ أحدُ أو كلا الجفنين السُّفليين نحو الخارج، ويتدلَّيان بعيداً عن العين أحياناً، وهذا ما يُدعى الشتر الخارجيّ ectropion.
يؤدِّي تدلِّي الأجفان إلى اضطراب في الإنتاج الطبيعي للدُّموع، والذي يمكن أن يؤدِّي جفاف العين واحمرارها وتهيُّجها.
قد لا تكون هناك حاجةٌ إلى المعالجة في الحالات الخفيفة، مع أنَّ القطراتِ أو المرهم يمكن أن يساعدا على التخفيف من الانزعاج العيني. وفي بعض الأحيان، يحتاج الأمرُ إلى عمليَّةٍ بسيطة لتصحيح وضعيَّة الجفن.
التفاف الجفن إلى الداخل (الشَّتر الداخلي)
يحدث الشَّترُ الداخلي entropion عندما يلتفّ الجفن للداخل، وهذا ما يحصل في الجفن السُّفلي، لكنَّه قد يصيب الجفنَ العلوي. وهو مرتبط بالعمر، مثله مثل الشتر الخارجيّ.
يؤدِّي الشَّترُ الداخلي إلى انزعاج ودمعان في العين عادةً، لأنَّ الأهدابَ تهيِّج مقدِّمةَ العين (القرنيَّة). وإذا كان خفيفاً، يمكن أن يؤدِّي استعمالُ القطرات العينيَّة كافياً لحماية العين وإراحتها.
يمكن أن يكونَ الشَّترُ الداخليّ مؤلماً، ويؤدِّي إلى اضطراب الرؤية من خلال ما يلحقه من ضررٍ بالقرنيَّة. وفي بعض الأحيان، قد تتشكَّل قرحةٌ قرنيَّة وتُصاب بالعدوى. ويمكن أن يحتاجَ الأمرُ إلى الجراحة لتصحيح الشَّتر الداخليّ إذا شكَّل خطراً على صحَّة العين، أو أدَّى إلى انزعاج واضح. وهذا ما يجري تحتَ التخدير الموضعي.
إذا كان الشخصُ مصاباً بالشَّترُ الداخليّ، ينبغي مناقشة خياراتِ المعالجة مع الطبيب؛ كما يجب طلبُ المشورة فوراً إذا أصبحت العينُ مؤلمةً أو تأثَّرت الرؤية.
اللويحاتُ الصَّفراء على الأجفان
تُدعى اللويحاتُ أو اللطخات الصَّفراء المسطَّحة على الجفنين العُلويين أو السُّفليين باسم اللويحات الصُّفر xanthelasma.
مع أنَّ هذه اللويحات غيرُ ضارَّة، لكنَّها تشير إلى ارتفاع كولستيرول الدم. ولذلك، لابدَّ من مراجعة الطبيب، لأنَّه قد يكون هناك خطرٌ من الإصابة بمرض القلب والأوعية الدمويَّة، مثل النوبات القلبيَّة والسَّكتات.
قد يُوصَى بإجراء تغييراتٍ على النظام الغذائي للمريض، وتناول الأدوية للتقليل من مستوى الكولستيرول والحدّ من خطر المشاكل الخطيرة في المستقبَل، مع أنَّ هذه الإجراءات قد لا تحسِّن من تلك اللويحات.
إذا شعر المريضُ بالانزعاج من مظهر اللويحات، يمكن إزالتُها جراحياً أو معالجتها بالليزر.
فرط رفرفة الأجفان (فرط الطَّرف) أو الانغلاق المزعِج لها
من الطبيعي والشائع جداً حدوثُ رفرفة أو نفضان في الأجفان أحياناً، لاسيَّما عندَ التعب.
ولكن من غير المألوف أبداً حدوثُ تشنُّجاتٍ متكرِّرة تؤدِّي إلى رفرفة مفرطة وانغلاق لاإراديّ في إحدى العينين أو كليهما. وهذا نوعٌ من خلل التوتُّر dystonia (اضطراب حركيّ يؤدِّي إلى تشنُّجات وتقلُّصات عضليَّة) يُدعى تشنُّج الأجفان blepharospasm. ويمكن أن يدومَ كلُّ تشنُّج بضعَ ثوانٍ إلى بضع دقائق.
لا يُعرَف بالضبط سببُ تشنُّج الأجفان؛ ولكن، يمكن أن تتحرَّضَ الرفرفةُ بالضوء الساطع أو الشدَّة أو التعب.
قد يكون تشنُّجُ الأجفان الشَّديد مدعاةً للعجز والإحراج. ولكن، هناك معالجةٌ فعَّالة، تقوم على استعمال حُقَنٍ صغيرة من ذيفان الوشيقيَّة botulinum toxin (المسمَّى بوتوكس Botox) في الوجه لإرخاء العضلات التي تتحكَّم بالأجفان.
في بعض الحالات، قد يقوم الطبيبُ بإحالة المريض إلى طبيب أعصاب لمزيدٍ من الاستقصاءات.
***********************