تراكم المادة الشمعية في الأذن
تُساعد المادةُ الشمعية التي تُفرزها الأذن (الصملاخ earwax)
في الحفاظ على نظافة الأذن ووقايتها من الجراثيم. وتتخلَّص الأذنُ من الشمع فيها بصورة طبيعية ودون أيّة مشاكل عادةً، إلاَّ أنَّ هذه المادةَ قد تتراكم في الأذن مؤدِّية إلى انسدادها.
يُعدُّ تراكمُ المادة الشمعية في الأذن مشكلةً شائعة، وغالباً ما يمكن علاجُه باستخدام قطرات أذنية يمكن شراؤها من الصيدلية من دون وصفة طبية.
أما إذا لم تُجدِ القطرات الأنفية نفعاً، فينبغي الاتصالُ بالطبيب الذي قد يقترح إجراءَ غسل خارجي للأذن.
وإذا لم يُجدِ ذلك نفعاً أيضاً، فقد يقوم الطبيبُ العام بإحالة المريض إلى الطبيب المختصّ بأمراض الأنف والأذن والحنجرة، والذي سيتولَّى القيامَ بمعالجات أكثر اختصاصية.
أسباب تراكم المادة الشمعية في الأذن
تتراكم المادةُ الشمعية في الأذن لدى بعض الأشخاص بسبب الزيادة الطبيعية في إفراز الصملاخ (المادة الشمعية) لديهم.
وفيما يلي بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدِّي إلى تراكم المادة الشمعية في الأذن:
إذا كانت طبيعةُ المادة الشمعية قاسيةً أو جافة.
إذا كانت القناةُ السمعية الخارجية (الواصلة بين فتحة الأذن الخارجية وطبلة الأذن -) ضيِّقةً أو مُشعَّرة (غزيرة الأشعار).
التقدُّم في السن، حيث يزداد جفافُ الصملاخ مع التقدُّم في السن.
وجود نتوءات عظمية في القسم الخارجي من القناة السمعية.
كما يمكن للمادَّة الشمعية أن تتراكمَ في الأذن إذا كان المريضُ معتاداً على إدخال أجسام غريبة ضمن الأذن، مثل أعواد التنظيف القطنية أو سدادات الأذن أو غير ذلك.
أعراض تراكم المادة الشمعيَّة ضمن الأذن
يمكن لتراكم المادة الشمعية ضمن الأذن أن يُسبِّبَ الأعراضَ التالية:
ألماً في الأذن.
ضعف السمع.
الطنين (سماع أصوات صفير لا وجود لها في الحقيقة).
حكَّة في داخل الأذن أو خارجها.
الدُوار vertigo.
عدوى الأذن.
غالباً ما تتحسَّن هذه المشاكلُ من تلقاء نفسها عندَ التخلُّص من كمِّية المادة الشمعية الزائدة.
ما الذي ينبغي فعلُه عندَ الاشتباه بانسداد الأذن نتيجة تراكم المادة الشمعية فيها؟
ينبغي على المريض أوَّلاً عدم محاولة إزالة المادة الشمعية بنفسه، لا بواسطة إصبعه ولا بواسطة عيدان قطنية ولا أية أجسام أخرى؛ فقد يؤدِّي ذلك إلى تضرُّر الأذن ودفع المادة الشمعية أكثر باتجاه الداخل.
إذا كانت أعراضُ الانسداد خفيفة، فيمكن استخدامُ أحد أنواع القطرات الأذنية التي يمكن شراؤها من الصيدلية م دون وصفة طبِّية، وهو ما سيساعد على تليين المادة الشمعية وتساقطها وخروجها من الأذن لاحقاً بصورة طبيعية.
هناك العديدُ من أنواع القطرات الأذنية التي يمكن استخدامُها، نذكر منها القطرات المحتوية على بيكربونات الصوديوم sodium bicarbonate أو زيت الزيتون أو زيت اللوز.
من جهةٍ أخرى، قد لا تكون القطراتُ الأذنية مناسبةً دائماً لكلِّ شخص، فقد تُسبِّب تهيُّجَ بشرة الأذن لدى البعض، وقد يكون مانعُ استخدامها هو وجود ثقب في غشاء طبلة الأذن.
ينبغي استشارة الصيدلاني حولَ القطرة الأذنية الأنسب، مع قراءة النشرة المرفقة قبلَ استخدامها.
متى ينبغي على المريض طلب استشارة الطبيب؟
ينبغي على المريض استشارة الطبيب إذا كان يشكو من أعراض مزعجة بشكل زائد، أو لم تُفلح القطراتُ الأذنية في حلِّ مشكلته بعدَ استخدامها لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام.
يقوم الطبيبُ بفحص الأذن والتأكُّد ما إذا كانت الأذن مسدودة حقاً، مع إجراء بعض اختبارات السمع البسيطة.
وقد يصف الطبيبُ استخدامَ قطرات أذنية لفترة أطول، أو يقوم بغسل الأذن في العيادة لتنظيف المجرى السمعي والتخلُّص من كمية المادة الشمعية الزائدة.
إذا لم يُجدِ ذلك نفعاً، فقد يقوم الطبيبُ العام بإحالة المريض إلى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة الذي يقدِّم معالجات أكثر تخصُّصاً، مثل الشفط المِكروي microsuction أو تنظيف الأذن aural toilet.
المعالجات المتوفِّرة لإزالة المادة الشمعية الزائدة
هناك العديدُ من الطرق لإزالة المادة الشمعية الزائدة من الأذن، نذكر منها:
القطرات الأذنية: تُستخدَم القطراتُ الأذنية عدَّةَ مرات في اليوم، ولبضعة أيام، لتليين المادة الشمعية، بحيث تتساقط وتخرج من الأذن من تلقاء ذاتها.
غسل الأذن ear irrigation: طريقةٌ سهلة وغير مؤلمة يقوم بها الطبيبُ في العيادة، حيث تُستخدَم مضخة إلكترونية صغيرة لدفع المياه إلى داخل الأذن وغسل القناة السمعية الخارجية.
الشفط المِكروي microsuction: إجراء سهل وغير مؤلم يقوم به الطبيبُ المختصّ عن طريق إدخال أداة صغيرة ضمن الأذن لشفط المادة الشمعية منها.
تنظيف الأذن aural toilet: إجراء يقوم به الطبيبُ المختص باستخدام أداة رفيعة مزودة بحلقة في أحد طرفيها لتنظيف الأذن وتجريف المادة الشمعية نحو الخارج.
ليس من الضروري أن تكونَ هذه الطرقُ مناسبةً لجميع المرضى، وسيقوم الصيدلاني أو الطبيب بمساعدة المريض على اختيار الطريقة الأنسب، وذكر أيّة مخاطر أو آثار جانبية لها.
الوقاية من تراكم المادة الشمعية ضمن الأذن
يكون بعضُ الأشخاص أكثرَ عُرضةً من غيرهم لتراكم المادة الشمعية ضمن آذانهم، وقد يتطلَّب الأمرُ منهم إزالتها بشكل متكرِّر بإحدى الطرق العلاجية سالفة الذكر.
ليس من الواضح تماماً ما إذا كان بوسع المريض منع المادة الشمعية من التراكم مرَّةً أخرى في أذنه، وقد ينصح بعضُ الأطباء باستخدام القطرات الأذنيَّة بشكلٍ منتظم للحفاظ على المادة الشمعية بحالة ليِّنة، ومنعها من التراكم وسد القناة السمعية.
ختاماً، ينبغي على المريض تجنُّب إزالة المادة الشمعية بإصبعه أو بإدخال أجسام غريبة ضمن الأذن، فمن شأن ذلك أن يزيدَ الحالة سوءاً.
*************************