التهاب الأذن الوسطى
التهابُ الأذن الوسطى otitis media
هو عدوى تُصيبُ الأذنَ الوسطى مُسبِّبةً التهاباً (احمرار وتورُّم)، وتجمُّعاً للسوائل خلف طبلة الأذن eardrum.
يمكن أن يُصابَ أيَّ شخصٍ بالتهاب الأذن الوسطى، ويكون الرُّضَّعُ الذين تتراوح أعمارهم بين 6-15 شهراً هم الأكثرَ عُرضةً للإصابة بهذه الحالة.
تُشيرُ التقديراتُ إلى إصابة حوالي 25% من الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى مرَّة واحدة على الأقلّ قبلَ بلوغهم العاشرة من عمرهم.
أعراض التهاب الأذن الوسطى
تظهر أعراضُ التهاب الأذن الوسطى سريعاً في معظم الحالات، وتشفى خلال بضعة أيَّام. وتُعرَفُ هذه الحالةُ بالتهاب الأذن الوسطى الحاد acute otitis media. وتشتمل هذه الأعراض على ما يلي:
ألم في الأذن earache.
ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمى).
شعور الشخص بالمرض (التوعُّك).
الشعور بفقدان الطاقة.
نقص طفيف للسمع، حيث قد يكون مؤشِّراً على الإصابة بالأذن الصمغيَّة glue ear عندَ امتلاء الأذن الوسطى بسائل، والذي يُسمَّى التهاب الأذن الوسطى المصحوب بالانصباب otitis media with effusion (OME) أيضاً.
قد يحدث انثقابٌ في طبلة الأذن perforated eardrum، ويخرج القيحُ الموجود في الأذن من خلاله في بعض الحالات. وفي هذه الحالة، يزول ألمُ الأذن الناجم عن تجمُّع السائل والذي يُؤدي إلى الضغط على طبلة الأذن
العلامات عند صغار الأطفال
لا يستطيع الأطفالُ معرفةَ مصدر انزعاجهم، لذلك قد يصعبُ عليهم الإفصاح عن الحالة التي يُعانون منها. وتشتمل العلاماتُ التي قد تظهر على الطفل الصغير عند إصابته بعدوى الأذن على ما يلي:
سحب أو جرُّ أو فرك في الأذن.
تهيُّج أو ضعف في التغذية، أو تململ restlessness خلال الليل.
سعال أو سيلان أنف.
إسهال.
عدم الاستجابة للأصوات المنخفضة أو مؤشِّرات أخرى على صعوبة السمع، مثل عدم الانتباه.
فقدان التوازن.
متى ينبغي طلب المساعدة الطبية؟
تشفى معظمُ حالات الإصابة بالتهاب الأذن خلال بضعة أيَّام، لذلك لا تكون هناك ضرورةٌ لمراجعة الطبيب عادةً.
لكن، ينبغي مراجعةُ الطبيب في الحالات التالية:
عدم تحسُّن الأعراض بعدَ مرور يومين أو ثلاثة أيَّام على بداية ظهورها.
الشعور بألم شديد.
تسرُّب قيح أو سائل من الأذن، حيث تخرجُ من أذن بعض الأشخاص مفرزاتٌ تُسبِّبُ ألماً يستمرُّ عدَّة أشهر، وتُعرَفُ هذه الحالةُ بالتهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن chronic suppurative otitis media.
وجود حالة صحِّية كامنة، مثل التليُّف الكيسي cystic fibrosis أو أمراض القلب الخِلقيَّة congenital heart disease، والتي قد تزيد من فرص حدوث المضاعفات.
معالجة عدوى الأذن الوسطى
تشفى معظمُ حالات التهاب الأذن الوسطى خلال 3-5 أيَّام من بداية الإصابة بها، دون الحاجة إلى استعمال أيِّ علاج. ولكن، يجب استعمالُ باراسيتامول أو إيبوبروفين عند الضرورة لتخفيف الألم وخفض درجة الحرارة المرتفعة.
يجب الحرصُ على استعمال مسكِّن الألم المناسب لعمر الطفل.
ينبغي عدمُ استعمال المضادَّات الحيوية بشكلٍ روتيني في علاج عدوى الأذن، رغم أنَّها قد توصَفُ في بعض الأحيان إذا كانت الأعراضُ مستمرةً أو شديدة.
أسباب عدوى الأذن الوسطى
تحدث معظمُ التهابات الأذن الوسطى عند تؤدِّي الإصابة بعدوى، كالزكام cold، إلى تراكم المخاط في الأذن الوسطى، والتسبُّب في تورُّم أو انسداد نفير أوستاش eustachian tube (أنبوب رفيع يصل الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الأنف).
وهي يعني أنَّ المخاطَ لا يخرج بشكلٍ صحيح، ممَّا يُسهِّلُ انتشارَ العدوى إلى الأذن الوسطى.
كما يُمكن للزوائد اللحمية الأنفية المتضخِّمة (الغدَّانيات) an enlarged adenoid (نسيج رخو في الجزء الخلفي من الحلق) أن تُغلقَ نفيرَ أوستاش. ويمكن استئصالُ هذه الزوائد إذا تسبَّبَت بحدوث عدوى مستمرَّة أو متكررة في الأذن.
يكون الأطفالُ الأصغر سنَّاً أكثر عُرضةً للإصابة بعدوى الأذن الوسطى للأسباب التالية:
يعدُّ نفيرُ أوستاش عندَ الأطفال أصغر منه عندَ البالغين.
يكون حجمُ الزوائد اللحمية عند الأطفال أكبرَ نسبيَّاً منها عند البالغين.
كما أنَّ الإصابةَ بحالات صحية معينة قد تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بعدوى الأذن الوسطى أيضاً، مثل:
الإصابة بالحنك المشقوق cleft palae. وهو أحدُ أنواع العيوب الخِلقيَّة التي يُعاني فيها الطفلُ من وجود شقٍّ في سقف الفم.
الإصابة بمتلازمة داون Down's syndrome. وهي حالةٌ وراثيةٌ تؤدي الإصابة بها إلى المعاناة من صعوبة التعلُّم بدرجة معيَّنة، ووجود مجموعة من الصفات المميِّزة من الملامح الجسدية.
الوقاية من عدوى الأذن الوسطى
لا يمكن منعُ الإصابة بعدوى الأذن الوسطى، ولكن يمكن القيام ببعض التدابير التي قد تُقلِّلُ من مخاطر إصابة الطفل بهذه الحالة. وهي تشتمل على ما يلي:
التأكُّد من تلقي الطفل للقاحاته في مواعيدها المُحدَّدة، وخصوصاً لقاح المكوَّرات الرئوية pneumococcal vaccine ولقاح DTaP/IPV/Hib (5-in-1) vaccine.
تجنُّب تعرُّض الطفل لأجواء التدخين (التدخين السلبي passive smoking).
عدم إعطاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-12 شهراً أيَّة دمية.
عدم إطعام الطفل في أثناء استلقائه على ظهره.
الحرص ما أمكن على تغذية الرضيع من خلال الإرضاع الطبيعي بدلاً من الحليب الصناعي.
كما قد يساعد تجنُّبُ الاختلاط بأطفالٍ آخرين يعانون من وعكةٍ صحية على تقليل فرص إصابة الطفل بالعدوى التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.
مشاكل أخرى
يُعدُّ حدوثُ مضاعفاتٍ بسبب الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى من الأمور النادرة تقريباً، إلاَّ قد تكون خطيرةً عند حدوثها.
تنجم معظمُ المضاعفات عن انتشار العدوى إلى جزءٍ آخر من الأذن أو الرأس، مثل:
العظام خلف الأذن (التهاب الخُشَّاء mastoiditis).
الأذن الداخلية (التهاب التيه labyrinthitis).
الأغشية الواقية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (التهاب السحايا meningitis).
من الضروري معالجةُ المضاعفات في المستشفى فورَ ظهورها باستعمال المضادَّات الحيوية.
*****************************