البهاق هو مرضٌ جلديّ مزمن،
البهاق vitiligo هو مرضٌ جلديّ مزمن، يتظاهر بشكل بقع بيضاء شاحبة على البشرة نتيجة فقدان الميلانين melanin، وهو المادةُ الكيميائية التي تُعطي البشرة لونها.
يمكن للبهاق أن يُصيبَ أي منطقة في الجلد، إلا أنه أكثر ما يُصيب المناطق التي تتعرَّض لأشعة الشمس، مثل الوجه والرقبة واليدين.
تختلف شدةُ الحالة من مريض لآخر؛ ففي يحين يعاني البعض من مجرَّد بقع بيضاء صغيرة على الجلد، يعاني مرضى آخرون من بقع بيضاء كبيرة تأتي على مساحات واسعة من الجلد.
ولا توجد حتَّى الآن طريقةٌ تساعد على توقع مقدار مساحة الجلد التي سوف تُصاب بهذه الحالة، وتكون البقع دائمة عادةً.
أسباب البهاق
يحدث البهاقُ بسبب فقدان الميلانين في المنطقة المصابة من الجلد. والميلانين هو المادة الكيميائية التي تُعطي الجلد لونه وتحميه من أشعَّة الشمس، وتُفرز هذه المادة خلايا خاصة في الجلد تُسمَّى الخلايا الميلانينية melanocytes.
وعلى الرغم من أنَّ سببَ البهاق لا يزال غير معروف على وجه التحديد، إلاَّ أنَّ الدراسات المختلفة وجدت صلةً بين البهاق والإصابة بمشاكل في الجهاز المناعي للمريض (أمراض المناعة الذاتية) ومشاكل في النهايات العصبية في الجلد.
كما يمكن لحالات صحِّية محددة أن تزيد من خطر البهاق، مثل وجود قصَّة عائلية للإصابة بالمرض، أو الإصابة بمرض مناعي ذاتي آخر كفرط نشاط الغدَّة الدرقية hyperthyroidism.
من الجدير ذكرُه أنَّ البهاقَ لا ينجم عن الإصابة بعدوى، ولا يمكن أن ينتقلَ من شخص لآخر عن طريق المخالطة المباشرة.
الانتشار
تُشير بعضُ الإحصائيَّات، مثل تلك الواردة من المملكة المتحدة، إلى أنَّ معدل انتشار البهاق يبلغ 1 في المائة من تعداد السكان العام، وأنَّ الحالة تبداً قبل سن العشرين عند نصف المرضى تقريباً، رغم أنَّ الإصابة قد تحدث في أي عمر. ولا توجد فوارقُ جنسيةٌ أو عرقية في معدلات انتشار المرض.
التشخيص
يمكن تشخيصُ البهاق في عيادة الطبيب بعدَ إجراء فحص سريري، واستجواب المريض حول تاريخ العائلة الطبي، وما إذا كانت الإصابةُ قد أثرت في ثقته بنفسه.
يمكن في بعض الحالات أن يستخدمَ الطبيب ضوءاً يُصدر أشعةً فوق بنفسجية لفحص الجلد بواسطته، ونفي احتمال الإصابة بحالاتٍ مرضية أخرى.
كما قد يقوم الطبيبُ بإجراء فحوص أو تحاليل دموية بهدف التحرِّي عن إصابة المريض بمرض مناعي ذاتي آخر، مثل السكَّري، أو بمشكلة في الغدة الدرقية.
علاج البهاق
على الرغم من أنَّ البقعَ التي يتركها البهاق دائمة، إلا أنه يمكن لبعض الخيارات العلاجية أن تحسِّنَ مظهرَ الجلد.
في حالة البقع الصغيرة، يمكن استخدامُ رُهيم (كريم) لتغطية المناطق المصابة من الجلد، وهو حلٌّ تجميلي بحت.
وفي العموم، يمكن استخدامُ مشاركة علاجية، مثل العلاج بالضوء phototherapy والعلاج الدوائي، وهو ما يُعطي أفضلَ النتائج الممكنة.
قد ينجح المريضُ في استعادة لون الجلد جزئياً في بعض الحالات، إلاَّ أنَّ ذلك غالباً ما لا يدوم طويلاً.
المضاعفات
يمكن للبهاق أن يُسبِّب للمريض مشاكل أخرى؛ فقد يُصبح الجلدُ أكثرَ حساسية للشمس بسبب غياب الميلانين، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بحروق الشمس، ويستلزم بذلك استخدامَ الواقيات الشمسية.
كما قد يؤدِّي البهاق إلى قلَّة الاصطباغ في العينين، وفقدان جزئي في حاسة السمع.
ومن الشائع أيضاً أن يُصابَ مريض البهاق بتراجع ثقته بنفسه، وخاصةً في الحالات التي تؤثِّر في مناطق الجلد المعرَّضة للشمس.
*****************