نقص تعداد النطاف (قلَّة النِّطاف)
تُعرّف قلّةُ النطاف oligospermatism بأنَّها الحالةُ التي يقلُّ فيها عددُ نطاف الذكر عن 15 مليون نطفة في كلِّ واحد ميليليتر من السائل المنوي. وتشير الإحصائياتُ إلى أنَّها حالةٌ شائعة بين الشباب، إذ تبلغ نسبتُها حوالي 20 في المائة بينهم.
يُعدُّ نقصُ تعداد النطاف أو سوء نوعيَّة الحيوانات المنويَّة سبباً في حدوث العقم عند حوالي 20% من الأزواج الذين يُعانون من مشاكل الخصوبة في المملكة المتَّحدة مثلاً، وعاملاً مشاركاً في العقم عند 25% من أزواجٍ آخرين.
أسباب تدنّي عدد النطاف
غالباً ما تتعذّر معرفةُ السبب الحقيقي لتدنّي أعداد النطاف؛ إلاَّ أنَّه يوجد ارتباطٌ بين حدوث هذا النقص وبين الإصابة بعددٍ من الحالات الوراثيَّة وغير الوراثيَّة، والتي تتضمَّن:
فقدان التوازن الهرموني، كما يحدث في سياق الإصابة بقصور الغدد التناسليَّة Hypogonadism، حيث يتراجع أو ينعدم إنتاجُ الهرمونات في الخصيتين، وهو ما ينجم عن سبب واضح، مثل متلازمة كلاينيفيلتر Klinefelter syndrome.
اضطراب جيني وراثي، مثل متلازمة كلاينيفيلتر Klinefelter syndrome.
عدم نزول الخصيتين.
مشكلة بنيويَّة في المسالك التناسلية الذَّكرية؛ فمثلاً، قد تنسدّ الأنابيبُ الناقلة للنطاف، ويحدث ذلك نتيجة الإصابة بمرضٍ ما أو التعرُّض لحادث معين.
الإصابة بعدوى تناسليَّة، مثل الكلاميديا (المتدثِّرة) Chlamydia أو داء السيلان Gonorrhea أو التهاب غدَّة البروستات Prostatitis.
إجراء جراحة في كيس الصفن أو المنطقة المُحيطة به في وقتٍ سابق.
دوالي الحبل المنوي (توسُّع الأوردة داخل الخصيتين).
استعمال بعض الأدوية، بما فيها العلاجُ التعويضي بهرمون التستوستيرون، واستعمال الستيرويدات الابتنائية anabolic steroids لفترة زمنيَّة طويلة وأدوية علاج السرطان (العلاج الكيميائي) وبعض المُضادَّات الحيويَّة وبعض أدوية القرحة.
التَّعرُّض للمواد الكيميائيَّة، مثل المبيدات الحشريَّة.
تعاطي المُخدِّرات، مثل الماريجوانا.
التشخيص
إذا لم يُثمر الزواجُ عن الحمل بطفل بعدَ سنة من الممارسة الجنسية المنتظمة، فيجب استشارة الطبيب، الذي سيقوم بدوره بإجراء اختبارات الخصوبة التي تشتمل اختباراً للسائل المنوي للتحقُّق من نوعيَّة وكميَّة النطاف.
تشير الإحصائياتُ إلى أنَّ التحليلَ الأوَّل للسائل المنوي قد يعطي نتائجَ كاذبة عند ما نسبته 10% من الرجال، دون أن يعني ذلك أنَّ لديهم شذوذاتٍ "حقيقيَّة". ولذلك ينبغي إعادةُ الاختبار إذا كانت نتائجُ الاختبار الأوَّل للسائل المنوي غير طبيعيَّة.
في الحالة العادية ينبغي إعادةُ الاختبار بعدَ مرور ثلاثة أشهر على إجراء الاختبار الأوَّل، ولكن إذا تبيّن أنَّ عددَ النطاف منخفضٌ جدَّاً أو أنَّه لا يوجد نطافٌ على الإطلاق، فينبغي إعادة الاختبار في أقرب وقتٍ ممكن.
العلاج
يتوفر عددٌ من الخيارات العلاجية لتدبير تدنّي عدد النطاف، مثل:
·حقن النطاف داخل الهيولى Intracytoplasmic sperm injection (ICSI)
يقوم حقنُ النطاف داخل الهيولى Intracytoplasmic sperm injection (ICSI) على حقن نطفةٍ واحدةٍ مباشرةً في البويضة لتلقيحها. ثمَّ تُنقل المضغةُ Embryo بعد ذلك إلى رحم المرأة.
لا يجري عادةً اللجوءُ إلى طريقة حقن النطاف داخل الهيولى إلاَّ بعد فشل عدة محاولات للحمل بشكلٍ طبيعي لمدَّة عامين على الأقل، وشكوى المريض من إحدى الحالتين التاليتين:
عدد قليل من النطاف أو فقدان كامل لها في السائل المنوي.
سوء نوعيَّة النطاف.
ينبغي، قبلَ اللجوء إلى حقن النطاف، إجراءُ الاختبارات المناسبة للزوج والزوجة، ومناقشة نتائج هذه الاختبارات ودلالاتها. كما يجب الأخذُ بعين الاعتبار احتمالَ وجود مشكلة وراثيَّة تتعلَّقُ بالخصوبة أيضاً.
قد تُعزى المشاكلُ الإنجابية لدى بعض الرجال إلى تشوُّه جيني في الصبغي Y (الصبغي الجنسي عند الذكور). ولكن لا داعي للتحرّي عن هذا السبب قبلَ اللجوء إلى حقن النطاف ما لم يشتبه الطبيب بذلك.
الأدوية الموجِّهة للغدد التناسليَّة Gonadotrophin drugs
إذا كانت مستوياتُ الهرمونات المُوجِّهة للغدد التناسليَّة (التي تحفّز إنتاج النطاف) منخفضةٌ جدَّاً، فينبغي وصفُ العلاج بأدوية موجِّهة للغدد التناسليَّة لتحسين الخصوبة.
أمَّا إذا بقي سبب تدنّي عدد النطاف مجهولاً، فينبغي عدم وصف الأدوية ذات الأساس الهرموني، لأنَّه لم يثبت أنها تُحسن من الخصوبة.
نصيحة للمدخِّنين
تشيرُ بعضُ الأبحاث العلمية إلى أنَّ التدخين يساهم في تدنّي عدد النِّطاف عند الرجل، وأن التوقُّف عن التدخين يساعد على استعادة العدد الطبيعي لها.
وعلى الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد صحَّة هذه الفرضية، إلا أنه من الأفضل التوقُّف التدخين بأيَّة حال، حيث إنَّ التدخينَ يضرُّ بالصحَّة بطرقٍ أخرى عديدة.
**************