قطع أو استئصال الأمعاء الغليظة
قطعُ الأمعاء الغليظة large bowel resection جراحةٌ لاستئصال كامل الأمعاء الغليظة أو جزءٍ منها. كما يمكن تسميةُ الجراحة باستئصال القولون colectomy. وكذلك تُسمَّى الأمعاء الغليظة بالمعى الكبير أو القَولون large intestine or colon.
* استئصالُ كامل القولون والمستقيم يُسمَّى استئصالَ القولون والمستقيم proctocolectomy.
* استئصالُ كامل القولون دون استئصال المستقيم يُسمَّى استئصالَ القولون تحت التام subtotal colectomy.
* استئصالُ جزء من القولون دون استئصال المستقيم يُسمَّى استئصال القولون الجزئي partial colectomy.
تتَّصل الأمعاءُ الغليظة بالأمعاء الدقيقة وصولاً إلى فتحة الشرج، حيث يمرُّ البرازُ من خلال الأمعاء الغليظة قبل أن يخرج من الجسم عبرَ الشرج عادةً.
ينبغي الخضوعُ للتخدير العام عند إجراء الجراحة، حيث يكون الشخص نائماً ولا يشعر بالألم.
إجراء العمليَّة
يمكن إجراءُ هذه الجراحة إمَّا بالجراحة التنظيرية laparoscopically أو بالجراحة المفتوحة open surgery. ويختلف عددُ الجروح التي سوف يشقُّها الجرَّاح في البطن باختلاف نوع العملية التي جرى اختيارها.
عندَ اختيار الجراحة التنظيرية، يقوم الجراحُ بما يلي:
* يقوم الجرَّاح بشقِّ 3-5 جروح صغيرة في البطن، ثمَّ يُدخَل أداةً طبيّة تُسمَّى منظار البطن laparoscope من خلال أحد هذه الجروح. والمنظارُ أنبوبٌ رفيع ومُضاءٌ، ينتهي بكاميرا في أحد طرفيه. وهو يُتيح للجرَّاح مشاهدةَ جوف البطن. كما تُدخَلُ معداتٌ طبيةٌ أخرى من خلال الجروح الأخرى.
* وقد يُشقُّ جرحٌ بطولٍ يتراوح بين 5-8 سم حتى يستطيع الجراحُ إدخالَ يده داخل البطن لجسِّ أو لاستئصال الأمعاء المصابة.
* يُملأ جوفُ البطن بالغاز لتوسيعه، ممَّا يجعل من السهل مشاهدة المنطقة والعمل فيها.
* يقوم الجراحُ بفحص الأعضاء داخل البطن (الأحشاء) للتحرِّي عن وجود أيّ مشاكل.
* يُحدَّد الجزءُ المصاب من الأمعاء الغليظة ويُستأصَل. كما قد تُستأصَل بعضُ العقد اللمفيَّة.
أمَّا عندَ اختيار الجراحة المفتوحة، فسوف تكون خطواتها كما يلي:
* يقوم الجرَّاحُ بشقِّ جرحٍ يتراوح طوله بين 15-20 سم في أسفل البطن.
* تُفحَص أعضاء البطن للتحرِّي عن وجود أيَّة مشاكل.
* يُحدَّد الجزءُ المصاب من الأمعاء الغليظة ويُستأصَل. كما قد تُستأصَل بعضُ العقد اللمفيَّة.
ويشترك نوعا الجراحة بالخطوات اللاحقة التالية:
* يمكن عندَ بقاء طولٍ كافٍ من الأمعاء الغليظة السليمة خياطة أو تدبيس نهايتيها معاً. ويسمَّى هذا الإجراءُ بالمفاغرة anastomosis. ويُجرى ذلك الإجراء عندَ معظم المرضى.
* أمَّا إذا لم يكن طولُ المتبقِّي من الأمعاء الغليظة السليمة كافياً لإعادة الاتصال، فسوف يقوم الجرَّاح بشقِّ فتحةٍ تُسمى فُغرة stoma عبرَ جلد البطن؛ حيث يوصَل القولون بالجدار الخارجي للبطن، فيخرج البرازُ عبر الفُغرة إلى كيس للتصريف خارج الجسم. وهذا ما يُسمَّى بفغر القولون colostomy. وقد تكون فترةُ استعمال الفغرة القولونية قصيرةً أو دائمة.
وتستغرق فترةُ عملية الفغر القولوني بين 1-4 ساعات.
الأسباب
يُجرى قطعُ الأمعاء الغليظة لمعالجة الكثير من الحالات، والتي من ضمنها:
* انسداد الأمعاء الناجم عن تندُّب الأنسجة.
* سرطان القولون.
* داء الرتوج Diverticular disease (مرض في الأمعاء الغليظة).
كما توجد أسبابٌ أخرى لإجراء عملية قطع الأمعاء، مثل:
* داء السلائل العائلي Familial polyposis.
* إصابات وتضرُّر الأمعاء الغليظة.
* الانغلاف Intussusception (عندما يندفع جزءٌ من الأمعاء داخل جزءٍ آخر كالجورب المقلوب).
* سلائل محتملة التسرطن Precancerous polyps.
* نزف هضمي شديد.
* انفتال الأمعاء.
* التهاب القولون التقرُّحي.
المخاطر
ينطوي التخديرُ والجراحة على المخاطر التالية بشكلٍ عام:
* حدوث ردَّات فعل تحسُّسية للأدوية.
* حدوث مشاكل تنفُّسية.
* تشكُّل جلطات دموية وحدوث نزف والإصابة بالعدوى.
بينما توجد مخاطرُ خاصَّة بهذه الجراحة مثل:
* حدوث نزف داخل البطن.
* انتفاخ الأنسجة التي أُحدِثَ فيها شق الجراحة، والذي يُسمَّى الفتق الجرحي incisional hernia.
* تضرُّر الأعضاء المجاورة في الجسم.
* تضرُّر الحالب أو المثانة.
* حدوث مشاكل في الفغر القولوني.
* تندُّب الأنسجة التي تتشكَّل في البطن، ممَّا يؤدِّي إلى انسداد الأمعاء.
* انفتاح نهايتي الأمعاء المُخاطة معاً (حدوث تسرُّب من المفاغرة anastomotic leak, والذي قد يكون مهدِّداً للحياة).
* انفتاح الجرح.
* إصابة الجرح بالعدوى.
ما قبل الجراحة
ينبغي أن يُعلِمَ الشخصُ الطبيبَ أو الممرضة عن الأدوية التي يستعملها، بما فيها الأدوية أو المكمِّلات أو الأعشاب التي اشتراها من دون وصفة الطبيب.
يجب مناقشةُ الطبيب حول مدى تأثير الجراحة في الحالات التالية:
* العلاقة الجنسية.
* الحمل.
* ممارسة الرياضة.
* العمل.
ما ينبغي القيامُ به خلال الأسبوعين السابقين لإجراء الجراحة:
* قد يُطلَبُ من الشخص إيقاف استعمال الأدوية التي تمنع تخثُّر الدم، والتي تتضمَّن الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين وسواها.
* الاستفسار من الطبيب الجراح عن الأدوية التي يمكنه الاستمرار في استعمالها حتى يوم إجراء الجراحة.
* يجب على الشخص المدخِّن أن يحاول التوقف عن التدخين، لأنَّ التدخين يزيد من مخاطر حدوث مشاكل مثل بطء الشفاء. ويمكن طلب المساعدة للتوقف عن التدخين من الطبيب.
* ينبغي أن يُعلِمَ الشخصُ الطبيبَ مباشرةً عن إصابته بالزكام أو بالأنفلونزا أو الحمى أو هجمة الهربس أو بأمراض أخرى قبلَ الجراحة.
* قد يُطلَبُ من الشخص استعمالُ المستحضرات التي تتيح تنظيف الأمعاء من البراز بشكلٍ كامل، ممَّا قد يعني اتباعَ نظام غذائي مكوَّن من السوائل لبضعة أيام مع استعمال الملينات laxatives.
ما ينبغي القيامُ به خلال اليوم السابق للجراحة:
* قد يُطلَبُ من الشخص الاقتصار على شرب السوائل الصرفَة، مثل الحساء والعصير الصِّرف والماء.
* اتباع الإرشادات المتعلِّقة بتوقيت التوقُّف عن تناول الطعام والشراب.
ما ينبغي القيام به يوم الجراحة
* استعمال الأدوية التي سمحَ الجراح باستعمالها مع رشفة صغيرة من الماء.
* الوصول إلى المستشفى في الموعد المحدَّد.
ما بعدَ العملية الجراحية
تتراوح مدةُ إقامة الشخص في المستشفى بين 3-7 أيام. وقد يكون من الضروري البقاء لمدَّةٍ أطول إذا حدثت عملية استئصال القولون بشكلٍ طارئ.
كما قد يكون من الضروري البقاءُ في المستشفى لمدةٍ أطول عندما يكون طولُ الأمعاء الغليظة المُستأصلة كبيراً أو عند حدوث مشاكل.
قد يكون الشخصُ قادراً على شرب السوائل الصافية في اليوم الثاني أو الثالث من إجراء الجراحة. وسوف تُضاف السوائل الأسمك، ومن ثَمَّ الأغذية الطرية، عند تبدأ الأمعاء بالعمل من جديد.
المآل
يكون شفاءُ معظم الأشخاص الذين أجروا عملية قطع الأمعاء الغليظة كاملاً. ويستطيع معظمُهم ممارسةَ نشاطاتهم التي كانوا يقومون بها قبل إجراء الجراحة، حتى بوجود الفغرة القولونية، حيث يمكنهم ممارسة معظم الرياضات والسفر والاهتمام بالحديقة والقيام برحلات تنزُّه على الأقدام ونشاطات خارجية أخرى، وكذلك معظم أنواع الأعمال.
أمَّا إذا كان الشخصُ يعاني من حالةٍ طويلة الأمد (مزمنة)، كالسرطان أو داء كرون أو التهاب القولون التقرُّحي، فقد يكون بحاجة إلى المعالجة الطبية المستمرة.
********************