عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
موضوع: خطبة "السحر" لفضيلة الشيخ محمد حسان الإثنين مارس 06, 2017 5:39 am
خطبة "السحر" لفضيلة الشيخ محمد حسان أحبتي في الله ...... هذا هو لقاءنا الثاني مع السبع الموبقات التي حذر منها النبي r في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي r قال:
(( اجتنبوا السبع الموبقات )) . قالوا : يا رسول الله وما هُنَّ ؟
قال (( الشرك بالله ، والسحرُ وقتلُ النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكلُ مال اليتيم ، وأكلُ الربا ، والتولي يوم الزحف وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمنات ))(1) .
ونحن اليوم على موعد مع الكبيرة الثانية ألا وهي : (( السحر ))
(( السحر ))
والسحرُ عالم عجيب تختلط فيه الحقيقة بالخرافة .. والعلم بالشعوذة .. كما تختلط فيه الدوافعُ والبواعث .. والغاياتُ والأهداف !!
وباطنه قذرَّ عفن يتجافى عنه أولوا الألباب وينأى عنه أصحابُ القلوب المستنيرة والفطر السليمة !!
وتاريخ السحر تاريخٌ أسود قاتم !!
فهو خدعة شيطانية يضلُّ بها شياطين الإنس والجن عبادَ الله فيوقعونهم بالسحر في أعظم جريمة الكفرِ والشرك والضلال .. !! (2)
أحبتي في الله :
لقد أصبح التوجه إلى السحر والسحرة في هذا العصر المتطور منذراً بالخطر . !!
فلقد أذاقت الحياةُ الماديةُ الجافة البشرية البلاء العظيم فلقد قست القلوب !! وجفّت ينابيعُ الخير في أرواح أكثر الناس !!
فكثرت العقد والمشكلات النفسية التي أصبحت سمة العصر .
وأخذ كثيرٌ من الذين فقدوا راحة القلب وطمأنينة النفس يلجأون إلى السحرة والمشعوذين!!
يبحثون عندهم عن حل لمشكلات استعصت على علماء النفس وأساتذة علم الاجتماع فكانوا بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار !!(1)
ونظراً لخطورة هذا الموضوع فسوف أفرد له لقاءين كاملين بإذن الله جل وعلا وسينتظم حديثي في العناصر التالية :
أولاً : تعريف السحر في اللغة والاصطلاح .
ثانياً : حقيقةُ السحر وأنواعه .
ثالثاً : هل سحر النبيُ r .
رابعاً : حُكم السحر وحدُّ الساحر .
خامساً : الوقاية من السحر .
فأعيروني القلوب والأسماع فإن هذا اللقاء من الأهمية لمكان .
أولاً : تعريف السحر في اللغة والاصطلاح
يُطلق السحرُ في لغة العرب على كل شيء خفي سببه .
وقال أبو عبيد : أصلُ السحر صرفُ الشيء عن حقيقته إلى غيره ، وقال عز وجل: {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون:89] .
أي فأنى تصرفون ، وهذا الصرف قد يكون للعين وهو الأخَذة التي تأخذ العين فلا ترى الأشياء على حقيقتها وقد يكون للقلب من البغض إلى الحب أو من الحب إلى البغض.
وقد يكون هذا الصرف بالقول الحلال فهو البيان .
ومن صحيح البخاري وغيره في كتاب الطب من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي r قال (( إن البيان لسحرا )) ([1])
أما تعريف السحر في اصطلاح العلماء :
قال الفخرُ الرازي في تفسيره: اعلم أن لفظ السحر في عُرف الشرع مختص بكل أمرٍ يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع .
ووافقه الإمام الجصاص في هذا التعريف وغيره وهؤلاء هم الذين يرون بأن السحر لا حقيقة له إنما هو تخييل وسوف نوضح هذا إن شاء الله عز وجل .
وعرف السحر الإمام ابن قدامة في كتاب المغني مع الشرح الكبير في المجلد العاشر فقال : السحر هو عُقدّ ورُقي وكلامّ ستكلم به ( أي الساحر) ويكتبه أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له وله ( أي الساحر ) حقيقة فمنه ما يقتل وما يُمرض وما يأخذُ الرجل عن إمرأته فيمنعُهُ وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغضُ أحدُهما إلى الآخر أو يُحبب بين اثنين . أ . هـ .
وهنا يجب أن نفرق بين السحر والكرامة والمعجزة فالسحر اتفاق بين الساحر والشيطان على أن يقوم الساحر بفعل الكفر والشرك وكل ما هو محرم في مقابل أن يساعده الشيطان وأن يعينه في كل ما يطلبه منه الساحر .
وكلما ازداد الساحر كفراً بالله وعبادة الشيطان كلما ازداد الشيطان له طاعة .
أما الكرامة فلا تكون إلا للولي .
وأما المعجزة فلا تكون إلا للنبي .
وجماعهما الأمر الخارق للعادة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في المجلد الحادي عشر .
ثانياً : حقيقة السحر وأنواعه
بعد أن تعرفنا على معنى السحر لغة واصطلاحاً نقف الآن على حقيقة السحر .
يقول الإمام القرطبي (1): (( ومذهب أهل السنة والجماعة أن السحر ثابت وله حقيقة وقد اتفق على هذا أهل الحل والعقد الذين ينعقد بهم الإجماع ولا عبرة مع اتفاقهم للمخالفين )) .
وقال الإمام النووي : (( قال بعض أصحابنا أي من الشافعية : بأن السحر لا حقيقة له وإنما هو تخييل والصحيح أن السحر له حقيقة وبه قطع الجمهور وعليه عامة العلماء ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة ))(2)
واستدل القائلون بأن السحر تخييل لا حقيقة له بقول الله عز وجل: { يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } [طه:66]
واستدلوا بأن السحرة لا يقدرون أبداً على قلب حقائق الأعيان كتحويل الحصى إلى ذهب أو كتحويل الورق إلى أموال وغير ذلك ولو كانوا يملكون ذلك لكانوا أغنى الناس وما تحايلوا على أكل أموال الناس بالباطل .
استدلوا أيضاً بأن السحرة لو قدروا على فعل ذلك لاختلط الحقُ بالباطل والسحرُ بالمعجزة.
واستدل الجمهور من أهل العلم على أن السحر حقيقة لا تخييل بأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة
فقد أخبر الحق تبارك وتعالى في هذا النص القرآني الكريم أن الشياطين يعلمون الناس السحر وأن الناس يتعلمون منهم .
وإذا لم يكن للسحر حقيقة فماذا يُعَلمون وماذا يتعلم الناس ؟!!
وأن النص القرآني قد صرح بأن الساحر يفرق بسحره بين المرء وزوجه ، واستدلوا بقول الله عز وجل : {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } [الفلق:4]
والنفاثات في العقد هن الساحراتُ اللواتي يعقدن السحر وينفثن عليه .
قال الجمهور : ولولا أن السحر حقيقة ما أمر الله بالاستعاذة منه واستدلوا على حقيقة السحر بوجوده في الواقع .
يقول ابن القيم : والسحر يؤثر مرضاً وثقلاً وعقلاً وحباً وبغضاً ونزيفاً موجود تعرفه عامة الناس ومن أقوى أدلتهم سحرُ النبيr وسوف أتحدث عنه في العنصر الثالث حالاً بإذن الله
ولكن يجب أن نعلم أن تحقيق هذا الخلاف أن الذين قالوا بأن السحر كٌلَّه حقيقة قد جانبوا الصواب في المسألة .
وكذلك الذين قالوا إن السحر كله تخييل لا حقيقة له قد جانبوا الصواب أيضاً .
والتحقيق أن السحر أنواع منه ماله حقيقة ومنه ما هو تخييل لا حقيقة له .
فالسحر الحقيقي: هو الذي يعتمد فيه الساحر على الجن والشياطين وعبادة الكواكب والنجوم .
وسحر التخييل الذي لا حقيقة له في الواقع ، مبني على الأخذ بالعيون فترى الشيء على خلاف ما هو عليه ، في الحقيقة .
يقول الحافظ ابن كثير :
وإن سحر سحرة فرعون كان من هذا النوع وقد جاءت النصوص القرآنية صريحة بأنه كان تخييلاً وأخذاً بالعيون قال تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه:66] .
لأن إيقاع السحر في أعين الناس يدل على أن أعينهم تخيلت غير الحقيقة الواقعة .
ومن ثم نخلص إلى أن السحر منه ما هو حقيقي وما هو تخييل والله أعلم .
وهنا يثور هذا التساؤل الخطير : هل سُحر النبي r حقاً ؟
والحديث رواه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجة والنسائي والبيهقي وغيرهم من عدة طرق عن عدد من أصحاب النبي r وهذا لفظ حديث عائشة في صحيح البخاري في كتاب الطب قالت :
سحر رسول الله رجل من بني زُريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله يخيلُ إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله (1) حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال: ((يا عائشة أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟)).
قلت وما ذاك يا رسول الله ؟ فقال: ((أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجعُ الرجل ، فقال مطبوب (أي مسحور) قال ومن طَّبه ؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال في أي شيء ؟ قال : في مُشط ومُشاطَة)) والمشاطة أي الشعر المتساقط من الرأس واللحية عند ترجيلهماً (( وجُفَّ طلعة ذكر )) ( أي على الغشاء الذي يكون على الطلع ) قال أين هو ؟
قال في بئر ذي أروان ومن الرواة من قال في بئر ذروان ، قال : وذروان : بئر في بني زريق – فذهب النبي r في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها ، وعليها نخل .
قال: ثم رجع إلى عائشة، فقال: (( والله لكأن ماءها نُقاعةُ الجفَّاء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين ، قلت : يا رسول الله أفأخرجته ؟
قال: ((لا ، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني ، وخشيت أن أثُوَر على الناس منه شراً وأُمر بها فدفنت))(1)
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : سحر النبي r رجلٌ من اليهود ، فاشتكى لذلك أياماً فأتاه جبريل فقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، عقد لك عُقداً في بئر كذا وكذا ، فأرسل رسول الله r فاستخرجها فَحلَّها ، فقام رسول اله r كأنما أُنْشِطَ من عِقَلٍ ، فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط ))(2) .
وقد ردّ كثير ممن ينسبون إلى العلم هذا الحديث الصحيح وتبعهم في ذبك من يقدمون العقل على النقل ويردون النصوص التي لا تقبلها عقولهم . ويرون عقولهم ميزاناً يعرفون به صحيح الحديث من سقيمه معرضين عن منهج المحدثين من سلف الأمة الذين أرسوا قواعد علم الحديث ومصطلحة .
ولو كانت العقول وحدها ميزاناً لمعرفة الصحيح المنقول من سقيمه لكان خبر دائراً بين القبول والرد .
ورضي الله عن عَليَّ إذ يقول : لو أخذ الدين بالعقل لكان المسح على باطن الخف أولى من المسح أعلاه !!
فالعقل له دوره وله وظيفته وله أيضاً حدوده ونور الوحي لا يطمسُ نور العقل أبداً بل يباركه ويقويه ويزكيه .
وليس ابداعُ العقل في الجانب المادي والعلمي دليلاً على صوابه ودقته في الجانب الديني الذي لابد من التقيد بنور الوحي .
نعم .. فهذا هو العقل الروسي الجبار يدافع عن الكفر والإلحاد وشعاره أنه يؤمن بثلاثة ويكفر بثلاثة ، يؤمن بماركس ولينين وستالين ، ويكفر بالله وبالدين وبالملكية الخاصة !!
وهذا هو العقل الأمريكي الجبار يدافع عن الشذوذ الجنسي وعن زواج الرجل للرجل وعن العنصرية اللونية البغيضة وما أحداث لوس أنجلوس عنا ببعيد !!!
وهذا هو العقل اليوناني يدافع عن الدعارة !!!
وهذا هو العقل الروماني يدافع عن مصارعة الثيران !!!
وهذا هو العقل الهندي يدافع عن عبادة البقر !!!
وهذا هو العقل العربي في جاهليته الأولى يدافع عن وأد البنات وهن أحياء !!
وهذا هو العقل العربي يدافع عن الكفر والإلحاد باسم البعثية والقومية فيقول قائلهم :
أمنت بالبعث رباً لا شريك له ..... وبالعروبة ديناً ماله ثان !!!
ويقول آخر :
هبوني عيداً يجعل العرب أمة سلام على كفر يوحد بيننا
وسيروا بجثماني على دين برهم وأهلا وسهلا بعدها بجهنم
هذا هو العقل البشري الذي فَجَّر الذَّرة في الجانب المادي يفجر الكفر والإلحاد والزندقة في الجانب الديني !!!
هذا هو العقل البشري الذي غاص في أعماق البحار يغوص في أعماق الكفر والشرك والأوحال !!!
فالعقل له حدوده وله دوره ولا ينبغي أن يتعدى هذه الحدود أو يتخطاها وأن يحكم على النصوص الصحيحة الصريحة بعقله القاصر وحكمه الضيق .
فالذين ردّوا حديث سحر النبي r ادَّعوا بأن الحديث باطل ومقدوح في سنده والحديث مخرج في أصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل في صحيح البخاري ومسلم .
وإذا مجدت الحديث قد اتفق عليه الشيخان فإنه يكون في ذروة قمم الصحة ، وإذا وجدت الرجل يطعن في حديث رواه الشيخان فاعلم بأن بضاعته في علم الحديث مزجاه .. هذا إن أحْسَنّْا الظن به !!
أما دعواهم بأن الحديث يقدحُ في مقام النبوة ويتنافى مع العصمة التي منحها الله لنبيه في قوله {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67]
وأن هذا الحديث يصدق المشركين الذين اتهموا الرسول بأنه مسحور كما قال عز وجل منهم : يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } [الإسراء:47]
والجواب على هذا أن الرسول r معصوم باتفاق في جانب التبليغ والتشريع : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} } [النجم:4]
وأما بالنسبة إلى الأعراض البشرية كأنواع المرض والآلام والإصابة في المعارك فهذا لا يقدح في مقام النبوة ولا ينافي العصمة وجميع الأنبياء يعتريهم من ذلك ما يعتري البشر جميعاً: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } [ابراهيم:11]
وقال جل وعلا مخاطباً رسول الله r : {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } [الكهف:110]
والسحر علة من علل الدنيا ومن أمراضها كسائر الأمراض .
وهذه قدَّر الله أن تكون للنبي r كما تكون لغيره .
فقد أثَّرت فيه الحمَّى وأثر فيه السُّم وجرح وجهه في غزوة أحد ، وكٌسرت رُباعيته .
وسبقه من إخوانه من الرسل من قُتل ، ومن عذّب ، وأوذي .
وفي سنن الترمذي وقال حسن صحيح من حديث سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله أي الناس أشد بلاءً ؟ قال : (( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صُلْباً اشتدَّ بلاؤهُ ، وإن كان في دينه رقَّةٌ ابتلاه على حسب دينه ، فما يبرح البلاءُ بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ))(1) .
وأما قولهم بأنه موافق لقول المشركين: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً} [الفرقان:8].
فمن المعلوم لكل أحد أن المشركين أرادوا بذلك أن ما يتلوه محمدٌ من قرآن نزل عليه من عند الله إنما هو سحر يفرق بين الإبن وأبيه والأخ وأخيه والزوج وزوجه .
كما حكي منهم ذلك في سورة المدثر حكاية عن الوليد بن المغيرة : {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ{18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ{19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ{20} ثُمَّ نَظَرَ{21} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ{22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ{23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ{24} إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ{25} [المدثر : 18-25].
ويبقى لنا أن نتحدث عن حكم السحر وحدُ الساحر وعن طرق الوقاية وإبطاله وهذا موضوعنا في اللقاء القادم إن شاء الله جل وعلا .
(1) رواه البخاري رقم (2766) في الوصايا ، باب قول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً} ، ومسلم رقم (89) في الإيمان ، باب بيان الكبائر وأكبرها ، وأبو داود رقم (2874) في الوصايا ، باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم ، والنسائي (6/257) في الوصايا ، باب اجتناب أكل مال اليتيم .
(2) عالم السحر والشعوذة لعمر الأشقر ص 8،7 .
(1) المصدر السابق .
(1) رواه البخاري رقم (5767) في الطب ، باب إن من البيان لسحراً ، والموطأ (2/986) في الكلام ، باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله ، وأبو داود رقم (5007) في الأدب ، باب ما جاء المتشدق في الكلام ، والترمذي رقم (2029) في البر ، باب ما جاء في أن من البيان سحراً ، ورواه مسلم رقم (869) في الجمعة ، باب تخفيف الصلاة والخطبة وأبو داود رقم (1106) في الصلاة ، باب إقصار الخطبة ، عن أبي وائل قال : خطبنا عمار ، فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا : يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت ، فلو كنت تنفست ؟ فقال : إني سمعت رسول الله يقول : (( إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه ، فاقصروا الخطبة وأطيلوا الصلاة وإن من البيان سحراً )) .
(1) تفسير الإمام القرطبي : (2/46) .
(2) عالم السحر والشعوذة ص 90 نقلا عن روضة الطالبين للنووي (9/346) .
(1) قال النووي في شرح مسلم : قال القاضي عياض كل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل الشيء لم يفعله ونحوه ، فمحمول على التخيل بالبصر ، لا لخلل تطرق إلى العقل ، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة ولا طعناً لأهل الضلالة ، قال : وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه ، لا على عقله وقلبه واعتقاده .
(1) رواه البخاري رقم (5766) في الطب ، باب السحر ، وباب هل يستخرج السحر ، وباب السحر وفي الجهاد باب هل يعفى الذمي إذا سحر ، وفي الأدب باب قول الله تعالى : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} ، ومسلم رقم (2189) في السلام ، باب السحر ، ورواه أيضاً أحمد والنسائي وابن سعد والحاكم وعبد بن حميد وابن مردويه ، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) وغيرهم ، قال ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) : وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم متلقى عندهم القبول .
(2) رواه النسائي (7/113،112) في تحريم الدم ، باب سحرة أهل الكتاب ، وإسناده صحيح .
(1) رواه الترمذي رقم (2400) في الزهد ، باب ما جاء في الصبر على البلاء ، وقال الترمذي حسن صحيح وهو كما قال ورواه أيضاً أحمد والدارمي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وغيرهم .