طلت النفس في هذا المحور، لأنني لا أرى من يذكر شبابنا بالله، لأنني لا أرى من يذكر الأمة في هذه الأزمة بالله، وما أحوجنا إلى الله جل وعلا
وبعد هذه الكلمات أثني كلمات من القلب إلى القلوب بقولي :
مصر الكنانة ما هانت على أحد الله يحرسها عطفاً ويرعاها
نحن ندعوك يا رب أن تحمي مرابعها
ندعوك يا رب أن تحمي أراضيها
ندعوك يا رب أن تحمي مصالحها
ندعوك يا رب أن تحمي شعبها
ندعوك يا رب أن تحرس شبابها
ندعوك يا رب أن تستر نساءها
ندعوك يا رب أن تحمي أطفالها
مصر الكنانة ما هانت على أحد الله يحرسها عطفاً ويرعاها
نحن ندعوك يا رب أن تحمي مرابعها فالشمس عين لها والليل نجواها .
مصر شرفها الله فهي من البلدان القليلة التي ذكرها ربنا في قرآنه
مصر بلد الأنبياء
مصر أرض الأنبياء
مصر أرض الأولياء
مصر ارض الصديقين والشهداء
مصر ارض الصالحين والشرفاء والأوفياء
مصر أرض الأطهار الأخيار الأبرار
مصر أرض العطاء
مصر الكنانة..
ما أجمل قول ربي على لسان نبيه يوسف " وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ"
اللهم أمن كل من دخل مصر
اللهم أمن كل من عاش على أرض مصر
اللهم أمن كل من يعيش على تراب مصر
" وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ"
إن شاء الله مصر بلد الأمن والأمان
إن شاء الله مصر بلد الرخاء والاستقرار
مصر نامت لكنها ما ماتت ولن تموت بإذن الله
مصر نامت ومرضت وطال مرضها لكنها ما ماتت ولن تموت بتقدير الله جل علاه
فالأشخاص المفسدون إلى زوال .. إلى فناء ..
الكل راحل " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ
رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ "
ويبقى هذا البلد .. ويبقى هذا الشعب الأبي .. ويبقى هذا الشعب التقي .. ويبقى هذا الشعب الذكي ..
هذه سنة الله جل وعلا التي لا تتبدل ولا تتغير.
أيها الأفاضل ..
مصر مشى على أرضها نبي الله إبراهيم عليه السلام
أبشر لترفع رأسك أيها المسلم .. يا من تعيش في أرض الكنانة ..
مصر مشى على أرضها..نبي الله إبراهيم ، ونبي الله إسماعيل ، ونبي الله إدريس ، ونبي الله يعقوب ، ونبي الله يوسف .
مصر مشى على أرضها كثير من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مصر بلد الصديقين والصديقات
عاش على ترابها أم موسى ، وعاش على ترابها مريم أم عيسى على نبينا وعليهم الصلاة والسلام
وعاش على ترابها امرأة فرعون ، وعاش على ترابها ماشطة فرعون ، وعاش على ترابها مؤمن آل فرعون
مصر أرض الصديقين، أرض الصالحين، أرض الأولياء أرض الأتقياء، أرض الشرفاء، أرض الشهداء.
أعجب لعمرو ابن العاص الذي فتح على الله يديه مصر من أكثر أربعة عشر قرناً.
أعجب لكلماته القليلة التي تُكتب بماء الذهب .
اسمعوا يا شباب الأمة ماذا قال عمرو ابن العاص : "ولاية مصر تعدل الخلافة"
أحفظوها ..
"ولاية مصر تعدل الخلافة"
لماذا؟!
لأن مصر هي القلب النابض للأمة كلها.
لأن مصر هي قلب الإسلام والعروبة .
لأن مصر هي البوابة الحقيقية لأمة التوحيد.
اقرءوا التاريخ لتعلموا أن كل السيوف وكل الرماح ما تحطمت إلا على هذه الصخرة المصرية الصابرة المؤمنة الصلبة القوية.
وأنا أعجب حينما أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسالة إلى عمرو بن العاص هنا في مصر يطلب منه مدد المعونة والمئونة من أهل مصر لأهل المدينة النبوية من أصحاب سيد البرية صلى الله عليه وسلم
وخطب عمرو بن العاص في جميع المشور وقرء على أهل مصر رسالة أمير المؤمنين عمر فقام أهل مصر أهل الجود والوفاء والكرم والسخاء والبذل والعطاء .. قام أهل مصر وأخرج كل فقير قبل كل غني ما يمتلكه في بيته معونة لأصحاب الحبيب النبي ، وقام عمرو بن العاص يكتب لأمير المؤمنين عمر ويقول : يا أمير المؤمنين لقد أرسل إليك أهل مصر قافلة من الزاد والطعام والشراب أولها عندك وآخرها عندي.
أولها عندك في المدينة وآخرها عندي في مصر الزكية الوفية الأبية التقية النقية الكريمة أهلها أهل مروءة ، أهل شرف ، أهل عطاء ، أهل جود، أهل فضل .
والتاريخ لا زالت صفحاته مفتوحة يشهد بذلك