الخيول العربية صديقة العربي في سلمه وحربه
مكانة الخيل في الإسلام
لقد عرف العرب الخيل منذ أقدم العصور، وهم يروون عن شيخ الإسلام تقي الدين السبكي أن الله سبحانه وتعالى خلق الخيل قبل آدم عليه السلام بيوم أو يومين. وأخرج الواقدي عن مسلم بن جندب، قال:"أول من ركب الخيل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام؛ وإنما كانت وحشاً لا تطاق حتى سخّرت له وبذلك سميت العراب" [1].
وظل ذكر الخيل مقروناً بالعرب، فإذا ذكر العرب ذكرت الخيل وإذا ذكرت الخيل ذكر العرب، وهي عندهم رمز ترتبط به أسمى المثل العليا من كرم ومروءة وشجاعة ووفاء، وهي القوة العربية التي أرهبت الأعداء. أرهبت الفرس والروم، وعلى ظهورها فتح العرب الأمصار والبلدان ووصلوا إلى الصين شرقاً وإلى الأندلس غرباً، وهذا عقبة بن نافع الفهري القائد العربي الشجاع يخوض بفرسه المحيط؛ ويقول: "والله لو علمت أرضاً وراء هذا البحر لخضته إليها".
ولا أدل على مكانتها العالية عند العربي من أن الله -سبحانه وتعالى- أقسم بها في كتابه العزيز في قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} [العاديات:1- 5].
وقد جاء ذكر الخيل في القرآن الكريم في خمس سور؛ فضلاً عن تسميته سورة باسمها وهي سورة "العاديات" وقد أقسم الله بها، وذكرها لما فيها من المنافع الكثيرة، سواء في السلم أم في الحرب، ولما فيها من جمالية، وصورة محببة إلى نفس الإنسان العربي وغير العربي، وجاء ذكرها في أحاديث كثيرة تحث على إكرامها وعدم إذلالها وإطعامها والاعتناء بتربيتها؛ لأن في نواصيها الخير، وفيها البركة، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر وعروة بن الجعد رضي الله عنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".
وقد أمر صلى الله عليه وسلم بالإنفاق على الخيل، روى ابن ماجة عن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ارتبط فرساً في سبيل الله ثم عالج علفه فله بكل حبة حسنة".
ونهى صلى الله عليه وسلم عن إذلالها: وروى أبو داوود في المراسيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلّوها"، وقد جعل صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين، ولصاحبه سهماً واحداً. وما ذلك إلا تكريماً لها ولأنها تجاهد في سبيل الله مثلما يجاهد المسلمون، فتطعن وتقتل، وتحزن وتفرح بالنصر، وتبكي إذا قُتل فارسها، وكثيرة هي الروايات التي تحدثنا عن بكاء الخيل العربية الأصيلة على فرسانها، إذا ما سقطوا قتلى في ساحات الوغى.
وهذا مالك بن الريب، حينما رثى نفسه، تذكر الثلاثة الذين سيفتقدونه، ويبكون عليه فلم ينس فرسه وصديقه في وقت الشدة، واحتدام المعركة، فقال:
تذكرت من يبكي عليَّ فلم أجد *** سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقــر خنــذيــذ يجـرّ عـنانه *** إلى الـماء لم يتــرك له الدهر ساقيا
مكانة الخيل السامية عند العرب
خلقت الخيل عربية، وقد وجدت أول ما وجدت في الجزيرة العربية، فهي عربية أصلاً ونسباً وموطناً فقد حظيت باهتمام الكتاب والأدباء والشعراء والمؤرخين والنسابة فأفردوا لها كتباً اهتمت بخلقها وخُلقها وصفاتها وأمراضها وأدوائها، وأسمائها، وأنسابها، وأنواعها، وفرسانها، ومن أهم تلك الكتب كتاب أنساب الخيل لابن الكلبي المتوفى 204 هـ، وجر الذيل في علم الخيل لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ...
لقد أحب العرب الخيل، وفتنوا بها واستهواهم منظرها الجميل، فأسرت قلوبهم، فاتخذوها صديقة في سلمهم وحربهم، في حلهم وترحالهم، في جدهم ولهوهم، وصيدهم لما فيها من خصال الشرف والأصالة، والمنافع والزينة والبهاء، قال الله تعالى:"والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون".لقد أنزلها العربي من نفسه منزلة الأهل والأبناء، فحدبوا عليها وربما فضلوها على أولادهم حتى كان الرجل يبيت طاوياً ويُشبع فرسه، ويؤثره على نفسه وأهله في الطعام والشراب والكساء والمسكن، يقول عبيد بن ربيعة:
مُفدّاة مكرّمة علينا *** يُجاع لها العيال ولا تُجاع
وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بها، وبمولدها، ويهنئ بعضهم بعضاً إذا ولدت له الفرس؛ وكانوا لا يهنئون إلاّ بغلام يولد، أو شاعر ينبغ أو فرس تنتج.
أول من ركب الخيل
ذكر ابن الكلبي في كتاب أنساب الخيل إن أول من ركب الخيل هو سيدنا إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام، وأول من عدا بفرسه في سبيل الله هو المقداد بن الأسود –رضي الله عنه.
أشهر خيل العرب
يذكر ابن عبد ربه من مشاهير خيل العرب:
الوجيه ولاحق: لبني أسد، الصريح لبني نهشل، ذو العقال: لبني رباح، النعامة: فرس للحارث بن عباد الربعي، الأبجر: لعنترة العبسي وهو ابن النعامة، داحس: فحل لقيس بن زهير، والغبراء: أنثى لحذيفة بن بدر: وقصتهما معروفة ومشهورة قامت من أجلها "حرب داحس والغبراء" التي دامت أربعين عاماً [2].
الخيل في الأمثال العربية
لما للخيل من مكانة عظيمة في نفوس العرب فقد قالوا فيها أقوالاً ومآثر كثيرة منها:
عليكم بإناث الخيل فإن ظهورها عز وبطونها كنز.
وقولهم: ثلاثة من نعم الله: زوجة صالحة وحصان أصيل وسيف بتار.
ثلاثة أنواع من الخدمة لا تعيب المرء: خدمته لبيته وخدمته لفرسه وخدمته لضيفه.
ثلاثة لا تعار: الزوجة- والسلاح- والفرس.
سلالات الخيول
للخيول العربية سلالات وأنواع لكل منها اسم يتميز به ولكل سلالة أو نوع عدة فروع فمنها:
أولاً: كحيلان (كحيلة): ويتفرع عنها العديد من السلالات من أهمها كحيلة العجوز والكحيلة الثامرية، والكحيلة الجازية، والكحيلة الخدلية، والكحيلة العافصية، وكحيلة المريوم، وكحيلة العبيسة، وكحيلة الخرس، وكحيلة الجلالة، وكحيلة الفجري، وكحيلات النواق،وكحيلات أبو عرقوب، وكحيلات أبو جنوب، وكحيلات الفداوي، وجلفة، وكحيلة المطرفية وتعرف بكحيلة أم معارف.
ثانياً: الصقلاوي (صقلاوية): ويتفرع منها الصقلاوية القدرانية، والصقلاويات الوبيريات والصقلاوي الأرحبي وصقلاويات ابن سودان (السودانيات)، والصقلاويات المريغيات، والصقلاويات القميصيات، وصقلاوية نجمة الصبح، والصقلاويات عموماً أقرب الخيل للكحيلات فقد تزاوجت هذه الفروع بفروع كحيلان.
ثالثاً: الحمداني (حمدانية): ويتفرع عنها الحمدانية السمرية وحمدانية ابن غراب وهذه الخيول تعد من أكبر بيوت الخيل وأعرقها.
رابعاً: عبيان(العبية): ويتفرع منه عبية الشراك، والعبية الخبيزية، وشرايد امه، والهنيديسية، وأم جريص، وعبية الديدب، والعبيات تمتاز بجمالها إلا أنها صغيرة الحجم.
خامساً: دهيمان (الدهمة): ومنها الدهم الشهوانيات، ودهم النجيب، ودهم كنيهر.
سادساً: شويمان(الشويمة): ومنها شويمة السباح، وشويمة الودج.
سابعاً: المعنقي والمعنقية: ومنها المعنقية الحدرجية، ومعنقية السبيني، والمعنقيات السلجّيات، ومعنقية الشلاقي، والمعنقيات لا تمتاز بالجمال ولا التناسق إلا أنها قوية التحمل.
ثامناً: طويسان (طويسية): ويقال إنها فرع من العبيات، وفي قول آخر إنها تتفرع من كحيلة العجوز.
تاسعاً: هدبان (هدبه): ويتفرع عنه: هدبان النزاحي وهدب المشيطيب وهدب البردويل.
عاشراً: كروشان(كروش): ومنها كروش الغندور، ويقال إن أصلها كحيلة العجوز.
تنقسم سلالات الخيل حسب موطنها وبيئتها التي تعيش فيها والتي تمنحها صفات خاصة فمثلاً:
الخيول النجدية: وهي من أعرق السلالات، طويلة العنق، صغيرة الرأس، جميلة القوام، قليلة لحم الوجه والخدين، دقيقة الآذان، عريضة الأكفال، رحبة البطون، غليظة الأفخاذ قوية جداً وسريعة، تلوح على وجهها علامات الجِّد.
الخيول الحِجّازية: صلبة الحوافر، متينة الأرساغ ( الرِّسغ الموضع المُستدَق بين الحافر والساق)، وذات أحداق حسناء سوداء.
الخيول اليمنِيّة: غليظة القوائم، تميل أعناقها إلى القصر، وهي مدورة الأبدان، خشنة، خفيفة الأجناب، ذات حدة في أكفالها، ولا توجد باليمن أنواع جيدة إلا الخيول المجلوبة من نجد، ويُعتقد أن مناخ اليمن غير مناسب لتربية الخيل.
الخيول المصرِية: دقيقة القوائم، طويلة الأعناق والأرساغ، جيدة الحوافر، قليلة الشعر، حديدة الآذان، ويحتفظ عرب بني رشيد ومعزّى في صعيد مصر بخيول من السلالات الخمس.
الخيول الشَّامية: وهي جميلة الألوان، واسعة العيون، كبيرة الأحداق، لينة الحوافر، جباهها صلعاء، ويُعتقد أنها من أفضل السّلالات وأنقاها اليوم.
الخيول المغربية: عظيمة الأعناق، عالية الوجوه، ضيقة المنخرين، غليظة القوائم، مدورة الأوظفة، طويلة السبيب.
shapefuyiur.jpg
ألوان الخيول العربية وأصواتها
من ألوانها الأدهم: وهو الأسود الخالص السواد، والأشهب: الأبيض إذا خالطه سواد، ورد: الأحمر الخالص، كميت: إذا كانت حمرته في سواد، الأبلق: لاشية ولا وضوح فيه غير مرغوب، كثير الحرن، الأجرد: قليل الشعر، الغرة: ذو بياض في الجبين، ألمظ: إذا كانت الشفة السفلى بيضاء، وأثم: إذا كانت الشفة العليا بيضاء، التحجيل: بياض في قوائم الفرس.
أما أصواتها فمنها: الأجش: أكثر صهيله من منخريه، الحمحمة:صوته إذا طلب العلف أو رأى صاحبه، الضبح: صوت نفسه إذا عدا وركض، القبع: صوت يردده من منخره إلى حلقه إذا نفر من شيء.
ويعتبر الحصان العربي بلا منازع أجمل الخيول الموجودة على الإطلاق. وقد ذكر الأنباري حين قال: "إن أفضلها مركباً وأكرمها عندنا وأشرفها بالإضافة إلى أن يكون حديد النفس جريء المقدم أن يكون:
قصير الثلاث: العسيب والظهر والرسغ.
طويل الثلاث: الأذن والخد والعنق.
رحب الثلاث: الجوف والمنخر واللبب.
عريض الثلاث: الجبهة والصدر والكفل.
صافي الثلاث: اللون واللسان والعين.
أسود الثلاث: الحدقة والجحفلة والحافر.
غليظ الثلاث: الفخذ والوظيف والرسغ.
فشكل جسمه يعد روعة في الجمال والتناسق. إذ يتراوح ارتفاعه من 150إلى 160سم. ولونه إما رمادي، أو أشهب، أو بني، أو أسمر، أو أشقر، أو أدهم، أو أبيض، أوكميت. الرأس نحيف وصغير نسبياً ويدل على الرشاقة والأصالة وتزيده جمالاً. قصبة الأنف المقعرة بعض الشيء. المنخران واسعان.
والجبهة العريضة. تباعد بين العينين السوداويتين البراقتين. وتعتلي الرأس أذنان قصيرتان نهايتهما رفيعة.
الرقبة طويلة ومتناسبة مع بقية أجزاء الجسم تملؤها العضلات. أما الظهر فهو قصير مكتنز. والذيل مرتفع بشكل واضح.
العمود الفقري عند الحصان العربي يتميز عن غيره من الخيول بوجود سبعة عشر زوجاً من الأضلع وخمس فقرات قطنية وست عشرة فقره ذيلية مقارنة بثمانية عشر زوجاً من الأضلع وست فقرات قطنية وثماني عشرة فقرة ذيليه للخيول الأخرى مما يساهم في ارتفاع ذيله بخلاف سلالات الخيول الأخرى.
يتسم الحصان العربي كذلك بقدرته الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع حرارة الجو.
إضافة إلى سرعته الفائقة في العدو. ونظراً لميزته ونقاوة سلالته استخدم في إضفاء صفات حميدة ومرغوبة على أغلب سلالات الخيول العالمية والتي أكسبها شهرة وجمالاً.
الخيول في التاريخ
لقد ساهم فتح المسلمين أرض مصر عام 20 هـ في دخول سلالة الخيول العربية شمال إفريقيا. ومن المعتقد كذلك بأن القبائل العربية مثل بني هلال وبني سليم وغيرهما عندما نزحوا من الجزيرة العربية إلى إفريقيا في هجرتهم الكبرى إلى مصر سنة 109 هـ أخذوا معهم خيولهم العربية فزاد من انتشار هذه السلالة في مصر وشمال إفريقيا.
من ناحية أخرى يعتقد أن الفينيقيين هم أول من أدخلوا الخيول العربية إلى أوروبا، إلا أنه كان للفتوحات الإسلامية دور بارز في إدخال الخيول العربية إلى سلالات الخيول الأوروبية. ففي القرن السابع عشر والثامن عشر تم استيراد ثلاثة من الجياد العربية الأصيلة إلى إنجلترا وهي:
بيرلي تورك في عام 1689م، دارلي أرابيان في عام 1706م، غودولفين أرابيان في عام 1706م.
ونتج عن تلقيح الجياد الثلاثة لخيول من السلالة الإنجليزية بروز سلالة خليط جديدة تدعى thoroughbred، وهي من أغلى خيول العالم الآن لكونها الخيول المستخدمة في السباقات العالمية المعروفة في داربي ببريطانيا وكذلك في أمريكا.
من ناحية أخرى نتج عن تزاوج الخيول العربية والسلالة الخليط سلالة أخرى تعرف اليوم بالأنجلو عرب Anglo Arab ولها شهرتها في بريطانيا وفرنسا وتستخدم خيول هذه السلالة في استعراضات القفز (Show Jumping).
الشعراء والخيل
وجاء العرب ليخلدوا بأشعارهم، ويتغنوا بمفاتنها ويفخروا بشجاعتها وإقدامها، فوصفوا الجيل بأجمل الأوصاف ولم يدعوا عضواً من أعضائها إلاّ وصفوه حتى عرف الكثير منهم بوصّافي الخيل، كامرئ القيس، وأبي دؤاد الإيادي، وطفيل الغنوي، وزيد الخيل.
ونسمع لجعفر بن كلاب قوله وهو يساوي حصانه "حذفة" بنفسه إذ يقول:
فمن يك سائلاً عني فإني *** وحذفة كالشجا تحت الوريد
أسويها بنفسـي أو بجزء *** فألحفها ردائي فـي الجليـد
أمرت الراعيين ليؤثراها *** لهـا لـبن الخلية والصعـود
والخلية: هي الناقة التي خليت للحلب، والصعود: الناقة التي ترجع إلى فصيلها فتدر.
أما عنترة فيقيها بنفسه، وهي تراثه:
أتقي دونه المنايا بنفسي *** وهــو يغشينا صـدور العوالي
فإذا مت كان ذاك تراثي *** وخصالاً محمودة من خصالـي
وجواد عنترة هو صاحبه وصديقه الذي يقيه بنفسه ويصله على أية حال من سحيل ومبرم:
أقيه بنفسي في الحروب *** وأتقي بهاديه إني للخيل وصول
وتبقى الخيل بعد هذا وقبل هذا مكّرمة معززة لدى الإنسان العربي، وهي –عنده- من الذخر الذي لا يباع ولايعار لأنها رمز أضمر كل المثل العربية السامية، ثم إن إكرامها والعناية بها يعني إكراماً لنفسه ووقاية لها، وإهانتها وإهمالها؛ دليل على هوان صاحبها وضعفه وضعته.
يقول شاعر بني عامر بن صعصعة:
بنـي عامر إن الخيـول وقايــــة *** لأنفسكـم والموت وقت مؤجـل
أهينــوا لها ما تكرمون وباشروا *** صيانتها والصون للخيل أجمل
متى تكرموها يكرم المرء نفسـه *** وكل امرئ من قومه حيث ينزل
فهو إذن حريص عليها، لا يضيعها ولا يبيعها ولا يهينها كما يقول الأخطل:
إذا ما الخيل ضيعها أناس *** ربطناها فشاركت العيالا
نهين لها الطعام إذا شتونا *** ونكسوها البراقع والجلالا
ويبقى امرؤ القيس أكثر الشعراء افتتاناً بالخيل وعشقاً لها إذ يجد نفسه وصورته في صورتها، وهو فارس وملك وابن ملك؛ ولهذا نراه ينثر كل صفات الفروسية والشجاعة والإقدام على حصانه نثراً:
الْخَيْر مَا طلعت شمسٌ وَمَا غربت *** مطلبٌ بنواصي الْخَيل معصوب
قد أشهد الْغَارة الشّعواء تحملنِــي ***جرداء معروقة اللّحيين سرحوب
وأبياته في وصف حصانه المنتصر معروفة ومشهورة:
وقد أغتَدي والطّيرُ في وُكُناتِها *** بمُنجَـردِ قَيْــدِ الأوابِــدِ هَيْكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعـاً *** كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
المصدر:مجلة الباحثون -العدد 26 - أغسطس 2009م
[1] هشام بن السائب الكلبي: أنساب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها، تحقيق: حاتم صالح الضامن، الناشر: دار البشائر، دمشق – سورية، الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2003م، 1/ 26.
[2] انظر: ابن رشيق: العمدة في محاسن الشعر، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: دار الجيل، الطبعة: الخامسة، 1401 هـ - 1981م، 2/ 234- 236.