جنود الله في غزوة بدر
النصر من عند الله
تحقق النصر يوم بدر بفضل من الله ، يقول تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 10]. فهذا أسلوب قصر يوضح أن النصر لا يكون إلا من عند الله، فالنصر يكون عن طريق الله ، وهو لا ينزل إلا على عباد الله المؤمنين، فالنصر ربما يأتي من حيث لا يتوقع المسلمون، وأحيانًا يأتي النصر من حيث يكره المسلمون، وقد يأتي النصر بطريقة تثبت أن النصر من عند الله ، وفلسفة النصر في الإسلام تؤكد أنه من عند الله ، قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ} [الأنفال: 10].
فما هي جنود الرحمن التي شاركت في تحقيق النصر؟ يقول تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدَّثِّر: 31].
الملائكة
نزلت الملائكة تقاتل مع عباد الله المؤمنين، وثبَّتت الذين آمنوا، يقول تعالى عن يوم حُنين: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 26].
وقال تعالى عن يوم الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الأحزاب: 9].
ويقول تعالى عن يوم بدر: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]. أيْ: متتابعين يردف بعضهم بعضًا، أو عونًا لكم. يقول الربيع بن أنس -وهو من التابعين-: "أمدَّ الله المؤمنين بألفٍ، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف"[1].
يقول تعالى في سورة آل عمران يصف موقعة بدر: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ آَلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 124، 125]. و"مسوِّمين" أي: مُعلَّمين بعلامات. وهذا عدد كبير من الملائكة، وكان يكفي مَلَك واحد، فلماذا كل هذا العدد؟
إن نزول هذا العدد الكبير لأجل إدخال السرور والفرح على المؤمنين، يقول تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ آَلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 123- 125].
فقد كان ملك واحد يكفي، ولكن هذا العدد الكبير كان لإدخال السرور والبِشْر والفرح على قلوب المؤمنين، يقول تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} [الأنفال: 10].
والملائكة خلقٌ عجيب {لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التَّحريم: 6]. وهم قوة خارقة جبَّارة، فقد رفع جبريل قرية لوط إلى السماء حتى إن أهل السماء قد سمعوا نباح الكلاب، ثم قَلَبَها على طرف جناحه. والملائكة التي اشتركت في يوم بدر هم مجموعة منتقاة، فهم مجموعة من أفضل الملائكة، روى البخاري عن رفاعة بن رافع قال: جاء جبريل إلى النبي فقال: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قال: "مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ"، أو كلمة نحوها. قال: "وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ".
وهذا رسول الله يصف للصحابة نزول الملائكة من السماء تقاتل مع المسلمين؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي قال يوم بدر: "هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ"[2]. فجبريل بنفسه نزل يشارك في الموقعة، وأتى وهو يمسك بلجام فرسه، والتراب يتصاعد من حول الفرس، ومن ورائه ألف من الملائكة ترفع سيوفها وعليها عدة الحرب، فهل يخاف المسلمون وهم يرون هذا المدد الكبير من الملائكة؟! وكما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126].
والصحابة سمعوا عن الملائكة من الرسول ، بل إن منهم من سمع الملائكة بنفسه، أو رآه رأي العين؛ روى مسلم عن ابن عباس: بينا رجل من المسلمين يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حَيْزُوم. إذ نظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقيًا. قال: فنظر إليه فإذا هو قد حُطِم وشُقَّ وجهه كضربة السوط، فاخضرَّ ذلك أجمعُ. فجاء الأنصاري فحدَّث ذلك رسول الله ، قال: "صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَة"[3]. وكان الصحابة رضوان الله عليهم يعلّمون ضربات الملائكة يوم بدر بأنها تترك أثرًا لونه أخضر على جسد الكافرين.
وروى الإمام أحمد عن أبي داود المازني -وكان شهد بدرًا- قال: "إني لأتبع رجلاً من المشركين يوم بدر لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصلَ إليه سيفي، فعرفتُ أنه قد قتله غيري"[4].
ويروي أحمد عن علي بن أبي طالب : جاء رجل من الأنصار قصيرٌ بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا، فقال العباس: يا رسول الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق (بين السواد والبياض)، ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله. فقال: "اسْكُتْ؛ فَقَدْ أَيَّدَكَ اللَّهُ تَعَالَى بِمَلَكٍ كَرِيمٍ"[5].
والعباس خرج يوم بدر مستكرهًا مع المشركين، وكان لا يريد القتال، وكان لا يزال على دين الآباء، وكان فارسًا قويًّا جَلَدًا، ومع ذلك يأسره هذا الصحابي القصير، كما يقول علي بن أبي طالب .
الرعب
كان الرعب أحد جنود الرحمن في يوم بدر، وكان الرعب سببًا من أسباب النصر؛ روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : "نُصِرْتُ بِالرُّعَبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ"[6]. وفي رواية أحمد: "وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ"[7].
فقبْل أن يصل رسول الله إلى العدوِّ بمسيرة شهر يدخل في قلوبهم الرعب، فالرعب يدخل في قلوب كل الناس، ولكن العجيب أن يدخل في قلب القويّ فيخاف من الضعيف، وأن يدخل الرعب في قلب الكثير فيخاف من القليل، أو يدخل الرعب في قلب المدجج بالسلاح فيخاف من الأعزل، وإننا نرى طفلاً صغيرًا يحمل حجرًا، ويهدد به جنديًّا مدججًا بالسلاح، فيخاف أن يخرج من عربته المصفَّحة.
قال تعالى عن جيش المشركين في يوم بدر في سورة الأنفال: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال: 12].
فقد كان جيش الكافرين ثلاثة أضعاف المسلمين يوم بدر، ولكن الله ألقى الرعب في قلوب الكافرين، وقد رأينا الصواريخ وهي تضرب رجلاً أعزلَ قعيدًا على كرسيّ متحرّك، ونرى فرقة عسكرية كبيرة تهاجم رجلاً أعزلَ في منزله، ويجب ألا نتعجب من ذلك؛ لأن الله ملأ قلوبهم بالرعب.
الطمأنينة
ألقى الله الطمأنينة والأمان الذي يصل إلى حدِّ النعاس في قلوب المؤمنين، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، يقول تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} [الأنفال: 11].
فالله كما أنزل الرعب في قلوب الكافرين، أنزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين.
المطر
أحد جنود الرحمن في يوم بدر، فالله قد أنزل المطر على المؤمنين هيّنًا لطيفًا على منطقة، وأنزله وابلاً شديدًا في صورة سيل في منطقة أخرى، حتى يتطهر المسلمون، وتدخل الطمأنينة في قلوبهم، كما يقول تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} [الأنفال: 11].
فأطفأ الله بالمطر الغبار، وتلبدت به الأرض، وطابت نفوسهم، وثُبِّتت به أقدامهم؛ يقول تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشُّورى: 28].
فالمطر كان رحمةً بالنسبة للمسلمين، وبالاً على الكافرين. سبحان الله!
التقليل والتكثير في الأعداد
فالله جعل المسلمين يرون الكافرين قلة، وكذلك رأى المشركون المسلمين قلة، وكان هذا لحكمة يعلمها الله حتى تقع الحرب بين الطرفين؛ لأن الله يدبِّر مكيدة للكافرين، حتى يطمعوا في إنشاب القتال، فيشربوا كئوس المنايا مكان الخمر، ويسمعوا صليل السيوف مكان القيان، يقول تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأنفال: 43].
فقد رأى النبي المشركين قلة في منامه، وكان هذا لإدخال السرور على قلب رسوله .
ورأى المسلمون المشركين قلة في أعينهم، كما رأى المشركون المسلمين قلة في أعينهم، وكان هذا لحكمة يريدها الله من إنشاب القتال بين الفريقين، يقول تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} [الأنفال: 44].
وقال عبد الله بن مسعود : قلت لرجل إلى جنبي: أتراهم سبعين؟ قال: أظنهم مائة[8]. فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرون المشركين لا يتجاوزون المائة، وكذلك رأى المشركون المسلمين عددًا قليلاً لا يتجاوز المائة، يقول تعالى في سورة الأنفال: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} [الأنفال: 44].
وكان أبو جهل يقول عن عدد المسلمين: إنما هم أكلة جزور[9]. أي أن المسلمين لا يتجاوزون المائة أو أقل. ويقول تعالى في سورة آل عمران: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} [آل عمران: 13].
فكل فريق كان يرى الفريق الآخر أقل مما هو عليه، وبعد بدء المعركة دخل في روع المشركين أن المسلمين ضعف المشركين، أي يصل عددهم إلى ألفين، سبحان الله! يقول تعالى عن ذلك: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} [آل عمران: 13].
رأى المشركون جيش الإيمان يصل إلى ألفين، ويرونهم رأي العين.
ومع أن المخابرات الإسلامية قد حددت عدد المشركين بين التسعمائة والألف، إلا أن المسلمين رأوهم قلة لا يتجاوزون المائة.
وفي هذا عِبْرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الفُرقة في صفِّ المشركين
لا شك أن فرقة الكافرين تضعف صفهم، وتشتت شملهم، وأحيانًا يسعى المسلمون لإحداث هذه الفُرقة لتوهين قوة المشركين، كما حدث في غزوة الأحزاب، وتفريق نُعَيْم بن مسعود لجموعهم بحيلة ذكية دبرها، وأحيانًا تحدث الفرقة دون تدخل المسلمين في ذلك، فيبعث الله جنديًّا من جنوده لتفريق جموع الكافرين. وبالفعل حدثت الفرقة في صفوف المشركين، فحدث نزاع وصراع بين قادة المشركين، وتبادل السباب والاتهامات، وانقسام الصف، وكلٌّ منهم يسعى لمصلحةٍ خاصة، وكل هذا حدث في أرض القتال؛ فكان له أثرٌ سيِّئٌ على جيش الكافرين، ورأينا انسحاب الأخنس بن شُرَيْق من ميدان المعركة بثلاثمائة من المشركين قبل بداية المعركة، فعندما يوجد الجيش المسلم الذي تتحقق فيه صفات الجيش المنصور، فسوف يُحْدِث الله الفُرقة بين المشركين، ويكتب للمسلمين الغلبة على الكافرين.
البركة
والبركة هي تضخيم النتيجة للفعل البسيط حتى تصبحَ النتيجة هائلة. وعلى سبيل المثال: الحجارة التي رماها رسول الله في وجه الكافرين يوم بدر، وقال: "شاهت الوجوه".
فقد أخذ رسول الله يوم بدر ثلاث حصيات، فرمى بحصاة في ميمنة القوم، وبحصاة في ميسرة القوم، وبحصاة بين أظهرهم وقال: "شاهت الوجوه"؛ فانهزموا، فذلك قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاَءً حَسَنًا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 17].
إذ ليس في وسع أحد من البشر أن يرمي كفًّا من الحصى إلى وجوه جيش، فلا يبقى فيهم عين إلا ويصيبها منه شيء، ففعل الرمي هذا لا يؤدي إلى النتيجة الضخمة التي أحدثها؛ ولذلك قال الله : {وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى} [الأنفال: 17]. أي أن من أخذ الحصى إلى مرماه الحقيقي هو الله عزَّ وجلَّ.
مقتل أبي جهل في بدر
وفي مقتل أبي جهل العبرة والعظة، فهو من أبرع الفرسان العرب، وقائد المشركين في بدر، وكان محاطًا بكتيبة من المشركين، ومع ذلك يلقى مصرعه على يدي صبيَّيْنِ من المسلمين. ويروي لنا عبد الرحمن بن عوف ما حدث يوم بدر، فيقول: إني لواقف يوم بدر في الصف، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، فتمنيت أن أكون بين أَضْلَعَ[10] منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم، أتعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم، وما حاجتك إليه؟ قال: أُخبرت أنه يسبُّ رسول الله ، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي أيضًا مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس، فقلت: ألا تريان، هذا صاحبكم الذي تسألان عنه. فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى النبي فأخبراه، فقال: "أَيُّكُمَا قَتَلَه؟" قال كلٌّ منهما: أنا قتلته. قال: "هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟" قالا: لا. قال: فنظر النبي في السيفين، فقال: "كِلاَكُمَا قَتَلَهُ". وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، وكان الآخر معاذ بن عفراء[11].
إنها البركة، فكيف يقتل صبيَّيان من المسلمين هذا الفارس العنيد الضخم. هذا صبي من المسلمين يقسم أن يقتل زعيم جيش الكافرين، وأبو جهل معروف بقوته وعنفه، ومع ذلك يقسم هذا الصبي الذي تربَّى على المنهج الإسلامي النقيّ، فيحكي معاذ بن عمرو بن الجموح قصة قتله لأبي جهل، فيقول معاذ بن عمرو بن الجموح: سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحَرَجَة[12] وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه. فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطَنَّت قدمه بنصف ساقه، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطير من تحت مِرْضخة النَّوى[13].
فالطبيعي أن يقتل أحد فرسان المسلمين الأقوياء أبا جهل، ولكنها إرادة الله أن يُقتل أبو جهل على يد صبيٍّ من المسلمين، فضربة من سيف معاذ تطيِّر ساق أبي جهل، فهذا شيء عجيب؛ لأن ضربة تطير ساق أبي جهل، لا بد أن تخرج من يد فارس قوي، ومتمرس على القتال، أما أن تكون هذه الضربة من هذا الصبي الصغير، ومع ذلك تقضي عليه، فهذا شيء يدهش الإنسان، وكيف يصل هذا الصبي إلى أبي جهل وهو محاط بعدد كبير من المشركين، فالله يريد أن يرينا جنديًّا من جنوده وهو البركة، فضربة ربما تكون بسيطة تفعل الكثير والكثير.
الرؤى والأحلام
والرؤيا يراها المسلمون تبشرهم بنصر الله ، ويراها المشركون فتحطم معنوياتهم، وتنزل اليأس والهزيمة في نفوسهم، فلا شك أن الرؤى والأحلام لها أثر سيئ في المشركين، وكانت سببًا من أسباب النصر، وهذا الكلام نجد له شواهد كثيرة على مدار التاريخ الإسلامي.
هذه رؤيا رآها جُهَيْم بن الصَّلْت بن المطلب أحد أقارب النبي ، ولكنه لم يؤمن؛ فقبْل غزوة بدر رأى في منامه حيث نام فأغفى، ثم فزع فقال لأصحابه: هل رأيتم الفارس الذي وقف عليَّ آنفًا؟ فقالوا: لا، إنك مجنون. فقال: قد وقف عليَّ فارس آنفًا. فقال: قُتِل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختريّ وأمية بن خلف. فعدَّ أشرافًا من كفار قريش. والرؤيا انتشرت في مكة كلها، حتى وصلت إلى أبي جهل، فقال: "وهذا أيضًا نبيٌّ من بني عبد المطلب، سيعلم غدًا مَن المقتول إنْ نحن التقينا"[14]. ولا شك أن لهذه الرؤيا أثرًا سيئًا على المشركين.
وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب -وهي عمة رسول الله ، وقد اختلف في إسلامها، والراجح أنها لم تسلم- قَبْل قدوم ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة بثلاث ليال، رأت رؤيا أفزعتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له: يا أخي، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتني، وخشيت أن يدخل على قومك منها شرٌّ ومصيبة، فاكتم عليَّ ما أحدثك. قال لها: وما رأيتِ؟ قالت: رأيت راكبًا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته: ألا انفروا يا آل غُدُر (أهل مكة) لمصارعكم في ثلاث؛ فأرى الناس قد اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فبينما هم حوله مَثَلَ به بعيرُه على ظهر الكعبة، ثم صرخ بمثلها بأعلى صوته: ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث؛ ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها، ثم أخذ صخرة فأرْسَلَها، فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضَّت، فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار من دورها إلا دخلتها منها فلقة. فقال العباس: والله إن هذه لرؤيا رأيت، فاكتميها ولا تذكريها لأحد.
ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة، وكان له صديقًا، فذكرها له واستكتمه إياها، فذكرها الوليد لأبيه عتبة، ففشا الحديث حتى تحدثت به قريش. قال العباس: فغدوت أطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود، يتحدثون برؤيا عاتكة، فلما رآني أبو جهل قال: يا أبا الفضل، إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا. قال: فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم. فقال لي أبو جهل: يا بني عبد المطلب، متى حَدَّثت فيكم هذه النبيَّة؟
قلت: وما ذاك؟ فأراد العباس أن ينكر.
قال أبو جهل: الرؤيا التي رأت عاتكة؟
قال العباس: وما رأت؟
قال أبو جهل: "يا بني عبد المطلب، أما رضيتم أن تتنبأ رجالكم حتى تتنبَّأ نساؤكم؟ قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال: انفروا في ثلاث، فإن يكُ ما قالت حقًّا فسيكون، وإن تمضِ الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتابًا أنكم أكذب أهل بيت في العرب"[15].
هذه فرصة لأبي جهل أن يشمت في بني عبد المطلب؛ لأنه سباق طويل بين بني عبد المطلب وبين بني مخزوم قبيلة أبي جهل، وما منع أبا جهل أن يؤمن - مع أنه يعلم أن محمدًا رسول الله - هو أن الرسول من بني عبد المطلب القبيلة المنافسة لهم، وهذه أشياء من آثار الجاهلية التي قد هدمها الإسلام.
وقبل أن تمرَّ ثلاثة أيام جاء ضمضم بن عمرو الغفاري، وهو يصرخ ببطن الوادي واقفًا على بعيره، قد جَدَّع بعيره، وحوَّل رحله، وشَقَّ قميصه وهو يقول: "يا معشر قريش، اللطيمةَ اللطيمةَ، أموالكم مع أبي سفيان قد عَرَض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوثَ الغوثَ"[16]. فتحققت رؤيا عاتكة، وخرج جيش مكة وهو يشكُّ في النصر بسبب هذه الرؤيا.
ورأينا على مدار التاريخ أهل الكفر وهم يرون رؤى الهزيمة قبل نشوب القتال، فهذا رستم قائد الفرس يرى رؤى الهزيمة من المسلمين في أرض فارس، ورأى هرقل قائد الروم رؤيا تنعي إليه هزيمة الرومان في بلاد الشام، وغير ذلك كثير.
أما على الجانب الآخر فنرى رُؤَى المؤمنين تبشرهم باقتراب وعد الله لهم بالنصر، وكسر شوكة الكافرين؛ ففي ليلة بدر يرى الرسول رؤيا توضح قلة عدد المشركين في المعركة، وما رآه المسلمون قبل نشوب القتال: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأنفال: 43].
يقول الحق تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ } أي: لجبنتم. {وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ} في أمر القتال وتفرقت آراؤكم. {وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ} أنعم بالسلامة من الفشل والتنازع. {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
فالرسول يقول: "الرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ"[17]. فكان لهذه الرؤى أثرٌ إيجابيٌّ كبير في المؤمنين، وأثرٌ سلبيٌّ كبير في الكافرين.
أبو جهل
وهو أعجب جنديٍّ من جنود الرحمن، فهو الذي دفع المشركين للقتال في بدر، ودفع أئمة الضلال، وأساطين الشرك للخروج إلى بدر بعد أن نجت قافلة أبي سفيان بن حرب، وكما دفع فرعون جنوده للدخول في البحر لملاحقة موسى ومن آمن معه، فسقوا كئوس المنايا في مياه البحر، دفع أبو جهل جنوده للقتال في بدر، ودفعهم للخروج من مكة، وقهر أمية بن خلف وعتبة بن ربيعة للخروج، وقهر قريشًا كلها للذهاب إلى بدر، وقال: "والله لا نرجع حتى نَرِد بدرًا، فنقيم عليه ثلاثًا، فننحر الجزور، ونشرب الخمور، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب، فلا يزالون يهابوننا أبدًا"[18].
فلو تعقل أبو جهل لما خرجت قريش إلى بدر، ولما قُتل أئمة الكفر، ولما كان يوم الفرقان، ولكن ما كان له أن يتعقل؛ فهو جندي من جنود الرحمن شاء أم أَبَى، حتى يقع ما قدَّره الله .
الشيطان
اجتهد الشيطان كل الاجتهاد حتى يقع القتال فلم يكتفِ بالوسوسة، ولكن جاء في صورة سُراقة بن مالك سيِّد بني كِنانة ليجيرهم من بني بكر، فقد خرج معهم إلى بدر، وقال لهم: إني جار لكم. فلما رأى الملائكة تقاتل في ميدان المعركة -وإبليس يعرف الملائكة تمام المعرفة من قبلُ- فرَّ من المعركة، فلما رآه أحد المشركين -وهو الحارث بن هشام- يفر من المعركة، قال له: إلى أين يا سراقة؟ ألم تقل لنا أنك جار لنا؟ فقال له إبليس: إني أرى ما لا ترون، إني أخاف الله رب العالمين.
يقول تعالى في سورة إبراهيم: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم: 22].
وقال الله تعالى في سورة الأنفال: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 48].
فهذا دأب الشيطان يَعِدُ الناس ويمنِّيهم، ثم يتركهم بعد ذلك في وقت الأزمات، ولو كان الشيطان يعلم الغيب لما خرج يوم بدر، ولكن لا يعلم الغيب إلا الله.
وجنود الله أكثر من ذلك بكثير، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدَّثِّر: 31]، {وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الفتح: 7]؛ وبذلك نفهم قوله تعالى في سورة الأنفال: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ} [الأنفال: 17].
وفي الغزوات القادمة سوف نرى جنودًا كثيرة لله .
كل ما سبق يصبُّ في قوله تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126].
وهذان موقفان يدلان على فَهْم الصحابة لنصر بدر، فهذا علي بن أبي طالب يدلِّل لنا على أن النصر من عند الله فيقول: "فقتل الله عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة"[19]. مع أن علي بن أبي طالب كان من الثلاثة الذين بارزوا يوم بدر، فهو لا ينسب النصر لنفسه أو لأحد من المسلمين، ولكن ينسبه لله .
وفي مسند الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت قال: "خرجنا مع رسول الله ، فشهدت معه بدرًا، فالتقى الناس فهزم الله العدو"[20].
فهذا الفَهْم هو الذي حقق لهم النصر، فعندما نعلم أن النصر من عند الله، فسوف نرى أن نصرَ الله قريبٌ. نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يجمعنا دائمًا على الخير.
[1] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، تحقيق سامي محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، 1420هـ- 1999م، 2/112.
[2] البخاري: كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدرًا (3773).
[3] مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم (1763).
[4] رواه أحمد (23829)، وصححه شعيب الأرناءوط.
[5] رواه أحمد (948)، وصححه شعيب الأرناءوط.
[6] رواه البخاري (328)، ومسلم (521)، والنسائي (432) ترقيم عبد الفتاح أبي غدة.
[7] رواه أحمد عن عبد الله بن عمرو (7068).
[8] ابن كثير: السيرة النبوية 2/406.
[9] المباركفوري: الرحيق المختوم ص197.
[10] أضلع: أقوى.
[11] البخاري: كتاب الخمس، باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلاً فله سلبه من غير أن يخمس وحكم الإمام فيه (2972). مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل (1752).
[12] قال ابن هشام: الحرجة: الشجر الملتف.
[13] ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق مصطفى السقا وآخرين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بدون تاريخ، القسم الأول (الجزء الأول والثاني) ص634، 635.
[14] ابن هشام: السيرة النبوية، القسم الأول (الجزء الأول والثاني) ص618.
[15] ابن كثير: السيرة النبوية 2/382.
[16] السابق نفسه 2/383.
[17] رواه مسلم (2263)، وابن ماجه (3914)، وأحمد (4678، 16227)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1869، 1870).
[18] ابن كثير: السيرة النبوية 2/399.[19] رواه أحمد (948)، وصححه شعيب الأرناءوط.
[20] رواه أحمد (22814)، وحسنه الأرناءوط.