صفات الجيش المنتصر
صفات الجيش المنتصر
تتعدد وتتنوع صفات الجيش المنتصر، والحقيقة أننا أحوج ما نكون اليوم إلى التحلي بهذه الصفات؛ لأن النصر لا يكون إلا بها، كما انتصر بها السابقون، ومن هذه الصفات:
1- الإيمان بالله وبرسوله واليوم الآخر
فلا نَصْر بغير الاعتماد على الله ؛ لأن الله ينصر عباده المؤمنين، يقول تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ} [الصَّافات: 173].
يخبر الله أن حزبه وأهل ولايته هم الغالبون، ولهم الظفر، والفلاح على أهل الكفر. وأيُّ منهج لا يقوم على الكتاب والسُّنَّة والتمسك بالعقيدة، فلن يكتب له النصر والنجاح.
2- العمل بصدق للوصول إلى الجنة
وأَنْعِم بها من غاية يُسعى لها، والقائد لا ينعزل عن جيشه، ولا الحاكم عن المحكومين، فهو جيش نشيط، ومتفائل، وجريء، وشجاع يطلب الموت، ويقبل عليه أينما كان، طالما أن الموت سيكون في سبيل الله .
3- الشورى
فهو جيش يأخذ بالشورى كمبدأ أصيل للوصول إلى الحق، والشورى تكون فيما لا نصَّ فيه، يقول تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشُّورى: 38].
ويقول تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران:159]. فهذا أمرٌ من الله لرسوله بمشاورة المسلمين في الأمور التي لا نصّ فيها، والأخذ بالرأي الصواب والنزول عليه، ورأينا مشورة النبي لأصحابه في كل شيء، ورأينا أخذه برأي الحباب بن المنذر بالانتقال من هذا المكان، وأن يكون ماء بدر خلف المسلمين بحيث يشرب المسلمون، ولا يشرب المشركون، وكان الأخذ برأي الحباب سببًا من أسباب النصر.
4- يُعِدُّ العدة المادية من سلاح وخطة وتدريب من أجل تحقيق النصر
يقول تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60]. {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]. جاءت كلمة (قوة) نكرة كي تدل على الشمول، أي: أعدوا لهم قوة العقيدة والقوة البدنية وقوة السلاح وقوة العلم وكل قوة.
وأما قوله: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]، قال ابن عباس: تخزون به عدو الله وعدوكم.
5- الألفة والوَحْدة والترابط والتناسق التي تربط بين أفراد الجيش
فهو جيش قوي ومتماسك يحب بعضه بعضًا في الله ، يحكمه مبدأ العقيدة؛ فالرباط الذي يربط بين جيش بدر هو رباط العقيدة، فالإسلام هو الذي يربط بين أفراد الجيش، فالحب في الله يجمع كل أفراد الجيش، وجيش بدر تحكمه الوحدة، فلا فضل في الجيش لأحدٍ على أحد، ولا فرق بين العربي وغير العربي، فكان في الجيش
بلال بن رباح الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، فكان هناك تلاحم وترابط بين أفراد الجيش، سواء كان عربيًّا أو أعجميًّا.
وتعالَوْا نرى مقتل عدوّ الله أميَّة بن خلف، حتى نرى قوة التلاحم بين أهل بدر، فهم طوائف مختلفة ولكن يجمعها الإسلام؛ فالمهاجرون كانوا من العدنانيين، والأنصار كانوا من القحطانيين، فرعان مختلفان جمعهم أخوة الإسلام؛ فبلال بن رباح لم يشعر بالغربة في هذا الجيش العربي مع أنه حبشي؛ ففي موقعة بدر رأى بلال بن رباح أمية بن خلف وابنه بعد أن تأكدا من الهزيمة، ورأى عبد الرحمن بن عوف أمية بن خلف وابنه وكانت معه أدراعٌ في يده، فلما رأى أمية عبد الرحمن بن عوف قال: هل لك فيَّ؛ فأنا خير من هذه الأدراع التي معك؟ أما لك حاجة في اللبن؟ أي: مَن يأسرني فسوف أعطيه فدية كبيرة من الإبل.
فقال بلال -لما رأى رأس الكفر أمية بن خلف-: لا نجوت إن نجا. قال: قلت: أيْ بلال، أسيريّ. قال: لا نجوت إن نجا. قال: قلت: أتسمع يابن السوداء؟ قال: لا نجوت إن نجا. ثم صرخ بأعلى صوته: يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا. قال: فأحاطوا بنا ثم جعلونا في مثل المَسَكَةِ[1]، وأنا أذبُّ عنه. قال: فضرب رجل ابنه فوقع. قال: وصاح أمية صيحة ما سمعت بمثلها قطُّ. قال: قلت: انجُ بنفسك ولا نجاءَ، فوالله ما أغني عنك شيئًا. قال: فهَبَرُوهُمَا بأسيافهم حتى فرغوا منهما. قال: فكان عبد الرحمن يقول: يرحم الله بلالاً، ذهبت أَدْراعي، وفجعني بأسيري[2].
فعبد الرحمن بن عوف يقدِّر الحالة النفسية لبلال ، وهو يرى أمية بن خلف الذي كان يصبُّ عليه صنوف العذاب، هل يتركه بلال بعد ذلك يفرُّ من الموت بعد أن يفدي نفسه ببعض المال؟! إن الرباط الذي كان موجودًا في السابق هو رباط القبيلة، فأهل الجاهلية قالوا: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا؛ ينصر أخاه حتى ولو كان ظالمًا، بل ويساعده على الظلم، حتى إن أحد شعراء الجاهلية يقول:
بغاة ظالمين وما ظُلمنا ... ولكنَّا سنبدأ ظالمينا[3]
أما الرسول فقد قال نفس الكلمة، ولكن بتعديل كبير في الفكر والتصور والمفهوم؛ قال رسول الله : "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا". فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا، كيف أنصره؟ قال: "تَحْجِزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ"[4].
فالصواب أن ينصر الإنسان أخاه في الخير والعدل فقط، أما إن ظَلَم فأَعْمَلُ بشتى السبل والطرق بردِّه عن ظلمه، وأكبر ظلمٍ في الدنيا هو الشرك بالله، يقول تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].
6- هو جيش كفءٌ
فأحيانًا يكون الحق موجودًا ولكن لا يوجد مَن يطلبه ويحسن الطلب فيضيع الحق، فالمسألة مسألة أمانة، فقد جاء رجل إلى النبي وسأله عن الساعة، فردَّ عليه الرسول : "إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ". فقال الرجل: وكيف إضاعتها؟ فقال : "إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ لِغَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"[5].
فهذه مشكلة كبيرة تواجهها الأمة الإسلامية في وقتها الحالي، فتوسيد الأمر إلى أهله يؤدِّي إلى التقدم والتفوق؛ لأنه يؤديه على أكمل وجه، يقول تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص: 26]. فالقوي هو الكفء، فلا بد أن يكون كفئًا قويًّا في كل شيء، سواء في مجال الزراعة أو التجارة أو الصناعة أو التعليم أو أيِّ مجال، وأمينًا بحيث يخاف الله ، وأنه مطّلعٌ عليه ويراقبه في سرِّه وعلنه، فلا يغش ولا يدلس، ولا يبخل برأي. وهذا ما نراه في جيش بدر، فهو جيش يتميز بالأمانة والكفاءة؛ احترافية في الأداء، ومهارة في المناورة، وقوة في النزال، ودقة رأي وبُعد نظر، ومع ذلك يتميز بالأمانة، ومراقبة الله .
7- الحسم وعدم التردد، والإقدام على القتال
وقد سطَّر الصحابة رضوان الله عليهم صفحات بيضاء سوف تظل نورًا يستضيء به المسلمون إلى قيام الساعة {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]. فالتسويف يؤدِّي إلى التردد، والتردد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة، والقرارات غير الصحيحة تؤدي إلى الهزيمة.
8- عدم الاعتماد على الكافرين
رفض رسول الله أن يخرج معه للقتال يوم بدر إلا من كان مؤمنًا، ولا يستعين بمشركٍ إلا في بعض الأمور البسيطة المعروفة في كتب الفقه. يروي مسلم عن
السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله خرج قبل بدر، فلما كان بحَرَّة الوَبَرة أدركه رجلٌ، قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله : جئتُ لأتبعك، وأصيب معك. قال له رسول الله : "تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟" قال: لا. قال: "فَارْجِعْ؛ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ".
قالت: ثم مضى، حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرة، فقال له النبي كما قال أول مرة؛ قال: "فارجع؛ فلن أستعين بمشرك". قالت: ثم رجع فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: "تؤمن بالله ورسوله؟" قال: نعم. فقال له رسول الله : "فانطلق"[6].
سبحان الله! مع قوة الرجل وبأسه وكفاءته، إلا أن رسول الله لم يأذن له بشهود القتال؛ لأنه ليس مؤمنًا، وقد يخدع المسلمين أو تأتي من قِبَله الهزيمة. وفي بعض الأوقات يكون الرجل أمينًا ولكن ليس قويًّا، فقد ردَّ الرسول بعض الصحابة؛ وذلك لأنه رأى فيهم بعض الضعف لصغر سنِّهم، مع علمه التام بأمانتهم ورغبتهم الصادقة في القتال.
9- الاعتماد على الشباب، والارتقاء بهم
فقد ردَّ الرسول عبد الله بن عمر والبراء بن عازب لضعفهم وصغر سنِّهم، وقَبِل بعض الصحابة الصغار في السن؛ لأنه رأى أن فيهم بعض القوة والجلد مثل عمير بن أبي وقاص، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، ومُعَوِّذ بن عفراء.
وتميّز الجيش بكونه من الشباب؛ فمعظم المشاركين في غزوة بدر كانوا من صغار السن، فمتوسط عمر الجيش لم يتجاوز الثانية والثلاثين، فالدعوة تعتمد على الشباب؛ لهذا قال الرسول : "نَصَرَنِي الشَّبَابُ وَخَذَلَنِي الشُّيُوخُ"[7]. فالمشاركون في غزوة بدر معظمهم من الشباب الصغير، وشهداء بدرٍ كان معظمهم من الشباب صغير السن، والمواقع القيادية كانت في يد الشباب؛ راية المهاجرين كانت مع عليِّ بن أبي طالب وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين، وحامل راية الأنصار سعد بن معاذ في الثانية والثلاثين من عمره، وحامل الراية العامَّة للجيش كله مصعب بن عمير لم يتجاوز السابعة والثلاثين أو الثامنة والثلاثين.
فالشباب هم عماد الأمة، وعلى عاتقهم ترتفع الأمم، وهم الذين قام النصر على أكتافهم يوم بدر، وهم طاقة هائلة تحقق النصر والعزة لو أحسنَّا توجيههم، فكيف يكون الشباب هم عماد الأمة ثم نشغلهم بأشياء تافهة، لا قيمة لها. وليس معنى هذا التقليل من دور الشيوخ، ولكن نستفيد من خبرتهم وتجاربهم وآرائهم، وهي من الأهمية بمكان.
10- روح الأمل والتفاؤل واليقين في نصر الله لهذه الأمة
فالله ينصر عباده المؤمنين {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 10]. ويقول تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
الثبات نعمة من عند الله
إذا فقدت الأمة صفة واحدة من الصفات العشر لا ينتصر المسلمون، وسوف نرى ذلك في غزوة أُحُد. وإذا تمسك المسلمون بهذه الصفات العشر، رزقهم الله نعمةَ الثبات، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} [الأنفال: 15].
ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]. وعند الحديث عن المطر، يقول: {وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} [الأنفال: 11]. وعن الملائكة يقول: {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12].
فلا يُمنح الثبات إلا من قدَّم الصفات العشر السابقة، وإذا ثبت المسلمون في أرض المعركة أنزل الله عليهم النصر من عنده، فالنصر يأتي بطريقة يعرفها المسلمون، وبطريقة لا يتوقعونها حتى ينسب المسلمون النصر إلى الله ، يقول تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 10].
فبعض المسلمين كره لقاء جيش بدر {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 5]؛ فكانوا يتوقعون الموت المحقق للمسلمين، ونزلت الملائكة من السماء تساند جيش الإيمان.
الأخوة أخوة العقيدة
ظهر في يوم بدر واتّضح تغلب العقيدة على عاطفة النسب، فقد قتل عمر بن الخطاب خاله العاص بن هشام بن المغيرة؛ فالرباط الموجود في ذلك اليوم هو رباط العقيدة، فكان الصحابي يقتل خاله، أو ابنه، أو عمه، أو أباه، وأبو بكر الصديق كان يبحث عن ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر حتى يقتله، إنه شيءٌ صعب أن يقتل الإنسان ابنه أو يحاول إلحاق الضرر به، حتى ولو كان عاقًّا أو مشركًا[8].
فالرسول يشبِّه أبا بكر بنبي الله إبراهيم مع الفارق؛ لأن إبراهيم كان سوف يذبح ابنه البارّ الطائع الذي أصبح نبيًّا بعد ذلك، أما أبو بكر فسوف يقتل ابنه العاصي الكافر، وأشدُّ الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم. ومصعب بن عمير في يوم بدر يرى أخاه أبا عزيز أسيرًا، فيوصي من أسره -وهو رجل من الأنصار- أن يشدَّ عليه؛ لأن أمَّه ذات متاع، ولعلها أن تفديه بمال كثير، فعندما أخذ أبو عزيز يلومه: أهذه وصاتك بي؟ فقال له مصعب: إنه أخي دونك[9]. وهناك من يقول هذا تجردٌ من المشاعر الإنسانية، وأنه لا يشعر بأخيه من النسب، ولكن هذا هو قمة المشاعر الإنسانية، وهو توجيه المشاعر بكاملها لله ، أن يعيش الإنسان لقضية ما يكرس لها كل جهده وطاقته لهذه القضية، فإذا كانت هذه القضية هي إرضاء الله ، فهذه من أبلغ وأرقى المشاعر التي يتحلى بها الإنسان، ونحن نتكلم عن يوم قتال ونزال ومفاصلة، أما في أيام السلم والدعوة فهناك الرحمة والمعاملة بالحسنى مع صلة الرحم، يقول تعالى في سورة لقمان عن معاملة المسلم لوالديه المشركين: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15].
وأمر رسول الله سعد بن أبي وقاص أن يعامل والدته المشركة بالرفق واللين.
[1] المسكة: الأسْوِرَة.
[2] صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، مصر، الطبعة السابعة عشرة، 1426هـ- 2005م، ص205.
[3] القائل عمرو بن كلثوم الشاعر الجاهلي.
[4] رواه البخاري (6552) ترقيم مصطفى البغا، والترمذي (2255) ترقيم أحمد شاكر، وأحمد (13101) طبعة مؤسسة قرطبة.
[5] رواه البخاري (59)، وأحمد (8714).
[6] رواه مسلم (1817) ترقيم عبد الباقي، والترمذي (1558)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1101).
[7] حديث لا أصل له.
[8] المباركفوري: الرحيق المختوم ص205.
[9] ابن كثير: السيرة النبوية، تحقيق مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة، بيروت، 1396هـ- 1976م، 2/475.