همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 مكة وأحداث ما بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

مكة وأحداث ما بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة Empty
مُساهمةموضوع: مكة وأحداث ما بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة   مكة وأحداث ما بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة Emptyالجمعة فبراير 26, 2016 9:36 am

مكة وأحداث ما بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة
إسلام البطلين حمزة وعمر رضي الله عنهما

كما توقع رسول الله وصل المسلمون بأمان إلى أرض الحبشة، واستقبلهم النجاشي خير استقبال، وجلسوا عنده في أكرم دار، ولم يلقوا عنتًا ولا إيذاءً ولا مشقة، وقد مرت الأيام والشهور، ثم حدث في مكة أمور عظام، وأحداث في ظاهرها بسيطة لكنها محطات تغيير مهمة، لا نقصد تغيير أوضاع مكة فقط، بل وتغيير خريطة العالم بعد ذلك، فماذا حدث في مكة؟

أولاً: آمن حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله .

ثانيًا: بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام فقط آمن عمر بن الخطاب ، وستحمل الأيام مفاجآت عظيمة لأهل الأرض جميعًا، يرون فيها كيف أن هذا الرجل الذي آمن في هذه البلدة الصغيرة (مكة) سيوجه جيوش المؤمنين ليكسر شوكتي فارس والروم، وليوحد أطراف العالم في خلافة واحدة تحت ولاية خليفة واحد، آمن الفاروق عمر بن الخطاب في مكة، وبعد إسلامه حدثت تغييرات جذرية في سياسة المؤمنين، سنفصلها لاحقًا بمشيئة الله، ونعلق هنا فقط على ما كان له من أهمية في قضية الهجرة إلى الحبشة.

فما إن آمن عمر بن الخطاب حتى ظهر الإسلام في مكة، وأعلن كثير من المسلمين إسلامهم بعد أن أذن لهم رسول الله ، وكان كما قال عبد الله بن مسعود : "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ". وقد قَلّ إلى حد كبير التعذيب الوحشي التي كانت تقوم به قريش للمؤمنين.

وعاش المسلمون في مكة لحظات عظيمة من السعادة لم تمر بهم منذ زمن طويل، سعادة بإسلام البطلين العظيمين الجليلين، حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وسعادة بالإحساس بالأمان النسبي الذي شعر به المسلمون للمرة الأولى منذ أكثر من خمس سنوات، وسعادة بشعور العزة والفخر بهذا الدين وأتباعه. وما إن طارت أنباء هذه السعادة إلى الحبشة حتى تواصلت قلوب المؤمنين في الحبشة مع قلوب المؤمنين في مكة، وشعروا معهم بنفس السعادة التي شعروا بها، الأمر الذي زادهم حنينًا في العودة إلى أرض الوطن، وإلى أرض الأجداد والعشيرة، وإلى الكعبة والبيت الحرام والبلد الحرام، شعر المسلمون في الحبشة أنه في هذا التوقيت ستكون عودتهم ممكنة وسيكون الرجوع قريبًا.

الكفار يسجدون لله تأثرا بالقرآن

ومع هذا الحدث العظيم -حدث إسلام البطلين حمزة وعمر رضي الله عنهما- تزامن حدث آخر عجيب في مكة وفي ساحة البيت الحرام، وكان في رمضان في السنة الخامسة من البعثة، فقد كان من أساليب الكافرين لمنع الناس من التأثر بكلام الله أن يمنعوا أنفسهم من السماع أصلاً؛ لأنهم يعلمون أنه لو سمع أحدهم القرآن فقد يؤمن به، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصِّلت: 26]. لكن الذي حدث في رمضان في السنة الخامسة من البعثة هو أن المشركين كانوا مجتمعين في البيت الحرام، وكان معهم المؤمنون أيضًا، وكان معهم رسول الله ، وقد شاهد رسول الله هذا الجمع الكبير من الناس (من الكافرين والمؤمنين)، فوقف فيهم ومُفاجِئًا لهم بدأ يقرأ سورة من سور القرآن الكريم، فقرأ عليهم سورة النجم كاملة:

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إلى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} [النَّجم: 1- 12].

وقد أُخذ المشركون بروعة الآيات والكلمات، وقد بُهروا بهذا الكلام الغريب العجيب، الذي لا يقدر عليه بشر، فلم يحركوا ساكنًا، ونزلت الآيات كالقوارع على قلوبهم، خرست الألسنة، وتسمرت الأقدام، وتعلقت العيون برسول الله ، وأخذ رسول الله يكمل قراءته بصوته العذب، حتى إنه بدأ يقرأ آيات تُسفّه أصنامهم وآلهتهم المزعومة:

{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النَّجم: 19- 23].

ومع أن الآيات تهين آلهة قريش وتحقر من شأنها إلا أن المشركين لم ينبسوا بكلمة واحدة، بل ظلوا يستمعون القرآن مبهورين انبهارًا كاملاً، وأكمل رسول الله السورة بكاملها، وحين وصل إلى آية السجدة: {أَزِفَتِ الآَزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ * أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ * فَاسْجُدُوا للهِ وَاعْبُدُوا} [النَّجم: 57- 62].

سجد رسول الله وسجد المؤمنون معه، لكن المفاجأة الكبرى أن المشركين أيضًا لم يستطيعوا أن يمنعوا أنفسهم من السجود لله رب العالمين، سجدوا جميعًا مع رسول الله ، وقد طارت قلوبهم وذهلت عقولهم، ثم قاموا بعد السجود وقد أرعبتهم المفاجأة، لقد لمس الإيمان قلوبهم لحظة، ثم ما لبثوا أن نكسوا من جديد على رءوسهم متعجبين: ماذا فعلنا؟! {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 14].

وقد اجتمع المشركون في مكة ممن لم يحضر المشهد في البيت الحرام، وأخذوا في إلقاء اللوم والتأنيب على المشركين الذين سجدوا مع رسول الله وأُسقط في يد المشركين، ولم يدركوا ماذا يفعلون، ثم غلب عليهم شيطانهم وأوحى إليهم أن يفتروا الكذب على رسول الله ، فما كان منهم إلا أن أشاعوا أن رسول الله قد قرأ آيات معينة تعظم من شأن اللات والعزى؛ ولذلك لما جاءت آية السجود سجدوا تعظيمًا لآلهتهم، افتروا مثل هذه الفرية ليخرجوا بها من الإيمان الذي دخل قلوبهم رغمًا عن أنوفهم.

العودة الأولى لمهاجري الحبشة إلى مكة

خريطة الهجرة الي الحبشةما يهمنا فيما سبق هو أن هذا الأمر قد طار إلى الحبشة بصورة مختلفة عما كان قد وقع، فلقد وصل إلى أسماع المسلمين في الحبشة أن مكة قد آمنت ودخل أهلها في الإسلام، وحدثتهم مخيلتهم بأنه قد آمن حمزة وعمر رضي الله عنهما وظهر المسلمون بوضوح وصاروا أعزة، ثم سجد المشركون مع رسول الله إيمانًا بما يقول، وقد أصبحت مكة الآن مسلمة، وهكذا ظن المسلمون في الحبشة، وكان موقفهم: ما الفائدة إذن في البقاء فيها بعد إيمان مكة؟!

وحيال هذا الأمر نتعجب: كيف حدث هذا الخطأ في فهم المسلمين في أرض الحبشة؟! لا بد أن هناك من أخطأ في نقل الأخبار من مكة، أو أن هناك من أخطأ في فهم الخبر الصحيح، وفي كلتا الحالتين فقد ترتب على هذا الخطأ إرهاق شديد جدًّا للمسلمين في الحبشة، لقد قرروا أن يعودوا أدراجهم إلى مكة على إثر هذه الإشاعة غير الصحيحة، وكم من الأثمان يدفعها المسلمون ثمنًا للشائعات! وكم من الوقت والجهد والمال يضيع من جرَّاء مثل هذه الشائعات!

لذا فعلى المسلمين دائمًا أن يتبينوا قبل أخذ القرار، وإني لأرى أنه كان من المفترض على المهاجرين في الحبشة أن يرسلوا أولاً رسولاً واحدًا منهم إلى مكة يستوثق صحة الخبر قبل أن يجمعوا أنفسهم ونساءهم وأطفالهم، قاطعين مثل هذه المسافات الطويلة والمرهقة عبر البحار والصحاري، أو كان عليهم أن ينتظروا رسالة واضحة من قائدهم المحنك رسول الله الذي كان -ولا شك- سيرسل إليهم بالخبر لو أن مكة كانت آمنت حقًّا، وأن من المصلحة أن يعودوا، لكن هذا لم يحدث.

وركب المسلمون البحر وقطعوا تلك المسافات الطويلة، وجاءوا إلى مكة وقلوبهم تطير فرحًا لما كانوا يعتقدون، ثم كانت الصدمة القاسية، لقد اكتشفوا أن الخبر كان إشاعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

معاناة كبيرة مر بها المسلمون في طريق هذه الدعوة، لكن بفضل من الله كان المسلمون على حذر كافٍ عندما اقتربوا من مكة، فقد انتظروا حتى الليل، وقد أرسلوا رسولاً ليجيء لهم بالخبر وانتظروا هم خارجها، وقد أتى الرسول: ما زال أهل مكة مشركين. صدمة قوية ومشكلة ضخمة، وحيالها اجتمع المسلمون وعقدوا مجلسًا للشورى، وخرجوا من اجتماعهم بثلاث توصيات، واستقروا على أن يقسِّموا عليهم هذه التوصيات الثلاث.

التوصية الأولى فهي: أن يعود غالبيتهم مرة ثانية إلى الحبشة دون دخول مكة، وهو أمر شاق على النفس، ولكنه أكثر أمنًا.

التوصية الثانية هي: أن يدخل بعض المسلمين مكة سرًّا مستخفين لقضاء بعض المصالح لهم ولبقية المهاجرين، ثم العودة بعد ذلك. ومعلوم أنهم لن يبقوا في أرض مكة إلا فترة قليلة؛ لأن مكة مدينة صغيرة، ومن المستحيل أن يختبئ فيها رجل عن عيون الناس لمدة طويلة.

التوصية الثالثة فكانت: أن يدخل بعضهم إلى أرض مكة جهارًا، ولكن في جُوارٍ واضح وحماية معلنة؛ حتى لا يتعرض للقتل أو التعذيب الشديد، وهؤلاء سوف يقومون بشرح أحوال الحبشة لرسول الله ويتبادلون الخبرة مع مؤمني مكة بخصوص أمر الهجرة.

وبالفعل تم تطبيق هذا الاتفاق وتلك التوصيات، وعاد الغالبية إلى الحبشة دون دخول مكة، ودخل بعضهم مكة سرًّا ثم عادوا بعد ذلك أيضًا إلى الحبشة، ودخل بعضهم أيضًا مكة في وضوح.

أما الذين دخلوا مكة فكانوا: عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية بنت رسول الله ، وأيضًا عثمان بن مظعون ، وقد دخل عثمان بن عفان الأموي مكة في حماية قبيلته القوية، قبيلة بني أمية، أما عثمان بن مظعون فقد دخل في جوار الوليد بن المغيرة المشرك، وهو من قبيلة بني مخزوم؛ وذلك لأن قبيلة عثمان بن مظعون (بني جمح) كانت من أشد القبائل محاربة له بشخصه، وكان من أشدهم عليه أمية بن خلف الجمحي -لعنه الله- فدخل عثمان بن مظعون في إجارة الوليد بن المغيرة، لكنها كانت إجارة غير مشروطة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
مكة وأحداث ما بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الهجرة الأولى إلى الحبشة
»  الهجرة الأولى الى الحبشة
» التفكير في الهجرة إلى الحبشة
» الهجرة الثانية إلى الحبشة
» علي بن أبي طالب بطل الهجرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: