البعوث في الإسلام
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره، قال: "بشِّروا ولا تنفِّروا، ويَسِّروا ولا تُعسِّروا"[1].
وعن سعيد بن أبي بُرْدة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذًا إلى اليمن فقال: "يسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا ولا تُنفِّروا، وتَطَاوَعا ولا تختلفا"؛ رواهما الشيخان [2].
تاريخ البعوث في الإسلام
حقٌّ على الدعاة إلى الله عامة، ومَن ولاَّه الله منهم مقاليد الأمور خاصة، أن يتبيَّنوا تاريخ البعوث في الإسلام، وكيف كان يتخيَّرها النبيُّ عليه الصلاة والسلام فإنما تنجح الدعوة وتُؤتي أُكلَها بمقدار إخلاص صاحبها وحُسْن اختياره.
هاجر النبي صلوات الله وسلامه عليه من مكة إلى المدينة، على رأس ثلاث عشرة سنة، رأى فيها وهو صابر مصابر من ضروب الأهوال، ما ينوء بشُمِّ الجبال، وما أن استقرَّ أمر الإسلام أو كاد حتى أخذ عليه الصلاة والسلام يبعث البعوث إلى البلاد النائية، يُجاهِدون في الله حقَّ جهاده، ويدْعون إلى الله على هدى وبصيرة، ويحكمون بين الناس بالحق، ويُفقهونهم في دين الله - عز وجل [3].
وصايا جامعة
وكان صلوات الله عليه يُوصي بعوثه بوصاياه الجامعة، وعِظاته البليغة، وهذا نموذج من وصيَّته لما بعَث صاحبيه أبا موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل، إلى قومهما وبلدهما باليمن، وكانا من أعلم الصحابة بالحلال والحرام، وأدراهم بأحكام الإسلام؛ أوصاهما بخلال ثلاث، هن جماع الفقه والحكمة، وعماد العلم والمعرفة؛ وعليهن يبنى أمر الدين كله أصولاً وفروعًا، وآدابًا ومكارمَ، وبهن أو بما يُرَدُّ إليهن كان يوصي أصحابه في عامة الأمر وخاصَّته.
التيسير على الناس والتخفيف عليهم
الأولى: التيسير، وهو ضد التعسير، والمراد به التسهيل على الناس والتخفيف عليهم في الدعوة والعبادة، والعلم والعمل، وأخذهم بالتدرُّج في الأمور شيئًا فشيئًا، ولا سيما حُدَثاء العهد بالإسلام، ومن قارَب حدَّ التكليف من الصبيان؛ ليتمرَّنوا على الإسلام وخِصاله، إلى أن يأنسوا به ويهَشُّوا له، ويَختلِط بهم اختلاطَ اللحم بالدم؛ ولا بأس حينذاك أن يأخذهم ببعض الحزم والشدة.
ولو حُمِل الناس على الحق جملة، لتركوه جملة، وكم من داعٍ عسَّر ولم يُيسِّر، وشدَّد ولم يخفِّف، خاب سعيُه، وضاع أملُه، وذهبت دعوتُه أدراج الرياح!
إنه لا ينبغي لأحد أن يتصدَّى للدعوة إلا من بعد أن يَفقه سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومِنهاجه فيها، كما لا يحل لإمام أو أمير أن يوليها أحدًا إلا إذا كان لها كفئًا، وبها جديرًا.
لقد بُني هذا الدين على التيسير، وأشاعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع أقطاره، وقال: "إن الدين يُسْر، ولن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسدِّدوا وقاربوا" [4].
ونهى عن التعمق في الدين، وشدَّد النكير على المتعمقين، وقال: "هلَك المتنطعون- ثلاثًا" [5].
ودخل المسجد فإذا حبلٌ ممدود بين ساريتين، فقال: "ما هذا الحبل؟"، قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فتَرتْ تعلَّقت به؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حُلُّوه، ليُصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فَتَر فليقعد" [6].
ودخل على عائشة رضي الله عنها وعندها امرأة، فقال: "من هذه؟"، قالت: فلانة، تَذكُر من صلاتها، قال: "مهْ، عليكم بما تُطيقون، فوالله لا يَمَل اللهُ حتى تَملوا" [7].
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قطُّ إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا؛ فإن كان إثمًا، كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط، إلا أن تُنتهَك حرمة الله، فيَنتقِم لله بها" [8].
ودخل المسجد إعرابيٌّ، فانتحى منه ناحية، وبال فيها، فثار إليه الناس وهمُّوا به، فزجرهم صلوات الله عليه وقال: "دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبًا من ماء - أو سَجْلاً من ماء [9] فإنَّما بُعِثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا معسرين" [10].
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يُذكِّر الناس كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددتُ أنك تُذكِّرنا كل يوم! فقال: لا يمنعني من ذلك إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخَوَّلُنا بالموعظة؛ خَشيةَ السآمة علينا [11].
الحنفية السمحة
وكانت الحنفيَّة السمحة فرائض وسننًا وآدابًا وفضائل، ليأخذ كل من بعد الفرائض بالقِسْط الذي يسَّر الله له. ورخَّص الله للناس في كل ما يَشُق عليهم أداؤه، فأباح للمسافر الفطرَ في رمضان، وأوجبه على مَن خشي هلاكًا أو قارَبه.
وأمر صلى الله عليه وسلم العاملين على الصدقات أن يُيَسِّروا على الأغنياء في الجباية، فيكتفوا بالوسط، ولا يُرهقوهم بأخذ السمين والمنتقى.
وسنَّ للمسافر قصْرَ الصلاة، وأمر الإمام بالتخفيف فيها؛ فإنَّ في الناس المريض والضعيف وذا الحاجة.
وكان إذا سمع بكاء الطفل، يتجوَّز في صلاته رفقًا بأمه، وكان يأمر بالأخذ بالرخصة ويقول: "إن الله يحب أن تؤتي رُخصه، كما يحب أن تؤتي عزائمه" [12]، إلى غير ذلك من أمثلة لا يُحصيها العدُّ، ثابتة كلها في صحيح الآثار، ومنتقى الأخبار، بلغت -أو كادت- مبلغ التواتر.
دين الفطرة
وما لنا نُعدِّد الأمثلة، ونبسط الأدلة، وقد علم الناس جميعًا أن دين الله هو دين الفطرة، {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30]، وأنه واضح المنهج في عقائده وأحكامه، سهلُ المأخذ في كل أمر من أموره؟ وحسْب الناظر فيه ومَن ابتغاه دينًا أن يعلم أنَّ الأعرابي الجِلف كان يجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعةً من نهار، فيتلقَّى عنه الدين كله، فإذا هو خَلقٌ آخر، قد مُلئ نورًا وهدى، وكان منذ ساعة قطعةً من الظلمات تمشي على الأرض.
بين التيسير والتهاون
لا جَرم أن الدين يسرٌ، ولكن لا يحسبنَّ الذين لا يفقهون، أن يُسرَه أو التيسير فيه، يدعو إلى التهاون في أمره، أو التأويل في نصوصه، أو تَتَبُّع الرخص التي تروى عن علمائه والفقهاء [13] فيه؛ فإن الدين حبلُ الله المتين، وصراطه المستقيم، لم يكن في شأن من شؤونه غاليًا ولا جافيًا {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]، لا إفراط ولا تفريط.
إنه ليوشك مَن تأوَّل فيه لشهوة أو هوى، أو تهاون فيه عن عمى وجهالة، أو تَتَبَّع الرخص المروية هنا وهناك، يتلقَّفُها تلقُّفَ المتلاعبين، أو يعتمد عليها اعتماد الجاحدين المتهوِّسين! إنه ليوشك هؤلاء جميعًا أن يخرجوا من الدنيا بغير دين: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
المداومة على التيسير
قال شُرَّاح الحديث -وذلك من أحسن ما قالوا: وإنما أردف صلى الله عليه وسلم أمره بالتيسير نهيَه عن التعسير، مع أن الأمر بالشيء يستتبع النهيَ عن ضده؛ تقويةً وتوكيدًا؛ حتى لا يدع لمتنطِّع عذرًا، على أنه لو اقتصر على التيسير لتحقَّق امتثال الأمر مرةً واحدة، وإن عسَّر مرارًا، فلما قرنه بالنهي عن التعسير، فُهِم أن المراد المداومة على التيسير.
ثلاث خصال
إن هذين الحديثين احتويا على ثلاث خِصال بُني عليهما أمرُ الدين كله؛ ولذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يأمر أمته بهنَّ، ولا سيما بعوثه، ومن كان في موضع القدرة من الأمة، وتَكلَّمنا على الخَصلة الأولى منهن، وهي التيسير والتسهيل على الناس في العلم والعمل، والإرشاد والدعوة، في غير إفراط ولا تفريط.
ولا نغلو إذا قلنا: إن هذه الخَصلة هي الأساس للخصلتين الأخريَينِ؛ ولذا أشاعها النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل شأن، وأكَّد طلبها في كل أمر، وقال لأصحابه وهم خيرة أمته حينما ثاروا على الإعرابي الذي بال في المسجد: "فإنما بُعِثتم ميسِّرين، ولم تُبعَثوا معسرين" [14].
أما الخَصلة الثانية: فهي التبشير -ضد التنفير- وهو تسكين الناس [15]، وإخبارهم بالأخبار السارَّة التي يظهر أثرها على البَشَرة.
والتبشير من أعظم الوسائل إلى ترويح النفوس وإزالة همومها، والحيلولة بينها وبين القنوط واليأس.
ولن تجد أعونَ للداعي بعد توفيق الله تعالى، من بشارة طيِّبة، يفتح بها آذانًا صمًّا، وأعينًا عميًا، وقلوبًا غلفًا.
دعاة منفِّرون
وكم من نفوس كانت مستعدة للهدى والخير لولا أن ابتُليت بأناس منفرين! يُقنِّطون الناس من رحمة الله، ويُبعِدونهم من فضله ورضاه؛ أولئك الذين يُجسِّمون الصغائر، ويكفِّرون بالكبائر، ويشتدون في الأمر والنهي، كأنهم حُراس على أبواب الجنة، لا يَدخلها أحدٌ إلا أن يفتحوا له، أو كأن مفاتيح الرحمة بأيديهم، فلا تَنال أحدًا إلا أن يرضوا عنه؛ وكأنهم نسُوا أو تناسَوا أن رحمة الله غلبتْ غضبَه، وأنها وسعت كل شيء، وأن مَن أسرف على نفسه حتى ملأ الدنيا خطايا، ثم لقي الله تائبًا لا يُشرِك به شيئًا، لقيه الله بالمغفرة.
ومهما يكن من أمر المسرفين، فإن عفو الله أعظم من جُرْمهم، ورحمته أوسعُ من ذنبهم، ولا ييئس عبدٌ من رَوح الله وفي قلبه ذرةٌ من إيمان: {إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
التبشير والإنذار
وليس المراد أن يَقتصِر الداعي على التبشير، دون أن يقرنه بالإنذار إذا دعت الحاجة إليه، بل لا بدَّ منهما جميعًا، وإن كان لكلِّ مقام ما يُناسِبه؛ وقد بعث الله النبيين مبشِّرين ومنذرين، ولولا البِشارةُ لأهلك الناسَ اليأسُ والقنوط؛ ولولا النذارةُ لأهلكهم الغيُّ والغرور؛ فكلاهما سلاحٌ لا غنى عنه، وطبٌّ لا بدَّ منه؛ ومن أجل ذلك لم ينهَ النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنذار، وإن كان كذلك خلاف التبشير، على أنه من اليسير على من دعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ألا يكون في إنذاره غليظًا مفظعًا، اللهم إلا إنْ دعت إلى ذلك ضرورة لا محيص عنها؛ وآخرُ الدواء الكي!
مراعاة الأولويات ومراتب الأعمال
وهنا أمر يَجدُر بنا أن ننبِّه عليه، وهو أن كثيرًا ممن يتصدون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل يُبالِغون في التبشير والإنذار، فيسوُّون النوافل بالفرائض، والصغائر بالكبائر، ويَذكُرون لأقل الأعمال أعظمَ الجزاء، معتمدين في شططِهم هذا على أكاذيبَ مسطورةٍ، وأحاديثَ موضوعةٍ لا سنَد لها من كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم-.
وحقٌّ على الولاة أن يأخذوا على أيدي هؤلاء، ويَحُولوا بينهم وبين الدعوة؛ فإنهم يُفسِدون أكثر مما يُصلِحون، إلا أن يتوبوا إلى الله سبحانه ويتعلَّموا شرائط الدعوة ومنهجها، ويقتدوا بالأئمة والسلف، وتكون لهم بصيرةٌ نيِّرة تهديهم سواء السبيل.
وفي كتاب الله عز وجل وما صحَّ عن رسول الله صلوات الله عليه غنى وكفاية، على أن في هذا الصحيح ما تَعجِز النفوس الضعيفة عن حمله وفَهْمه؛ فليكن الحديث فيه بمقدار، مع إحاطته بالإيضاح والحكمة، والتمهيد له بالإعداد والإيقاظ.
وفي مِثل هذا يقول سيدنا علي رضي الله عنه: "حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله؟!" [16].
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ما أنت بمحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلُغه عقولُهم إلا كان لبعضهم فتنة! [17].
التطاوع والتوافق
وأما الخصلة الثالثة، فهي التطاوع والتوافق، ضد التخالُف والتنازع، وفي التوافق قوةٌ وألفة، وفي التخالف والتنازع ضَعْفٌ ونفرة.
وقد كان المسلمون سادةَ العالم، وملوك الدنيا، وخلفاء الله في الأرض [18]، إلى أن دبَّ فيهم دبيب الخلاف والتفرق، فبُدِّلوا من بعد أمنهم خوفًا، ومن بعد قوتهم ضعفًا، ومن بعد عزِّهم ذلاًّ، ولولا أن الدين عند الله هو الإسلام، لما كان لسلطانهم في الوجود ظل، ولا لشأنهم في الأمم ذِكر.
نعمة الأخوة والوحدة
وكان العرب في الجاهلية أممًا متفرقة، وأحزابًا متقطِّعة، وأقوامًا متناحرين متنافرين، ولا كلمة تجمعهم، ولا رابطة تربِطهم، حتى أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق، فجمعهم تحت لواء التوحيد وراية الإسلام، وألَّف الله بين قلوبهم، فأصبحوا بنعمته إخوانًا، وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها! ولم يزالوا متمتعين بنعمة الوَحدة والأخوة، حتى فرقتهم الأهواء والمطامع، وعضُّوا بَنان الندم، ولاتَ ساعةَ مَنْدَم!
على أن فيما شرع الله لهم من هذه الفرائض حوافزَ عمليَّةً تناديهم بالوَحدة، وتدعوهم إلى الوِفاق والألفة، وتهيب بهم في كل فرصة أنِ ارجعوا إلى دينكم، واستاروا بسيرة الصالحين من أسلافكم، تَعِزوا وتسعدوا، وتظفروا وتفلحوا، وتكونوا كما كنتم من قبل خلفاء الله في الأرض.
تلك هي الخصال الثلاث التي كان يوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم بعوثَه، وهي كما ترى سبيل السعادة لمن استمسك بها، واهتدى بهديها.
بعث معاذ وأبي موسى إلى اليمن
هذا، وقد كان بعثه صلوات الله وسلامه عليه معاذًا وأبا موسى إلى اليمن سنة عشر قبل حجة الوداع، وقيل: سنة تسع عند مُنصرفه من تبوك، وقيل: سنة ثمان عند الفتح، وأيًّا ما كان الأمر، فقد بُعثا بعد أن عَلا شأن الإسلام، وبدَّد نورُهُ سُحُبَ الظلام، وكانت اليمن إذ ذاك مِخْلافين [19]، فكان معاذ واليًا على النجود وما تعالى من البلاد، وكان أبو موسى واليًا على التهائم وما انخفض منها، ومع بُعْد الشُّقة بينهما فكانا يتزاوران ويتعاونان، ويسأل كل منهما صاحِبَه عن عمله وعبادته؛ ليتَنافسا في الخير ويتسابقا إليه، وكانا يتناصحان ويتشاوران، فإذا تنازعا في شيء ردُّوه إلى الله ورسوله؛ فيتوافقان ويتطاوعان.
وجملة القول: أنهما كانا قدوة صالحة لمن دعا إلى الله على بصيرة وهدى.