الكابالا .. وسحر اليهود
هناك اسطورة عند اليهود ان الله همس الى موسى بكلمة سرية هى ما يسمى القانون الشفهى او ( الكابالا ) وان موسى عليه السلام قد نقلها لهارون اخيه والى سبعون من الحكماء والمخلصين .. ابقوها سراً ولم ينقلوها الا للتابعين المخلصين .. وان سر الكابالا هو سر الحياة نفسها ووسيلة الاتصال بين الخالق والمخلوق
وهناك اسطورة اخرى تقول :-
ان الكابالا هى التى علمها الملكان هاروت وماروت لاهل بابل وانها اساس السحر والعلوم السحرية حتى الان
وكلمة كابالا هى كلمة عبرية وهى تعنى
( من الفم الى الاذن )
كناية عن كلمة الله الى موسى وهى تعنى القانون الشفهى وهى من صميم الفلسفة اليهودية واساس التصوف الدينى عند اليهود ومحظور على اى يهودى ان يدرس الكابالا الا بعد بلوغه الثلاثين وتحت اشراف خاص من بعض الحاخامات الكبار وباذن منهم وحدهم
ان المؤمنين بالكابالا كان لهم هَم واحد .. هو الاجابة عن الاسئلة التى تدور فى مخيلة الانسان منذ الازل وسوف اكتب رأيهم فى ذلك وهو ( رأى خاص بهم ) قد يبدو فيه نوع من ( الكُفر )
اولا :-
ان كان الله جل جلاله خيراً فلماذا ادخل الشر فى العالم الذى خلقه ..؟؟؟
ثانياً :-
اذا كان الله رحيماً فلماذا الالام التى تعرفها البشرية...؟؟؟
ثالثاً :-
اذا كان الله لا يحده مكان ولا زمان فكيف يخلق عالماً محدود الزمان والمكان ...؟؟؟
رابعاً :-
ان كان الله لا حدود له فكيف يعرف الانسان به ويستوعبه عقله ..؟؟؟
ونلاحظ اعزائى هنا تأثير بعض الديانات الاخرى مثل المجوسية التى تفصل بين الهين واحد للخير وواحد للشر وهو ما يتناقض مع الديانات السماوية الحقة التى تعطى الاله الواحد القدرة على تحديد الخير والشر وفقاً للغيب المطلق للخالق
وتجيب الكابالا
ان الله هو كل شئ ومجموع كل شئ فهو فى الوقت نفسه .. الاضداد اى الخير وعكسه .. والرحمة والبطش .. والعقاب والثواب وهو محدود فى ذاته ولا حدود له وهو المعروف فى افعاله والمجهول فى ذاتيته
وان الاتصال بين الله والعالم المخلوق هو اتصال غير مباشر وانما انعكاس لنوره كما تعكس المرأة النور ثم انعكاس من مرأة لاخرى وهكذا حتى يصل الى مرأة الدنيا الاولى وصل اقل وضوحاً وغير معبر عن النور الحقيقى الا فى القليل .. ليصبح نفحة الهية من النور المقدس
وتقوم فلسفة الكابالا على ان الله ارسل فى الفراغ نفحة من نفحاته النورانية تتابعت فى نفحات بلغ عددها عشرة حتى وصلت الى الانسان والعالم المرئى وسميت هذه النفحات العشر ب ( الطبقات ) وتقول الكابالا بعد ذلك ان ابد الابدين ومجهول المجهولين له شكل .. وليس له شكل .. له شكل هو الذى يعرفه الكون وفى نفس الوقت ليس له شكل لانه لا يحتويه لون .. وعندما ظهرت نفحته الاولى النورانية تفرعت منها تسع نفحات اخرى نورانية .. انطلق منها الضياء والسناء فى كل اتجاه وكل زمان .. وبالتالى فان ابد الابدين هو النور المطلق ... ورغم ذلك لا تدركه الابصار وانما ندركه بقلوبنا فى تجلياته التورانيه التسعة حتى نصل الى مادية كوننا ومسار حياتنا وربما يلاحظ كل من درس وتعمق فى الفلسفة الاسلامية والتصوف الاسلامى كأبن عربى والحلاج وغيرهم .. يلاحظ التشابه اللفظى بين تلك الاقوال وما قالوه هم فى الفتوحات المكية وغيرهز فى كتب التصوف المعروفة والمجال هنا لا يسمح بمناقشة هذه الموضوعات لما يحتاج اليه من تخصص انا لا املكه ولا ادعيه
فلسفة الكابالا
تقوم فكرة الكابالا على ما يسمى ( شجرة الحياة ) ... وهى شجرة لها اصل فى السماء وفروعها على الارض بعكس الشجرة العادية وتتكون من عشر طبقات تعبر عن انتقال النفحة الالهية من الله الى الانسان مارة بعشر طبقات مثل ( جلد البصلة )
اول طبقة تعبر عن الذات الالهية .. ثم تليها طبقة تحتوى على النجوم والسدائم
ثم تليها سبع طبقات تعبر عن الكواكب السبعة المعروفة لهم حينئذ .. ثم الطبقة الداخلية التى تحوى الارض وان ارواح جميع الكائنات تنزل مارة بالطبقات المذكورة وان الروح تحن دائماً للعودة الى اصلها والصعود الى خالقها مارة بالطبقات فى صعود
ولكن كل طبقة لها ملاك خاص يحرسها الا الطبقة السفلى مو الارض الى القمر فهى مليئة بالشياطين والمردة والجان الذين يمنعون بكل وسيلة صعود الروح الى اعلى والمرور الى الاسمى .. وان الذين يمرون هم الئك الذين يعرفون كلمة السر للمرور ... وان المعرفة والعلم هم الوسيلة الوحيدة لمعرفة كلمة السر .. ولا معرفة ولا علم الا بالسمو الروحى .. واسهل الطرق هى ممارسة السحر والتعاويذ السحرية ( هكذا يقولون )
الكابالا والسحر
رغم ان الكابالا اصلا لم تكن كتاباً للسحر او اتباع وسائل غير سليمة للوصول الى المطلق .. ورغم ان اصحابها الاساسيين كانت اهدافهم تصوفية ودينية بحتة الا ان السحر تسلل اليها ووجد بها كنزاً لا ينفد للمارسات السحرية والصعود الى طبقات اعلى من القدرات الكتسبة .. وفلسفة السحرة ان الصعود بين الطبقات لا تستلزم اصلا ان يموت الانسان ... بل يمكن الصعود بممارسة الطقوس السحرية المناسبة التى تصعد بالروح الى اعلى دون الوفاة كشرط مسبق ويتصرف بها كيفما شاء .. وهو فى ذلك يقوم بعمل طقوس معقدة وصعبة تختلف وفقا للمدرسة او الجمعية التى تتبعها وهى طقوس وتمارين جسدية تتشابه بتلك المتبعة فى طرق التصوف الاخرى كاليوجا والفيدانتا فى الهند واللاوتسية فى الصين واليابان ... وفى هذه الطقوس بعض الاوضاع القاسية للجسم والصوم وتعذيب النفس وتمارين تنظيم التنفس وكلهز لتطهير النفس والتحكم فى وظائف الجسم والسمو الروحى الذى يساعد على الوصول الى الهدف
ان الساحر بممارسته يهدف الى هدف دنيوى بحت للحصول على قدرات ومكاسب ذائلة
طبقات الكابالا
الاولى :-
هى اول التجليات واولى النفحات العُلا وتسمى الكنز او التاج وهو يوازى ( النيرفانا ) عند البوذية
الثانية :-
وتسمى ( حكمة ) وتمثل الحركة الاولى للنفحة الالهية للحركة التى سببتها كلمة ( كُن ) فيكون وهى تمثل الذكورة والحركة والنشاط والايجابية أى كل ما هو متحرك فى الكون
الثالثة :-
ثانية النفحات وتسمى ( بينة ) ومعناها البينة او التفهم وتمثل كل ما هو هادئ ساكن سلبو انثوى .. مثل رحم الام حيث يستقبل الحركة القادمة من الحكمة ويحتويها ويتفاعل معها وينجب منها كل ما هو فى الكون بعد ذلك
الرابعة :-
وتسمى ( شسيد ) وهى كلمة عبرية وتعنى الرحمة والعاطفة الصادقة .. او السيد مثل الاب ورب العائلة والحنان الابوى والعدل والخير وصلاح الكون والتعقل والتوازن
الخامسة :-
وتسمى ( جيبوراة ) ومعناها القوة والدمار وقسوة الانثى وقدرتها على العقاب .. كما يرمز للحروب والكراهية والقسوة والحقد .. انه يوازن حنان وخير ( هيشيد ) ويقلل من اندفاعه احياناً .. ومن تفاعد هيشيد وجيبوراه يخرج من التوازن والهارنونية بين القوة والاندفاع وبين التردى والقسوة
السادسة :-
وتسمى ( تيفريت ) ومعناها التوافق وتجمع بين الخير والقسوة ورمزها الشمس وتختص بكل درجات المعرفة الحقة والبصيرة العليا للانسان او مايسمى الضمير الاعلى فى علن النفس
السابعة :-
وهى تتبع الخط الايجابى فى الشجرة
الثامنة :-
وهى تتبع الخط السلبى
التاسعة :-
وتسمى ( بيسود ) ومعناها ( الاساس )
ويرمز للعقل الباطن للانسان
العاشرة :-
وتسمى ( الملكوت ) ويعنى العالم المادى او المرئى
واصبح للساحر فى الكابالا طقوس خاصة وملابس خاصة وممارسات خاصة لكل طبقة مت الطبقات العشرة وفقا لما يريد ان يصل اليه
وارجو المعذرة على عدم توضيح الطقوس خوفاً من ان يجربها البعض فيصبح ضحية لهذا السحر الشرس