دواء : سلامةُ المكمِّلات الغذائية لدى الأطفال والمراهقين
سلامةُ المكمِّلات الغذائية لدى الأطفال والمراهقين
ينبغي أن يكونَ الآباءُ على علمٍ بأنَّ العديدَ من المنتَجات الصحيَّة التكميلية complementary health products، بما فيها من مكمِّلات غذائية وأدوية عشبيَّة، لم يجرِ اختبارُ سلامة استعمالها أو فعَّاليتها عند الأطفال. وبما أنَّ عمليةَ التمثيل الغذائي (الاستقلاب أو الأيض) عندَ الأطفال، وأجهزتهم العصبيَّة والمناعيَّة والهضميَّة ما زالت في طور اكتمال نموِّها، لذلك يمكن أن تختلفَ الآثارُ الجانبيَّة لهذه المكمِّلات عن تلك التي تُشاهد عندَ البالغين. وينطبق هذا بشكل خاص على الرُّضَّع والأطفال الصغار.
معدَّل الاستعمال
يستخدم حوالى 12% من الأطفال (حوالى 1 من 9) في الولايات المتحدة - على سبيل المثال - شكلاً من الطبِّ البديل أو من خدماته، كالمكمِّلات الغذائيَّة أو العشبيَّة. وقد تحتوي هذه المكمِّلاتُ الغذائيَّة أو العشبيَّة على العديد من المركَّبات، والتي يمكن أن تكونَ المكوِّنات الفعَّالة منها غير معروفة. وكذلك، فقد يكون ما كُتِب على لصاقة الدواء مختلفاً عما تحتوي عليه عبوة المادَّة الدوائية؛ فعند تحليل المكمِّلات الغذائية، والتي من ضمنها المكمِّلاتُ العشبيَّة، وُجِدَ في بعض الأحيان اختلافٌ بين المكوِّنات المكتوبة على اللصاقة والمكوِّنات الفعليَّة الموجودة في الدواء.
المخاطر المحتملة
هذه أمثلةٌ عن مخاوفَ أخرى تتعلَّق بالسلامة لبعض المكمِّلات الغذائية، والتي غالباً ما تعطى للأطفال:
1. قد تتفاعل المكمِّلاتُ الغذائيَّة، والتي من ضمنها المنتجاتُ العشبيَّة، مع منتجات أخرى أو أدوية يتناولها الطفلُ، أو قد يكون لها آثار جانبيَّة بحدِّ ذاتها. ومن التوليفات المعروفة عندَ الأطفال مستحضرُ الأسيتامينوفين acetaminophen مع فيتامين سي، حيث يصبح استقلابُ الجسم للأسيتامينوفين بطيئاً.
2. لوحِظ تداخلٌ بين نبات سانت جون (حشيشة القلب) St. John’s wort والعديد من الأدوية، ومن ضمنها مضادَّاتُ الاكتئاب وحبوب منع الحمل والأدوية المضادَّة للصرع وبعض الأدوية التي تُستخدم لمعالجة السرطان.
3. الميلاتونين Melatonin، وهو هرمونٌ يُستخدم كوسيلة تساعد على النوم، وقد يغيِّر مستوياتِ هرمونات أخرى عندَ الأطفال الصغار، ولا ينبغي استخدامُه لدى الأطفال المصابين بحالات طبيَّة معيَّنة، كالاضطرابات الهرمونيَّة والسكَّري وأمراض الكبد أو الكلى والشلل الدماغي والاضطرابات الصرعيَّة والصداع النصفي والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم.
4. جرت دراسةُ البروبيُوتيك Probiotics في الاضطرابات الهضميَّة عند الأطفال، وفي تقرير لبعض الدراسات أنَّ إعطاءَ البروبيوتيك (بالإضافة إلى العلاج بالإماهة عندَ الحاجة) آمنٌ بشكل عام. ومع ذلك، توجد أدلَّةٌ على أنَّه لا ينبغي إعطاءُ البروبيُوتيك لمرضى مُتَوعِّكين بشدَّة. وقد لاحظ الباحثون كذلك أنَّ الآثارَ الجانبيَّة لاستخدام البروبيوتيك على المدى الطويل وسلامة استخدامه عند الأطفال لم تُدرَس بشكلٍ جيِّد.
5. لا تُوصِي الأكاديميةُ الأمريكيَّة لطب الأطفال باستعمال الفيتامينات المتعدِّدة عندَ الأطفال والمراهقين الأصحَّاء، والذين يتناولون نظاماً غذائيَّاً متنوِّعاً؛ فالأطفالُ الذين يأخذون فيتامينات متعدِّدة هم في خطر أكبر ممَّن لا يأخذها من حيث حدوث زيادة في الحديد والزنك والنحاس والسيلينيوم وحمض الفوليك وفيتامين أ وسي. ومع ذلك، يمكن أن تكونَ هناك حاجةٌ إلى فيتامينات متعدِّدة لأولئك الذين لا يكون نظامُهم الغذائي متنوِّعاً، حيث وُجدَ أنَّ لديهم مستويات متدنِّية من فيتامينات D و E والكالسيوم.
*********************