إرتِجاجُ الدِّماغ
ارتِجاجُ الدِّماغ concussion
هُوَ فقدان مُفاجئ وقصير الأجل لوظائِف الدِّماغ بسبب ضربة أو إصابة في الرَّأس، ويُعدُّ من أكثرَ أنواع إصابات الدِّماغ شُيوعاً، ولكن أقلَّها خُطورةً.
يُستخدم المُصطلحُ الطبِّي الإصابة الرَّضية الصغرى في الدِّماغ minor traumatic brain injury لوصف ارتِجاج الدِّماغ.
تنطوي أعراضُ ارتِجاج الدِّماغ على:
فقدان الوعي بعد إصابة الرَّأس.
فترات من فقدان الذَّاكِرة.
مشاكل في الرؤية، مثل "رؤية نُجوم" أو تغيُّم في الرؤية blurry vision.
فترة من التخليط الذّهني أو التشوُّش confusion وخلوّ الوجه من التعابير أو التأخُّر في الإجابة عن الأسئلة بعدَ إصابة الرَّأس مُباشرةً.
لا يُمكن تشخيصُ الإصابة بارتِجاج الدِّماغ إلّا إذا كان تصويرُ الدِّماغ طبيعياً، مثل غياب النزف أو التورُّم في الدِّماغ.
متى يجب طلب المُساعدة الطبيَّة؟
يجِب طلبُ المُساعدة الطبيَّة في حال تعرَّض الشخص إلى إصابة في الدِّماغ، وبدأت تظهر عليه الأعراضُ والعلامات التالِية:
فقدان الوعي، ولكن لفترةٍ قصيرةٍ جداً.
فقدان الذَّاكِرة، كأن ينسى الشخصُ ما الذي حدَث قبلَ أو بعدَ الإصابة.
ألم مُستمرّ في الرَّأس منذ الإصابة.
تغيُّرات في السلُوك، مثل حدَّة الطبع وسُهولة شُرود الذّهن أو اللامُبالاة بما يدور حول الشخص؛ وتُعدُّ هذه العلاماتُ شائِعةً جداً عندَ الأطفال دون الخامسة من العُمر.
التخليط الذّهني.
النُّعاس في أوقات يكون فيها الشخص صاحِياً عادةً.
ضعف التوازُن أو مشاكل المشي.
صُعوبة في فهم ما يقوله الناس.
صُعوبة في الكلام، مثل الكلام المُتداخِل أو المتلعثم slurred speech.
مشاكل في القراءة أو الكِتابة.
التقيُّؤ بعدَ الإصابة.
مشاكل في الرؤية، مثل الرؤية المُزدَوجة double vision.
ضعف في القوَّة بالنسبة إلى جزءٍ من البدن، مثل الذِّراع أو الساق.
خُروج سائل صافٍ من الأنف أو الأذن (السائل النُّخاعيّ cerebrospinal fluid المُحيط بالدِّماغ).
صممٌ مُفاجئ في أذن واحِدة أو الاثنتين معاً.
أيّ جرح في الرَّأس أو الوجه.
يجب الاتصالُ بالإسعاف مُباشرةً إذا ظهرت على المُصاب العلاماتُ التالية:
بقيَ فاقداً للوعي بعدَ الإصابة الأوَّلية.
تعرَّض لنوباتٍ اختلاجيَّة seizures.
بدأ ينزِف من أذن واحِدةٍ أو الاثنتين معاً.
بدأ بالتقيُّؤ منذ الإصابة.
بدأ يُواجِهُ صعوبةً في البقاء مستيقظاً، أو في التحدُّث أو فهم ما يقوله الناس.
هناك أشياء مُعيَّنة تجعل الإنسانَ أكثر عرضةً لتأثيرات إصابة الرَّأس، وتنطوي على:
أن يكونَ الشخص في عُمر 65 عاماً أو أكبر.
خضع سابِقاً إلى جِراحةٍ في الدِّماغ.
يُعاني من مشكلة تجعله ينزِف بسهولة، مثل النَّاعُور haemophilia.
يُعاني من مشكلة تجعل دمَه أكثر استعداداً للتخثُّر، مثل الأهبة للتخثُّر thrombophilia.
يتناول أدوية مُضادَّة للتخثُّر anticoagulants، مثل وارفارين warfarin أو أسبرين، للوِقاية من جلطات الدَّم.
هناك أشياء يُمكن القيام بها في المنزل للتخفيفِ من أعراض ارتِجاج الدِّماغ، وتنطوي على:
وضع كمَّادةٍ بارِدةٍ على مكان الإصابة للتقليل من التورُّم.
تناول باراسيتامُول لضبط الألم، ويجب هنا عدم استخدام مُضادَّات الالتِهاب غير الستيرويديَّة non-steroidal anti-inflammatory drugs، مثل إيبوبروفين ibuprofen أو أسبرين، حيث يُمكنها أن تُسبِّبَ النزف.
عدم شرب الخمرة أو تناول الأدوية الترفيهيَّة مُطلقاً.
الشِّفاء والتعافي
يحتاج الشخصُ إلى مُراقبةٍ دقيقةٍ لحوالي 48 ساعة بعدَ إصابته بارتِجاج الدِّماغ عادةً، وذلك لأنَّ أعراضَ هذه الحالة قد تكون في نفس الوقت أعراض حالة أخرى أكثر خُطورة مثل:
الورم الدَّموي تحت الجافِية subdural haematoma (نزفٌ بين الجُمجمة والدِّماغ).
النَّزف تحت العنكبُوتِيَّة subarachnoid haemorrhage (نزفٌ على سطح الدِّماغ).
المآل
ربَّما يُوحِي المُصطَلح الطبِّي "الإصابة الرَّضية الصغرى في الدِّماغ" بمشكلةٍ خطيرةٍ، ولكن يبقى المدى الحقيقي للضرر الذي يُصيب الدِّماغ بسيطاً، ولا يُؤدِّي إلى مشاكل أو مُضاعفات على المدى الطويل.
هناك دليلٌ على أنَّ الحوادث المُتكرِّرة لارتِجاجِ الدِّماغ يُمكن أن تُسبِّب مشاكل طويلة الأمد في قُدرات الذهن وتُحرِّض الخرَف dementia، ويُعرَف هذا النَّوع من الخرَف باسم الاعتِلال الدِّماغي الرضِّي المُزمِن chronic traumatic encephalopathy (CTE).
ولكن، يبدو أنَّ هذا الخطرَ أكثر ميلاً لأن يُواجِهه اللاعِبون المُحترِفون الذين يتعرَّضون إلى حوادث مُتكرِّرة من ارتِجاجِ الدِّماغ الشديد، مثل المُلاكِمين.
هناك حالة لا تُوجد معلوماتٌ كافية عنها، تُسمَّى المُتلازِمة التالية لارتِجاج الدِّماغ post-concussion syndrome، يُمكن أن تستمرَّ فيها أعراضُ الارتِجاج لأسابيع وشهور فيما بعد.
من يُواجِه خطر ارتِجاج الدِّماغ؟
تحدُث مُعظمُ حالات ارتِجاج الدِّماغ عند الأطفال والمُراهقين في عُمرٍ يتراوَح بين 5 إلى 14 عاماً، وتنطوي أكثرُ الأسباب شُيوعاً على الحوادث الرياضية وحوادث الدراجات الهوائيَّة، بينما تُعدُّ حالات السقُوط وحوادث السيارات أكثرَ الأسباب شُيوعاً لارتِجاج الدِّماغ عند البالغين.
كما يُواجه الأشخاصُ، الذين يُمارسون أنواع الرياضة التي فيها تحدٍّ مثل كُرة القدم والرُّوكبي rugby، زِيادةً أيضاً في خطر ارتِجاج الدِّماغ.
********************