بعض الاختبارات التحليلية الخاصة
اثناء التحاليل الطبية قد نحتاج لإجراء اختبارات خاصة لبعض المركبات والانزيمات في الجسم
في هذا الموضوع سنقوم بشرح بعضآ من هذه الاختبارات من حيث اهميتها واسباب ارتفاعها والمعدلات الطبيعية لها :
1- البيكربونات ( Bicarbonate)
تعتبر البيكربونات محلول مُنظّم (Buffer)، وهو من اهم المحاليل المنظمة في الجسم، فهو يحافظ على المعدل الطبيعي للأس الهيدروجيني (PH) لسوائل الجسم
إن قياس البيكربونات والـ PH للدم الشرياني تشكل أساسآ لتقييم الاتزان الحمضي - القلوي
(Acid - **** Balance)
المستوى الطبيعي للبيكربونات في الدم هو 23- 28 ملليمول / لتر
يرتفع مستوى البيكربونات في الدم في الحالات التالية :
أ- قلوية الدم الايضية ( Metabolic Alkalosis )، حيث تزداد قيمة الـ PH للدم ويحدث ذلك عند تناول كميات كبيرة من بيكربونات الصوديوم والقيء المستمر ونقص البوتاسيوم
ب- حمضية الدم التنفسية ( Respiratory Acidosis ) ، حيث تقل قيمة الـ PH للدم ، مثل الحالات التي تؤدي إلى صعوبة التخلص من ثاني اكسيد الكربون، ويحدث ذلك في حالات
الربو أو الضيق الشعبي أو اثناء تناول كميات كبيرة من المورفين.
ينخفض مستوى البيكربونات في الدم في الحالات التالية :
أ- حمضية الدم الايضية ، حيث تقل قيمة الـ PH للدم ، ومثال ذلك حالات السكر البولي غير المنتظم
ب- قلوية الدم التنفسية ، حيث تزداد قيمة الـ PH للدم، ويرجع ذلك إلى زيادة معدل التنفس
( Hyperventilation )، مثل حالات الحمى الشديدة والتسمم بالأسبرين
2- الامونيا ( Ammonia )
للامونيا الموجودة في الدم مصدرين اساسيين هما :
1- تأثير البكتيريا الموجودة في الامعاء الغليظة على المواد النيتروجينية، مما يؤدي إلى تكوين كميات معينة من الأمونيا
2- من عملية هدم الحموض الامينية في الجسم ، فعندما تدخل الامونيا الوريد البابي أو الدورة الدموية فإنها تتحول بسرعة في الكبد إلى البولينا، وبذلك يتخلص الجسم من التأثير السام للأمونيا على خلايا المخ، ولذا يزداد تركيز الأمونيا اثناء امراض الكبد المتقدمة وخاصة عند تناول كميات كبيرة من البروتينات ، أو إذا كان هناك نزيف بالأمعاء
يتراوح مستوى الامونيا بالدم ما بين 10 - 110 ميكروجرام / 100 ملليتر دم ( 15 - 65 ملليمول / لتر)
يرتفع مستوى الاموينا في الدم في حالات فشل الكبد أو فى حالات عمليات قنطرة الكبد (Liver Bypass) وهي عملية جراحية للاوعية الدموية يتم خلالها وصل الوريد البابي بالوريد الاجوف بدون المرور بالكبد، وتسمى بـ ( Portacaval Shunt )،
ويزداد مستوى الأمونيا في حالات التشمع الكبدي (في المراحل النهائية) خاصة بعد تناول
وجبات غنية بالبروتينات أو اثناء النزيف الدموي المعوي.
يقل مستوى الامونيا في الدم اثناء المجاعة المستديمة ( Starvation)، أو اثناء الاعتماد على التغذية بالمحاليل عن طريق الوريد، والتي تحتوي على الحموض الأمينية
3- أنزيم الكولين استريز الكاذب ( Pseudocholinesterase)
يعتبر هذا الإنزيم غير حقيقي (كاذب) بمناظرته بالانزيم الحقيقي إنزيم أستيل كولين إستريز
( Acetylcholinesterase ) والذي يوجد في نهايات الخلايا العصبية والمسئوول عن انتهاء الاشارة العصبية ونهاية حركة العضلات بعد اداء وظيفتها
و يوجد إنزيم الكولين إستريز الكاذب في البلازما والكبد (التي يتكون فيها) والانسجة الاخرى غير العصبية، وليس لهذا الانزيم تأثير على الاسيتيل كولين ( Acetylcholine ) الموجود في نهايات الاعصاب، بينما يقوم بتكسير أي كمية منه تفلت إلى الدم .
تتراوح نسبة أنزيم Pseudocholinesterase في الدم ما بين 0.6 – 1.4
وحدة لكل لتر عند 25 ْم ومابين 5 - 12 وحدة لكل مل عند 37 ْم
وقد لوحظ ضعف نشاط هذا الانزيم في حالات الفشل الكلوي والصدمات العصبية والانيميا والدرن وسوء التغذية والهزال والحمل أيضآ
وحيث أن هذا الانزيم يتكون في الكبد، فإن نشاطه في البلازما يقل في حالات تلف الكبد
تقتصر أهمية قياس نشاط هذا الإنزيم في البلازما على حالات التسمم بالمبيدات الحشرية
( Organophosphorus Compounds )، حيث يحدث نقص ملحوظ لهذا الإنزيم قبل التأثير السمي لهذه المواد على الجهاز العصبي المركزي، ولذلك نتابه هذه الحالات بقياس مستوى الإنزيم في الدم على فترات متناسبة، فإذا كان هناك نقص مستمر دل على سوء حالة المريض والعكس صحيح، وينصح بعمل هذه التحاليل على فترات للعمال الذين يتعاملون مع هذه المبيدات سواء كان في المصانع أو في حالة إستعمالها، وذلك لملاحة أي نقص يطرأ
على نشاط هذا الأنزيم في دم هؤلاء العمال ثم متابعة ذلك
يقوم إنزيم Pseudocholinesterase بتكسير باسطات العضلات الهيكلية (Muscle Relaxant) مثل السكسينيل كولين ( Succinylcholine ) المستخدم مع المخدر العام عند إجراء العمليات الجراحية، ولذلك ينصح بقياس نسبة هذا الانزيم في الدم قبل إجراء العمليات كي نتجنب خطر توقف التنفس لفترة طويلة بعد العملية، وذلك في حالات الاشخاص المصابين بنقص نشاط هذا الإنزيم في الدم، حيث تقل نسبته في الدم تحت تأثير أمراض الكبد
ولوحظ إزدياد هذا الانزيم في امراض السمنة ( Obesity) وفرط وظيفة الغدة الدرقية
أو انسمام درقي، وارتفاع ضغط الدم، ومرض المتلازمة الكلوية ( Nephrosis)، وعند تناول الكحول
4- إنزيم الفوسفاتاز الحمضي ( ACP - Acid Phosphatase)
يوجد نوعان من هذا الانزيم، وهما :
- انزيم الفوسفاتاز الحمضي الكُلّي ( Total Acid Phosphatse)
- انزيم الفوسفاتاز الحمضي البروستاتي ( Prostatic Acid Phosphatase)
يدل إسم الإنزيم على انه يؤدي وظيفته في وسط حمضي، وهو يوجد بكميات كبيرة في غدة البروستاتا، كما يوجد أيضآ في الكريات الحمراء والصفائح الدموية والخلايا الليمفاوية وفي الكبد والطحال والكلى والعظام.
يتراوح مستوى انزيم الفوسفاتاز الحمضي الكُلّي مابين 2.5 - 11.5 وحدة دولية لكل لتر
بينما يتراوح مستوى أنزيم الفوسفاتاز الحمضي البروستاتي ما بين 2 - 5 وحدة دولية لكل لتر
وينصح قبل إجراء هذا الاختبار الخاص بهذا الأنزيم بتجنب الجماع وعدم الكشف على البروستاتا بالاصبع وعدم استعمال القسطرة البولية وذلك لمدة لا تقل عن 7 أيام قبل إجراء التحليل لتجنب
زيادة نسبته في الدم للأسباب الواردة لاحقا
يرتفع مستوى إنزيم الفوسفاتاز الحمضي البروستاتي في حالة سرطان البروستاتا خاصة النوع
الذي يتجاوز الكبسولة المحيطة بالغدة ( النوع المنتشر من هذا السرطان)
وكذلك يرتفع مستوى الإنزيم بعد التدليك أو الجراحة على البروستاتا
بينما يرتفع مستوى إنزيم الفوسفاتاز الحمضي الكلي إرتفاعآ طفيفآ في الاورام السرطانية
التي تشمل العظام وفي امراض الكلى وامراض الكبد المرارية وامراض الجهاز الليمفاوي
5- إنزيم الإميلاز ( Amylase )
يُفرز هذا الإنزيم من البنكرياس والغدد اللعابية
وتوجد كمية بسيطة منه بالدم تتراوح ما بين 100 - 300 وحدة جولية / لتر،
وعند ازدياد هذه النسبة في الدم يزداد إستخراج هذا الإنزيم عن طريق الكلى،
يزداد تركيز هذا الإنزيم في الدم في الحالات التالية :
1- التهاب البنكرياس الحاد وانسداد القناة البنكرياسية بوجود ورم أو حصوة أو ضيق أو انقباض
2- بعد تعاطي المورفين، وتبدأ الزيادة بعد 3 - 4 ساعات ويصل أقصاه في 20 - 40 ساعة،
ويستمر يومين إلى ثلاثة أيام ، وتكون الزيادة من 2 - 40 مرة فوق المعدل الطبيعي
3- التهاب الغدة النكافية
4- يرتفع مستوى انزيم الاميلاز أحيانآ اثناء الفشل الكلوي والغيبوبة الناتجة عن زيادة السكر
واختراق قرحة الاثني عشر المؤدية إلى التهاب البنكرياس
5- التسمم الكحولي الحاد
6- امراض الغدد اللعابية (انسداد القناة - التهابات صديدية)
و يقل تركيز هذا الإنزيم في الدم في الحالات التالية :
1- التهابات الكبد الحاد والمزمن
2- كسل البنكرياس
3- احيانآ أثناء تسمم الحمل
6- إنزيم نازع الهيدروجين جلوكوز 6 فوسفات
( G6PDH ) Glucose 6- phosphate dehydrogenase)
يعتبر G6PDH الانزيم الرئيس في مسلك احادية فوسفات السكريات السداسية خلال
مركب نيكوتيناميد ادنين ثنائي النيوكلوتايد فوسفات المختزل ( NADPH )
اللازم في العمليات الحيوية البنائيى، ومن هذا المسلك يتم أيضآ الحصول على فوسفات السكر الخماسي ( Ribose - Phosphate) الذي يدخل في تكوين الحموض والبروتينات النووية
ومن الوظائف الاختزالية للمركب NADPH :-
1- تكوين الحموض الدهنية
2- تكوين الهرمونات الاستيرويدية ( Steroid Hormones)
3- اختزال الجلوتاثيون ( Glutathione) المؤكسد إلى الجلوتاثيون المختزل الذي يلعب دورآ كبيرآ في ازالة فوق اكسيد الهيدروجين ( Hydrogen Peroxide ) من داخل كريات الدم الحمراء كما يجعل الحديد الموجود في الهيموجلوبين في الصورة المختزلة ( Ferrous) وهذا يعني أنه يحول الميتهيموجلوبين ( Met- Haemoglobin ) إلى هيموجلوبين قادر على حمل الاكسجين إلى الانسجة المختلفة
ومن هنا نجد أن الجلوتاثيون في وجود G6PDH يحمي خلايا الدم الحمراء من التكسرعند تناول المواد المؤكسدة، مثل ادوية علاج الملاريا وادوية السلفا والادوية البنزينية وأيضا عند تناول الفول
وعند نقص هذا الانزيم يصبح الجلوتاثيون غير قادر على اداء وظيفته مما يؤدي إلى تجمع فوق
اكسيد الهيدروجين داخل الخلية وتكوين الميتهيموجلوبين حيث تتكسر خلايا الدم الحمراء
عند تناول المواد المؤكسدة السابق ذكرها وهذا ما يسمى بـ انيميا تكسر كريات الدم الحمراء
أو انيميا الفول ( Favism )، ومن هنا تظهر اهمية التحليلات الخاصة بهذا الإنزيم
في الاطفال المصابين بأنيميا حادة وشديدة.
وهناك نوعان من التحاليل :
1- اختبار للكشف عن نقص الانزيم دون النظر إلى مستواه في الدم ويتم هذا على الدم الكُلّي
( Whole Blood ) ويسمى بـ اختبار الكشف المسحي ( Screening Test )
2- اختبار لقياس مستوى الأنزيم في الدم وذلك لمعرفة درجة نشاط الإنزيم ويتم هذا على الدم
الكُلي وأيضآ على السيرم، علمآ بأن السيرم لا يُظهر إلا كمية ضئيلة جدآ من نشاط هذا الانزيم،
ولكن نشاطه يزداد في السيرم في حالات احتشاء عضلة القلب ( Myocardial Infarction )
وتحتوي خلايا الدم الحمراء على 120 - 280 وحدة لكل ¹²10 خلية من هذا الانزيم
والهدف الرئيس لهذه القياسات هو الكشف عن نسبة نقص هذا الانزيم في خلايا الدم الحمراء
والذي يؤدي إلى انيميا تكسر الدم عند تناول المواد المؤكسدة كما ذكر سابقآ
****************