ابو شنب المدير العام
عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
| موضوع: فقدان الرَّغبة الجنسيَّة الأربعاء مارس 22, 2017 4:11 pm | |
| فقدان الرَّغبة الجنسيَّة فقدانُ الرغبة الجنسيَّة أو الدَّافع الجنسي loss of libido هي مشكلةٌ شائعةٌ تُصيبُ الرِّجال والنساء على حدٍ سواء في إحدى مراحل حياتهم، وذلك بنسبة قد تصل إلى 20% عند الرجال، وأكثر من ذلك عند النساء، وهي ترتبط غالباً بالضَّغط المهني والشَّخصي، أو بالأحداث الهامَّة التي تُغيِّر مجرى الحياة مثل الحمل أو الولادة أو الرِّضاعة الطبيعيَّة.لكنَّ الفقدانَ غير المُتوقَّع للرغبة الجنسيَّة، وخصوصاً عند استمراره لفترةٍ طويلة أو تكرُّر حدوثه، قد يُشيرُ أيضاً إلى وجود مشكلةٍ نفسية أو صحيَّة أو مشكلةٍ مرتبطة بنمط الحياة، وهو ما قد يؤثِّر سلباً في طرفي العلاقة الجنسيَّة.إذا شعر أيٌ من طرفي العلاقة الجنسية (الزوجين) بالقلق حيال شهوته، وخاصةً إذا أثر ذلك سلباً في علاقته مع الطرف الآخر، وكان سبباً في المشاكل بينهما، فيُنصح بأخذ موعد مع الطبيب لمناقشة الأسباب الكامنة والعلاجاتٍ النفسيَّة أو الدوائيَّةٍ المُمكنة.نقدم فيما يلي معلوماتٍ عن الأسباب الأكثر شيوعاً لفقدان الرغبة الجنسيَّة.مشاكل العلاقة بين الزوجينأوَّل ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو مدى سعادة الزوجين في علاقتهما مع بعضهما البعض، وما إذا كانت لدى أيٍّ منهما شكوك أو مخاوف من الطرف الآخرـ وهو ما قد يكون السبب الحقيقي لفقدان الرَّغبة الجنسيَّة.كما أنَّ المللَ قد يتسلَّل إلى حياة الزوجين مع تقادم عمر زواجهما، لأنَّ كلَّ شيءٍ في علاقتهما قد أصبح مألوفاً، ولابدَّ أن يؤثِّر هذا المللُ سلباً في الرغبة الجنسية لكلا الزوجين.ومن جهةٍ أخرى، تبرز المشاكلُ الأسرية بين الأسباب الأكثر شيوعاً لفقدان الرغبة الجنسيَّة لدى الزوجين، وهنا لابدَّ من إصلاح هذه المشاكل وتسوية الخلافات بينهما كي تتحسَّنَ علاقتهما الجنسية.وينبغي أخذُ أمرٍ آخر بعين الاعتبار، وهو إذا ما كانت المشكلة تكمن في ضعف أداء أحد الزوجين، وهو ما يجعل الجِماعِ عسيراً أو غيرَ مُرضٍ للطرف الآخر؛ فمثلاً، قد يُعاني العديدُ من الرجال من مشاكل القذف أو ضعف الانتصاب، وقد تُعاني المرأةُ من الألم في أثناء الجِّماع أو من تشنُّج المهبل (عندما يحدث شدٌّ لا إرادي في العضلات المُحيطة بالمهبل قبلَ الإيلاج)؛ فإذا كان تدنِّي الرغبة الجنسية ناجماً عن مشاكل مماثلة، فيجب العمل على علاجها أوَّلاً.قد يجد الطبيبُ أنَّ الشخصَ قد يستفيد من الاستشارة النَّفسيَّة، حيث يمكن أن يقومَ الزوجان بطرح أيّة مشاكل جنسية أو عاطفية لديهما للنقاش مع أحد الاختصاصيين النفسيين.الشِّدَّة النَّفسيَّة والقلق والإنهاكقد تستنزف الشِّدَّةُ النَّفسيَّة والقلق والإنهاك جميع قوى الشخص، وتترك تأثيراً كبيراً في سعادته؛ فإذا كان الشخصُ يشعر بتعبٍ مُستمرٍّ أو بشِّدَّةٍ نفسيَّةٍ أو بالقلق، فقد يكون من الضروري إجراء بعض التَّغييرات على نمط حياته أو استشارة الطبيب للحصول على نصيحته.الاكتئابالاكتئابُ ليس مجرَّدَ شُّعور بالحزن أو بالبؤس أو بالضَّجر لمدَّةٍ قصيرة. بل هو مرضٌ خطيرٌ يشعرُ فيه الشَّخص بحزن شديد قد يستمرُّ لفترةٍ طويلة. تكون قوَّةُ هذه المشاعر كبيرةً بما يكفي لتتداخل مع الحياة اليوميَّة، والتي من ضمنها الحياةُ الجنسيَّة.قد يُصاب الشخصُ بالاكتئاب إذا شعرَ بوهن عزيمته أو تلاشت آماله، أو فقدَ الاهتمام والمتعة عند القيام بنشاطات ترفيهية. وفي هذه الحالة، يكون من الضروري مراجعةُ الطبيب الذي قد يصف للمريض أحد مُضادَّات الاكتئاب.إلاَّ أنَّ انخفاضَ الدَّافع الجنسي قد يكون أحدَ الآثار الجانبيَّة للكثير من مُضادَّات الاكتئاب. لذلك، ينبغي على الشخص أن يُخبر الطبيبَ عن أيّة مضادَّات اكتئاب يتناولها، فقد يكون بالإمكان استبدالها بنوع آخر.الكحول والمُخدِّراتكثيراً ما يؤدِّي الإدمانُ على الكحول أو المخدِّرات إلى تدني الرغبة الجنسيَّة. والحلّ يكون بالتوقُّف عن ذلك عن طريق برامج خاصَّة.التَّقدُّم بالعمركثيراً ما يؤدِّي التقدمُ بالسنّ إلى ضعف الرغبة الجنسية نتيجة انخفاض مستويات الهرمونات الجنسيَّة أو المشاكل الصحيَّة المرتبطة بالتَّقدُّم بالسن أو الآثار الجانبيَّة للأدوية.فقد يعاني الرجالُ المسنُّون من انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون، الأمر الذي قد يُؤدِّي إلى شعورهم بالتَّعب والاكتئاب وانخفاض الدَّافع الجنسي، وفي هذه الحالة يمكن للمُسنّ أن يستشيرَ طبيبه إذا لم يكن راضياً عن هذا التَّغيُّر، حيث يمكن إجراء اختبارٍ دمويٍّ للتَّأكُّد من مستوى هرمون التستوستيرون وتقديم العلاجات المناسبة إذا كان مستواه منخفضاً.أمَّا عندَ النساء، فتبدأ مستوياتُ هرمون الإستروجين الأنثوي بالانخفاض عند اقترابهنّ من سنِّ انقطاع الطمث، وهو ما يؤثِّرُ في رغبتهنّ الجنسيَّة. كما قد تُعاني النساء أيضاً من انخفاض مستويات التستوستيرون، وخصوصاً بعدَ استئصال الرحم Hysterectomy، حيث يؤثر هذا الهرمون في الرغبة الجنسيَّة.يمكن للمرأة استشارة الطبيب عند الضرورة، حيث يمكن للطبيبُ أن يصف علاجاً بالهرمونات المُعيضة Hormone replacement therapy (HRT) إذا كان يعتقد أنَّه سيعود بالنفع عليها.المشاكل الهرمونيَّةقد ينجم انخفاضُ الرَّغبة الجنسيَّة عن الإصابة بقصور الغدَّة الدَّرقيَّة Underactive thyroid، وهو سببٌ أقلُّ شيوعاً. يحدث قصورُ الغدَّة الدرقية عندما لا تقوم بإنتاج كميَّةٍ كافيةٍ من الهرمونات. والأعراضُ الشائعة للإصابة بقصور الغدَّة الدَّرقيَّة هي التَّعب وزيادة الوزن والاكتئاب.يُعالَجُ قصورُ الغدَّة الدَّرقيَّة باستعمال أقراصٍ هرمونيَّة لتحِلَّ محلَّ الهرمونات التي لا تقوم الغدَّة الدَّرقيَّة بصنعها.وقد يكون للإصابة بمشكلة هرمونيَّة أخرى تُسمَّى فرط برولاكتين الدَّم Hyperprolactinaemia تأثيرٌ سلبيٌّ في الرغبة الجنسيَّة أيضاً. ويحدث هذا عندما يرتفع مستوى مادَّة تُسمَّى البرولاكتين في الدَّم.موانع الحمللوحظ حدوثُ انخفاض في الرغبة الجنسيَّة عند بعض النِّساء في أثناء فترة استعمالهنَّ لبعض أنواع موانع الحمل الهرمونيَّة، مثل:
- وسائل منع الحمل المشتركة والتي تشتمل على حبوب منع الحمل المشتركة Combined pill أو الحلقة المهبليَّة Vaginal ring أو اللُّصاقة المانعة للحمل Contraceptive patch.
- حبوب منع الحمل المُحتوية على البروجيستيرون Progesteron فقط.
- الغِرسة المانعة للحمل contraceptive implant.
- حقن ديبو- بروفيرا Depo-Provera injection (أسيتات ميدروكسي بروحيستيرون Medroxyprogesterone acetat)
إلاَّ أنَّ الآثارَ الجانبيَّة لوسائل الحمل هذه تميل إلى التَّحسُّن خلال بضعة أشهر، وتكون جيِّدة التَّحمُّل بشكلٍ عام.يمكن للمرأة أن تتحدَّثَ مع الطبيب إذا كانت منزعجة من تدنِّي رغبتها الجنسيَّة نتيجة استعمال مانع الحمل. وقد يقترح الطبيبُ محاولةَ استعمال طريقة منع حملٍ بديلة.حالات صحيَّة أخرىقد تؤثِّرُ الإصابة بحالاتٍ صحيَّةٍ مزمنة مثل الأمراض القلبيَّة الوعائيَّة وداء السُّكَّري والبدانة تأثيراً سلبيَّاً في رغبة الشخص الجنسيَّة.الأدويةقد يؤدِّي استعمالُ أدويةٍ مُعيَّنةٍ في بعض الأحيان إلى خفض الرغبة الجنسيَّة، ومن هذه الأدوية:
- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، والتي من ضمنها المُدرَّات البوليَّة Diuretics.
- أدوية علاج الاكتئاب، والتي من ضمنها مُضادَّات الاكتئاب الانتقائيَّة المُثبِّطة لعودة السيروتونين SSRI antidepressants.
- أدوية علاج نوبات الصَّرَع.
- أدويةٌ تُستَعملُ عادةً في علاج الذُّهان Psychosis (حالة نفسيَّةٌ لا يستطيع المُصاب بها التمييزَ بين الواقع والخيال)، مثل هالوبيريدول Haloperidol، بالإضافة إلى حالاتٍ عديدةٍ أخرى.
- أدوية تمنع تأثيرات التستوستيرون أو تُخفِّض من إنتاجه، مثل السيميتيدين Cimetidine وفيناستيريد Finasteride وسيبروتيرون Cyproterone.
يمكن للشخص أن يُراجعَ الطبيبَ إذا كان يشتبه بمسؤولية الأدوية التي يستعملها عن تدنّي الرغبة الجنسيَّة لديه. وسيقوم الطبيب بدوره بمراجعة الأدوية المُستَعملة ووصف أدويةٍ بديلةٍ لها، بحيث يكون احتمال تأثيرها في الرغبة الجنسيَّة قليلاً. ******************** | |
|