مَوَهُ السَّلَى (استسقاء السائل الأمنيوسي)
مَوَهُ السَّلَى أو استِسقاء السَّائل الأمنيُوسي polyhydramnios هو مضاعفةٌ للحمل، حيث تحدث زيادةٌ في السائل السَّلوي أو الأمنيُوسي (الصَّاء) amniotic fluid، وهو السائل الذي يحيط بالجنين قبلَ ولادته.
يمكن أن يشكَّ اختصاصيّ الرعاية الصحِّية بوجود نقص أو زيادةٍ شاذَّة في السائل بعد الأسبوع 30 من الحمل، وذلك خلال موعد زيارة من الزيارات السابقة للولادة؛ وفي هذه الحالة، لابدَّ من المراقبة والمتابعة والاستقصاء.
يبقى سببُ استسقاء السائل الأمنيوسي مجهولاً غالباً، لكنَّه يشير في بعض الأحيان إلى مشكلة في تخلُّق الجنين؛ غير أنَّ معظمَ النساء المصابات بهذه الحالة يلدنَ أطفالاً أصحَّاء.
إذا كان المراةُ حاملاً ولاحظت زيادةً سريعة جداً في حجم بطنها (استسقاء السائل الأمنيوسي الحادّ acute polyhydramnios)، لابدَّ من أن تتَّصلَ بالطبيب أو القابلة. ولكنَّ ذلك نادرُ الحدوث فجأةً، وقد يشير إلى مشكلة لدى الجنين ويزيد من خطر الولادة قبلَ الأوان.
وظيفة السائل الأمنيوسي
خلال الحمل، يعوم الجنينُ داخل كيس مملوء بالسائل في الرحم.
للسائل الأمنيوسي عدَّةُ أدوار مهمَّة:
* يحمي الجنينَ من الإصابات الخارجيَّة من خلال امتصاص الصدمات والحركات المفاجئة.
* يساعد الجنينَ على الحركة في الرحم، ممَّا يسمح بنموٍّ مناسب للعظام.
* يساعد على تخلُّق رئتي الجنين بشكلٍ صحيح.
* يحافظ على درجة الحرارة ثابتةً نسبياً حول الجنين.
يتحرَّك السائلُ باستمرار، حيث يبتلعه الجنينُ ويُخرِجُه عبرَ البول.
تشخيصُ استسقاء السائل الأمنيوسي
في معظم النساء المصابات باستسقاء السائل الأمنيوسي، يتراكم السائلُ الفائض ببطء. وبعدَ الأسبوع 30 من الحمل، يجب أن يكونَ هذا السائلُ واضحاً للطبيب أو القابلة.
وفي حالاتٍ نادرة، عندما يحدث استسقاءُ السائل الأمنيوسي بسرعةٍ كبيرة، يمكن أن يكونَ السائلُ الفائِض واضحاً في مرحلةٍ باكرة من الحمل، أو قد يُلاحَظ عندَ إجراء صورة تفصيليَّة في الفترة بين الأسبوعين 18 و 22.
عندَ الشكِّ بزيادة السائل الأمنيوسي، يمكن أن تُحالَ الحاملُ لإجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية، بحيث يمكن قياسُ عمق السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين.
الأسباب
ليس هناك سببٌ معروف لاستسقاء السائل الأمنيوسي غالباً. ولكن، يمكن أن يترافقَ مع واحدٍ ممَّا يلي:
* الحمل بالتوائم.
* السكَّري عندَ الحامل، بما في ذلك السكَّري الحملي (المرتبط بالحمل) gestational diabetes. وإذا كان السكَّري هو السبب، قد يكون الجنينُ أكبرَ من المتوقَّع بالنسبة لمرحلة الحمل.
* وجود انسداد في جزء من أمعاء الجنين (تُدعى هذه الحالة رَتق الأمعاء gut atresia)، حيث يمنع من امتصاص الكمِّية المعتادة من السائل الأمنيوسي. ويحتاج رَتقُ الأمعاء إلى عمليَّة غالباً، بعدَ ولادة الطفل.
* إصابة الأمِّ بالداء الرَّيسوسي rhesus disease، حيث تعبر الأضدادُ في دم الأمّ المشيمةَ، ممَّا يؤدِّي إلى فقر الدم وانحلاله عندَ الجينن أحياناً.
* نموّ أوعية دمويَّة على المشيمة، وهذا ما يُدعى الوَرَم الوِعائِيّ المَشيمائِيّ chorioangioma.
* تراكم السَّوائل في مناطق معيَّنة من جسم الجنين، مثل جوف البطن والصدر، ويُدعى ذلك مَوَه أو استسقاء الجَنين hydrops fetalis.
* مشكلة وراثيَّة لدى الجنين.
ما هي المخاطرُ المحتملة؟
الإصابةُ بمَوَه السَّلَى (استسقاء السائل الأمنيوسي) تعني أنَّ هناك زيادةً طفيفة في احتمال وجود عيبٍ خلقي، لاسيَّما إذا كان تراكمُ السائل غزيراً. وينبغي مناقشةُ أيّ مشاكل أخرى يمكن أن ترتبطَ بفرط السائل مع الطبيب.
ولكن، لا داعيَ للخوف؛ فأغلبيةُ النساء المصابات باستسقاء السائل الأمنيوسي يَلِدن أطفالاً أصحَّاء.
يمكن أن تتأثَّرَ الولادةُ بالطرق التالية:
* يمكن أن تحصلَ ولادةٌ باكرة بسبب الضغط الإضافي الذي يمطِّط الرحم.
* يمكن أن يكونَ الجنينُ في وضعيَّة خاطئة، وقد يحتاج إلى عمليَّة قيصريَّة.
* عندما يكون الجنينُ في وضعيَّة خاطئة، قد ينزلق الحبلُ السرِّي نحوَ قناة الولادة عندَ تمزُّق الأغشية الجنينيَّة.
* قد تكون هناك زيادةٌ في خطر النزف بعدَ الولادة.
التحرِّي والمعالجة
تحتاجُ معظمُ المصابات باستسقاء السائل الأمنيوسي إلى التحرِّي بالأمواج فوق الصوتيَّة واختبار تحمُّل الغلوكوز glucose tolerance test (لقياس سُكَّر الدم)، في محاولةٍ لمعرفة السبب والتحقُّق من السكَّري الحملي.
إذا لم تكن الحالةُ شديدة، يمكن القيامُ بذلك في العيادة، وقد لا يحتاج الأمرُ إلى دخول المستشفى.
إذا أظهر التصويرُ بالأمواج فوق الصوتيَّة ultrasound scan مشكلةً لدى الجنين، يمكن أن يناقشَ الطبيبُ مدى الحاجة إلى إجراء بَزل السَّلَى (بَزل السائل الأمنيوسي) amniocentesis (حيث تُسحَب عيِّنةٌ من السائل باستعمال إبرة)، ويجري اختباراتٍ للمشاكل الصبغيَّة (الكروموسوميَّة) أو الوراثية لدى الجنين.
كما قد يوصي الطبيبُ بالراحة لفترة من الزمن في السَّرير، وذلك للتقليل من احتمال الولادة المبكِّرة في حال زيادة هذا الخطر.
خلال الولادة وما بعدها
يوصي الطبيبُ والقابلة بأن تكونَ الولادةُ في المستشفى عادةً، حيث تتوفَّر خياراتُ المعالجة الإسعافية. كما قد يُوصِيَان بالمراقبة عن كَثَب لسرعة قلب الجنين خلال الولادة.
إذا كان الوليدُ يبدو طبيعياً بعدَ الولادة، فقد يقترح الطبيبُ إدخالَ أنبوب عبر حلق الوليد لفحصه ورصد المشاكل الموجودة، مثل وجود مشكلة في تخلُّق المريء (رَتَق المريء oesophageal atresia).
***********************