لقاح سرطان عنق الرحم
تُوصي المنظَّماتُ الصحِّية العالمية بتطعيم
جميع الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 12-13 عاماً بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وذلك كجزء من برامج التلقيح الوطنية الخاصة بالأطفال، فمن شأن ذلك أن يقيهنّ من الإصابة بسرطان عنق الرحم.
تُشير الدراساتُ الإحصائية حول السرطان في المملكة المتَّحدة إلى أنَّ سرطانَ عنق الرحم هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النِّساء اللواتي لم يتجاوزنَ 35 عاماً، حيث يجري تشخيصُ 2900 إصابة بسرطان عنق الرحم سنويَّاً في المملكة المُتَّحدة وحدها، على سبيل المثال. وقد تُوفِّيت حوالى 970 امرأة نتيجة الإصابة بسرطان عنق الرحم عام 2011 في المملكة المتَّحدة.
وعلى الجانب الآخر، تُقَدَّر الدراساتُ بأنَّه يمكن إنقاذ ما يُقارب من 400 امرأة سنوياً عند تلقيح الفتيات ضد فيروس الورم الحُليمي البشري قبل الإصابة به.
يتكوَّن اللقاحُ من جرعتين تُحقن كلّ منهما في أعلى الذراع (حقنة عضلية)، بفاصل ستَّة أشهر على الأقل بين الجرعة الأولى والثانية، على ألاَّ يتجاوز الفاصل 24 شهراً. وقد أشارت البحوثُ إلى أنَّ هذا اللقاح يقي من سرطان عنق الرحم لمدَّة 20 سنة على الأقل.
ما هو فيروس الورم الحليمي البشري؟
فيروسُ الورم الحليمي البشري هو اسمٌ يُطلَق على إحدى الزمر الفيروسية.
وتتباين الأنواعُ المختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري من حيث خطورتُها، فإمَّا أن تكون مرتفعةَ الخطورة أو منخفضة الخطورة، وذلك اعتماداً على شدَّة الحالات التي يمكن أن تَتسبَّبَ بها؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتسبِّبَ بعضُ أنواع الفيروس بظهور الثآليل. بينما ترتبط أنواعٌ أخرى بحدوث سرطان عنق الرحم.
وفي 99% من الحالات، فإنَّ سرطان عنق الرحم يحدث نتيجة الإصابة السابقة بالعدوى بأحد الأنواع ذات الخطورة العالية من فيروس الورم الحليمي البشري.
كيف تنتشر عدوى فيروس الورم الحليمي البشري؟
يُعدّ فيروسُ الورم الحليمي البشري شائعاً جدَّاً، ويمكن انتشاره بسهولة عن طريق الجنس.
تُشير الإحصائياتُ إلى أنَّ ما نسبته خمسين في المائة من السكان يُصابون في إحدى مراحل حياتهم بفيروس الورم الحليمي البشري. ولا يُسبِّب هذا الفيروسُ أيَّ ضررٍ في معظم الحالات، لأنَّ جهازَ المناعة يتكفّل بالقضاء على العدوى. ولكنَّ استمرار العدوى في بعض الحالات قد يؤدِّي إلى حدوث مشاكلَ صحيَّة.
وعلى الرَّغم من أنَّ معظمَ الفتيات لا يتزوّجن قبل السادسة عشرة من العمر، إلاَّ أنه من الضروري أن يحصلنَ على الوقاية في وقتٍ مبكرٍ بما فيه الكفاية، والوقت المناسب لذلك هي سنوات المراهقة المبكِّرة؛ لذلك فإنَّ حصولهنَّ على اللقاح في أبكر وقتٍ ممكن سوف يؤمن لهنّ الوقاية مستقبلاً.
الأنواع المختلفة لفيروس الورم الحليمي البشري والحالات التي تتسبب بها
يوجد أكثر من 100 نوع مختلف من فيروس الورم الحليمي البشري، يصيب حوالي 40 نوعاً منها في المنطقة التناسليَّة.
قد تُسبِّب الإصابةُ ببعض الأنواع المرتفعة الخطورة من الفيروس نموَّ نسيجٍ غيرَ طبيعي، بالإضافة إلى حدوث تغيُّراتٍ أخرى في الخلايا قد تؤدِّي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم.
قد تُسبِّب العدوى بأنواعٍ أخرى من فيروس الورم الحليمي البشري ما يلي:
- الثآليل التناسليَّة: وهي زوائدُ صغيرةٌ تظهر في المنطقة التناسليَّة أو الشرج أو ما يحيط بهما.
- الثآليل الجلديَّة.
- سرطان المهبل أو سرطان الفرج (رغم ندرة هذه الأنواع من السرطان).
- سرطان الشرج أو سرطان القضيب.
- بعض سرطانات الرأس والعنق.
- ورم الحنجرة الحُليمي (ثآليل على الحنجرة أو الحبال الصوتيَّة).
فائدة اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري
يعمل هذا اللقاحُ على الوقاية من نوعين من فيروس الورم الحليمي البشري، وهما المسؤولان عن أكثر من 70% من الإصابات بسرطان عنق الرحم في المملكة المتَّحدة. وعَلاوةً على ذلك، فإنَّه يمنعُ ظهورَ الثآليل التناسليَّة أيضاً.
لمن يُعطى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري؟
يُعدّ لقاحُ فيروس الورم الحُليمي البشري جزءاً من برنامج التلقيح في مرحلة الطفولة في العديد من البلدان، ويجري إعطاؤه بشكلٍ روتيني للفتيات في المدارس اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 12-13عاماً.
ويُعدُّ هذا اللقاحُ من اللقاحات الآمنة، ولا توجد إلاَّ فئة قليلة جداً من الفتيات اللواتي لا يمكنهنّ أخذه. ومع ذلك، فقد تكون هناك ضرورةٌ إلى اتِّخاذ احتياطاتٍ خاصَّةٍ إذا تزامن إعطاء اللقاح مع مرور الفتاة بواحدةٍ من الحالاتٍ الصحيَّة المعيَّنة، أو إن عانت من ردَّة فعلٍ تحسُّسيَّة شديدة سابقاً.
هل يمكن للفتيات اللواتي فاتَهنَّ تلقِّي لقاح فيروس الورم الحُليمي البشري الحصولَ عليه لاحقاً؟
نعم يمكنهنَّ ذلك، فإن فات الفتاة تَلَقِّي أيِّ لقاح لأيِّ سببٍ فعليها التواصل مع الممرِّضة أو الطبيب للحصول على موعدٍ آخر، ويُفضَّل أن يكون في أقرب وقتٍ ممكن من موعد اللقاح الأصلي.
تستطيع الفتياتُ أخذَ لقاح فيروس الورم الحُليمي البشري حتى عمر 18 عاماً.
تحتاج الفتياتُ اللواتي تجاوزت أعمارهنَّ 15 عاماً إلى ثلاث جرعاتٍ من اللقاح، ذلك أنَّ استعمال جرعتين ليس كافياً لتحقيق الأثر المطلوب عند الفتيات الأكبر سنِّاً.
فحص عنق الرحم ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري
يُعَدُّ تحرّي سرطان عنق الرحم الطريقة التي يمكن بها الكشف عن الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم قبل أن تتطوَّرَ إلى إصابةٍ سرطانيَّة. وقد أظهرت الدراسات أنَّ الكشفَ عن التبدُّلات غير الطبيعية في عنق الرحم وعلاجها باكراً يمكن أن يمنعَ حدوث ثلاثة أرباع حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم.
يشتمل برنامجُ التحرِّي عن سرطان عنق الرحم على فحص النساء اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 25-64 عاماً كل 3-5 سنوات بهدف الكشف المبكِّر عن أيّة تبدُّلات غير طبيعية في عنق الرحم.
يُعدّ الفحصُ الدوري لعنق الرحم الطريقةَ الأفضل للكشف عن التبدلات الخلويَّة غير الطبيعية في عنق الرحم. لذلك، فمن الضروري أيضاً أن تقوم جميع الفتيات (بمن فيهنّ اللواتي تَلَقَّينَ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري) بإجراء فحوص دوريّة للتحري عن سرطان عنق الرحم بَدءاً من عمر 25 عاماً.
*************************