التواءُ الخصية
testicular torsion
هو انفتالٌ يحدث في الحبل المنوي الذي يدعم الخصيتين في كيس الصفن،
حيث يتوقَّف جريانُ الدم إلى الخصيتين والأنسجة المجاورة منها في كيس الصفن عندَ حدوثه.
من الشائع حدوثُ التواء أو انفتال الخصية عندَ الذكور الذين تتراوح أعمارُهم بين 12-16 عاماً،
ولكنَّه قد يحدث في أيَّ مرحلةٍ عمريَّة، حتى قبلَ الولادة.
الخُصيتان مُعلَّقتان في جَوفٍ جلديّ (كيس الصفن scrotum) يتوضَّع تحت القضيب، حيث تقومان بإنتاج النطاف والهرمون الجنسي الذكري (تِستوستيرون testosterone). وتأتي الترويةُ الدمويَّة لكلَّ خصية من الحبل المنوي. تكون بدايةُ هذا الحبل في البطن، ويمتدّ إلى كيس الصفن. كما يحتوي هذا الحبلُ على الأسهر (القناة الناقلة للمني) vas deferens، الذي يحمل النطاف من الخصيتين إلى الإحليل.
أسباب التواء الخصية
يكون بعضُ الرجال أكثرَ عُرضةً للإصابة بهذه الحالة، نتيجة وجود عيوبٍ في النسيج الضام داخل كيس الصفن.
كما قد تحصل هذه المشكلةُ بعدَ حدوث إصابة في كيس الصفن أدَّت إلى تورُّم كبير، أو بعدَ ممارسة رياضة عنيفة. وقد لا يكون هناك سببٌ واضحٌ في بعض الحالات.
من الشائع أكثر حدوثُ التواء الخصية خلال السنة الأولى من عمر وفي بداية مرحلة البلوغ أو المراهقة، إلاَّ أنَّه قد يحدث عندَ كبار السن أيضاً.
لا يزال سببُ حدوث التواء الخصية مجهولاً. يكون لدى معظم الذكور الذين أُصيبوا بالتواء الخصية صفةٌ موروثة تسمح بحريَّة دوران الخصية داخل كيس الصفن. وغالباً ما تُصيب هذه الحالةُ الموروثة كلتا الخصيتين. ولكن، ليس من الضروري أن يحدثَ التواءُ الخصية عند كلِّ ذكرٍ يحمل هذه الصفةَ الوراثية.
كما قد يزداد خطرُ حدوث التواء الخصية عند الرجال الذين لديهم خصيةٌ غير نازلة أو متوقِّفة undescended testicles (حيث يُولدُ الولدُ دون وجود الخصيتين في كيس الصفن).
غالباً ما يحدث التواءُ الخصية بعدَ مرور عدَّة ساعاتٍ على القيام بنشاطٍ عنيف، أو بعدَ إصابة طفيفة في الخصيتين أو بعدَ النوم. كما قد يكون للطقس البارد أو النموِّ السريع للخصية خلال مرحلة البلوغ دورٌ في حدوث هذه الحالة.
عوامل الخطر
· العمر. من الشائع حدوثُ التواء الخصية عندَ الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 12-16 عاماً.
· حدوث التواء سابق في الخصية. إذا عانى الذكر من ألمٍ في الخصية زالَ من تلقاء نفسه (التواء متقطِّع intermittent torsion وزوال الالتواء detorsion)، فمن المحتمل حدوثُه ثانيةً. وكلَّما تكرَّر حدوثُ نوبات الألم، ازدادت خطرُ تضرُّر الخصية).
· وجود تاريخ عائلي لالتواء الخصية. يمكن لهذه الحالة أن تنتقلَ وراثيَّاً.
أعراض التواء الخصية
تنطوي أعراضُ التواء الخصية على ما يلي:
· الشعور بألم شديد ومفاجئ في إحدى الخصيتين. وقد يحدث الألم من دون سبب واضح.
· تورُّم أحد جوانب كيس الصفن (تورُّم صفني scrotal swelling).
· غثيان أو قيء.
· شعور بخفة الرأس.
· ألم في البطن.
· تبوُّل مؤلم.
· حمَّى.
وتوجد أعراضٌ إضافيَّة قد تترافق مع هذه الحالة، مثل:
· تكتُّل الخصية.
· ظهور دم في السائل المنوي.
· توضُّع الخصية في أعلى كيس الصفن خلافاً للوضع الطبيعي.
ينبغي أن يكونَ حجمُ الخصيتين متساوياً تقريباً. ولكن، سوف تكون هناك مشكلةٌ إذا ازداد حجمُ إحدَيهما بسرعة مقارنةً بالأخرى. كما تكون هناك مشكلةٌ عند تغيُّرٍ لون كيس الصفن نحوَ الاحمرار أو اللون الداكن.
يستيقظ الأولاد الصغار المصابون بالتواء الخصية من نومهم في منتصف الليل أو في الصباح نتيجة شعورهم بألمٍ في الصفن عادةً.
تشخيص التواء الخصية
يقوم الطبيبُ بفحص المريض، وقد يُظهرُ الفحصُ ما يلي:
· إيلام شديد وحدوث تورُّم كبيرٍ في الخصية.
· ارتفاع مكان تموضع الخصية المصابة.
قد يُجرى دوبلر بالموجات فوق الصوتية للخصية للتحرِّي عن جريان الدم، لأنَّه لا يكون هناك جريانٌ للدم في المنطقة في حال وجود التواء كامل. وقد يتناقص جريانُ الدم إذا كان هناك التواءٌ جزئي للحبل المنوي.
· اختبار البول. يُستعمَلُ هذا الاختبارُ للتحرِّي عن وجود عدوى.
إذا أظهرت نتيجةُ اختبار البول وجودَ عدوى في السبيل البولي، فسوف يطلب الطبيبُ إجراءَ المزيد من الاختبارات، وذلك لمعرفة ما إذا كان الألمُ ناجماً عن عدوى أصابت الخصية أو البربخ epididymis (البربخ أنبوبٌ ملتفّ يوجد على الجزء الخلفي من الخصية).
معالجة التواء الخصية
ينبغي اللجوءُ إلى العلاجِ الجراحيِّ في معظم الحالات لتصحيح هذه المشكلة؛ ويجب إجراءُ الجراحة بأسرع وقتٍ ممكن بعدَ بدء الأعراض، حيث يمكن المحافظةُ على سلامة الخصية إذا أُجريت الجراحةُ خلال الساعات الست التالية لبدء الأعراض.
تُثبَّت الخصيةُ الموجودة في الجهة المقابلة في موضعها جيِّداً في أثناء إجراء الجراحة، حيث تكون الخصيةُ غير المصابة معرَّضةً لخطر حدوث التواء في المستقبل.
قد يستطيع الطبيبُ في بعض الحالات حلَّ التواء الخصية من خلال تحريكها في كيس الصفن (تدبير الالتواء يدويَّاً manual detorsion)، إلاَّ أنَّه ينبغي إجراءُ عمليةٍ جراحية لمنع حدوث الالتواء مرَّةً أخرى.
مآل التواء الخصية
قد تستمرُّ الخصيةُ في أداء عملها بشكلٍ طبيعيٍّ إذا شُخِّصت الحالة مبكِّراً وعولجت مباشرةً، حيث تزداد ضرورةُ استئصال الخصية إذا حدث نقصٌ في جريان الدم إلى الخصية لمدَّة تزيد على 6 ساعات.
المضاعفات المحتملة لالتواء الخصية
قد تنكمش الخصيةُ إذا توقَّف جريان الدم إليها لمدةٍ طويلة. وقد يكون من الضروري استئصالها جراحيَّاً. وقد يحدث هذا الانكماشُ بعد مرور أيام أو أشهر من تصحيح الانفتال. كما يُحتملُ حدوثُ عدوى شديدة في الخصية وفي كيس الصفن إذا توقَّف جريان الدم لفترة طويلة.
الوقاية من التواء الخصية
ينبغي اتخاذُ خطوات لتجنُّب إصابة كيس الصفن، فالكثيرُ من الحالات لا يمكن الوقايةُ منها.
تُعدُّ إمكانيةُ دوران الخصيتين داخل كيس الصفن من الصفات الموروثة عندَ بعض الذكور. ويُعدُّ إجراءُ عمليةٍ جراحيَّة لتثبيت كلتا الخصيتين داخل كيس الصفن هو السبيلَ الوحيد لمنع حدوث التواء الخصية.
*******************