الغَمَش (العَينُ الكَسُولَة)
العَينُ الكَسُولَة lazy eye، أو ما يُعرَف بالغَمَش amblyopia،
هي حالةٌ عندَ الأطفال تحدث عندما لا تتطوَّر الرؤيةُ في إحدى العينين بشكلٍ صحيح.
وهذا يعني عادةً أنَّ الطفلَ يمكن أن يرى بوضوح أقلّ في إحدى العينين، وبذلك يعتمد أكثر على العين "الجيِّدة" أو القويَّة.
يُقدَّر أنَّ 1 من بين كل 50 طفلاً سوف يُصاب بالعَين الكَسُولَة، ويكون الطفلُ بعمر 4 سنوات عادةً عندَ تشخيص هذه الحالة
التشخيص
لا تسبِّب العَينُ الكَسُولَة في العادة أعراضاً؛ حيث لا يدرك الأطفالً الصِّغار في أغلب الأحيان أنَّ هناك شيئاً ما خاطئاً في الرؤية لديهم؛ وإذا أدركوا ذلك، لا يقدرون على شرح هذا الخطأ عادةً. أمَّا الأطفالُ الأكبر سناً فقد يشكون من أنَّهم لا يستطيعون الرؤيةَ جيِّداً من خلال إحدى العينين.
في بعض الحالات، قد يُلاحَظ أنَّ إحدى العينين تنظر بشكلٍ مختلف عن الأخرى. ولكنَّ ذلك هو علامة لحالةٍ أخرى يمكن أن تؤدِّي إلى الغَمَش، مثل الحَوَل squint (عندما لا تنظر العينان في الاتِّجاه نفسه).
طلب المشورة الطبِّية
تُشخَّصُ الكثيرُ من حالات العَين الكَسُولَة خلال اختبارات روتينيَّة للعين، قبلَ أن ينتبهَ الوالدان إلى المشكلة. ولذلك، ينبغي أن يخضعَ الأطفالُ لاختبار البصر ما بين 4-5 سنوات من العمر.
ولكن، يجب مراجعةُ الطبيب إذا شعر الآباءُ بالقلق تجاه الرؤية عندَ الطفل، وذلك لإجراء المزيد من الاختبارات العينيَّة.
أسبابُ العَين الكَسُولَة
تعمل العينان مثلَ الكاميرا أو آلة التصوير؛ حيث تَرِد الصورةُ المركَّبة من الضوء من خلال عدسة كلٍّ عين، وتندفع الحزمةُ الضوئيَّة نحوَ الطبقة النسيجيَّة الحسَّاسة للضوء، والتي تُدعَى الشَّبكية.
تقوم الشَّبكيةُ بترجمة الصورة إلى إشاراتٍ عصبيَّة تُرسَل إلى الدِّماغ، ثمَّ يقوم الدِّماغُ بدمج الإشارات من كلتا العينين وتحويلها إلى صورة ثلاثية الأبعاد.
تحدث العَينُ الكَسُولَة عندما لا تعمل الوصلاتُ الدِّماغية المسؤولة عن الرؤية بشكلٍ صحيح، وينجم ذلك عن:
نقص مقدار الضوء الوارد إلى العين.
فقدان خاصيَّة البَأر focus أو التركيز في العين.
وجود تشوُّش بين العينين، حيث لا تكون الصورتان في العينين متماثلتين (كما في الحَوَل).
إذا لم تُعالج العَينُ الكَسُولَة، يمكن أن تؤدِّي إلى بقاء الرؤية المركزيَّة central vision في العين دون المستويات الطبيعيَّة.
معالجةُ العَين الكَسُولَة
يمكن معالجةُ معظم حالات العَين الكَسُولَة، على مرحلتين عادةً.
يجري تصحيحُ المشكلة الكامنة أوَّلاً؛ وهذا ما يمكن إنجازُه باستعمال نظَّارات لتصحيح خاصيَّة البأر في العين، ممَّا يساعد على تدبير الحول في أغلب الحالات أيضاً.
ثمَّ يُشجَّع الطفلُ على استعمال العين المصابة بالكسل من جديد؛ وهذا ما يمكن إنجازُه بتغطية العين الأقوى نظراً، أو باستعمال قطرات عينيَّة تؤدِّي إلى اضطرابٍ مؤقَّت في الرؤية بالعين القويَّة.
تكون المعالجةُ فعَّالةً غالباً، لكنَّ النتيجةَ تدريجية، وتستغرق عدَّةَ شهور حتَّى تكتمل.
*****************************