الأُذُنُ الصَّمغِيَّة (التِهابُ الأُذُنِ الوُسطَى الإفرازِيّ)
الأذنُ الصمغيَّة glue ear
حالةٌ شائعةٌ في مرحلة الطفولة، تمتلىء فيها الأذنُ الوسطى بسائل. والمصطلحُ الطبِّي للأذن الصمغيَّة هو التهاب الأذن الوسطى المصحوب بالانصباب otitis media with effusion (OME).
تُشير التقديراتُ إلى أنَّ 20% من الأطفال الذين يُقارب عمرهم السنتين سوف يُصابون بالأذن الصمغيَّة في وقتٍ ما، كذلك سوف يُصاب حوالي 80% من الأطفال بالأذن الصمغيَّة مرَّةً واحدةً على الأقلّ قبلَ بلوغهم سنَّ العاشرة.
الأعراض
يُعدُّ نقصُ السَّمع بدرجةٍ ما في إحدى الأذنين أو في كلتيهما هو العَرَضَ الرئيسي للإصابة بالأذن الصِّمغيَّة. ويكون هذا النقصُ مشابهاً لما يشعر به الشخصُ عندما يضع أصابعه في أذنيه عادةً.
تتضمَّن العلاماتُ الدالَّة على احتمال وجود مشاكل في سمع الطفل ما يلي:
بذل الجهد للحفاظ على الاستمرار في المحادثة.
الانزعاج بسبب الصعوبة عندَ محاولة الاستماع.
رفع درجة صوت التلفزيون عادة.
ينبغي مراجعةُ الطبيب عندَ وجود أيَّة مخاوف متعلِّقة بسمع الطفل.
أسباب حدوث الإصابة
الأذنُ الوسطى middle ear هي جزءٌ من الأذن يقع خلفَ طبلة الأذن eardrum مباشرةً. وتتألَّف من ثلاثة عظامٍ صغيرة تنقل الاهتزازاتِ الصوتيَّةَ من طبلة الأذن إلى الأذن الدَّاخليَّة أو الباطنة inner ear؛ فتراكمُ السائل المترافق بالأذن الصمغيَّة يُقيِّد من حريَّة حركة هذه العظام، ممَّا يؤثِّر في السَّمع، لأنَّ ذلك يعني إعاقةَ انتفال الاهتزازات الصوتيَّة إلى الأذن الداخليَّة.
أسبابُ تراكم السائل غيرُ معروفة بدقَّة، رغم أنَّ ذلك يبدو مرتبطاً بوجود مشكلةٍ بالقناة الواصلة بين الأذن الوسطى والجزء الخلفي من الحلق (نفير أوستاش أو النَّفير Eustachian tube). ومن الوظائف الرئيسيَّة لهذه القناة المساعدةُ على تصريف السائل من الأذن الوسطى.
ويُعتَقدُ أنَّ المشاكلَ المرتبطة بنفير أوستاش قد تكون ناجمةً عن إصابة الأذن بعدوى سابقة أو عن التهيُّج بالتدخين أو حالات الحساسيَّة. ولكنَّ الأذنَ الصمغيَّة لا تحدث بسبب دخول الماء إلى الأذن بعدَ السباحة والاستحمام أو عن تراكم صملاخ او شمع الأذن.
كما يُعتَقدُ أنَّ نشأةَ الأطفال في منزلٍ يُدخِّنُ فيه البالغون، واعتماد الرضيع في تَغذيته على الإرضاع من الزجاجة بدلاً من الرضاعة الطبيعيَّة، ووجود أشقَّاء أُصيبُوا بهذه الحالة سابقاً يزيد من خطر الإصابة بالأذن الصمغيَّة.
علاج الأذن الصمغيَّة
لا تحتاج معظمُ حالات الأذن الصمغيَّة إلى العلاج، لأنَّ الحالةَ تتحسَّن من تلقاء نفسها خلال ثلاثة أشهر عادةً.
لا يُوصَى بالعلاج عادةً إلاَّ في حال استمرار الأعراض لمدَّة تزيد على ثلاثة أشهر، وعندما يُعتقَد أنَّ نقصَ السمعَ قد وصلَ إلى درجةٍ تؤثِّر في تطوُّر اللغة والكلام عندَ الطفل.
يمكن عِلاجُ الأذن الصمغيَّة في هذه الحالات بإجراء عمليَّةٍ جراحيَّةٍ بسيطة عادةً، والتي تشتمل على وضع أنابيب صغيرة (أنابيب تهوية grommets) في الأذن للمساعدة على تصريف السائل.
المضاعفات
تتضمَّن المضاعفاتُ المحتملة للإصابة بالأذن الصمغيَّة على إصابة الأذن بالعدوى، كما يحدثُ تأخُّرٌ مؤقَّتٌ وبسيطٌ في الكلام وفي تطوُّر اللغة عندما يكون نقصُ السمع أكثرَ شِدَّةً.
تتحسَّن بعضُ المشاكل المرتبطة بالأذن الصمغيَّة من تلقاء نفسها سريعاً، رغم ضرورة تقديم المزيد من العلاج أحياناً.
الأذن الصمغيَّة عند البالغين
قد تحدث الأذنُ الصمغيَّة عند البالغين أحياناً.
يجري تشخيصُ وعلاج الأذن الصمغيَّة عند البالغين بنفس طريقة علاج الحالة عند الأطفال.
إذا لم تظهر علاماتٌ لحدوث تحسُّنٍ بعد حوالي ثلاثة أشهر، يمكن عندها وضعُ أنابيب تهوية داخل الأذن للمساعدة على تصريف السائل من داخلها.
*******************