فرط التعرّق
فرط التعرُّق hyperhidrosis
هو حالةٌ شائعة يزداد فيها إفرازُ العرق عبر مسامات الجلد بصورة كبيرة.
يمكن لهذه الحالة أن تؤثِّر في كامل الجسد أو في منطقة محددة منه، مثل:
* الإبطين.
* راحة الكفين.
* باطن القدمين (الأخمصين).
* الوجه والصدر.
* منطقة أعلى الفخذ (الناحية الأربية).
غالباً ما تكون الإصابةُ متناظرة في جانبي الجسم، كأن يُصاب كلا الإبطين الأيمن والأيسر، أو كلتا راحتي الكفين اليمنى واليسرى.
لا يُشكل التعرُّقُ الزائد مشكلةً صحيةً خطيرةً في معظم الأحيان، إلا أنه قد يُسبب الإزعاجَ والإحراج للشخص، كما قد يؤثر سلباً في جودة حياته، ويدفعه إلى القلق والاكتئاب.
ما هو التعرُّق الطبيعي؟
لا توجد خطوط عامة تُحدِّد ما هو التعرُّق الطبيعي، وما هو التعرُّق الزائد، والعامل الذي يحدِّد ذلك هو شعور الشخص نفسه بأنه يتعرَّق بشكل مفرط، وأن ذلك يؤثر سلباً في حياته اليومية.
على سبيل المثال، يُعدُّ الشخص مُصاباً بفرط التعرق في الحالات التالية:
* إذا كان يتجنَّب المخالطة الجسدية مع الآخرين، مثل المصافحة باليد، وذلك لئلا يُبلِّل يد المصافح بقطرات العرق.
* إذا كان يتجنَّب المشاركةَ في النشاطات الاجتماعية المختلفة التي تتطلَّب الحركة، خوفاً من أن يزيد ذلك من تعرُّقه.
* إذا كان التعرُّق الزائد يُصعّب على الشخص القيام بمهامه اليومية، مثل قيادة السيارة أو حمل الأدوات المختلفة أو النقر على لوحة مفاتيح الحاسب.
* إذا كان الشخصُ يُمضي وقتاً مهماً من يومه، وهو يتعامل مع آثار تعرّقه، كأن يستحمّ أكثر من مرة أو يبدل ثيابه باستمرار.
* إذا دفع التعرُّق الزائد الشخصَ للانطوائية والانعزال عن الناس.
الانتشار
يُعد فرطُ التعرُّق حالةً شائعة، وتُشير الإحصائيات المختلفة إلى أن معدَّل انتشاره يبلغ حوالى 3 في المائة، وهو يصيب البشر من كلِّ الأعمار، ولكن فرطَ التعرُّق الأساسي غالباً ما يبدأ في سنوات الطفولة أو بعد البلوغ.
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
ينبغي على الشخص زيارة الطبيب إذا كان التعرُّقُ الزائد يؤثِّر سلباً في أدائه لنشاطاته اليومية، أو إذا كان يحدث بصورة مفاجئة. كما ينبغي على المريض زيارة الطبيب إذا كان يشكو من تعرُّق ليلي، فقد يكون ذلك عَرَضاً لمشكلة أكثر خطورة.
قد يدفع الإحراجُ بعضَ المرضى إلى عدم طلب المساعدة الطبية، أو ظناً منهم بأنَّ المشكلة لا يمكن حلُّها. لكنَّ العلاجَ يتوفر لهذه الحالة عادة.
غالباً ما يتمكَّن الطبيبُ من تشخيص الأعراض بناءً على التاريخ المرضي والأعراض الظاهرة، وقد يتطلَّب الأمر إجراء تحاليل دموية أو بولية للتأكُّد من عدم وجود أي حالة مرضية تُسبِّب ذلك العرض.
أسباب فرط التعرُّق
في العديد من الحالات لا يكون سببُ فرط التعرُّق واضحاً، ويُعتقد بأنَّه ناجم عن خلل في جزء الجهاز العصبي المسؤول عن ضبط عملية التعرُّق. ويُطلق على هذه الحالة اسم فرط التعرُّق الأساسي أو البدئي primary hyperhidrosis.
أمَّا فرطُ التعرُّق الذي يكون له سببٌ واضح ومحدَّد، فيُطلق عليه اسم فرط التعرُّق الثانوي secondary hyperhidrosis، ومن أسبابه الشائعة:
* الحمل أو انقطاع الطمث (سنّ اليأس).
* القلق.
* تناول بعض الأدوية.
* انخفاض سكَّر الدم.
* فرط نشاط الغدة الدرقية.
* بعض حالات العدوى.
علاج فرط التعرُّق
قد يُشكِّل علاجُ فرط التعرُّق تحدياً حقيقياً، ويستغرق الأمر وقتاً قبل أن يتمكَّنَ المريض من العثور على العلاج المناسب له.
يلجأ الأطبَّاء في الخط الأول من العلاج إلى طرق مُحافِظة (غير باضعة)، مثل استخدام مُضادَّات تعرق قوية أو إدخال تعديلات على نمط حياة الشخص، وتتضمن:
* ارتداء ثياب فضفاضة وخفيفة.
* تجنُّب كل ما من شأنه زيادة التعرُّق، مثل تناول المأكولات الغنية بالبهارات.
* ارتداء ملابس بيضاء للتقليل من ظهور آثار التعرُّق.
إذا لم يُجدِ ذلك نفعاً، فقد يلجأ الطبيبُ إلى علاجات أخرى، مثل:
* الإرحال الأيوني iontophoresis، حيث تُعالج المنطقةُ المصابة بواسطة تيَّار كهربائي ضعيف يُمرر إلى المريض من خلال الماء أو قطعة قماشية رطبة.
* حقن ذيفان الوشيقيَّة (البوتيلينيوم) botulinum toxin injections.
* الجراحة في حالات نادرة.
يُعدُّ فرطُ التعرُّق حالةً مزمنة بشكل عام، وقد تتحسَّن قليلاً مع مرور الوقت، ويمكن أن تساعدَ العلاجاتُ المتوفِّرة على ضبط الحالة وإبقائها تحت السيطرة.
**************************