عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
موضوع: داء بوين (سرطان الجلد الموضعي) الأحد مارس 19, 2017 9:06 am
داء بوين (سرطان الجلد الموضعي) عدُّ داءُ بوين Bowen's disease شكلاً مُبكِّراً جدَّاً لسرطان الجلد، ويُمكن عِلاجُه بسهُولة، وتنطوي علاماتُه الرَّئيسيَّة على بُقعٍ حمراء مُتقشِّرة (مُتوسِّفة scaly) على الجلد. يحدُث هذا النموّ غير الطبيعيّ في الخلايا الحَرشِفيَّة squamous cells، في الطبقة الخارِجيَّة من البشرة، ويُشار إلى داء بوين أحياناً على أنَّه سَرطانة حَرشفِيَّة الخلايا موضعيَّة squamous cell carcinoma in situ. تنتِشرُ الخلايا السَّرطانِيَّة أحياناً إلى سطح الجلد، ولكن يكون نموّها بطيئاً عادةً، وقد لا تتغيَّر على مدى سنواتٍ، ومن النَّادِر أن يغزو داءُ بوين الطبقات الأعمَق من الجلد (من 3 إلى 5 في المائة من المرضى)، ويتحوَّل إلى نوعٍ أكثر خطورة من سرطانات الجلد. على أيّ حال، يُواجِه الشخصُ هذا الخطرَ فقط إذا لم تُشخَّص الحالةُ أو أُهمِلت. يُمارِسُ التشخيصُ الصحيح دوراً مهمَّاً في عِلاج داء بوين، لأنَّ هذا المرضَ يُشبِهُ حالات أخرى، مثل الصدفيَّة psoriasis أو الإكزيمة eczema. تجب استشِارةُ الطبيب دائماً إذا ظهرت بعضُ الأعراض مثل البُقع الحمرار المُتقشِّرة على الجلد، حيث قد يحتاج الأمرُ إلى إحالة الشخص إلى احتصاصي الأمراض الجلديَّة لتحدِيد السبب في هذه الحالة.
ما هي أجزاء الجلد التي تُصاب بِداء بوين؟ يُمكن أن يظهرَ داء بوين في أي مكان على البشرة، خصوصاً الجذع أو الذِّراعين أو الساقين، ولكنَّه أكثر شُيوعاً على الطرف السفليّ عندَ النَّساء كبيرات السنّ. قد يظهر داءُ بوين على الأعضاء التناسُلِيَّة أحياناً، ويُعرف هذا النَّوعُ باسم كَثْرَةُ الحَطَاطات البوينيَّة الشَّكل أو الكَشميَّة bowenoid papulosis عندَ النِّساء، أو داء بوين القَضيبي bowen’s disease of the penis عند الرِّجال.
ما هي أعراض داء بوين؟ يظهر داءُ بوين عادةً على شكل بُقعٍ حمراء مُتقشِّرة على الجلد بقطرٍ يتراوَح بين 1 إلى 3 سنتيمتراتٍ، وقد تكون حاكَّةً أو لا تكون؛ ويُمكن أن ينقلِبَ لونُ الجلد في مكان الإصابة إلى الأحمر مع ألم، واحتِمال النَّزف والتقرُّح. تظهر كثرةُ الحُطاطات البوينيّة الشَّكل أو الكشميَّة على شكل بُقعٍ بُنيِّة اللون حول منطقة أعلى الفخذين groin area.
ما هي الشريحة البشريَّة التي تُصاب بداء بوين؟ يشيعُ داءُ بوين عند النِّساء أكثر من الرِّجال، وهو يُصيبُ كِبارَ السنّ عادةً في العقدين السابع والثامِن من العُمر؛ ويميل إلى يُشاهَد عندَ الذين تعرَّضوا إلى أشعَّة الشمس كثيراً، خصوصاً أصحاب البشرة الفاتِحة (يُعدُّ التعرُّض إلى أشعَّة الشَّمس من الأسباب الرئيسيَّة لداء بوين). كما يميلُ هذا المرضُ أيضاً إلى أن يُصِيبَ الأشخاصَ الذين يتناولون أدويةً تكبح عملَ جِهاز المناعة، مثل الذين خضعوا إلى جراحة زراعة الأعضاء.
ما هي أسبابُ داء بوين؟ لا تُعرف أسبابُ داء بوين عادةً، فهو لا ينتقِلُ بين أفراد العائلة، ولا يُمكن أن ينتقِل من شخصٍ إلى آخر، وتحدُث معظمُ حالاته بسبب التعرُّض إلى الشَّمس لفترةٍ طويلةٍ، ويُواجه أصحابُ البشرةِ الفاتِحة زيادةً في خطر هذا المرض. ولكن، ليس هذا هو السبب الوحيد، فداءُ بوين يُمكن أن يُصيبَ مناطق البشرة التي لا تتعرَّض إلى ضوء الشمس عادةً. كما يُمكن أيضاً أن يُؤدِّي العلاجُ الإشعاعيّ إلى زيادةٍ في خطر داء بوين في المنطقة المُصابة. يرتبِطُ التعرُّضُ إلى الزرنيخ بالإصابة بداء بوين في حالاتٍ نَادرة. ربَّما تحدُث الإصابةُ بكثرة الحُطاطات البوينيّة الشَّكل أو الكشميَّة بسبب فيروس الورم الحُليميّ البشريّ human papillomavirus الذي يُسبِّبُ ظهورَ ثآليل على الأعضاء التناسُلِيَّة.
كيف يُعالَج داء بوين؟ هناك عدَّةُ خيارات لمُعالجة داء بوين، ويأخذ طبيبُ الأمراض الجلديَّة في اعتِباره مكانَ البقعة على البدن وحجمها وثخانتها وعدد البقع قبلَ أن يُقرِّرَ ما هُو الإجراء الأفضل. كما يأخذ الطبيبُ في اعتِباره أيضاً قُدرة البشرة على الشِّفاء لاحقاً؛ فعلى سبيل المثال، تميل البشرةُ على الطرف السفليّ إلى أن تكون مشدودةً ورقيقةً وتشفى ببطءٍ. تنطوي خيارات المُعالَجة على: المُعالَجة بالبرودة cryotherapy، حيث يُرَشُّ الآزوت أو النتروجين السائِل على البشرة المُصابة لتجميدها، وقد يُسبِّبُ هذا الإجراءُ الألم، ويشعر الشخص بالانزِعاج قليلاً في مكان الإصابة عدَّةَ أيَّام. وربَّما يحدُث تقرُّحٌ ونزٌّ في مكان العلاج، ولكن تندمِلُ البُقعة لاحقاً، وتسقط خلال أسابيع عادةً ومعها البشرة المُصابة. كريم (رهيم) إيميكويمود imimquimod أو كريم العِلاج الكيميائيّ مثل 5-فلورويوراسيل 5-fluorouracil. التجريف والكَي curettage and cautery، حيث يجري تجريفُ المنطقة المُصابة من البشرة تحت التخدير الموضعيّ، وتُستخدَم الحرارة أو الكهرباء لإيقافِ أيّ نزف، ممَّا يُساعِدُ على اندِمال موضع التجريف وشفائه بعدَ أسابيع قليلة. العِلاج الضوئيّ الدِّيناميكيّ photodynamic therapy، حيث يُوضع كريمٌ (رُهَيم) حسَّاسٌ للضوء على المنطقة المُصابة، ويُسلَّط الليزرُ على البشرة لمدَّة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات للقضاء على الخلايا غير الطبيعيَّة. تستمرُّ جلسةُ العلاج بين 20 إلى 45 دقيقةً؛ وبعدَ الانتِهاء منها، تُغطى البشرةُ بضمادٍ لوِقايتها من الضوء، وقد يحتاج العلاجُ إلى أكثر من جلسةٍ واحِدةٍ. الجراحة، حيث يُستأصل الجلدُ المُصاب جراحياً، وقد يحتاج الأمر إلى وضع غُرَز لاحقاً، ولكن لا تُعدُّ هذه الطريقةُ من العلاج أفضل خيار إذا كانت البقعة كبيرةً أو إذا كان هناك العديد من البُقع. في بعض الحالات، قد يطلب اختصاصي الأمراض الجلديَّة مُجرَّد مُراقبة داء بوين، لأنَّ هذا المرضَ يتفاقم ببطءٍ شديدٍ، ولأنَّ التأثيرات الجانبيَّة للمُعالجة قد تفوق منافِعها.
العِناية بالجلد فيما بعد قد يحتاج الشخصُ إلى مُتابعة الحالة بعدَ المُعالجة، لمعرَفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من العلاج، أو لإزالة الغُرز إن خضع إلى الجراحة. وفي غضون ذلك، قد يحدُث تغيرُّ في مظهر البشرة التي خضعت للعلاج أو تظهر كتلةٌ جديدة أو يحدُث نزفٌ، ويجب استشارة الطبيب فوراً وعدم الانتِظار إلى الموعد القادم للمُتابعة. يجب حِمايةُ الجلد المُصاب من الشمس دائماً عن طريق ارتِداء ملابس واقِية واستخدام مُستحضرات الوِقاية من أشعَّة الشمس، والتي تحتوي على درجة مُرتفِعة من عامِل الوِقاية من الشَّمس sun protection factor (30 على الأقلّ).
المآل يتفاقم داءُ بوين ببطء عادةً وخلال أشهر أو سنوات، وتعمل جميعُ طُرق المُعالجة التي ذُكِرت سابقاً بشكلٍ جيِّدٍ، ويُمكن القول إنَّ مُعدَّلات الشفاء من هذا المرض مُرتفِعة. يجب التنويهُ إلى أنَّه في حال لم يُشخَّص داء بوين، يُمكن أن يتحوَّلَ في نِهاية المطاف إلى سرطان الخلايا الحرشفيَّة squamous cell cancer عند نسبةٍ صغيرةٍ من المرضى (حوالي 3 إلى 5 أشخاص لكلّ 100 مريض).