ختان الأطفال
الختانُ عندَ الذكور male circumcision هو استئصالٌ جراحيٌّ للقلفة foreskin.
القلفةُ هي طيَّةٌ جلديَّة قابلة للجرِّ، تغطِّي نهاية القضيب penis. وتعدُّ استمراراً للجلد الذي يُغطِّي كاملَ القضيب.
دواعي الختان
يمكن إجراءُ الختان للصبيان للأسباب التالية:
أسباب طبيَّة medical reasons: حيث تُجرى كعلاجٍ أخير لحالاتٍ مثل تضيُّق القلفة (الشَّبَم phimosis) وحالات العدوى المتكرِّرة للقلفة ورأس القضيب (التهاب الحشفة balanitis).
أسباب دينية وثقافيَّة: يُعدُّ الختانُ من الممارسات الشائعة في المجتمعات اليهودية والإسلاميَّة، كما أنَّه يُمارسُ عند العديد من المجتمعات الإفريقية (تجرى معظمُ عمليات الختان لأسبابٍ ثقافيَّة خلال مرحلة الطفولة).
كيف تتطوَّر القلفة؟
يُعدُّ عدمُ تراجع أو انكماش القلفة لدى الصبيان من الأمور الطبيعية خلال السنوات القليلة الأولى من العمر.
لكنَّ القلفةَ ينبغي أن تبدأ بالانفصال (التراجع) عن رأس القضيب (الحشفة glans) بشكلٍ طبيعي عندما يبلغ الصبيُّ العامين من عمره (أو في وقتٍ لاحقٍ في بعض الحالات). ويحدث الانفصالُ الكامل في عمر 5 سنوات.
قد يستغرق انفصالُ القلفة فترةً أطول عند بعض الصبيان، ولكنَّ هذا لا يعني وجود مشكلة، حيث إنَّ الانفصالَ يحدث في مرحلةٍ لاحقة عادةً.
وبما أنَّ الانفصالَ يحدثُ بدءاً من رأس القضيب، فقد يُلاحَظُ أنَّ القلفةَ تنتفخ في أثناء التبوُّل. وقد يؤدِّي هذا في بعض الأحيان إلى حدوث عدوى (التهاب الحشفة balanitis)، ولكنَّ هذا الانتفاخ يتلاشى تدريجيَّاً بمرور الوقت.
يجب عدمُ محاولة إرجاع قلفة الصبي بالقوَّة، لأنَّ ذلك قد يكون مؤلماً، ويُسبِّبَ الأذى للقلفة.
الأسباب الطبية للختان
قد يكون ختانُ الصبيان لأسبابٍ طبيَّة، مع أنَّه يمكن استعمالُ علاجاتٍ أخرى تكون أقلَّ جرحاً.
تُصيبُ الحالاتُ التالية القضيبَ، وقد يحتاج علاجُها في حالاتٍ نادرة إلى إجراء الختان:
تضيُّق القلفة phimosis: تكون القلفةُ شديدةَ الضيق، بحيث لا يمكن سحبُها أو جرُّها إلى الخلف فوق رأس القضيب؛ وقد يُسبِّبُ هذا شعوراً بالألم عندَ انتصاب القضيب أحياناً، كما قد تكون هناك صعوبةٌ في التبوُّل في حالاتٍ نادرة.
· التهاب الحَشَفَة المتكرِّر recuitent balaitis: تصبح القلفةُ ورأس القضيب مصابين بالالتهاب والعدوى.
الجُلاع (انكماش جلد القُلفة المتضيِّقة) paraphimosis: حالةٌ لا يمكن فيها إعادةُ القُلفة إلى موضعها الطبيعي على رأس القضيب بعد سحبها إلى الخلف، ممَّا يؤدي إلى تورُّم رأس القضيب الذي يصبح مؤلماً؛ ومن الضروري علاجُ الحالة مباشرةً لتفادي حدوث مضاعفات خطيرة، مثل الحدِّ من جريان الدم إلى القضيب.
· التهاب الحَشَفة الجُفافي المُسِد balanitis xerotica obliterans: حالةٌ تؤدِّي إلى حدوث الشَّبَم (تضيُّق القلفة) phimosis، كما أنَّها تصيب رأسَ القضيب أحياناً، والذي قد يصبح مُتَندِّباً وملتهباً.
· عدوى المسالك البوليَّة المتكررة repeated urinary tract infections (UTIs): قد يوصى بإجراء الختان في بعض الحالاتٍ، وذلك كعلاجٍ أخيرٍ لتكرُّر إصابة الصبيِّ بالتهاب المسالك البوليَّة.
يمكن علاجُ هذه الحالات بنجاحٍ باستعمال المعالجات غير الجراحيَّة غالباً، والتي ينبغي محاولةُ استعمالها قبلَ التفكير في إجراء الختان.
يمكن علاجُ الحالات البسيطة من تضيُّق القلفة باستعمال الستيرويدات الموضعية للمساعدة على تليين الجلد وتسهيل عودة القلفة، إلاَّ أنَّ الختانَ قد يكون ضروريَّاً إذا تضرَّرت القلفة ولم يعُد بالإمكان إعادتها فوق رأس القضيب. ويكون حدوثُ ذلك نادراً جدَّاً قبل بلوغ الصبيَّ عامَه الخامس.
أمَّا عندَ تدبير انكماش جلد القُلفة المتضيِّقة، فقد يقوم الطبيبُ بفرك حشفة القضيب مستعملاً هلامة للتخدير الموضعي للمساعدة على تخفيف الألم والالتهاب، ممَّا قد يسمح بتطبيق بعض الضغط على رأس القضيب (الحشفة) في أثناء دفع القلفة إلى الأمام. ويمكن في الحالات الشديدة تطبيقُ هلامة مخدِّرة موضعيَّة على القضيب، مع إجراء فتحة صغيرة في القلفة للمساعدة على تخفيف الضغط.
يمكن أن تنجحَ معالجةُ التهاب الحَشَفة والتهاب الحشفة الجفافي المُسِدّ في بعض الأحيان باستعمال كريمات أو مراهم أو هلامات كورتيكوستيرويدية corticosteroid أو كريمات لمضادَّات حيوية أو كريمات مضادَّة للفطريات antifungal creams.
تكون معظمُ التهابات المسالك البولية بسيطةً، ويمكن علاجُها باستعمال المضادات الحيوية؛ لكنَّ تكرارَ التهاب المسالك البوليَّة قد يتسبَّبُ أحياناً بحدوث ضررٍ في الكلية؛ فمثلاً، إذا كان الصبي يُعاني من عيبٍ خِلقي يتسبَّبُ بعودة البول إلى الكلية، فإنَّ الجراثيمَ قد تنتشر من القلفة من خلال البول لتصيبَ الكلية بالعدوى. وقد يُوصَى في مثل هذه الحالات بإجراء الختان.
إجراء الختان
يُعدُّ الختانُ من أنواع جراحة اليوم الواحد عادةً، ممَّا يعني أنَّ الصبيَّ سيدخل المستشفى في نفس يوم إجراء الجراحة، ولن يحتاج للبقاء فيها إلى اليوم التالي.
يُمنعُ الصبيُّ عن تناول الطعام أو الشراب قبلَ إجراء الجراحة، ويُزوَّد الأهل بمعلوماتٍ مفصَّلة حولَ تحضير الصبي للعملية.
يُعدُّ الختانُ من الإجراءات البسيطة نسبيَّاً، حيث يقتصر على استئصال القلفة بدءاً من المنطقة التالية لرأس القضيب باستعمال مِشرطٍ أو مقصٍّ جراحيٍّ. ويمكن كيُّ أي نزفٍ (إيقاف النزف بالحرارة)، ثمَّ تُخاط حواف الجلد المتبقِّية باستعمال غُرزٍ قابلة للذوبان. ويستغرق الشفاءُ الكامل من الختان مدَّةً أقصاها 6 أسابيع.
التعافي بعدَ الختان
يُوضَعُ ضمادٌ على قضيب الصبيِّ عندَ الانتهاء من الجراحة لحماية الجرح. ويُنزَعُ عنه قبلَ عودة الصبي إلى منزله، إلاَّ أنَّه لا يُسمَح له بمغادرة المستشفى إلاَّ بعدَ أن يتبوَّل، الأمر الذي قد يكون مزعجاً قليلاً في البداية.
يُعاني الصبيُّ من ألمٍ والتهابٍ في قضيبه لبضعة أيَّام بعدَ إجراء العمليَّة. ويمكن وصفُ مرهمٍ يُستَعمل بضعةَ أيَّام للمساعدة على شفاء مكان الجراحة. ويكون من الضروري استعمالُ مسكِّن للألم، كالباراسيتامول أو الإيبوبروفين، لمدة 3 أيَّام على الأقل.
قد يوفِّر ارتداءُ الصبيِّ لملابس فضفاضة على نصف جسمه الأسفل (أو عدم ارتداء أيَّة ملابس)، وذلك لبضعة أيَّام بعدَ الختان، راحةً أكبرَ له. كما قد يوفِّر التبوُّلُ في مكان استحمامه راحةً أكبر له خلال هذه الفترة.
يستطيع الصبيُّ الاستحمامَ في اليوم التالي للختان، إلاَّ أنَّه يجب أن يتجنَّبَ ركوبَ الدرَّاجة أو ممارسة الألعاب الأخرى التي تحتاج إلى الجلوس، حتى زوال أيّ تورُّمٍ في منطقة الجراحة.
ينبغي أن يكونَ الصبيُّ قادراً على العودة إلى المدرسة أو الحضانة بعدَ مرور أسبوع تقريباً من إجراء الختان. وينبغي إعلامُ إدارة المدرسة أو الحضانة عن إجراء الصبيِّ لعملية الختان.
ليس من الضروري مراجعةُ الطبيب للمتابعة في معظم الحالات، إلاَّ أنَّه ينبغي مراجعته في الحالات التالية:
حدوث نزفٍ من القضيب.
استمرار تورُّم القضيب لمدَّة أسبوعين بعدَ إجراء الختان.
استمرار الشعور بالألم خلال التبوُّل لبضعة أيَّام بعدَ الختان.
مخاطر الختان
تكون المخاطرُ المتعلِّقة بإجراء الختان قليلةً عندما يقوم به أطبَّاء مؤهَّلون وخبيرون.
الخطرُ الرئيسي لهذه العملية هو النزف خلال وبعد الانتهاء من إجرائها، حيث يقوم الطبيب بسدِّ أيِّ جرحٍ نازفٍ في أثناء الختان، ثمَّ يقوم الضماد الموضوع على الجرح بامتصاص أيِّ نزفٍ حاصل؛ إلاَّ أنَّه ينبغي طلبُ المساعدة الطبية إذا استمرَّ النزف من قضيب الصبي بعد عودته إلى المنزل.
كما توجد مخاطرُ متعلِّقةٌ باستعمال التخدير العام أيضاً، مثل حدوث ردَّة فعلٍ تحسُّسيَّة خطيرة (تأق anaphylaxis)، إلاَّ أنَّ هذه المخاطرَ تكون صغيرة.
قد يُعاني الصبيُّ من صداعٍ أو من شعورٍ بالمرض أو الدوخة بعدَ التخدير العام، إلاَّ أنَّ هذه التأثيرات الجانبيَّة ينبغي أن تزولَ سريعاً.
كما يوجد خطرٌ صغيرٌ للإصابة بالعدوى بعدَ إجراء الختان.
*************************