عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
موضوع: كسور الذراع أو المعصم الخميس مارس 16, 2017 8:40 am
كسور الذراع أو المعصم
تحدث كسورُ الذراع أو المعصم broken arm or wrist عادةً نتيجة السقوط على الذراع الممدودة. ويستغرق الشفاءُ منها مدَّةً تتراوح بين 6-8 أسابيع عندَ البالغين، وفترةٍ أقلّ عند الأطفال.
كيف يمكن التنبُّؤ بحدوث كسرِ في الذراع أو المعصم؟
تكون عظامُ الذراع أو المعصم المكسورة شديدة الألم، ويمكن أن يُلاحظ أيضاً: · تورُّمٌ أو ألم في المنطقة المُصابة وما حولها. · نزفٌ، إذا أدَّى كسرُ العظم إلى إصابة النُّسُج والجلد. كما قد تظهر هذه الأعراضُ عندَ الإصابة بالتواءٍ sprain في الذراع أو المعصم دون حدوث كسر. ويكون إجراء صورة شعاعيَّة في المستشفى هو السبيلَ الوحيد للتأكُّد من الإصابة بكسرٍ في العظم. في حال كان خطُّ الكسر واضحاً (لم يحدث تفتُّت في العظم)، يمكن أن يُسمَعَ صوتٌ طحنٍ أو صَكَّةٍ لحظة وقوع الحادث. ويمكن للعظم أن ينكسرَ بشكلٍ عَرضِي أو قُطري أو حلزوني. في الحالات الشديدة، قد ينكسر العظمُ إلى عدَّة أجزاء (كسر مُفتَّت comminuted)، حيث يبرزُ من إحدى الزوايا أو ينتأ أو يتبارز من خلال الجلد (كسر مفتوح أو مركَّب).
ما الذي يمكن القيام به
ينبغي تجنُّبُ أكل أو شرب أيِّ شيء عند الاشتباه بحدوث كسرٍ في الذراع، فقد تكون هناك ضرورة لإجراء تخديرٍ عام، كي يتمكَّن الأطبَّاء من إعادة العظام إلى موضعها الأصلي. يمكن استخدامُ رباط قماشي لتثبيت الذراع إلى حين الوصول إلى المستشفى (حيث يُمرَّرُ تحت الذراع، وثمَّ حول الرقبة). ويجب تجنُّب بسط الذراع. يمكن وضعُ كمَّادة ثلجيَّة على المنطقة المصابة للمساعدة على تخفيف الألم والتورُّم. في حال تعرُّض الطفل لإصابة في ذراعه أو معصمه، يمكن للمسعف أن يتولَّى مهمةَ دعم يد الطفل وتطمينه، والطلب من شخصٍ آخر قيادة المركبة إلى المستشىفى.
علاج كسور الذراع أو المعصم
يجري علاجُ كسور الذراع والمعصم عادةً في قسم الطَّوارئ في المستشفى. ويختلف نوعُ العلاج باختلاف شدَّة الإصابة. يقوم الطبيبُ أوَّلاً بإعطاء المُصاب مُسكِّنات للألم، ثمَّ يقوم بتطبيق الجبيرة على ذراعه لتثبيت الكسر ومنع تفاقمه. يجب إجراء صورةٍ شعاعيَّة للذراع لمعرفة نوع الكسر الحاصل. وحتى الكسور الشعريَّة hairline fractures يمكن أن تظهرَ على هذه الصورة بشكل خطٍّ باهت. يمكن علاجُ الكسور البسيطة التي لم يحدث فيها انزياح للعظم بتطبيق جبيرة جبسية، حيث يُحافِظ هذا الإجراء على نهايات العظام المكسورة بجوار بعضها بعضاً حتى الالتئام الكامل. وسوف يجري تزويدُ المُصاب بمسكِّنات للألم لاستعمالها في المنزل وكذلك بمعلوماتٍ عن كيفيَّة العناية بالجبيرة. كما يجري تحديدُ موعدٍ للحضور إلى عيادة الكسور العظميَّة، حيث يقوم اختصاصي جراحة العظام بمتابعة حالة الكسر عند المُصاب. قد يحدث في حالة الكسور الأكثر شدةً تغيُّرٌ في موضع العظام؛ فإذا لم يجرِ ردّ العظام إلى موضعها، فقد تلتئم في غير وضعيَّتها الصحيحة. ويمكن للطبيب أن يلجأَ إلى طريقة تُسمَّى "الردُّ المغلق" بهدف إعادة العظام إلى مكانها. قد يعمَد الطبيبُ إلى استخدام التخدير الموضعي أو الناحي لتخدير الذراع (نادراً ما يُستَعمل في حالة الكسور عندَ الأطفال)، أو التخدير العام. إذا نجح الأطبَّاءُ في إعادة العظام بشكلٍ صحيح إلى مكانها، فسيقومون بتطبيق جبيرة جبسية لتثبيت الكسر، ومن ثم متابعة حالة المريض من خلال جدول زيارات منتظم يتخلَّله إجراءُ صور بالأشعة السينية لتقييم الكسر. يُفضَّل علاجُ بعض الكسور بالجراحة بهدف ردِّ العظام المكسورة إلى موضعها وتثبيتها. وتشتمل هذه على الكسورِ المتبدِّلة displaced fractures، وكسور المفاصل، والكسور المفتوحة. ويمكن أن يقومَ الجرَّاح بتثبيت العظام باستعمال الأسلاك أو الصفائح أو البراغي أو القضبان. ويُسمَّى هذا بالرَّدِّ المفتوح open reduction والتثبيت الداخلي. وغالباً ما تبقى هذه القطعُ المعدنية في جسم المصاب طوالَ حياته، ما لم تتسبَّب بمشاكل. و قد يُستعمَل في حالات نادرة طوقٌ خارجيٌّ لتثبيت العظام، يُعرَف باسم المثبِّت الخارجي. ويجري استعمالُ قالب الجبس بعدَ معظم العمليَّات الجراحيَّة لحماية موضع الكسر. كما قد يطلب الطبيبُ من المصاب استخدامَ حمَّالة للذراع لتأمين راحته. وغالباً ما يتمكَّن المصابُ من العودة إلى المنزل خلال يومٍ أو يومين من إجراء العمل الجراحي.
التعافي من كسر الذراع أو المعصم
يبقى القالبُ الجبسيّ مُطبَّقاً على ذراع المصاب حتى التئام الكسر. وتعتمد فترةُ التئام الكسر على نوعه، وما إذا كان قد تسبَّب بإصابة الأنسجة المحيطة به، وكذلك على عمر المريض؛ فمثلاً، يحتاج الأطفالُ الصغار الذين يعانون من كسر في المعصم إلى استعمال الجبيرة الجبسية أو القابلة للنَّزع لمدَّة أسبوعين أو ثلاثةٍ فقط. أمَّا عند كبار السنِّ، فيحتاج الشفاءُ إلى وقتٍ أطول، كما أنَّ حدوثَ التيبُّس هو أمر شائع جدَّاً. من الضروري الحفاظُ على جفاف الجبيرة الجبسيّة وعدم تعريضها للماء. سوف يشرح الطبيبُ للمريض تعليماته حول توقيت نزع الجبيرة الجِّبسية والعودة إلى ممارسة النشاطات المعتادة أو العمل. غالباً ما يشعر المصابُ بتيبُّس وضعف في ذراعه عند إزالة الجِّبس. وقد يكون من المفيد إجراءُ جلسات للعلاج الفيزيائي لاستعادة قوَّةِ عضلات الذراع وحركتها الطبيعية. ونادراً ما يحتاج الأطفالُ إلى مثل هذا العلاج. يزداد عند الأطفال خطرُ حدوث الكسر من جديد فورَ نزع الجبس. ولذلك، يُستَحسنُ أن يتجنَّب الأطفال ألعاب القفز وممارسة الرياضات الخشنة (مثل كرة القدم) لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع إضافية، للتقليل من هذه المخاطر. يجب الامتناعُ عن قيادةِ المركباتِ في فترة وضع الجبيرة الجبسية، واستشارة الطبيبِ حولَ توقيت العودة إلى القيادةِ مرَّةً أخرى.