نوبةُ نقص التروية العابرة (الهجمة الإقفاريَّة العابرة)
تنجم نوبةُ نقص التروية العابرة (الهجمة أو النوبة الإقفاريَّة العابرة) transient ischaemic attack (TIA) أو "السَّكتة الصغيرة mini stroke" عن اضطراب أو انقطاع مؤقَّت في الجريان الدموي نحو جزءٍ من الدِّماغ.
يؤدِّي انقطاعُ الجريان الدموي إلى نقص الأكسجين الدماغي، وهذا ما يسبِّب أعراضاً فُجائيَّة تشبه أعراضَ السَّكتة stroke، مثل اضطراب الكلام والرؤية والخَدَر أو الضعف في الوجه والذراعين والساقين.
ولكن، لا تدوم النوبةُ الإقفاريَّة العابرة مثلَ السكتة، حيث تستمرّ تأثيراتُها بضعَ دقائق أو ساعات فقط، وتزول تماماً خلال 24 ساعة.
العلامات والأعراض
تتجلَّى الأعراضُ الرئيسيَّة للنوبة الإقفاريَّة العابرة فيما يلي:
* الوجه: قد يحدث ارتخاءٌ في أحد جانبي الوجه، حيث لا يستطيع المريضُ الابتسامَ، أو قد يُصاب الفم أو العين بالارتخاء.
* الذراعان: قد لا يكون المريضُ الذي يُشتبه بإصابته بالسكتة قادراً على رفع كلتا ذراعيه وإبقائهما كذلك، بسبب الضعف أو الخَدَر في أحدهما.
* الكلام: قد يكون الكلامُ متلعثماً أو مضطرباً، أو لا يستطيع المريضُ التحدُّثَ مطلقاً، رغم أنَّه يبدو مستيقظاً.
* الزمن: يجب طلبُ الإسعاف فورَ مشاهدة أيٍّ من هذه العلامات أو الأعراض.
طلبُ المشورة الطبِّية
في المراحل الأولى من النوبة الإقفاريَّة العابرة، لا يمكن الحكم على أنَّها نوبةٌ عابرة أو سكتة كاملة، لذلك من المهمِّ طلبُ الإسعاف فوراً.
وحتَّى عندما تختفي الأعراض خلال انتظار وصول الإسعاف، يجب القيامُ بالتقييم في المستشفى.
تعدُّ النوبةُ الإقفاريَّة العابرة دلالةً مُنذِرة بأنَّه الشخصَ في خطرٍ من الإصابة بسكتةٍ كاملة في المستقبَل القريب، ولذلك يمكن أن يساعدَ التقييمُ الطبيبَ على تحديد أفضل طريقة للتقليل من فرص حدوث ذلك.
عندَ الاشتباه بحدوث النوبة الإقفاريَّة العابرة سابقاً، والتغاضي عنها حينئذٍ، لابدَّ من مراجعة الطبيب من جديد للقيام بالإجراءات المناسبة.
أسبابُ النوبة الإقفاريَّة العابرة
خلال النوبة الإقفاريَّة العابرة، يحدث انسدادٌ أو إعاقة في أحد الأوعية الدمويَّة التي تزوِّد الدماغَ بالدم الغنيّ بالأكسجين.
ينجم هذا الانسدادُ عادةً عن جُلطةٍ دمويَّة تشكَّلت في مكانٍ ما من الجسم، وانتقلت إلى الأوعية الدمويَّة التي تروِّي الدماغَ، مع أنَّ ذلك يمكن أن ينجمَ عن قطع من مادَّة دهنيَّة أو فقاعات هوائيَّة أيضاً.
يمكن أن تزيدَ بعضُ الأشياء من احتمال حدوث النوبة الإقفاريَّة العابرة، بما في ذلك:
* التدخين.
* ارتفاع ضغط الدم.
* البدانة.
* ارتفاع مستويات كولستيرول الدم.
* معاقرة الكحول.
* الرجفان الأذيني (نوع من اضطراب نظم القلب).
* السكَّري.
يزداد خطرُ النوبة الإقفاريَّة العابرة بعدَ عمر 60 سنة، وفي المنحدِرين من أصل آسيوي أو أفريقيّ أو كاريبي.
معالجةُ النوبة الإقفاريَّة العابرة
مع أنَّ أعراضَ النوبة الإقفاريَّة العابرة تزول خلال بضع دقائق أو ساعات، لكنَّ المريضَ يحتاج إلى المعالجة للمساعدة على الوقاية من حدوث نوبةٍ إقفاريَّة عابرة أخرى أو سكتةٍ كاملة في المستقبل.
تعتمد المعالجةُ على ظروف الشخص، مثل عمره وتاريخ الطبِّي.
يمكن أن تُقدَّم َللمريض نصائحَ فيما يتعلَّق بتغييراتٍ في نمط الحياة تهدف إلى التقليل من خطر السكتة، فضلاً عن إعطاء أدوية لمعالجة السبب الكامن وراءَ النوبة الإقفاريَّة العابرة.
في بعض الحالات، قد يحتاج الأمرُ إلى الجراحة لفتح الشريان السُّباتي (وهو أحدُ الشريانين الرَّئيسيين اللذين يروِّيان الدماغ بالدم).
الوقايةٌ من النوبات الإقفاريَّة العابرة
غالباً ما تكون النوبةُ الإقفاريَّة العابرة علامةً على نوبة أخرى قادمة، ولذلك فهي تزيد من خطر التعرُّض لسكتةٍ كاملة خطرة على الحياة في المستقبل القريب.
وبصرف النظر عمَّا إذا كان الشخصُ قد تعرَّض لنوبةٍ إقفاريَّة عابرة أو سكتة في الماضي، هناك عددٌ من الطرق التي يمكن أن تقلِّلَ من خطر التعرٌّض لأيٍّ منهما في المستقبل، وهي تشتمل على:
* المحافظة على وزن صحِّي.
* تناول طعام صحِّي.
* ممارسة النشاط البدني بانتظام.
* تجنُّب الكحول.
* تجنُّب التدخين.
*****************