مُتلازِمة غيلان باريه تُصِيبُ الجِهاز العصبيّ المُحيطيّ
مُتلازِمة غيلان - باريه أو غِيَّان - باريه Guillain-Barre syndrome هي حالةٌ خطيرة ونادِرة، تُصِيبُ الجِهاز العصبيّ المُحيطيّ peripheral nervous system، وتحدُث عندما يُهاجِمُ جِهازُ المناعة الجِهازَ العصبيّ.
لا يُعرَف السببُ الدَّقيق لهذه المُتلازِمة، ولكن يُصاب مُعظم النَّاس (حوالي 60 في المائة) بمُتلازِمة غيلان باريه بعدَ فترة قصيرة من التِقاط عدوى فيروسيَّة أو بكتيريَّة، ويُعتَقد أن العدوى قد تُحرِّضُ جِهازَ المناعة على مُهاجَمة جُذور الأعصاب والأعصاب المُحيطيَّة.
تحدُث مُتلازِمةُ غيلان باريه بعدَ فترةٍ تتراوَح بين أسبُوعين إلى 4 أسابيع من عدوى ثانويَّة عادةً، مثل نزلات البرد أو التِهاب الحلق أو التِهاب المعِدة والأمعاء gastroenteritis.
تبدأ الأعراضُ في القدَم واليدين غالباً قبلَ أن تنتقِلَ إلى الذِّراعينِ والساقين، وقد تنطوي الأعراضُ على:
• ألم ونخز واخدِرار (تنميل).
• ضعف تدريجيّ في العضلات.
• مشاكل في التناسق والقُدرة على المشي.
يحدُث الضعف في جانبي البدن معاً وقد يتفاقم خلال أيَّام عديدة عادةً.
الجِهاز العصبيّ المُحيطيّ
الجِهازُ العصبيّ المحيطي هُو شبكةٌ من الأعصاب التي تمتدّ خارجَ الجِهاز العصبيّ المركزيّ central nervous system، بما في ذلك الأعصابُ الحركيَّة التي يستخدِمها الدِّماغُ لضبط العضلات.
عندَ الإصابة بمُتلازِمة غيلان باريه، يُهاجِم جِهاز المناعة تلك الاعصاب، ويُؤدِّي إلى التِهابها وتوقُّفها عن العمل.
من يُصاب بمُتلازِمة غيلان باريه؟
تُعدُّ مُتلازِمةُ غيلان غاريه من الحالات النَّادِرة، وهي تُصِيبُ الرِّجال بنسبةٍ أكثر بعض الشيءِ بالمُقارنة مع النِّساء، ويُمكن أن تحدُث في أيّ عُمر، ولكنها أكثر شُيوعاً عند البالغين في عُمرٍ يتراوَح بين 30 إلى 50 عاماً.
تشخيص مُتلازِمة غيلان باريه
يصعُب أحياناً التمييزُ بين أعراضِ مُتلازِمة غيلان باريه واضطرابات أخرى تُصِيبُ الجهاز العصبيّ في الدِّماغ، ولذلك يُستخدم اختباران لتأكيد الإصابة عادةً، وهما:
• دراسات التوصيل العصبيّ وتخطيط كهربيَّة العضل nerve conduction studies and electromyography، وهي اختباراتٌ تقيس وظائفَ الأعصاب والعضلات.
• البزل القطنيّ lumbar puncture، حيث تُستخدَم إبرةٌ صغيرة لأخذ عيِّنة صغيرة من القناة النخاعيَّة spinal canal لتحليلها.
كما قد يخضع المريضُ إلى اختباراتٍ للدَّم أيضاً، لتأكيد أنَّ الحالةَ لا تعُود إلى أسبابٍ مُحتَملةٍ أخرى.
عِلاج مُتلازِمة غيلان باريه
تُعالَج هذه المُتلازِمةُ في المُستشفى في جناح يُحدِّده الأطباء استِناداً إلى شدَّة الحالة، وهناك نوعان رئيسيَّان للعلاج هُما:
• الغلوبين المناعيّ الوريدي intravenous immunoglobulin.
• تبديل البلازما plasma exchange (فصادة البلازما plasmapheresis).
يستهدَفُ هذان العلاجان الأجسامَ المُضادَّة التي يُنتجِها جِهاز المناعة لمنعها من إلحاق الضرر بالجهاز العصبيّ المُحيطيّ، ويُعدّ العلاجُ عن طريق الغلوبين المناعيّ في الوريد أكثرَ أماناً وسهولة بقليلٍ من العلاج بتبادُل البلازما، ولكنهما فعَّالان معاً بنفس الدرجة.
التعافي
يصل مُعظمُ مرضى مُتلازِمة غيلان باريه إلى مرحلة التعافي الكامل، ولكن قد يحتاج المريضُ إلى البقاء عدَّةَ أسابيع أو أشهُر في المُستشفى، وقد يحتاج التعافي الكامِل إلى عامٍ أو أكثر، ويُمكن المُساعدة على هذا من خلال استخدام المُعالجة الفيزيائيَّة physiotherapy والعلاج المهنيّ occupational therapy والعلاج بالكلام واللغة.
مُضاعفات مُتلازِمة غيلان باريه
لا يتعافى بعضُ الناس من هذه المُتلازِمة بشكلٍ كامل، بل يُمكن أن يستمرّ بعضُ الضعف في العضلات عند نسبةٍ تصِل إلى حوالي 20 في المائة من المرضى ولثلاث سنوات؛ وتنطوي المُضاعفاتُ المُحتَملة على المدى الطويل على:
• عدم القُدرة على المشي من دون مُساعَدة، كأن يحتاج المريضُ إلى الكرسي المُتحرِّك.
• ضعف الإحساس (رنَح حسِّي المنشأ sensory ataxia) قد يُسبِّبُ ضعفاً في التنسيق.
• ضعف التوازُن.
• ضعف في عضلات الذراعين أو الساقين.
• مشاكل في حاسة اللمس (خلل اللمس dysesthesia)، وتأتي غالباً على شكل إحساس بالحَرق أو النخز.
كما قد يُعاني بعضُ مرضى هذه المُتلازمة من تعبٍ مُتواصل أيضاً؛ وفي حالاتٍ نادِرةٍ، يُمكن أن تُهدِّد المُضاعفات حياةَ المريض، خُصوصاً في المرحلة الحادَّة عندما يكون في أقصى درجات التوعُّك.
****************