متلازمةُ الألم الناحي المركَّب
متلازمةُ الألم الناحي المركَّب هي حالةٌ لا تزال غير مفهومةٍ تماماً، يُعاني فيها المريضُ من ألمٍ شديدٍ ومستمرٍّ.
على الرغم أنَّ معظمَ حالات هذه المتلازمة تنجم عن حدوث إصابة ما، إلاَّ أنَّ الألمَ النَّاجم يكون أكثرَ شِدَّةً، ويستمر لمدَّةٍ أطول من المعتاد.
ويقتصر الألم على طرفٍ واحد عادةً، ولكنَّه قد ينتشرَ إلى أجزاء أخرى من الجسم أحياناً.
قد يصبح الجلدُ في الجزء المصاب من الجسم شديدَ الحساسيَّة، بحيث يمكن للمسةٍ أو ارتطام خفيف أو حتى تغيُّرٍ في درجة الحرارة أن يُثيرَ ألماً شديداً.
ويمكن للمناطق المُصابة أن تصبحَ مُتَورِّمةً أو مُتيبِّسةً أيضاً، أو يتقلَّب لونها أو درجة حرارتها.
تتحسَّن العديدُ من الحالات تدريجيَّاً بمرور الوقت، وقد تتعافى بشكلٍ تام. إلاَّ أنَّ بعضَ الحالات لا تتحسَّن، ويعاني المُصابُ من الألم لسنوات عديدة.
متى ينبغي طلب المشورة الطبيَّة؟
يجب على الشخص استشارة الطبيب إذا عانى من آلامٍ مستمرةٍ تعيقه عن ممارسة نشاطاته اليوميَّة.
قد يكون من الصعب تشخيص متلازمة الألم النَّاحي المركَّب، لأنَّ ذلك يتضمَّن إجراء عددٍ من الاختبارات لاستبعاد الأسباب الأخرى المُحتَمَلة. ولذلك يُفَضَّل طلبُ المساعدة في أسرع وقتٍ ممكن، فمن شأن العلاج أن يُقلِّل من معاناة المريض إن بَدَأ مبكراً.
ما هي أسباب الإصابة؟
لا يزال سببُ الإصابة بمتلازمة الألم النَّاحي المركَّب غيرَ معروف، ولكنَّه يُعتَقدُ بشكلٍ عام أنَّها ناجمةٌ عن ردَّة فعل الجسم غير الطبيعيَّة تجاه إصابةٍ ما.
وقد ساد الاعتقادُ لفترةٍ ما بأنَّ هذه المتلازمةَ هي حالةٌ جسديَّةٌ ونفسيَّة في آنٍ واحد، إلا أنّ الأبحاثَ الحديثة نفت صحَّة ذلك.
من هم الأشخاص المُعَرَّضون للإصابة؟
من الصعب تقديرُ مدى انتشار متلازمة الألم النَّاحي المُركَّب على وجه الدقة، حيث إنَّها قد تُشفى من تلقاء نفسها، قبل أن تُشَخَّصَ، أو يكون تشخيصُها خاطئاً. وقد زعمت إحدى الدراسات أن ما نسبته شخصٍ واحدٍ من بين كلِّ 3800 شخص في المملكة المتَّحدة – على سبيل المثال - يُصاب سنويَّاً بهذا المتلازمة.
يمكن لمتلازمة الألم النَّاحي المُركَّب أن تحدثَ في أيِّ عُمر، بما في ذلك الأطفال، إلا أنَّ متوسِّطَ العمر للإصابة بهذه المتلازمة هو 50 عاماً. وتُشكل النساء نسبة 75% من الحالات.
المعالجة
يشتمل علاجُ متلازمة الألم النَّاحي المُركَّب على أربعة جوانب رئيسيَّة:
التثقيف والتدبير الذاتي - ينبغي أن يحصلَ المريضُ على معلوماتٍ واضحةٍ بشأن حالته الصحيَّة، وأن تُقدم له المشورة حول الإجراءات التي يمكنه اتِّباعها بما يساعده على التدبير الذاتي للحالة.
العلاج الفيزيائي - تساعد تمارينُ العلاج الفيزيائي على تدبير الأعراض وعلى خفض مخاطر حدوث مشاكل جسديَّة على المدى الطويل.
تخفيف الألم - تساعد الأدويةُ المسكِّنة على تخفيض الألم، مثل استعمال مضادَّات الاختلاج أو مضادَّات الاكتئاب.
تقديم الدَّعم النفسي - فمن شأن ذلك أن يساعدَ على مواجهة الأثر النفسي لمتلازمة الألم النَّاحي المُركَّب، ومن الأمثلة على هذا النوع من المداخلة: العلاج السلوكي المعرفي.
ونتيجةً لطبيعة متلازمة الألم النَّاحي المُركَّب المُعقَّدة، تتولَّى رعاية المُصاب مجموعةٌ من الأطبَّاء من مختلف الاختصاصات عادةً.
*************