ابو شنب المدير العام
عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
| موضوع: الأعراض غير المُفسَّرة طبيّاً الثلاثاء مارس 14, 2017 5:18 pm | |
| يُعاني العديدُ من الأشخاص من شكاوى جسديَّة بشكلٍ مستمرّ، مثل الدوخة أو الألم، والتي لا يبدو أنَّ لها سبباً طبيّاً واضحاً.يُطلَقُ على هذه الأعراض أحياناً مصطلح "الأعراض الطبيَّة غير المُفسَّرة medically unexplained symptoms" أو "الوظيفيَّة" functional عندما تستمرُّ لمدَّة تزيد على بضعة أسابيع، مع عدم قدرة الأطبَّاء على تشخيص المرض أو معرفة المشكلة الموجودة في الجسم، والتي قد تكون السببَ في ظهور تلك الأعراض.ولا يعني هذا أنَّ الأعراضَ مزيَّفة أو "مُتَخيَّلة"؛ فهذه الأعراضُ حقيقيَّة، ويمكنها التأثير في القدرة على أداء العمل بالشكل الصحيح. ويؤدِّي عدمُ معرفة السبب في ظهور هذه الأعراض إلى جعلها أكثرَ إزعاجاً، ويَصعبُ التَّكيُّف معها.وممَّا يُثير الاستغراب أنَّ ظهورَ الأعراض غير المُفسَّرة طبِّيَّاً أمرٌ شائع جداً، حيث تصل نسبة حدوثها إلى حوالي 20% من مجموع الاستشارات الطبيَّة في المملكة المتَّحدة مثلاً. الأسبابالعديدُ من الأشخاص الذين يُعانون من أعراضٍ طبيَّةٍ غير مُفَسَّرة، كالإنهاك والألم وخفقان القلب، يُعانون من اضطرابات أخرى كالاكتئاب أو القلق أيضاً. وعلاجُ المشكلة النفسيَّة المرافقة يؤدِّي إلى تخفيف الأعراض الجسديَّة غالباً.بينما قد تكون هذه الأعراضُ، عند أشخاصٍ آخرين، جزءاً من متلازمة غير مفهومة جيِّداً، مثل:● متلازمة التعب المزمن chronic fatigue syndrome (CFS)، والتي تُسبِّبُ تعباً مستمرَّاً.● متلازمة القولون العصبي irritable bowel syndrome (IBS): حالةٌ شائعة تُصيبُ الجهازَ الهضمي، وقد تتسبَّبَ بحدوث تشنُّجات في المعدة ونفخةٍ وإسهال أو إمساك.● الألم العضلي الليفي fibromyalgia، والذي يتسبَّبُ بالشعور بالألم في كامل الجسم.يمكن أن تمارسَ المشاكلُ النفسية أو مشاكل الحياة دوراً في الإصابة بهذه المتلازمات أيضاً؛ فمثلاً، يمكن أن تحدثَ متلازمةُ القولون المتهيِّج نتيجة الشِّدَّة النفسيَّة عند بعض الأشخاص؛ وعلاجُ هذه الشِّدَّة قد يُفيدَ في التَّخلُّص من هذه الأعراض؛ إلاَّ أنَّه قد تكون هناك مُثيراتٌ أخرى (فمثلاً، قد تحدثُ متلازمةُ القولون المُتهيِّج ومتلازمة التَّعب المزمن بعدَ حالات العدوى).لا يكون هناك تفسيرٌ لظهور الأعراض في بعض الأحيان، ولا يستطيع الأطبَّاءُ تشخيصَ السبب ببساطة. ويُعَدُّ هذا أمراً غيرَ مألوفٍ في المجال الطبِّي، ولكنَّه لا يعني أنَّه لا يمكن القيامُ بأيِّ إجراءٍ لتقديم المساعدة.وإذا كان الشخصُ متخوِّفاً من وجود مرض كامِن لم يستطع الطبيبُ تشخيصَه، فيمكنه الحصولُ على استشارةٍ أخرى بشأن حالته. ما نوعُ الشكاوى التي يمكن أن تكونَ "غيرَ مُفَسَّرة"؟تميل الأعراضُ غير المُفَسَّرة طبِّياً إلى أن تكونَ مشاكلَ عامَّة إلى حدٍّ بعيد، مثل:● التعب.● الألم.● الصُّداع.● خفقان القلب.● ضيق النَّفَس.● الدَّوخة والشعور بالمرض.يُعاني الشخصُ عادةً من هذه الأعراض إلى جانب معاناته من الاكتئاب أو القلق غالباً.تتفاوت شدَّةُ تأثير هذه الأعراض في الأشخاص، حيث يقوم بعضُهم بزيارة طبيبهم رغم أنَّهم يُعانون من أعراضٍ بسيطةٍ نسبيَّاً، بينما قد يصبحُ آخرون غيرَ قادرين على مواصلة نشاطهم. الأشخاصُ المُعرَّضون للإصابة بهذه الحالةتُفيدُ التقاريرُ بأنَّ ظهورَ الأعراض غير المُفَسَّرة يكون أكثرَ شيوعاً عند:● النساء.● الشباب.● الأشخاصُ الذين تعرَّضوا حديثاً للإصابة بالعدوى أو بمرضٍ جسدي، أو الأشخاص المُصابين باعتلالٍ صحي أو متأثِّرين لموت أحد أقاربهم.● الأشخاص الذين سبقَ أن عانوا من مشاكل، كالاكتئاب والقلق.تكون نسبةُ النساء اللواتي تُراجعنَ الطبيب عند شعورهنَّ بالأعراض غير المُفَسَّرة طبِّياً أكبرَ من نسبة الرجال، بينما لا يرغب بعضُ كبار السن في إزعاج طبيبهم. ما العلاقةُ بين الصحَّة الجسديَّة والنفسيَّة؟تُعدُّ مجرَّدُ معاناة الشخص من سوء الصحَّة الجسديَّة كافيةً لأن يُصابَ بالحزن وبمشاكلَ نفسيَّة، وعكسُ هذه الجملة صحيحٌ أيضاً.ومن المعروف أنَّه يمكن إثارةُ بعض الحالات، مثل ألم أسفل الظهر ومتلازمة القولون العصبي، أو أنَّها قد تتفاقم عندَ التَّعرُّض لمشاكل نفسيَّة كالشِّدَّة النفسيَّة أو القلق أو الاكتئاب.قد يؤدِّي هذا إلى الوقوع في حلقة مُفرغة؛ فمثلاً، قد يسبِّب عدمُ الاستقرار العاطفي النَّاجم عن المعاناة المستمرَّة من ألم جسديّ إلى الشعور بالاكتئاب، والذي يؤدِّي بدوره إلى تفاقم الألم، وقد يُثيرُ أعراضاً أخرى. ما يمكن أن يُقدَّمه الطبيب؟يقوم الطبيبُ باستبعاد جميع الأسباب الخطيرة المُحتملة والمُسبِّبة لهذه الأعراض. ويُرجَّحُ إجراءُ فحصٍ دمويٍّ شاملٍ واختبارات دمويَّة.ومن الضَّروري البحثُ عمَّا إذا كان سببُ ظهور الأعراض هو استعمال الشخص لأحد الأدوية.يجب على الطبيب أن يتحقَّقَ أيضاً من وجود مشكلةٍ مرتبطةٍ بالأعراض، مثل الاكتئاب أو القلق، والتي قد تُسبِّب أو تُفاقم تلك الأعراض.ينبغي على الشخص إخبار الطبيب بما يلي:● تفاصيل عن الأعراض منذ بداية ظهورها، والعوامل التي أدَّت إلى تحسُّنها أو تفاقمها.● ما يعتقده الشخص أو يخاف منه، وتوقُّعاته لنتائج الاختبارات والعلاجات، وما سبَّبَ هذه الأعراض في رأيه.● تأثير الأعراض في أداء الشخص.● ما تُسبِّبه الأعراض من إزعاج.وهناك عددٌ من الإجراءات التي يمكن أن يقوم بها الشخص، والتي قد تكون مفيدة.يكون من الضروري أن يتعاون الشخص مع الطبيب على وضع خطَّة صحيَّة شخصيَّة، ممَّا يعني الموافقةَ على إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة والأهداف، والتي يُعتَقَدُ أنَّها تساعد على تدبير الأعراض.وقد يلجأ الطبيبُ إلى تحويل المريض إلى مركز للعلاج بالكلام، مثل العلاج السلوكي المعرفي cognitive behavioural therapy (CBT). يهدف العلاجُ السلوكي المعرفي إلى المساعدة على تدبير الأعراض من خلال تمكين الشخص فهم الروابط بين الأعراض والمخاوف والمشاعر والسلوك.قد يكون استعمالُ بعض الأدوية، مثل مضادَّات الاكتئاب، مفيداً، حتى لو كان الشخص لا يُعاني من الاكتئاب؛ إلاَّ أنَّ الأدويةَ ليست دائماً هي الحل، فقد يؤدِّي استعمال مسكِّنات الألم أو المُهدِّئات مثلاً إلى الاعتياد على استعمالها. ولذلك، ينبغي الموازنةُ دائماً بين الفوائد الممكنة لاستعمال الدواء والآثار الجانبيَّة المحتملة الحدوث.وإذا شعر الشخصُ بأنَّ الطبيب لا يأخذ شكواه على محمل الجِد، فيمكنه استشارة طبيبٍ آخر. ما ينبغي أن يقوم به الشخص للتَّخلُّص من الأعراضيستطيعُ الشخصُ القيامَ ببعض الإجراءات التي تُحسِّنَ أو تُخفِّفَ من بعض الأعراض الجسديَّة. مثل ممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام وتدبير الشِّدَّة النفسيَّة.فممارسةُ التمارين الرياضيَّة بانتظام، وذلك 3 مرَّات أسبوعيَّاً، بحيث تكون مدَّة كلِّ جلسة 20 دقيقة، تحافظ على صحَّة الشخص على الأقلّ، وتُعطيه فرصةً لأخذ قسطٍ من الراحة من المهام الأخرى، أو لمجرَّد الخروج من المنزل. وقد وجدَ كثيرٌ من الناس أنَّ هذا يُحسِّن مزاجَهم أيضاً. ومن الضروري معرفةُ المقدار الدقيق للتمارين أو النشاط، وذلك حتى يتناسبَ مع صحة الشخص الحاليَّة وقُدراته.يُعَدُّ تدبيرُ الشِّدَّة النفسيَّة أمراً شديد الأهميَّة، لارتباطه بوجود مشكلات كالألم ومتلازمة القولون العصبي.وبشكلٍ عام، يجب أن يُفيدَ ذلك في التخطيط لقضاء بعض الوقت الممتع والاسترخاء، أيَّاً كان الإجراءُ الذي يُساعد على الاسترخاء، سواءٌ أكان ذلك في دروس اليوغا أو التَّأمُّل أو التَّمشِّي في المناطق الريفيَّة.يملك جسمُ الإنسان قدرةً استئنائيَّةً على التعافي، وتوجد فرصةٌ جيِّدةٌ لأن تتحسَّنَ هذه الأعراض في الوقت المناسب، حتى من دون استعمال أيِّ علاجٍ نوعي.*********** | |
|