دنو رمضان...!
دَنا رمضانُ فلتدنُ الأنامُ// ويأتلف التواددُ والوئامُ
وتلتهبُ النفوسُ الى رياضٍ// لها عَرفٌ وطعمٌ وانسجامُ
فيا للهِ كم تهنا وضِعنا// وأصبح كم يخالطنا الظلامُ
فلا عقلٌ وجد واهتمامٌ// بل الغفَلاتُ والفعل الحرامُ
اذا رمضانُ طلّ فلا جفاءٌ// ولا كسل يطول ولا منامُ
فرحْماتٌ به صُبّت علينا// وكم خيرٍ يضوعُ ولا يُضامِ
أيا رمضان يا شهرَ العطايا// لنا رجوى وصوتٌ واغتنامُ
فيا اللهُ مُنّ على عبادٍ// ولا تَردُد ففضلك مُستدامُ
تَهيج مشاعلي ألوانُ شهرٍ// لها أرَجٌ وللأرج احتدامُ
فيا لله كم جدٍ تلألأ // وكم بذل تَشعشع والسلامُ
وفي رمضانَ ايناسٌ وفخرٌ// وأفراح يغشّيها الغمامُ
وأشواقٌ ترِفُ على رُبانا// فيورقُنا التسابق والزحامُ
وفيه الفُ نوعٍ من صفاءٍ// ومغنَى لا يجف ولا يُرامُ
ربيعٌ عالمي في سَناهُ// حدائقُ كم تجود ولا انصرامُ
لك الشكرُ يا رحمن إنا// الى رمضان سبقٌ وارتطامُ
لعل اللهَ يقبلُنا فنسمو// ويحلو عند خالقِنا الصيامُ
ويعلو مؤمنٌ فذٌ سريعٌ// ويُدنيه التبتل والقيامُ
فما أحلا ليالٍ شامخاتٍ// وما أزكى الصلاةَ اذا تُقامُ
وتهتز المسالكُ بارتياحٍ// لما يُتلى وينعشنا الإمامُ
وجودٌ افضليٌ قد تسامَى// ويطربنا التسارع والكرامُ
كَأَنَّ البدرَ بات يشدو// ويرقص فوق دوحتِنا الحمامُ
فيا للهِ والشهر الموشّى// ويا لله إذ هُرع الأنامُ
تباهجُ داخليٌ لا يُضاهَى// كأن العصرَ بات له غرامُ
وتنشرحُ الحياة فلا شقاءٌ// ولا غبن يعكّر او خصامُ
كذا رمضان أشواقٌ تجلت// وإسعادٌ ونور وانتظامُ
أيا رمضانُ يا نبعَ السجايا// وروضٌ لا يقل ولا قَتامُ
ستبقى مُحتفى روحي وأنسي// وتبقى السعدَ ما رفّ اليمامُ