ابو شنب المدير العام
عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
| موضوع: الاحتفالات قبل الصيام الخميس مارس 09, 2017 8:27 am | |
| عيش في شوق لاستقبال رمضان والقلوب تتشوف والعيون تذرف والألسنة تلح في الجعاء أن يبارك لنا في شعبان ويبلغنا رمضان ويبارك لنا فيه.ولكن هناك عادات قديمة صارت ملازمة لهذا الشهر الفضيل وإن بدأت بالانحسار قليلا لكنها ملازمة لآخر شعبان كأنها سنة نبوية وهي في الحقيقة شريعة وثنية.إنها عادة الاحتفال قبل شعبان بالأكل والشرب والتجمع في جماعات سواء في بيوت أو رحلات خلوية واتخذت لها أسماء متعددة تعالوا نفتح صفحات الأديان لنقرأ عنهافي الديانة النصرانية نجد هذه العادة الدينية والتي يصاحبها احتفال كبير يسمى"الكرنفال "وهو يبدأ عادة مع العطلة التي تسبق الصيام الكبير، وكلمة كرنفال تعني الابتعاد عن اللحوم). قيل أيضا أنها نشأت من المعنى اللاتيني كاروس نافيلس والتي أتت من اليونانية، وهي عربة كانت تحمل الإله أبولو، ليطوف بها بين الناس.تبدأ الاحتفالات في الثالث من سيبتواغيسيما، وهو الأحد الأخير الذي يسبق رماد الأربعاء، لكنه في بعض الأماكن يبدأ قبل ذلك التاريخ بإثنى عشر ليلة، ويستمر حتى الليلة التي تسبق الصوم الكبير. ،وضعت هذه الفترة للاستمتاع بكل المنتجات الحيوانية كالزبدة، والبيض، التي يبدأ الصيام عنها. تنتهي هذه الاحتفالات في (ماردي قراس)، فرنسية، والتي تعني (الثلثاء الدسم)، قبل اليوم الذي يسبق رماد الإربعاء، بعدها تبدأ فترة الصيام التي تستمر 40 يوما، وفي بعض الأحيان تستمر حتى يومي الأحد والسبت من الصيام الكبير.وقد ذكر ذلك الحافظ ابن رجب فقال في لطائف المعارف : و لربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل رمضان يراد به اغتنام الأكل لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام، و لهذا يقولون هي أيام توديع للأكل، و تسمى تنحيسا و اشتقاقه من الأيام النحسات.. و ذكر أن أصل ذلك من النصارى، فإنهم يفعلونه عند قرب صيامهم، و هذا كله خطأ و جهل ممن ظنه، و لربما لم يقتصر كثير منهم على الشهوات المباحة، بل يتعدى إلى المحرمات، و هذا هو الخسران المبين، و أنشدهم لبعضهم:إذ العشرون من شعبان ولت فواصل شرب ليلك بالنهارو لا تشرب بأقداح صغار فإن الوقت ضاق على الصغارو قال آخر:جاء شعبان منذرا بالصيام فاسقياني راحا بماء الغمامو من كانت هذه حاله فالبهائم أعقل منه، و له نصيب من قوله تعالى: ((و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها))(الأعراف:170)أما في البهائية فتوجد عقيدة التمتع بكل الشهوات لمدة خمسة أيام قبل بدأ شهر صيامهم وهو 19 يوما كسائر الشهور .وحاليا نجد الشعبنة عادة متأصلة لدى البعض محددة بوقت معين وطريقة معينة وهي الاجتماع في آخر شعبان بين الأهل والمعارف وتناول طعام العشاء والسهر لساعات طويلة قبل بدء الصيام وهنا نقرأ مقال الشيخ سليمان الماجد " قاعدة في الأعياد " توضح الحكم على ذلك وبأنه بدعة بناء على قواعد أصولية فقهية >http://www.dorar.net/art/197 يشير أديب الحجاز الدكتور عاصم حمدان في حديث للجزيرة نت إلى أن "موجة الهجرات التي توافدت على الحجاز قديماً ومن مختلف الثقافات والشعوب، طورت كثيرا في نمطية هذا الفلكور". ويروي الأديب حمدان أن "الأسر كانت تدفع مبلغ ماليا يطلق عليه (القطة) مساهمة منها في مصاريف إعداد الاحتفال وتحضير الولائم والأكلات الشعبية، إضافة إلى تجهيزات مكان الاحتفال الذي غالباً ما يكون عبارة عن مخيم في المناطق البرية، حيث تمارس الألعاب الشعبية كرقصة المزمار وما يعرف باللهو المباح نسياناً للأحزان".وعلى مستوى الجيل الجديد بالحجاز، يؤكد حمدان أن مفهوم الشعبنة تطور كثيرا، حيث أخذ أشكالا جديدة للاحتفال من ذلك حفلات الشواء وسهرات التسامر الفني والإنشادي، إضافة إلى الرحلات البحريةوكما ينقل عن الذين يمارسون هذه العادة قولهم :وتتمثل عادة ''الشعبنة'' في اتفاق الأقارب من أسرة واحدة في الخروج إلى أحد المتنزهات أو الاستراحات ويجتمعون فيها بصفة عائلية، يقضون كامل ذاك اليوم ويقيمون وليمة دسمة، ويتسامرون حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.ولا تقتصر عادة الشعبنة فقط على الأسر، بل حتى الشباب والأصدقاء يقدمون على عادة ''الشعبنة''، وكثير منهم يحجزون الاستراحات ليقضوا فيها يوم الشعبنة. من أهم ما يميّز هذه العادة المجتمعية الحجازية أن جميع تكاليفها توزع على مَن يحضر يوم ''الشعبنة''، فيتم دفع التكاليف بالتساوي بينهم بما يسمى ''القطة''، مما يجعل الأمر غير مكلف للجميع، حيث تراوح تكاليف هذه العادة ما بين 1500 ريال وخمسة آلاف ريال بحسب عدد الأفراد الذين يحضرون مناسبة هذه العادة المجتمعية.وبدهي هناك فرق بين الاجتماع الغير مؤسس على توقيت زمني بعينه يلتزم به الجميع وبطقوس معلومة من التجمع على الطعام وغير ذلك ولو سألنا أي ممارس لهذه العادة البدعية لم تقومون بها لقال: نجتمع ونتسلى قبل رمضان مع أنه يعلم في قرارة نفسه أنهم في رمضان يحرصون على الاجتماع العائلي بين بعضهم في دعوات متبادلة بينهم تمتد إلى قبيل العشر الأواخر فهم إذن لم يفقدوا الاجتماعات فيكون السؤال: إذن لم تجتمعون آخر شعبان؟!!!إن عادة الشعبنة لها جذورها العالمية وكون منطقة الحجاز مفتوحة على العالم فطبعي أن تتوافد مع الحجاج والمعتمرين والراغبين في مجاور بيت الله عاداتهم وتقاليدهم وبقايا أديان كانت منتشرة في دولهم فصبت صبا في منطقة تجمعهم في الحجاز وباتت عادة مغروسة بطقوسها المفروضة التي رأى فيها علماؤنا الأفاضل أنها نحت نحو البدعة في شروطها فكانت فتاواهم بلنهي عنها كما أفتى بذلك ابن عثيمين بقوله بعض العائلات يجتمعون في أخر ليلة من شعبان ويصنعون أطعمة وبعض كبار السن عندهم أهازيج لهذه المناسبة فما حكم الاجتماع والطعام ؟الجواب :عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب بقوله : أنا أرى أنها إلى البدعة أقرب ، وإلى النهي أقرب من الحِلّ ، لأنه يُتَّخذ عيدا ، ولو كان مصادفاً مرة واحدة فإنه لا بأس . -ولو تأمل المسلم حال الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في شعبان لوجدوا مايخالف ذلك البتة فمن السنة الإكثار من صيام شعبان وتلاوة القرآن والتزود بالطاعات إجمالا تدريبا وتأهلا لرمضان فتكون الطاعات فيه أيسر وأقوى لترويض النفوس عليها .وكان يسمى شهر القراء وهو شهر ترفع فيه الأعمال فقد قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم شعبان قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائمالراوي: أسامة بن زيد المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - لصفحة أو الرقم: 2/130 | |
|