ابو شنب المدير العام
عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
| موضوع: لماذا نجدد التوبة قبل رمضان الخميس مارس 09, 2017 8:03 am | |
| لماذا نجدد التوبة قبل رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم ﻷن اﻷصل في المؤمن تجديد التوبة في كل وقت وآن ، قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يستغفر ربه ويتوب إليه في اليوم أكثر من مئة مرة . نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن التوبة منزلة عليّة من بلغها فقد بلغ الخير كله ، يقول ابن القيم - رحمه الله - عن التوبة : " وهي أول منازل السائرين إلى ربهم وأوسطها وآخرها " فهي ليست منزلة العصاة المجرمين بل هي منزلة اﻷنبياء المصطفين قال تعالى : " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " فهي منزلة عزيزة منيفة من بلغها بلغ السؤدد والخير والرفعة وتهيئ أن يكون عبدا صالحا منيبا - وهؤﻻء هم أهل جنة الرضوان - . - نجدد التوبة قبل رمضان ﻷننا نرى من أنفسنا ومن غيرنا الحرمان من الخير في شهر رمضان فﻻ جد في العبادة ، وﻻ اجتهاد في القيام ، وﻻ صرف وقت للتﻻوة ، وﻻ يد تبذل الخير والمعروف .. فحُرمنا خيرات بسبب عيشنا في ظلمات الذنوب ، فتجديد التوبة قبل رمضان أصبح أمرا ﻻزما حتى ﻻ نحُرم الطاعة فيه فنخسر خسارة ﻻ تعدلها خسارة . - نجدد التوبة في رمضان وفي كل آن . ﻷن الذنوب جراحات - ورب جرح أصاب مقتل - كثير منا يعصي ربه وﻻ يرى أثر ذنبه ومعصيته ويتعجب من هذا ! وما علم المسكين أن حرمانه من أثر الطاعة أعظم عقوبة يعاقب بها . (أذنب عبد سنوات فناجى ربه ليلة فقال : رب كم أذنبت وﻻ أرى لذنوبي أثراً ؟ فهتف به هاتف : ياعبدي...ألم أحرمك لذيذ مناجاتي ) فذنوبنا تحرمنا لذيذ المناجاة وحﻻوة الطاعة التي هي جنة الدنيا المعجلة . فلذا كان ﻻزما علينا تجديد التوبة قبل رمضان . - نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن القلوب قست ، واﻷفئدة تصلبت وكأنها قدت من صخر ، فﻻ هي تخشع عند التﻻوة ، وﻻ العيون تدمع عند سماع قوارع اﻵيات ، تدخل المسجد الجامع والقارئ يقرأ فﻻ تشعر بهمس من خشوع ، وﻻ ترى بكاءا للعيون ، فحري بالنفوس أن تجدد التوبة قبل رمضان حتى تلين القلوب وتفوز بمرضاة الله . - نجدد التوبة قبل رمضان ﻷننا نرى الموت ينزل بالناس في كل لحظة ، ونشاهد يد المنون تخطف هذا وتطرح ذاك . تردي التي قد استعدت لعرسها ولكنه قد سبق قضاء الله بانتقالها للدار اﻵخرة والحكم عليها بالموت . فهذه الموعظة - أعني موعظة الموت - ينبغي أن تكون حاملة لنا للمسارعة للتوبة وأن ﻻ نستجيب لطول اﻷمل الذي تُكذّبه لوقائع أمامنا ، فالوحى الوحي ، والنجا النجا قبل حلول الموت بنا . - نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن الفتن قد أحاطت بنا من كل مكان . قتل هنا ، وهﻻك هناك وﻻ ثم نجاة إﻻ باللجوء إلى الرحمن قبل أن يحل بنا ما حل بغيرنا فﻻ نستطيع ساعتها فعل طاعة ، وﻻ نملك وقتها دفع مصيبة . رمضان يا إخوتي نور لﻷرض وهداية للعالمين ، والخاسر من حُرم خيره وخيراتها . أدرك رمضان يامؤمن بلقاء الله ووعده ووعيده . أدركي رمضان أيتها المؤمن ، قبل خروجه وتفلت فرصة الطاعة فيه . ( ومايدرنا لعله آخر رمضان نلقاه ) اللهم يارحيما بالعباد ، ويالطيفا بالخلق وفقنا للتوبة النصوح وخذ بأيدينا لما يرضك عنا . اللهم هذه نواصينا الخاطئة بين يديك فألهمنا رشدنا وارحمنا بطاعتك .
| |
|